لماذا نعشق القراءة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-06-2024, 12:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-23-2006, 03:26 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا نعشق القراءة (Re: Nana)

    عزيزتي نانا... طبتم صباحا...

    كم سعدت بهذا البوست، بل طبعت كثير من مواده، كي اقرأها على تمهل، وللحق، أحب القراءة، والتعليق بعد القراءة، علي أي كتاب، في أي مجال، وبسبب هذه التعليقات، أملك، الكثير من الكراسات، والحواشي، وإليكم، جزء من تلكم التعليقات، الساذجة، عن المؤلف العظيم، ماركيز، وأنشودته الخالدة (الحب في زمن الكوليرا)... كتب عام 1999م، وفي كراس (عربي)، ذو السطور المتوازية..



    تاريخ : 1999م مارس 17

    كيف كان يقرأ الفتى (الحب في زمن الكوليرا)

    إنه لا يوزع نظراته بالتساوي، هذا ما يفعله ماركيز، كان الفتى، ولأنه نشأ يتيما، يكره الاهتمام بشخص معين، وفي مجلس واحد، ولهذا، ولمناقب أخرى، لا تحصى، كان يحب النبي، (كان الجميع يخرجون منه، ويحس كل فرد منهم، بأنه أحسنهم موقعا لديه)، لهذا امتعض في البدء، فقد نشأت علاقة، ومن أول سبعة أسطر، مع اللاجئ الانتيلي (جيري سان مور)، وهذا الحب المبكر، سببه، بل اسبابه، ولع سان مور بالشطرنج، والسبب الثاني، انه لاجئ، والسبب الأساسي، هو (عذابات الذكرى)، الفتى كل ماضيه، عبارة عن وحش يطارده حتى أفق الغد... يحس بالتقصير، تجاه كل شئ...

    ألقى ماركيز نظره سريعة على (سانتم مور)، ثم مضى لشخوص أخرى، أقل إثارة منه، كما يرى الفتى، أو كما يقول هذيانه، ولكن ليس هذا ديستوفيسكي، أو فوكنر، كي يصوروا لك كل شئ أيتها الفتى، يمكنك ان تجد ضالتك، في (دون كيشوت)، ولكن ماركيز فراشة زاهية، ملولة، تحلق من زهرة لأخرى، ويجري السرد بصورة حلزونية، ونحو الأعلى دوما، نحو الإثارة والجاذبية السماوية المقدسة، إعصار اخضر، يطفو بالاشياء، حتى الجبال تبدو كفلينة حقيرة الوزن، يقول الفتى بأنه يحب ديستوفسكي، لأنه عالم كميائي عجوز، يمسك شخصياته بيده المعروقة، ثم يضعها تحت شريحة المايكروسكوب، مثل قطرة دم مصابة بالملاريا والحب والهوان، ثم يشرح الجسد، والخطوات والأحلام، فهو مثل ذبابة، تحوم وتلف حول هدفها، متجاهلة تهديد القارئ، تذب وتؤب، وماركيز (غراب ذكي)، نفور، متربص، لا يأتى على غره، لاتقارن بينهم، رغم صلتهم الروحية، في معادلة (الواقعية - السحرية)، فالأولى لديستوفسكي، والثانية لماركيز، أحيانا ينسى ماركيز شخصايته (ذكر ذلك في مقال له)، ينسى ابنائه، إله قاس، يخلق (ثم يصم اذنيه، ويغمض عينيه)، تئن الارض، وتلوذ سماءه بالصمت، استفاد من ألف ليلة وليلة، أكثر من أهلها (الكوني، وغائب طعمة، وغالب هالسة)، سرق وبجدارة مناخات التداخل بين الواقع والخيال، والذاكرة والاستشراف، سطا على ليال هندية وفارسية وبغدادية، خير سلف، لخير خلف، بل (حوار غلب شيخو)، يميل للمبالغات، كشيوخ وأمراء الدولة العباسية والاموية (أعطى الفرردق خمسون أ لف بعير محملة بالذهب، وعشرة ألف إبل محمولة بالياقوت، نظير قصيدة مدح)، فطوفان نوح، كان سببه دموع (فلورنيتيو).

    أحيانا، أحس بان ديستفوسكي، بعث من جديد، كي يكمل لوحته الرائعة، فاختارت إلهة الالومب، كولمبيا، موطنا وملهما له، فالاساطير تملأ قلبها وكأنها صورة رنين مغناطسي لظهر نملة نائمة، وهي تحلم بكابوس (فيل مربوط على ظهرها)، كي تتسلق به الجبل (هان الامر على سيزيف، حين رأي هذا المشهد، فشر "النملة" ما يضحك)..

    الحب في زمن الكوليرا، إشارة مرور مجنونة، تغير كل الاتجاهات برغبتها، كان الفتى في القسم العلمي بمدرسة الخرطوم القديمة، كان يحب الكيمياء، والاواصر التي تربط بين الصوديوم والكور، فجأة وفي تهور لذيذ، غير رأية، إلى القسم الأدبي، صديقا لبصير المعرة، وآلان روب غيري، وأبراهيم اسحق، واعمال الليل والبلدة، وكل هذا الجنون، بسبب خمر الحب في زمن الكوليرا، كانت (ارثياء)، تواعد الفتى، من وراء ظهر فلورنيتو، بل ظهر خالقها (ماركيز)، عيون الإله مغمضة، لا تراقب النص كما ينبغي، أه من لذة القبلة الوهمية، لفتاة مخلوقة من حلم، من روائح، من خطف، كانت تخرج من سور غلاف الكتاب، كما يخرج الضوء من زجاج الفانوس، بلا صوت، ينبه ماركيز، إلى أن هناك خروف جميل، فر من حظيرة (الرواية)، إلى حضن القاري، فالمتلقي حر، بعد أن مات (الخالق/ المؤلف)...

    لم قتلته حبيبي ماركيز، كان بمقدروك، أن تجعله يعيش، عام او بعض، بل بمقدروك أن ان يعش مثل نوح، بل يخلد، هل الإلهام جرى بك هنا وهناك، بعيدا عنه، أم تخلصت منه، كي تتفرغ لفلورنتيو، (الهامش والمركز)، أه، هذا الصراع، حتى في النصوص، أتكتب بعقلك ام قلبك، (القلب كالشمس، لا ينسى شئ)، أم تميل للإثارة، كنحر النساء وتويجات الزهور، أم كنت تحت تأثير سلطان اللاشعور، فأملىء عليك خطابة (يالك من أسير لموهبته)، يقال بأن (نساك الهند لهم القدرة على التحكم في عالم اللاشعور، في ضربات القلب، وتسريح الشعر بلا مشط)، شفاء ذاتي، فاللاشعور، صار شعوريا، كحركة اليد..

    أم خفت ان تطول الرواية، إن تطرقت لكل شخوصها ولكنك (تضع الحياة بين قوسين)، كقشرة موز، تحيط بثمرته الجميلة، أساور بمعصم، فالحياة دخلت هذا النص الجميل، كما أدخل الطوفان شعب نوح، وهكذا انطلقت (الحب في زمن الكوليرا)، تحمل على ظهرها ما تبقى من أحياء، من طوفان الكوليرا، رفعنا علم النكبة، ولا حمامة ترصد اليابسة، (أليست الاشياء الرخوة خير من اليابسة)، نحن نثق في البحر أكثر من الأسماك، وأكثر من اليابسة..

    445 صفحة، حقل أخضر، ألم تصاب بالإنهاك، بفتور العاطفة، بالتكلف، بالتبلد، وكأنها مكتوبة بنفس واحد، فترة لم يتخللها نوم أو استراحة أو قوت (أتأكل الملائكة)، أم انك تكسر عادة الملائكة، وتسير في شوارع كولمبيا والمكسيك، وتتزوج من نساء الأرض (مرسيدس)، يقال بان جبريل (جاء في شكل بدوي، شديد سواد الشعر، وشديد بياض الثياب، ولا اثر لسفر عليه)..

    لا اشك انك كتبتها في ساعة واحدة، بل أقل، ولكن في وقت خاص، مثل ولي مغمور في بلاده، كان له زمنه الخاص، لا يقاس بوقتنا، (كان هذا الولي يعيش على ضفاف النيل، في منطقة النوبة والمسيد وأربجي، أرسلته زوجته لجلب ربع رطل سكر من الدكان، بعد أن وضعت الشاي على الكانون، فذهب الولي فوجد كمساري أحد اللواري يصيح بأنه مسافر لسنار، لضريح احد الاولياء، فركب الولي، ثم رجع بعد شهرين، وتذكر أمر زوجته، فأشترى شاي ورجع للبيت، فخاطبته زوجته: لم رجعت سريعا؟)...

    الفكر اسرع من الضوء، كيونة الزمن تختلف من فرد لأخر، في الاحلام تجري الاحداث بسرعة البرق، بل أسرع، ويتمثلها القلب، كلها، ايها الفتى، أتحب سرفانتس، لأنه يتحدث عن الرجل وهيئته، وعن قلبه وجوائشه، وعن حذاءه وضحاياه، من الحشرات والنمل، وعن النمل وقوتها من السكر، وعن السكر وبلورة طمعه من الطين الصلصال، وعن الطين وهوانه وعظمته.. أتريد ان يمتد طرف الرواية للوراء والخلف، كي توازي نهر الزمن، ولكن من وصل للرقم الاخير في سلسلة الارقام؟ حين ينتهي الزمان ماذا بعده؟
    حين تنتهي الارقام ماذا بعدها؟
    حين ينتهي الفضاء، ماذا بعده؟

    كل شئ ممكن مع ماركيز، فحين تكسر حبة رمل، في نصوصه، تجد بداخلها جبل، وتطير منها فراشة مذعورة، وخلفها أسد يزأر، جائع، كل هذه الاشياء جزء من أحشاء حبة الرمل، والباقي، فيحتله المطلق، الذي تبحث عنه التلسكوبات والاقمار الصناعية، وهو مخبوء في حبة رمل).. الحروف السوداء لقلمه، تحمل كل هذا الهذيان الجميل، المثير..

    قرأ الفتى، عبارة (كانت يديها تتحسس بطنه)، قرأتها ثلاث مرات، وفي المرة الثالثة فقدت حلاوتها، ولكنه قرأت عبارة (تفيض البحار بدموعي)، قرأها احدي عشرة مرة، وكانت الأخيرة هي الأقوى، (الروح أقوى من الجسد، أم بداخلي ناسك، رغم آثامي المطلقة)!! انها رواية مدهشة، خبز مستوي، بلا جزء محروق أو نئ!!.

    وحين خلصت من الرواية، شعرت، بل أدركت، بأنني كنت في الجنة...


    نواصل..... (فندق "ميرامار" في قرية على النيل الازرق، ومعه نجيب محفوظ)...

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله بشير on 07-23-2006, 03:30 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
لماذا نعشق القراءة Nana07-19-06, 01:18 PM
  Re: لماذا نعشق القراءة Mustafa Mahmoud07-19-06, 01:37 PM
    Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-19-06, 01:46 PM
      Re: لماذا نعشق القراءة احمد معتصم الطيب07-19-06, 01:58 PM
        Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-19-06, 02:09 PM
          Re: لماذا نعشق القراءة احمد معتصم الطيب07-19-06, 02:25 PM
            Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-19-06, 02:51 PM
          Re: لماذا نعشق القراءة Muna Khugali07-19-06, 02:29 PM
            Re: لماذا نعشق القراءة احمد معتصم الطيب07-19-06, 02:34 PM
              Re: لماذا نعشق القراءة احمد معتصم الطيب07-19-06, 02:38 PM
                Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-19-06, 03:11 PM
            Re: لماذا نعشق القراءة بدر الدين الأمير07-19-06, 02:52 PM
              Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-19-06, 03:26 PM
            Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-19-06, 03:03 PM
              Re: لماذا نعشق القراءة احمد معتصم الطيب07-19-06, 03:58 PM
                Re: لماذا نعشق القراءة Ali Alhalawi07-19-06, 04:13 PM
                  Re: لماذا نعشق القراءة احمد معتصم الطيب07-19-06, 04:19 PM
                    Re: لماذا نعشق القراءة حيدر حسن ميرغني07-19-06, 04:30 PM
                      Re: لماذا نعشق القراءة غادة عبدالعزيز خالد07-19-06, 05:53 PM
                        Re: لماذا نعشق القراءة ابوعسل السيد احمد07-19-06, 09:42 PM
                          Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-20-06, 00:53 AM
                        Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-20-06, 00:40 AM
                      Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-20-06, 00:38 AM
                    Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-20-06, 00:36 AM
                    Re: لماذا نعشق القراءة احمد معتصم الطيب07-20-06, 02:08 AM
                      Re: لماذا نعشق القراءة احمد معتصم الطيب07-20-06, 02:14 AM
                        Re: لماذا نعشق القراءة احمد معتصم الطيب07-20-06, 02:18 AM
                  Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-19-06, 11:55 PM
                    Re: لماذا نعشق القراءة عبدالغني كرم الله بشير07-20-06, 00:23 AM
                      Re: لماذا نعشق القراءة عبدالغني كرم الله بشير07-20-06, 01:18 AM
                        Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-20-06, 01:35 AM
                      Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-20-06, 01:28 AM
  Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-21-06, 12:11 PM
    Re: لماذا نعشق القراءة النسر07-21-06, 12:18 PM
      Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-21-06, 01:30 PM
  Re: لماذا نعشق القراءة Adil Osman07-21-06, 02:06 PM
    Re: لماذا نعشق القراءة Omar Bob07-21-06, 02:51 PM
      Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-22-06, 08:57 AM
    Re: لماذا نعشق القراءة Nana07-22-06, 08:50 AM
      Re: لماذا نعشق القراءة عبدالغني كرم الله بشير07-23-06, 03:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de