|
Re: هل بيننا قاتل؟ (Re: Adel Khamis)
|
الأخ محجوب
سلمات ... وكل سنة وإنت طيب
يشرفني التداخل معك ... وموضوعتك .
نعم ... بيننا فى واقع الأمر قتلة ,
لكن لم نحسن بعد ... موقفنا منهم ,
وهذه فجوة عميقة ... تنال من إحداثيات
القضية ... أو قل القضايا التي تفرقنا
وتجمعنا بهم ... فإن كان الحديث عن المؤسسة
العسكرية بشكلها التاريخي وفى تمثلاتها الإستثنائية
التي تعبر عن { الإستخدام } السيئ ... إنقلابا
وقهرا وتواصي أخرص مع الديكتاتورية ... فحكمك
صحيح بالمرة ... أما أن نفتح فى كتاب الواقع
صفحة تطل على الموضوع ... لنختبر معطياته ...
ونتوالى مع دفوعاته ... فثمة مقاليد تطرأ فى الحين .
المؤسسة العسكرية السودانية لا حول لها ولا قوة , فهي
عبر التاريخ تستدير إلى الداخل وترمي بقفازها القومي
أرضا , لتنتصر للغزاة المحليين ... وصحيح قولك فى كونها
تشيح بوجهها عن مواجهة الأجنبي ... وإن لم يتكفلنا بالغزو
والإحتلال بعد عدو همام .
فالتجاوز الذي تعني . يرتبط بتاريخ تلك المؤسسة فى ضلوعه
المستطير قبالة المعتدي المحلي ... وفي حروبه اللئيمة فى
جنوب البلاد وغربها ... مع هذا الحاضر المؤلم ... فلنربح
المستقبل ... وأخال أن هذا الأفضل فى ظل خيارات كلها مرة ,
إذ المطالبة بالإستغناء عن خدمات المؤسسة العسكرية فى ظل
الإنقاذ ... كحرث فى البحر ... كما أراه منحى عدميا إن
طالبنا بزوال تلك المؤسسة فى ظل السودان الديمقراطي المحتمل
... لأننا هنا نعيد توقيع معالم الدولة والسيادة الأساسية ,
وضمنها خفرنا العسكري القومي .
أكاد أقرأ بين سطورك كل سيرة مأساتكم فى دارفور ... وإذ الجيش هناك
يتنفذ بأمر الإنقاذ ويقتل أهلكم ... ولكم كل الحق فى كل الحنق عليهم ,
لكن صدقني أن القاتل الذي بيننا سياسي آيدلوجيي محض ... ومع أن مصطفيهم
فى رواقات ومخافر الجيش هم الذين يقتلون ... لكنهم ضحايا بالمثل ... فهم
من بيننا ... وهم أهلى وأهلك ... وهم الذين إختاروا من دروب الرزق { الديش }
بكل مضاعفات هذا الإختيار .
أما الموضوع الذي ارى أن أهميته لا تقل عن سابقها ... ويحتاج إلى مبحث وموقف
هو ... أن لدارفور قضية عادلة , وهذه القضية وإلى الآن ترتبط بالسلطة المركزية ,
وما يؤرقني ... أن لماذا تدفع دارفور وحدها ثمن مواجهة المركز , كنت سأجد المبرر
الموضوعي لو كانت هذه المواجهة من أكلاف تقرير المصير , وما يمكن أن يستتبعه من
مفاصلة محتملة ... أما أن يكون غير ذلك ... فهنا قضية ... إن لم تكن مأساة .
أظن أن لي عودة ... مع تحياتي
|
|
|
|
|
|