|
سلام المستـر بن ..
|
بقلم: د. هاشم حسين بابكر
- وزير التنمية الدولية البريطانى المستر هنرى بن كتب عن قضية دارفور، وكان ما كتبه ضعيفاً جداً بحيث لم يكن ملماً بأبعاد القضية.. وكان حديثه يشبه الى حد كبير الدعاية وهو امتنان بما قدمته بريطانيا للامم المتحدة والمنظمات الطوعية العاملة هناك والتى كان لها القدح المعلى فى تأجيج نار الفتنة فى تلك البقعة المسالمة..!!
- فى تجربة شخصية في تيمور الشرقية رأيت كيف تعمل منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الطوعية الأخرى فى تلك الجزيرة التى لا تملك الحد الادنى من مقومات الدولة..!!
- كنت قد تقدمت بمشروع لتزويد معسكر لاجئين بالمياه بمبلغ خمسة آلاف دولار، وكان الطلب من مفوضية اللاجئين، وصرخت المسئولة فى المفوضية من هول ضخامة المبلغ...!!؟
- فى حين ان أقل موظف لديها كان يصرف يومياً مبلغ 100 دولار بالاضافة الى راتبه الذى ينتهى رقمه بالطاشر أي انه فوق الرقم .10!!
- بعد سبع سنوات تثور تيمور مجدداً بعد الخدعة الكبرى التى انخدع بها العالم...!
- المليارات صرفت على العاملين فى الأمم المتحدة والمنظمات الطوعية فى تيمور بينما صرفت الملاليم على الشعب التيموري حتى ثار ثانية...!!
- قوشماو ذلك اليساري الذى تبنته اجهزة الاستخبارات الغربية وتقوم بهذا الدور الاجهزة الاسترالية فاليوم قوشماو له ابن من ام استرالية وهو حسب النظم استرالي الجنسية يتم اعداده منذ ولادته ليكون حاكماً لتيمور حين يتم ضمها لاستراليا رسمياً..!!
- وهل ثورة أهل تيمور الا نتاج الخداع العالمي والغربي بالذات...؟ وهل أهل تيمور اليوم اسعد حظاً منهم فى العام 1999م...؟
- وهل سيكون اهل دارفور اسعد حظاً من أهل تيمور..؟
- بريطانيا بالذات تختزن حقداً لا حدود له لاهل السودان، فحين كانت لا تغرب عنها الشمس قاومها الشعب السوداني.. وخسرت بريطانيا اعظم جنرالاتها الذين اخضعوا العالم لها..!! ثلاثون جنرالا من اصل ثلاثة وثلاثين قضوا فى السودان هؤلاء كانت بريطانيا تعتز بهم ايما اعتزاز..!!
- قوردون الذى أخضع آسيا احضر خصيصاً لقمع الثورة فى السودان.. ولكنه ذهب كما ذهب غيره..! وهذا الأمر خلف حقداً أبدياً تجاه السودان..!!
- منذ حوالي اكثر من نصف قرن والى الآن يعرض فيلم الخرطوم على دور السينما البريطانية وبصفة دورية، كما أن شاشات التلفزة لها نصيب وافر في العرض..!!
- لورانس اوليفييه أنعم عليه بلقب سير بسبب هذا الفيلم..!!
- الآن الطفل البريطاني معبأ بسبب فيلم الخرطوم.. وقد تم حشوه بالمفهوم الذى يقول ان المتوحشين السودانيين قتلوا الحمل الوديع الجنرال قوردون..!!
- طاغية مصاص دماء يصور بأنه حمل وديع وشعب مُستعمر يوصف بأنه متوحش لانه طالب بالحرية..!!
- وارسلت بريطانيا طاغية آخر اقرب ما يمكن ان يوصف به هو الجنون فشرب من الدم السوداني وما أرتوى أنه اللورد كتشنر..!
- ذات اللورد عُين وزيراً للدفاع وقد سبب مضايقات بجنونه فتم بعثه اثناء الحرب العالمية الأولى الى روسيا.. المانيا اغرقت سفينته ومات فى بحر الشمال وربما احدث هذا الأمر ارتياحاً فى بعض الاوساط الرسمية...!!
- بريطانيا فى قرارة نفسها لا تعتبر أهل دارفور والسودان كله يساوون نفخة دخان من غليون قوردون.. ولو تمزق كل السودان كما تهدف الآن فان الحقد لن يزول..!!
- ان تصعيد قضية دارفور لهذه الدرجة ووصفها بالقضية الانسانية الأولى فى العالم ما هو الا تمويهاً للرأي العام الامريكي والبريطاني عن المستنقع الذى غرق فيه بوش وبلير..!!
- يقول الوزير بن ان حوالى 80 الى 400 الف قتلوا فى دارفور..!!
- فهل يجيبني السير بن كم من القتلى فى العراق وافغانستان تم قتلهم بواسطة القوات الامريكية والبريطانية..؟
- اي سلام هذا الذى يحرس بالجيوش فى كل انحاء الدنيا.. والجيش المنوط به حفظ السلام هو الجيش السوداني صمام أمان السودان...! وهذا الجيش الآن اضعف الحلقات فى السودان...!
- ولماذا الاصرار على نزع سلاح القبائل العربية وهى تمثل 70% من سكان دارفور بينما تنص اتفاقية السلام او بالاحرى اتفاقية السام على استيعاب قوات التمرد فى الجيش السوداني المغلوب على أمره.. هذا أشعال للفتنة باسم السلام..!!
- ان العنصر العربي وغير العربي في دارفور يعيشون تكاملاً اقتصادياً واجتماعياً لا مثيل له فقد تداخلت القبائل فيما بينها وامتزجت الدماء ولا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى.
- كلما فى الامر ان الجميع في دارفور وفى كل السودان يعانون من اهمال الانظمة التى تتابعت على الحكم، بل ان بعضها كان سبباً فى اشعال الحريق..!!
- وقد تلقفتم القفاز وصورتم الامر اعلامياً لشعوبكم ان بدارفور قضية انسانية لصرف نظرها عن ما يحدث لكم فى العراق وافغانستان..!!
- السيد بن ان حديثك الضعيف عن قضية دارفور لا يعفيك من تجاهل غرق حكومتكم فى المستنقع العراقي الآسن...!!
- اتركوا دارفور لاهلها فقد استعصت عليكم حين كانت الشمس لا تغرب عنكم فكيف ستنظر اليكم دارفور وقد توقفت شمسكم عن الشروق..!!؟
|
|
|
|
|
|