|
السعادة وعبقرية إدريس جماع - قراءة ثانية
|
قال إدريس جماع نمشي علي الدرب الطويل ولا يطيب لنا مدي إن الحياة بسحرها نغمٌ ونحن لها صدي من مات فيه جمالها فمقامه فيها سدي كم عاشقٍ لسعادة ضل الطريق وما إهتدي هي فيك وهي رضاك عنك ففيم تبحث أبعدا تتجلي عبقرية إدريس جماع ليس فى سلاسة اللغة ولا قوة المعاني فحسب وإنما فى طريقة وأسلوب توصيل الفكرة . وقد بدأ إدريس جماع من خلال الأبيات أعلاه و كأنه عالم فيزيائي أو كيمائي فى معمله حيث يضع الإطار العام ثم يحدد المشكلة ويجمع المعلومات عنها ثم يستخلص النتيجة تماماً كما هو متبع فى الأسلوب العلمي لحل المشكلات. وهناك وجه آخر لعبقرية الراحل إدريس جماع فى هذه الأبيات الخمسة. فى البيت الأول يتحدث الشاعر عن إستدامة الزمن وفضائه اللانهائي ثم ينتقل لحياة الإنسان فى البيت الثاني ثم للجزء الواعي من حياة الإنسان فى البيت الثالث ثم إلي هدف الإنسان فى البيت الرابع وأخيراً يصل بنا الشاعر إلي مرحلة دقيقة جداً ومحددة للغاية وهي أن السعادة الحقة إنما تنبع من داخل الإنسان ووعيه وإدراكه فى كلمات موجزة للغاية ( هي فيك وهي رضاك عنك ). خمسة كلمات فقط تلخص ما قد تحويه مجلدات ضخمة من الشرح والتفصيل.
|
|
|
|
|
|