القاص عبد الماجد عليش .. علي اخبار الادب المصرية !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-01-2024, 07:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-08-2006, 12:36 PM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص عبد الماجد عليش .. علي اخبار الادب المصرية ! (Re: عصام ابو القاسم)


    ايضاهذاالنص الاجمل :
    Quote: المبني
    عبدالماجد عليش



    استكملت غسلي بالوضوء وظهر في المرآة جسدي الذي انحني ليدخل اللباس الداخلي الأجنبي ولما اعتدلت ارتديت السروال الوطني الأبيض وظهرت بقع دم مسحتها بقطعة قطن ثم القميص الوطني الأبيض فالجلباب الأبيض ثم العباءة البيضاء الملائمة للحذاء.
    سكبت مقدارا كبيرا من عطر (الزعيم) فوق رأسي وخلف أذني ووضعت الشال الأبيض حول كتفي بعد أن لففت العمامة ثم تناولت عصاة العاج. انفتح باب العربة فتحركت وظهرت علي الشاشة خارطة الطريق وأخذ السهم يومض محددا اتجاه شارع علي عبداللطيف.
    اهتزت العربة وكأن الأرض تحتها تهتز وساد ظلام شامل مع غبار كثيف ينهمر من السماء وينبعث من الأرض كانوا يحاولون الجري والعاصفة الترابية تتلاعب بهم فيصطدمون ببعضهم وتصطدم بهم الأشياء التي اقتلعت من جذورها وأخذت أسلاك الكهرباء تومض بضوء وهاج وتسقط فيسقطون متفحمين. زاد اهتزاز الأرض التي بدأت تصدر صوتا من جوفها وتهاوت جدران المنازل وانكشف سترها وهززت رأسي حتي لا يلتقط خاطرة طريق الحرية ويخزنها لكن ظهر علي الشاشة أن الطريق قد ألغي وومض السهم محددا شارع علي عبداللطيف. أبطأت العربة. جمهرة تسد الطريق جمع من الشرطة العسكرية الزنجية: شعر فلفلي وبشرة سوداء والعيون المرتابة تنظر عبر عدسات ملونة زرقاء وخضراء، وبين أياديهم أجهزة الفحص التي تنبعث منها الموجات التي تصنف الجينة الوراثية وتكشف العرق. جوارهم مجموعات من الشرطة السرية الإسلامية في ثيابهم الحضارية الأطلسية الأصولية مع اللحية الخفيفة التي تزين ويتهامسون مع خبير المراقبة الأجنبي الذي استقر خلف جهاز فحص بصمة العين والعربة تتقدم ببطء شديد ثم توقفت بمحاذاة مخبز بروميد البوتاسيم الإسلامي العالمي الذي يوزع مجانا علي المساكين يومي الأحد والجمعة. وتقدمت العربة ببطء فأصبحت أمام مخبز المنظمات الذي خرجت منه مستنسخة من خواجية محجبة بجيتر (كوين) وبلوزة (بينتون) مع خمار (كريستيان ديور) وسارعت تصعد بخفة في عربة إغاثة يزينها شعار الأمم المتحدة.
    صارت العربة بمحاذاة وكلاء (سي.ان.ان) للساتيلايت وملأت الواجهة الزجاجية صور مكبرة لنجوم الأفلام والغناء وأساطير الرياضة ومكتشفي الوجبات الجديدة وقادة البعث الديني الحضاري وفاتحي المدن ورؤساء لجان التحقيق في تجاوزات حروب التحرير وشهداء حروب التحرير. وظهرت صورة ضخمة لوجه (جوليا روبرتس) مشوها بأثر فعل مجموعة لا مرئية، واختفي بسرعة اسم الفيلم بعد أن سقط البطل بفعل المجموعة.. ثم حركة أخري إلي جوار محلات فك الشفرة ثم توقفت تماما أمام بيرغر.
    كانت ذراع آلية تحرك قطع اللحم المستديرة المرصوصة فوق الصاج الأسود المدهون بالزيت وتمتد ذراع أخري وتسكب خلطة البيض والخضار والكاتشب وتسارع ذراع ثالثة تلف الأكل وتمده للبنت التي رفعت أمام الآلة بطاقة ائتمان ثم تقدمت لداخل مجمع أندية الروتاري الذي يشمل صالات البلياردو وأندية الإنترنت ومقر حوار الأديان.
    تحركت العربة ثم توقفت تماما أمام مدخل البنك الإسلامي العالمي الذي كانت مجموعة أجانب ومحليين وماليزيين وصينيين يقفون في مدخله وظهرت في وسطهم محلية إستجنسخت من خواجية. وهززت رأسي بشدة حتي لا يلتقط ويخزن معرفتي بفرع البنك السري الممول لعمليات الاستنساخ. وحولت عيني للجهة الأخري.
    بناء ضخم امتد منتصبا مخترقا الفضاء وعلي جدرانه تمددت أسلاك كشرايين تغذية للهوائيات التي تكومت في قمة انتصابه بشكل شبه دائري ولما ممدت يدي للمصافحة انتحي جانبا ومد يده ولمع ضوء فلاش وسمعت صوته يردد بلغته..
    (مرحبا بأصدقائنا..)
    واستدار مبتسما ملوحا بيديه وقادني بخطوة واثقة مكملة لأناقته المكملة لقوامه.. وتمثل أمامي مرتديا تي شيرت وحافي القدمين وظهرت المقاعد وطاولة وجدت في يدي كأس.
    (صديقنا العزيز معنا اليوم.. رائع.. نحن سعداء.. هذا حقا رائع.. ستكون قمة رائعة تبدو الأشياء فيها..
    سارعت بلغته
    (علي حقيقتها)
    نظر إليٌ ولوٌح بيده
    (لا..لا.. هذه كلمة غير مناسبة أبدا.. انظر.. لتبدو علي.. علي.. بساطتها..
    وواصل وهو يمد كأسه لتلامس حافة الكأس في يدي
    (أنتم.. لم تأخذون كل شيء بهذه الجدية.. أين روح المرح؟
    كان أزيز ينبعث من الشاشة مع تتابع اللقطات ونظرت للجدران: الأزيز من الأزرار التي تحرك الشاشة أم أن الأزرار لا تصدر أصواتا؟
    وسمعت صوته:
    لا تزحم رأسك الجميل بأشياء
    وواصل
    حدثني عن الأخبار؟
    جيدة.. كل شيء علي مايرام..
    جيد.. هذا جيد.. الاستقرار يثمر نتائج.. وباقي الأصدقاء؟
    كلهم يشكرونك كثيرا علي مساعداتك الكبيرة وكل ما تفعله من أجلنا
    لا تذكر.. لا تذكر هذه الأشياء البسيطة. لكن هناك نقطة مهمة. صديقنا ذو الفم الواسع ظهر في مزرعة صديقنا الدبلوماسي.
    حاولت أن أحرك فمي
    ليكن واضحا. نحن نعلم أنكم تحبون العمل الاستثماري كثيرا لكن لا يجب أن يظهر الجميع هكذا دائما طيلة الوقت ارتفع الأزيز ورددت ببطء
    هو يحب العمل الاستثماري كثيرا
    هو لوحده؟
    نطقها بلغتي فسارعت بلغته
    أنت تتقدم بصورة مدهشة في اللغة
    الفضل لصديقنا منسق برنامج حوار الثقافات.. سنوسع هذا البرنامج.
    انبعث من الشاشة صوت عال ونظرت إلي مقعده فلم أجده. تتابعت لقطات سريعة لمدن تظهر وتختفي وارتفع الأزيز مصحوبا برياح وظهر أمامي بقوامه الطويل وقال:
    ما رأيك في الطعام.. النتائج التي توصلنا لها فتحت شهيتي وأنتم جاهزين دوما للأكل
    وجذبني من يدي بيد قوية فانتهيت لصالة أخري خافتة الإضاءة وظهرت المقاعد والطاولة التي رصت فوقها الأطباق والزجاجات والكأسات والورود.
    أجلسني علي مقعد وجلس مواجها لي بعد أن غطي عنقي وصدري بقطعة وأنا أردد:
    لا.. لا.. لاداعي
    لا أريد أن تلصق بك بقعة
    ورفع يده مشيرا للطعام
    مرحبا بكم في عالمنا
    كانت أصنافه عالمية متنوعة ورفع يديه يتلو صلاته فبسملت في سري.. تناول السكين وقطع بيد محترفة ثم غرس الشوكة وبسرعة حشرها في داخل فمي الذي كان مفتوحا وعيناه تنظران مباشرة داخل عيناي فحولت نظري للجدران المغطاة بستائر ألوانها الأبيض والأحمر ومربع أزرق اللون فيه نجوم بيضاء.
    أحسست أن الشاشة خلف الستائر التي غطت جدران الصالة كلها أو أن الستائر هي الشاشة وكان يقطع اللحم بسرعة ويمضغ بإحكام وحاولت المضغ مثله فتسرب سائل من داخل فمي سارع يمسحه..
    لا تحاول مجاراتي.. نحن هكذا.. أنتم تحتاجون لزمن طويل جدا.. لكننا نشترك في حب اللحم.
    ارتفع الأزيز وظهرت مدينة تمطر سماؤها حمم من اللهب فيحاول الناس الفرار ويسقطون وقد تحولوا إلي أشلاء متفحمة.
    لأن اللحم في داخل فمي وتفتت متحولا لعجينة ذائبة ينساب منها سائل لم تخف التوابل طعمه ولا رائحته وهمست والأكل يحكم أثقاله عليٌ بأنني امتلأت.. فغرس الشوكة وأحسست بقطعة اللحم داخلي ورفع وعاء قائلا:
    لم تذق الحساء
    ظهرت امرأة حامل تجري والنيران تطاردها:
    نحن نصنعه من عظام الخراف
    ماذا؟
    غطت النيران جسدها فأخذت تتلوي وظهر فريق الإنسانية العالمي بزيه المميز وسارعوا يحاولون إطفاء النيران واختلط صراخ المرأة مع وميض عدسات الأعلام وذبذبات موجات الأقمار الصناعية التي سبقها اللهيب مغطيا المرأة وسكنت الأصوات وأظلمت الشاشة ثم ظهر في جانب صغير منها فريق الإغاثة يحمل عظام محترقة لجنين..
    جنين..
    ماذا..؟ من عظام الخراف؟ يا للوحشية. يجب أن تمنحوا الحيوانات حقوقها.. كيف تذبحون الخراف المكسينة؟ ظهر أفراد فريق الإغاثة ضاحكين وبين أياديهم مجموعة أطفال أصحاء وحولهم الأطباء والممرضات وظهر جسد المرأة علي سرير مستشفي حاملة الطائرات العالمية التابعة للأمم المتحدة.
    وجدتني في صالة أخري مغطاة بستائر ألوانها الأبيض والأحمر مع مربع أزرق فيه نجوم بيضاء.. وأجلسني علي مقعد أمامه طاولة انعكس علي زجاجها وجهه وتحرك كأس نحوي فمددت يدي.
    راح يجذب شرابه ببطء وينظر إليٌ فنظرت إلي اللقطات المتتابعة علي الشاشة وبدأ رأسي يدور والأزيز يعلو مع اهتزاز الأرض ودوران الخمر برأسي واشتد اهتزاز الأرض وبدأت تصدر صوتا مثل الذي يسبق الزلزال.. وهززت رأسي بشدة فالأزرار التي تحرك الزلزال لا تظهر.. وظهر فريق البحث عن... وجاء وجلس بجانبي وافنتح فمه وبدأت الأرض تهتز وتنفتح وكأس آخر في يدي ومن فمه يتدفق حديث هامس متصل وانفتحت الأرض وتدفق منها سائل ملتهب مصحوب ببخار وزاد الاهتزاز وتصاعدت الحمم عالية وارتفع الصوت إلي دوي هائل وغابت المدينة تحت الأرض وامتلأت الشاشة بالحطام والأشلاء والدماء وهززت رأسي بشدة لأنسي الفيلم الذي عرف من يحرك الزلازل.. واختفت اللقطة وسمعت نبرة غاضبة:
    ما شأنك؟
    وجدت كأس في يدي ووجهي قريب من وجهي وغمرتني الرائحة وأنفاسه تقترب أكثر وحولت وجهي للشاشة التي ظهرت فيها مدينة يلتقي فيها النهرين عند المبني الذي امتد منتصبا في التجويف المتفرج بين النهرين وارتفع صوت الأزيز مغطيا علي صوتي الذي خرج غمغمة والأكل يحكم أثقاله عليٌ حتي يعجزني عن الحركة وأحسست بجسدي يميل لتكتمل الرؤية وأحسست بانتصابه وهوائياته تنتفض كشرايين تضج بدماء ساخنة وحاولت أن أقفز وأن أفتح فمي لأقول أن المبني وأعجزني الامتلاء الكامل الممتد بقوة في داخلي حتي صرخت وسمعت صوت جسد يسقط وساد ظلام والستارة تغطي الشاشة وتوكأت علي العصا.


    http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/623/0700.html
                  

العنوان الكاتب Date
القاص عبد الماجد عليش .. علي اخبار الادب المصرية ! عصام ابو القاسم07-08-06, 12:30 PM
  Re: القاص عبد الماجد عليش .. علي اخبار الادب المصرية ! عصام ابو القاسم07-08-06, 12:36 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de