د. حيدر إبراهيم: صعوبة أن تكون سودانيا..!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 05:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-29-2006, 01:32 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. حيدر إبراهيم: صعوبة أن تكون سودانيا..!!

    صعوبة أن تكون سودانياً..!! «2»
    مرت خمسون عاماً على الاستقلال، وكانت سنوات اغلبها خيبة وفشل وعجز، حتى وصلنا الآن الى مرحلة ما قبل السقوط بقليل.. لو سارت الامور على هذا المنوال والنمط العشوائي. ولكن السوداني رغم كل مصائبه يتجنب ان يواجه نفسه ويتحمل المسؤولية الخاصة في هذه الحرائق.. فهناك آخر يتحمل هذه المسؤولية، الاحزاب، الكيزان، برونك، والامم المتحدة، الجنوبيون، الصليبيون، المصريون، اولاد الغرب... الخ. ويعود هذا التهرب في الاساس الى طبيعة الشخصية التي تخشى اللوم والادانة والعتاب، وتميل الى الفخر والمدح. وقد لاحظ نعوم شقير ان السودانيين مولعون بالألقاب وبالذات القاب المدح، والتي أورد منها: «صقر الجو وتور الجاموس وكرار وحقّار ورحل الكحل ودود بنقة وأسد الخلا وبولاد الحديد وتمساح وجمل المحامل، العنزة أم قرن وكاسر قيده»: «ص 272». ورغم انطباعاته السريعة وقصر مدته، ولكن يبدو ان ظاهرة الاعجاب بالذات تلفت نظر القادمين الى السودان. ويرى الكثيرون ان هذه الصفات ليست مذمومة ويسمونها الاعتزاز بالنفس والشعور بالقيمة والكرامة.. ولكن السؤال هل تسمح هذه الصفات بقدر من التنازل والتواضع، بحيث يمكن ان يحاكم السوداني نفسه وينقدها بدون احساس بقلة القيمة او ما يسميه السوداني الهوان، وهي صفة كثيراً ما نذم بها الآخرين.
    وتلاحظ قلة الكتابات حول ما يمكن أن نسميه الشخصية السودانية، عدا كتابات متناثرة لمحمد ابراهيم ابو سليم، له كتاب يحمل الاسم، ولكنه احتوى موضوعات ذات صلة بالكيان القومي اكثر من الاهتمام بملامح الشخصية الفردية التي كونها التاريخ. وكتب د. كمال دسوقي، الذي درس علم النفس في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، كتاب تحت عنوان: «دراسات في المجتمع السوداني»، يغلب عليها الجانب الميداني «الأمبيريقي» على حساب البحث عن نظرية. بالاضافة لكتابات أكاديميين أجانب عملوا في السودان وكتبوا ـ انطباعياً مع قدر ضئيل لعمل ميداني عن الأخلاق السودانية، واهتم الانثروبولوجيون ببعض القبائل غير العربية. وقد ظل مجال الشخصية القومية السودانية بعيدا عن بؤرة الاهتمام. وزاد الأمر سوءا بسبب تركيز كتابات التاريخ السوداني على التاريخ السياسي والاداري، وأهمل التاريخ الاجتماعي والثقافي. وهذه آثار مدرسة شبيكة التاريخية والتي كونت العديد من المؤرخين الذين وجهوا تيارات كتابة تاريخ السودان.
    ويمكن أن نفسر اهتمام السودانيين المبالغ فيه بموضوع «الهوية» على حساب الشخصية، خاصة أن موضوع الهوية ـ كما اسلفت في مناسبات سابقة ـ اقرب الى التجريد والميتافيزيقيا منه الى التاريخ والاجتماع، بالذات في الحالة السودانية. فهو بحث عن جذور غمرت في أحيان كثيرة، وافتعال بناء «هوية» ودعمها بتاريخ غامض ودلالات اكثر غموضاً.
    إن اسئلة الهوية التي تستهوي السوداني لا تضيف الى كيانه الوجودي اي الفردي الانساني اي بعد. فالسؤال هل نحن عرب أم أفارقة؟ لا يضيف الى شخصيته الذاتية شيئاً اكثر من ان يربطه بمجموعة ثقافية معينة قد تثقله بمزيدٍ من التخلف والاوهام. ولكن أسئلة مثل هل نحن منتجون ومبدعون أم مجرد مستهلكين وتابعين؟ هل نحن محبون للحرية نناضل من اجلها ام لا نبالي بمن يحكم؟ هل يربطنا الانتماء الوطني القوي ام نتوق الى عودة القبيلة والعشيرة؟ أين وصلنا في بناء الدولة الوطنية الحديثة؟ ماذا انجزنا في التنمية؟ ماذا حققنا في التعليم والمعرفة والبحث العلمي؟ ماذا ابدعنا واضفنا في الشعر والموسيقى والادب والرسم والنحت والرقص والسينما؟ كيف حاربنا التصحر والأوبئة؟ هذه هي الأسئلة المكونة لشخصية سودانية حديثة. ولا تضيف أسئلة العروبة او الافريقية، لأن العربي المتخلف الذي يعيش تحت خط الفقر وعدم تلبية الحاجات الاساسية، لا يتفوق على الافريقي المتخلف في شيء. مهما كان نسب اجداده او انسياب شعره او لونه القمحي.
    كيف دخل السوداني في المتاهة «Labyrinth» الحالية؟ أغامر بالقول إن السوداني مغترب ولا منتم بامتياز. فهو مغترب عن الدولة وعن المجتمع وعن أسرته وعن أقرانه، فالسوداني يعيش في الميلاد حتى الممات على خشبة مسرح، ويلبس عدة أقنعة ويؤدي مسرحية يدري هو قبل غيره أنها مضجرة وأنه مجبر على دوره. ولكن عليه أيضا ان يمثل أنه يحب دوره! هذا الاغتراب يحيط بالسوداني من مستويات عديدة، أهمها وأخطرها العلاقة مع الدولة، وقد يكون هذا مصدر التخريب الذي طال كل أقطار النفس السودانية المهمشة والبائسة والخالية من الفرح والابداع والتي ترتاح الى النمطية والسأم واللا جدوى.
    فالسوداني لم يعش وضعية المواطن داخل دولة تقوم على قانون عقد اجتماعي يحدد الحقوق والواجبات، ومن يكتشف الانسان قيمته ومعناه واحترامه. ولكن السوداني لم يعرف طوال تاريخه هذه العلاقة مع الدولة. فالفونج او السلطنة الزرقاء «1504 ـ 1821م» لم تكن دولة يسميها البعض كونفدرالية تجارية يهتم حكامها بسلامة سير القوافل وحركة البضائع بين القبائل والكيانات الاقليمية المتعادية، ويرى آخرون فيها نظاماً شبه اقطاعي يقوم على علاقة الحماية مقابل الضريبة او العشور. وهذا هو شكل امثل لعلاقة الحاكم والرعية او قل الراعي والرعية، والتي هي اقرب الى الانعام التي يحميها الراعي من الذئاب. والراعي يملك مصائر الرعية «يفترض المواطنين» ولولا شفاعة رجال الدين لما وجدت الرعية ادنى رحمة. ثم كان البديل هو الاستعمار اي الحكم التركي «1821 ـ 1885م» ويرى البعض فيها محاولة تحديث. ولكن النظام الضرائبي «المحدث» طغى على اي تحديث آخر. واختصر المواطن السوداني الغائب تصوره وعلاقته في النظام الجديد، في القول المأثور «عشرة في تربة ولا ريال في طلبة» وعرف السودانيون الكرباج وأساليب التعذيب المهينة والبدائية التي برعت فيها الدولة التركية، ومارستها في بلادها وفي المستعمرات، ولم يكن السودانيون محظوظين. فقد كان التخريب والاهانة اعظم من بعثات الطهطاوي وفتح المدارس وزراعة النيلة.
    وكان الخلاص في حكم وطني طرد المستعمر، ولكنه اختزل المواطنة في غياب الترك والحمرة التي اباها المهدي، اما المواطن السوداني فلم ينعم بعلاقة حقوق وواجبات فاستمرت مطاردة المواطنين للضرائب أو التجنيد. ورغم أن المهدية في مرحلة الثورة استطاعت ان تحشد الطاقات الوطنية ضد المستعمر، ولكن مع قيام الدولة تحولت شعارات الكرامة الى قمع جديد. وسرعان ما فقدت الدولة المهدية التأييد، بدءاً من الصراع مع الاشراف ثم قبائل الشكرية والكبابيش والعبابدة والشايقية. كما انقلبت قبائل عديدة سبق أن ناصرت المهدية في الجزيرة ودارفور وكردفان، وعجز السوداني مجدداً عن الدخول في علاقة مواطن- دولة. وتكرس وضع الرعية وتعمق شعور الاغتراب عن الوطن. وكانت النتيجة عودة الاستعمار، وكان الخلاص يأتي دائماً من الخارج.. ولم تكن المقاومة شاملة وقوية. واستطاع الحكم الثنائي أن يحكم بهدوء طوال نصف قرن، وانتهى باستقلال مهذب دشن بتبادل الانخاب بين السودانيين والانجليز.. حسب المحجوب.
    وعرف السوداني نظاماً برلمانياً، ولكن لم يعرف نظاماً ديمقراطياً حقيقياً، والدليل ببساطة غياب التنمية. وهذا جعل من البرلمان مجرد سوق عكاظ لاستعراض القدرات الخطابية والاستشهاد بأبيات الشعر والامثال، وليس بالارقام والاحصائيات. وارتكب النظام البرلماني خطيئته العظمى حين طرد نواب في البرلمان زملاءً لهم آخرين انتخبهم الشعب وليس البرلمان، بسبب انتماءاتهم الايديولوجية. ولم تستطع النظم البرلمانية أن تتحول الى ديمقراطيات، لذلك كان يسهل على ثلاثمائة جندي وضابط ان يستلموا السلطة ولا تتحرك الملايين التي صوتت قبل ثلاث سنوات لحماية احزابها. وهذا مظهر لاغتراب السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا. ويكمن الاختلال السياسي والوجداني في أن هذه الجماهير الصامتة تقوم بانتفاضة شعبية لاقتلاع النظام الذي احتملته ست سنوات او ستة عشر عاماً. وقد اكتسب السوداني نوعاً من الازدواجية السياسية، وقد تكون انعكاساً لازدواجية نفسية في شخصيته، في التعامل مع الاحداث.
    ومثلت الانقاذ قمة اغتراب السوداني داخل الدولة، فقد جاء الانقاذيون وهم أقرب الى الغزاة، فكأنهم دخلوا سمرقند أو الفسطاط، إذ منذ اليوم الاول تعاملوا مع كل بقية السودانيين، اي الذين لا ينتمون الى الجبهة الاسلامية او لا يتعاطفون معها، «كأهل الذمة» فقد تمت الاعتقالات الكثيفة واسرعوا بالفصل التعسفي وحرموا السوداني من حق إنساني يؤكد شخصيته وجدواه للوطن.. حق العمل. وشهد السودانيون قصة مدينتين على أرض الواقع: مدينة الانقاذ ومدينة بقية السودانيين. وصار السوداني يعيش الاغتراب «alienation» يومياً، ويشعر بأنه لا ينتمي لهذا الوطن، وذلك ببساطة لأنه محروم من حقوقه الأولية. وعادت دولة الجباية والضرائب، واختزلت العلاقة في عقد إذعان مع المواطن: أن يقوم بكل الواجبات والالتزامات وزيادة، وفي نفس الوقت ألا يتجرأ بالمطالبة بأي حق.
    www.alsahafa.info
                  

06-29-2006, 04:28 AM

عثمان عبدالقادر
<aعثمان عبدالقادر
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 1296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر إبراهيم: صعوبة أن تكون سودانيا..!! (Re: مكي النور)

    الأخ / مكي
    تحياتي

    قبل أن أقرأ هذا المقال كتبت مداخلة صغيرة مع الأخ هشام هباني تصب في نفس المضمون ولا أحب أن أكرر ما قلته هناك ، ولكني أقول أن ما جاء في مقال د. حيدر حق وصحيح ووأحد من إحتياجاتنا الملحة هو تغيير القيم والمعايير التي توارثها السودانيون إلى الآن وذلك لن يتم إلا عن طريق التوعية والتربية والتعليم التي تتحمل نصيب الأسد فيما نعانية من مشاكل بدءاً من النظام السياسي وليس انتهاءً بالتنمية الإجتماعية ولكي يتم التغيير في التعليم والتربية لابد أن تكون هناك آليآت ومنها إيجاد نظام سياسي يدير الدولة بطريقة جيدة وهذه نفسها بحاجة إلى آليات عجزنا عن توفيرها إلى الآن حتى وسط من تخرجوا في الجامعات بنسبة قد تصل إلى سبعين في المائة لا يستطيعون تمييز الأولويات فتجد الناس مشغولون بالشأن العام وتجدهم يتعاركون في قضايا تافهة مثل الكوتشينة ( وما تجدع البايظ يا لوطي )( آسف لإستخدام هذا التعبير) ولكنه موجود وفي أوساط المتعلمين ،وأظن أن المسألة عندك واضحة لأنها سلسلة متصلة الحلقات وكل واحدة مربوطة مع الأخرى ،إذن البداية لا بد أن تكون في نظام سياسي يوفر الإدارة الجيدة بكل متطلباتها من حرية وسيادة قانون ...........الخ حتى يستطيع أصحاب الفكر أن يتفرغوا للإبداع كل في مجاله أما قبل ذلك فهو حرث في البحر وعلينا أن ننتظر حدوث التغيير بتداعي الزمن وليست بالتخطيط الثوري المدروس.

    أبوحمد
                  

06-29-2006, 08:24 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر إبراهيم: صعوبة أن تكون سودانيا..!! (Re: مكي النور)

    أخ عثمان تحياتي
    أوافقك في تعليقك. وربما استقرار النظام السياسي علي اساس ديمقراطي حقيقي يستصحب التنمية والانحياز للانسان وحماية حريته - والتنمية تبدأ بالطبع بالانسان نفسه، نظام تعليمي عميق الاهداف وليس تعليما للاستوظاف- لنعالج اشكالية :

    Quote: وعجز السوداني مجدداً عن الدخول في علاقة مواطن- دولة


    واشكالية:

    Quote: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا

    التي اشار اليها د حيدر.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de