|
من يدخل الجنة ؟؟؟؟
|
الجنة هي دار الكرامة ومحل الرحمة، قال المولى تبارك وتعالى للجنة: «أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي» ولا يدخل أحد الجنة بمجرد العمل، بل يدخل المؤمنون الجنة بفضل الله ورحمته، فهو سبحانه الذي هداهم للإيمان ووفقهم للأعمال الصالحة وقبلها منهم، وأدخلهم الجنة برحمته فهو سبحانه المتفضل أولاً وآخرًا له المنة وله الفضل وله الثناء الحسن.
وفي هذا المعنى يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لن يُدخل أحدًا عمله الجنة ـ قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمته، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا، وإن أحب الأعمال أدومها إلى الله عز وجل وإن قل»، وهذه روايات متعددة للخباري جمعتُ بعضها إلى بعض راجع أحاديث 93 ـ 3765 4646 ـ 7646 في الصحيح ولا تتعارض هذه الأحاديث مع قول الله عز وجل تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون [الأعراف: 34]. لأن العمل هذا ليس ثمنًا للجنة وإنما هو سبب للجنة والعمل والجزاء من فضل الله ورحمته، فلولا فضل الله ورحمته ما كان الإيمان وما كانت الهداية وما كان العمل وما كانت الجنة. ولقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في دخول الجنة بالإيمان والعمل الصالح على ما بينا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أم مات في أرضه التي ولد فيها قالوا: أفلا نبشر الناس؟ قال: «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة فوقه عرش الرحمن منه تفجر أنهار الجنة». [رواه البخاري] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من عمل». [متفق عليه] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من الشرق أو الغرب لتفاضل ما بينهم. قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين». [البخاري ح6103] أمة محمد صلى الله عليه وسلم أكثر أهل الجنة ومن فضل الله ورحمته أن وفق الله هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم فجعلها أكثر أهل الجنة كما جعله صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تابعًا يوم القيامة والأحاديث في ذلك كثيرة منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليَّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط، ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان، ورأيت النبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي وهذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب». [متفق عليه واللفظ لمسلم] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة». [رواه مسلم] وقوله صلى الله عليه وسلم: «أنا أول شفيع في الجنة لم يُصدق نبيٌ من الأنبياء ما صُدقت، وإن من الأنبياء نبيا ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد». [رواه مسلم] ويقول الله عز وجل لجبريل: اذهب إلى محمد فقل له: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك». [رواه مسلم] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة». [متفق عليه] وقوله صلى الله عليه وسلم: «أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون منها من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم». [رواه الترمذي وابن ماجه وسنده صحيح] أقسام ودرجات للناس في الجنة الجنة درجات يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري في أفق السماء وأهل الجنة يتفاوتون في الدرجات على حسب ما عندهم من الإيمان والعمل الصالح، ويتفاوتون أيضا في الدخول إلى الجنة بغير حساب، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدخل الجنة ـ من أمته سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب، وأكثرهم من الجيل الأول كما قال المولى تبارك وتعالى: والسابقون السابقون (10) أولئك المقربون (11) في جنات النعيم (12) ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين [الواقعة: 01-41] وهم الذين وصفهم ربهم بقوله: «ومنهم سابق بالخيرات». ويدخل هؤلاء الجنة متماسكون، آخذ بعضهم بعضًا لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر، كما في رواية مسلم عن سهل بن سعد ويأتي بعد هؤلاء أصحاب اليمين المقتصدون، لم يسبقوا غيرهم ولكنهم يلحقونهم في الأجر والخير وهم كثيرون «ثلة من الأولين وثلة من الآخرين» وهؤلاء هم الذين تعرض عليهم الأعمال في الموقف ويحاسبون حسابًا يسيرًا، فيغفر الله لهم الذنوب ويبارك لهم في ثواب أعمالهم. منهم من يقول الله عز وجل لملائكته: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، فيعرضونها عليه وهو مقر بها مشفق من كبارها، فيقول الله عز وجل لملائكته: اعطوه مكان كل سيئة حسنة، فيقول العبد: ما لي لا أرى ذنوبًا قد ذكرت ها هنا، وذلك من فرحه بفضل الله، ومنهم من يستره ربه عن الخلق، ثم يعرض عليه ذنوبه حتى إذا كاد يذوب حياءً من ربه قال الله عز وجل: إني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيأخذ صحيفة حسناته بيضاء. ومنهم من يقف عند الميزان فتنشر له سجلات الذنوب حتى إذا أيقن أنه هلك، جاءت بطاقة فيها لا إله إلا الله فطاشت سجلات الذنوب. ومنهم من يُخدش على الصراط ثم ينجو بفضل الله ورحمته فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز [آل عمران: 581]. ثم يكون بعد هؤلاء قوم مؤمنون أوبقتهم أعمالهم فدخلوا نار جهنم يهذبون فيها وينقون، ثم يأمر الله تعالى بإخراجهم من النار فيقول: أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة. فإذا دخل أهل الجنة الجنة زال عنهم كل بؤس وشقاء تعرضوا له في الدنيا أو في القبر أو في الوقف، حتى إنه ليؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا فيصبح في الجنة صبغة ويغمس فيها غمسة فيقال له: هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مرَّ بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب. وينادي الله على أهل الجنة: يا أهل الجنة هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من العالمين. فيقول: فإني أعطيكم أفضل من ذلك: «أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدًا». ويؤتى بالموت على صورة كبش فيذبح بين الجنة والنار ويقال: يا أهل الجنة خلود بلا موت. ويتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى ويكشف الحجاب ينظرون إلى وجه ذي الجلال والإكرام. وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة [القيامة: 22-32] فاللهم يا ذا الجلال والإكرام أسألك بوجهك الكريم أن تدخلنا الجنة بغير سابقة عذاب فنعوذ بوجهك أن نكون من أصحاب النار... اللهم آمين.
منقول من مجلة التوحيد
|
|
|
|
|
|