|
Re: التطهير العرقى فى " الكلكا" الديار التى احببتها واحببت اهلها ، لكن ...؟ (Re: شدو)
|
Quote: التطهير العرقي في " الكلكا" ، الديار التي أحببتها وأحببت أهلها ، ولكن ..... ؟! عشرات الآلاف من ضحايا "قوزدونقو" يتكدسون في أطراف مدينة نيالا والحكومة الولائية توزع التهم الجزاف بدل تقديم العون العاجل لهم .....(3)
محمد بشير مناوى
الرياض – السعودية
حجم النزوح والمعاناة في أطراف مدينة نيالا
تحدثنا في الحلقتين الماضيتين عن ظروف النزوح الهائل (Mass influx) للقبائل الغير عربية التي تسكن ديار الهبانية (الكلكا) منذ عشرات السنين إلى نيالا هربا من تهديد مليشيات قبائل الهبانية والفلاتة، و نتحدث في هذه الحلقة عن حجم الكارثة بعد وصول معظم الهاربين إلى نيالا باللوارى حيث لا توجد وسيلة أخرى للوصول إلى نيالا لبعد المسافة من جانب ولخطورة التنقل بأي وسيلة أخرى مثل الدواب من الجانب الأخر (حتى ولو توفرت ) لان اى طريق إلى نيالا لا بد وان يمر باراضى الفلاتة بمنطقة تلس وهى منطقة يتواجد فيها مليشيا الجنجويد المكونة من قبائل الفلاتة بصورة كثيفة حيث تعرضت معظم اللوارى التي تقل الهاربين من المنطقة في اتجاه نيالا من الإيقاف والسلب المنظم للهاربين حيث حكى الهاربون (حسب مصادرنا ) قصصا مروعة عن قساوة هذه المليشيا حيث يتم إيقاف اللوري ويطلب من الركاب النزول ويتم التفتيش الشخصي بصورة مذلة وخاصة النساء حيث يطلب منهن الاصطفاف ورفع ملابسهن لكشف الأجزاء الداخلية من الجسم وذلك في إطار البحث عن الفلوس والأشياء الثمينة والتي ربما يتم إخفائها في الأماكن الداخلية للجسم
حسب آخر اتصال لنيالا مساء هذا اليوم (15/5/2006 ) ، تم تقدير حجم النزوح إلى أطراف مدينة نيالا كالاتى :
وصلت إلى نيالا منذ بداية الأزمة وحتى اليوم حوالي (800) ثمانمائة لوري تحمل النازحين وما خف حمله من المستلزمات الشخصية للأسر ، ورغم أن النزوح خف إلا أن هنالك أعدادا أخرى قادمة حيث وصلت مساء هذا اليوم ثلاث لوارى تحمل الهاربين . القبائل الرئيسية التي تأثرت بالنزوح هي قبائل "المسيرية جبل" وهى اكبر المجموعات النازحة والمساليت والزغاوة ، وقد أظهرت الحصر الأولى لعدد الأسر النازحة حسب كل قبيلة الاتى :
1) قبيلة المسيرية جبل ....................................2000 أسرة
2) قبيلة المساليت ..........................................1500 أسرة
3) قبيلة الزغاوة ............................................750 اسرة
4) قبائل أخرى بإعداد قليلة مثل : الفور ، موبى والباقرما .........200 أسرة
الأوضاع الإنسانية لهولاء النازحين مزرية للغاية حيث أن معظمهم حتى هذه اللحظة في العراء ولا يملكون اى نوع من مستلزمات الحماية من الحر أو المطر، مع العلم أن الأمطار قد بدأت في النزول و يتواجد النازحون في ثلاث مواقع رئيسية ، هنالك مجموعة في جنوب وادي نيالا على أطراف حي تكساس ومجموعة أخرى في وادي دوماى ومجموعة أخيرة في منطقة " اوتاش " في شمالي المدينة . منذ وصول كل هذا العدد منذ حوالي الأسبوعين وحتى اللحظة لم يتم تقديم اى نوع من المساعدات الطارئة ، لا من قبل الحكومة ولا المنظمات الإنسانية ، ورغم ان " المفوضية " – وهى جهة حكومية تنسق مع الجهات الاغاثية - أبدت بعض التجاوب ألا أن هنالك بعض الترتيبات " البيروقراطية " والتي لا بد من إنجازها قبل تقديم اى دعم(حسب رأى الجهات المعنية ) ، واهمها مرحلة التسجيل ثم عرض الكشوف للجهات الاغاثية الموجودة بالمنطقة ولم يتم التسجيل حتى الآن إلا لاعداد قليلة جدا من جملة الأسر المذكورة أعلاه
موقف الحكومة الولائية :
عند ازياد أعداد النازحين بصورة ملفتة تنادى مجموعات من أبناء هذه القبائل الساكنين في نيالا وذهبوا إلى المسئولين في الولاية واستنكروا عدم تدخل الحكومة حتى الآن لحماية المواطنين أو إيقاف هذا النزوح بتوفير الأمن للمواطن في منطقة النزوح وإزالة أسباب النزوح ولكن للأسف بدل البحث اى أسباب حتى ولو كانت غير حقيقة لتبرير إخفاقات الحكومة أو تواطؤها (لا فرق ) فقد اتهمت بعض (كبار ) مسئولي الحكومة الحركات المسلحة بتعمد تهجير (المواطنين ) لغرض تأسيس معسكر للتورا بورا(وهو لفظ يطلق على افراد الحركات المسلحة ) فى منطقة "قوز دونقو " !!
هنالك تهمة أخرى أكثر سخافة قالها احد المسئولين الكبار من أبناء قبيلة الهبانية للوفد الشعبي الذي قابل مسئولي الولاية وهى أن هؤلاء النازحون قد تعمدوا النزوح حتى يسيئوا إلى سمعة قبيلة الهبانية عندما يقال ان الهبانية قد طردت القبائل التي تسكن في ديارها !!
رحلة الوالي إلى مدينة برام ومكافأة المسئولين عن التطهير العرقي :
على المستوى الشخصي لم أحسن الظن إطلاقا عندما علمت قبل أيام بان الوالي / عطا المنان وعندما احتج إليه اهالى النازحين ، ألغى رحلة إلى الخرطوم واخذ كل حكومته وسافر بها إلى مدينة برام ، وقد كان محدثي من نيالا متفائلا للحد الذي تنبأ بإعفاء الوالي لمعتمد برام السيد / سليمان احمد عمر ، حيث يقال انه وجه لجنة الامن ببرام بوصفه معتمدا بإقفال مصادر المياه (الدوانكى ) بمنطقة قوز دونقو باعتبار أنها تزود "التورابورا " بالمياه. ولكن رحلة الوالي إلى برام كان بردا وسلاما على المدينة وأهلها(ولا نحسدهم في ذلك ) حيث تبرع سيادته بمبلغ خرافي لزوم تنمية المنطقة وهو فقط (26) مليار جنيه ، نعم ستة وعشرون مليار جنيه سوداني للتنمية وعشرات الالاف من مواطني المنطقة نزحوا إلى أطراف نيالا في أمس الحاجة إلى جنيهات قليلة لسد رمق أطفالهم وتوفير ما يستظلون به وما يقيهم من المطر ، أين الأولوية يا سعادة الوالي ، هل هي التنمية أم توفير الأمن والحاجيات الأساسية للمواطن ؟ عفوا سيدي الوالي لقد نسيت أن ضمن هؤلاء النازحون من أصدرت في حقهم فرمانا بترحليهم إلى كوكب آخر ، عندما قلت في مدينة شعيرية قبل فترة : إن على قبيلة الزغاوة من الآن البحث عن كوكب آخر للعيش فيه ولكننا أكثر منك كرما حيث نقول لك انه حان أوان رحيلك ليس إلى كوكب آخر ولكن فقط إلى اهلك في الشمالية أو الخرطوم ولا يصحبك السلامة ! . بهذا الأسلوب فقد كافأ الوالي أهل برام لأنهم حققوا له رغبته الملحة وهو تهجير قبيلة الزغاوة إلى نيالا ليتولى هو أمر تسفيرهم إلى كوكب آخر ، وبذلك لم يخذل الوالي محدثي من مدينة نيالا بالإبقاء على معتمد برام في منصبه فقط وبل كافأه بوضع المليارات تحت تصرفه ، قائلا له :
Well done good boy!!
ونواصل فى حلقة قادمة إنشاء الله
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|