أختي العزيز (أنا بنت النيل ). لك التحية ، وأعقب غني عن القول إنّ المراحل المقبلة من الوضع السوداني السوداني تتطلب الكثير والكثير، فمسؤولية النهوض بالإنسان ليست مسؤولية الدولة لوحدها وعندما( أقول الدولة لآ أعني نظام بعينه ) إنما مسؤولية الدولة والمواطنين في ذات الوقت ، المرأة والرجل دون تمييز ولا أفضلية، إنها مسؤولية مجتمع يحتاج إلى تغيير في المفاهيم السياسية والاجتماعية والثقافية، وتطوير للقيم والممارسات، وتغيير للنهج السياسي، القائم على الواحدة ورفض التعددية، وفتح الآفاق لتثوير المجالات العلمية والثقافية والإعلامية. أختي العزيز (أنا بنت النيل ).ما اراه أن على المثقف المفكر الملتزم بالسياسة يتوجب عليه أن يرى اللامرئي، ويستحضر الماضي ويستبصر الآتي، ذلك "أن رسالتنا وغاية وجودنا، ودورنا الإنساني، كأمة وسطى، تجمع في قوامها الحضاري الروح بالمادة، الماضي بالحاضر، الجغرافيا بالتاريخ، والبيئة بالمجال الحيوي، مناط بها القيام بمهمتها التاريخية الإنسانية المستقبلية المزدوجة الآيلة الى تحرير الإنسان وتحرير الإنسانية". لأن الحرية لا تعطى بل تؤخذ أخذاً، وإلا كانت كالكفن لا كالشراع. أما الديموقراطية، فهي ليست وجبة "هامبرغر" في حضارة الاستهلاك اللانهائي وفي وحدانية السوق الاستبدادية. والحرية هي "حرية الفعل والكرامة"، وليست "حرية القول والنص"، ولا تتعين الديموقراطية بالماهية والشعار، وإنما بالاختيار، الاختيار الوجودي الفاعل، ولا ينبغي للديموقراطية أن تكون ديموقراطية تمثيلية أو توكيلية أو سوقية قائمة على منطق السوق والسلعة والاستهلاك، وإنما ينبغي أن تكون ديموقراطية تكافلية وتكافؤية "تيموسية" (Tymos) في نفس الوقت، تقوم على تحقيق الذات الفردية والجماعية للأفراد والجماعات وللشعوب وللإنسانية جمعاء. أختي العزيز (أنا بنت النيل ). المطلوب هو قيام نظام سوداني تعددي وإنساني جديد ، يقوم على منطق الاختلاف والاعتراف بالآخر وبخصوصياته، وبالحوار والتفاعل والتبادل، والإقرار بحق وجود التعدد والتنوع الاجتماعي، من غير إغفال لقيم الغيرية وتقرير المصير لدى مختلف الأفراد والجماعات. فهناك فرق واسع ما بين حرية القول وحرية الفعل، وقول الحرية وفعل الحرية. وفرق كبير أيضاً ما بين الديموقراطية الامبريالية ، وحرية الشعوب التي يفترض أن تقرن الحرية بالوحدة وبالتنمية، وأن تقرن الديموقراطية بالنهضة والإصلاح بالتنوير ، فهل نحن أهلا لذلك ؟ أختي العزيزة (أنا بنت النيل ).
أشكرك وأقول : في داخلي مدن من سلام فهل تسكنها أيها الوطن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة