ما آلت اليه الحياة ....فاطمة الناهض ...نص

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 11:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-08-2006, 09:57 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما آلت اليه الحياة ....فاطمة الناهض ...نص

    Quote: ما آلت اليه الحياة

    فاطمة الناهض
    (الإمارات)

    1.....حكاية كل يوم

    -الى جانب من نقف الآن؟
    - لا افهم
    - اى الجانبين على صواب الآن،آخونا أم ابن عمنا أم الغريب؟
    -لم يعد هناك صواب.. اختلطت الأمور..والكل فقد صوابه..
    - نحتاج من يعلم فى ماذا يجرى الآن.. كي ينقشع الضباب عن الصورة.. كل خمسة او ستة يتلاصقون حول طاولة اصغر من عددهم وحجمهم كأنهم يقصدون ذلك، ومعهم مذيع وميكروفون..ومحطة فضائيه..
    -ثم..... من هؤلاء حول الطاولة؟
    -من؟
    - هؤلاء هؤلاء
    -لا اعلم
    - نحن مع من الآن إذن؟
    -مع أولئك الذين يركضون بحثا عن ملجأ..الهاربون من الفقر الى القفر.. المستجيرون من القتل بالموت.. ملح الأرض المسفوح فى الشوارع.. وبين مخلفات القصف.. النائمون على الطوى..والمستيقظون على صوت أمريكا.. والعالقون فى غبار الحياة مثل نجوم منسيه،لا يعرفون متى ينتهي الكابوس ويعودون الى أماكن الطفولة، سالمين من كل شر.
    -من كل شر؟
    -من كل شر
    -كان الحرب طالت كثيرا؟
    -كأنهم أرادوا لها ان تطول
    - او ربما كأنها لم تبدأ بعد؟
    -كأنها.

    2...صديقي الذي لا يعرفه احد

    انهم لا يكفون عن سؤالي عما حدث، وكيف حدث،ولماذا.
    وهل اعرف انا لماذا وكيف وماذا حدث.
    جاءتنا الأوامر..فانطلقنا..
    يتحسسنا الموت من كل جانب.. ونحن نهوى..فى مختلف الأوضاع حتى ضربنا القاع..
    حين رفعنا رؤوسنا ما عرفنا أكانت سماء تلك الدامية التي تظللنا..أم سقف الجحيم.
    وفى خبل اللحظة سألني صاحبي هل انتصرنا؟
    أجبته متسائلا وجلدي يتساقط..هل بدأت الحرب؟

    3...الرحيل

    بدا كما لو ان ذلك قد حدث منذ زمن بعيد غابر ، أصبح مجرد تذكره، خليط من الأحلام والذكرى أما الذي حدث فعلا فذلك ما لا يقدر ان يقسم عليه احد، ويكون صادقا تماما .حين وصلنا أخيرا كان الثلج يغطى كل شئ..غطاء مبهر يعمى البصر.يمتد الى ما لانهاية... ولم ننشغل كثيرا بالتفاصيل ..رحنا نتقدم بحذر مشوب بالخوف والترقب...تتثاقل خطواتنا كلما اقتربنا من الهاوية..وكان سعد أول من وصل لأنه أسرعنا..لم يشأ ان ينظر وحده..وحين تقدمت لم أشأ ان انظر ايضا..
    اكتمل عددنا ..يلمع البياض على رموشنا..والخوف.ودوى قلوبنا يسمع من مسافات بعيده.. نظر عمنا الذي نسينا ورحنا نناديه بذلك آخر المسافة المتبقية ولم يما نع..ثم نظر سعد..ونظر الي..أما البقية فراحوا ينظرون إلينا غير مصدقين.. .تتساءل نظراتهم الحيرى عن شيء ندرك انه ليس هناك..لكننا نتابع الحيرة..ونستمر فى النظر.
    تنحنح سعد وهو يشيح بوجهه:هذا ما هربنا اليه إذن
    _تركنا كل شئ من اجله
    -وبعنا ما فوقنا ودوننا للوصول اليه
    -انه عمل كأي عمل آخر
    ردد عمنا وهو يرتجف لأشياء لا تحصى، وراح يتفحص وجوهنا التي غادرتها الحيرة فجأة
    وحين انقلبنا،جميعا، على أعقابنا دون كلمه،بدا وجه الدليل أكثر دهشة،وسأل عمنا الى أين نحن ذاهبون
    -الى حيث يسفّون التراب،ويجرفون الروث،وهم يضحكون.
    -؟؟؟؟؟
    -لكنه ترابهم، وروثهم وحدهم.
    - والحرب؟
    -أية حرب؟

    4...التيه

    أيها الضائع فى الشوارع الخلفية للمدن الغريبة، ومحطات المترو، الصامت فى مهب الشكوك، والحائر فى موضع اليقين، المبعثر مثل أحلام مغادره،قصيدة المتشاعرين،وجواد المغامرين ،المرفوض مثل عبء، والمرغوب مثل سمكة بلا حراشف،
    أقم خيمتك الآن على قمة الجبل..وعندما تؤوب النسور الى موطنها فى الأعالي تسلل تحت جناح الشوق والظلام،وارشق نفسك مثل سهم فى عش من أعشاشها وابدأ الصلاة.
    ربما كانت الحياة كريمة معك فينبت لك جناحان
    او تورثك النسور بعض شجاعتها...فتبدأ النشيد.

    5...العودة

    -هل يذهب أولادك الى المدرسة الآن؟ انقطعت أخبارك منذ زمن.
    -كغيرهم
    -تجدون ما يكفيكم؟
    -..وما لا نجده، نتدبر أمره!
    -بالطوى أم السرقة؟
    - نحن لا نسرق أهلنا
    - من إذن؟...سعد..خطئان لا يصنعان صوابا!
    - مزحة سمجة يا عمنا...
    ضحك سعد فى البدء، ضحكنا بعده،الحزن الشفيف يملأ صدورنا، والأمل، والعوز يرفرف فى سماء غرفته الحميمة وحول قلوبنا، يكاد يصدح بالأنين البارد الصقيل، يشتكى ، لكنه يعلم ان الحال واحد، فيقرر ان يستمر بالضحك، ونحن كذلك.
    دخلت امرأته علينا،فى العادة لا تدخل النساء على الرجال، اعتدل سعد فى جلسته ثم هب ليحمل عنها صينية الشاي، ويقبلها أمامنا على رأسها فتركض من الغرفة خجلي يسبقها ضجيج قلبها الذي سمعناه جميعا فى نفس الوقت. ولاحظنا ان سعدا لم يتحرك من مربعه الذي رسمه لنفسه منذ مجيئنا.
    -الحرب وما تفعل!! قالها مفسرا ولعه بزوجته الذي تجدد أواخر الأيام،و سلمني صينييه الشاي لأدور بالأكواب على الأصدقاء، ترددت، وأنا انظر فى الخفاء الى ساقه الاصطناعية التي يخبئها تحت ثوبه الابيض، فى الحقيقة ما كنت لأتردد قبل ذلك،فى اى وقت من الأوقات . لكن الحرب، جعلتني أقول وأنا اتشظى: لا..لا نريد ان نشرب الشاي من يديك يا سعد، هيا أرنا ماذا تستطيع ان تفعل بهذه الساق الجديدة!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de