قطاع الشمال بالحركة والشماليين بجوبا !!!!

Quote: في حواراته المتوالية والمتلاحقة الأنفاس في الصحف وعلى الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) هذه الأيام ، عبر السيد ياسر عرمان رئيس قطاع الشمال بالحركة الشعبية عن حالة قديمة إنسحقت وتلاشت عن المهشد السياسي ، وهي حالة الهيجان الطائش والأحلام الغارقة في دجي التهويم الطروب، وبدأ ياسر كمجذوب تعلق في أستار اللاشيء وغني لحناً جنائزياً بمزمار من قصب .. وليته استعصم بالصمت .. فأهون له أن يبني حائط مبكاه في صحائف الخرطوم ، وتتوالد كالبكتريا وهو يحاول تفسير وقائع الحياة السياسية اليومية بمعايير مختلفة وأفق ( أضيق من عقل برجوازي صغير ) وكونه – أي ياسر - ، كائن أيدولوجي صغير يحاول العبث بأفكار كبيرة ! فإن ذلك لا يعفي من وضعه تحت عدسة المجهر السياسي العام لمعرفة خبيئة ما وراء أكامه ، وحدود نشاطه الميكروبي في جسد السياسة السودانية المنهك .. تركزت احاديث السيد عرمان حول قضايا الراهن اليومي ، التفلتات الأمنية والاتهامات الموجهة للحركة بتدبيرها ، وما يحدث في الجنوب من خروقات وممارسات ضد الإنسانية ثم عرج لقضية أهم وأكبر وهو ما يثار عن قطاع الشمال بالحركة والبناء التنظيمي الذي يجري بوتيرة عالية هذه الأيام ، لكن المدهش أن الرجل أثبت بنفيه اعتلاء الحزب الشيوعي للحركة الشعبية واتخاذها مطية لبلوغ غاياته وتطلعات حزب يعيش خريف عمره المديد !؛ علاقة رئيس قطاع الشمال بالتدابير الجارية لإحلال روح الحزب الشيوعي لتقمص الحركة ، ليست مطوية في الخفاء إلى هذا الحد الذي يحاول فيه ياسر نفيها ، فالمعلومات تقول إن كوادر الحزب تسلقت كأغصان اللبلاب أجهزة الحركة ومكاتبها ، في النيل الأبيض ( تسعة من تسعة عشر ) وفي سنار ( أحد عشر في تسعة عشر ) وفي مدني تناثر الشيوعيون بدعم من رئيس قطاع الشمال كحبات الرمل على بساط الحركة المبسوط للريح وسافيات التراب ، وفي نهر النيل توسد كبار قادة الحزب ، وسادة الحركة الخالية ، وهو ذاته ما فعلوه في مقاطعات الخرطوم ودوائر البناء الهيكلي للحركة بالعاصمة وفي وسراديبة التي برع رئيس القطاع في تدويرها وتحويرها ومعرفة مداخلها ومجاريها .. والإتهام للشيوعيين بأنهم اخترقوا الحركة ، ليس كما قال عرمان في حواره أنه حديث عنصري رخيص يرى أن الجنوبيين يحتاجون لعقول شمالية ، إنماء هو إتهام حقيقي ينفي مظنة حاجة الجنوبيين لعقول شمالية ، لكنه يؤكد استغفار الشيوعيين للحركة وتسربهم إلى صفوفها خدمة لأغراضهم هم ، لا أغراض الحركة ، فالواضح أن السيد ياسر عرمان يعلم تماماً ان هناك قيادات نافذة في الحركة تعلم إلى أي اتجاه تمضي زوارق قطاع الشمال الشراعية ، مع احتمال انفصال الجنوب ، فإذا حدث ذلك فعرمان لن يكون يتيم دهره ، فقد أسس لنفسه ولتطلعاته حزباً آخر من نثار اليسار وشظاياه ، يكون معبداً جديداً يتلو فيه تراتيل أحلامه الأيدولوجية الغاربة . أمام محاولاته الظهور بمظهر التلميذ النجيب لجون قرنق والتزيد الرخيص بذلك ، هي محاولة بائسة للتحليق بأجنحة من ورق في فضاء الحركة الشعبية الممتلئ حتى آخره بنسور جوارح لا ترى فيه إلا ( إنتهازياً شمالياً ) جاء للحركة في غفلة من التاريخ والزمن وتمشى كما الأراقم حتى قيادتها ورأسها وسنحت له سوانح السياسة وموازناتها ولعبة التعمية التي مارسها قرنق لحركته ، في تصيد لحظته التاريخية ليكون ضمن الجوقة الرئاسية لرئيس الحركة ، أما وقد غاب قرنق ، فوجد ان السهل هو صناعة خيال أصفر شفقي يليق بأحلام الفتي الطائر وهو تائه بين ماضٍ لم يصنعه ومستقبل أقرب من مناط الثريا !! .