|
في ذمة الله الهادي آدم
|
غيّب الموت أمس الشاعر القامة والأديب الأريب الهادي آدم بعد صراع مع المرض في آخر أيامه، ليرتسم الحزن على الوجوه وتسكن الحسرة الافئدة وتنهمر الدموع من العيون مدراراً، فالراحل المقيم لم يكن شاعراً عادياً بل مبدعاً استثنائياً أعطى عصارة عمره وموهبته للأدب، وقدم رسالته في الحياة معلماً نموذجاً يشار إليه ببنان التقدير والإجلال والاحترام، وتدرج في السلك التعليمي حتى وصل إلى قمته، كما تخرجت من بين يديه أجيال وأجيال لا تزال تدين له بالفضل والجميل ، فالرجل لم يبخل بعلمه على أحد وأفاد به الآلاف من طلاب العلم بالمرحلة الثانوية بمدارس السودان المختلفة في شتى أرجاء الوطن، فأينما هاتفه نداء المهنة والرسالة لباه من دون تلكؤ أو تأخير. ما يجدر ذكره أن لشاعرنا العلامة الهادي آدم عشرات القصائد من درر القريض وديوانه «كوخ الأشواق» من أروع وأجود ما قدم لمكتبة الشعر، وبالرغم من أنه ليس شاعرا غنائيا إلا أن سيدة الغناء العربي «أم كلثوم» عند زيارتها الشهيرة للسودان في عام 1968م لم تختر من بين النصوص التي قدمت لها من شعراء سودانيين سوى رائعته «أغداً ألقاك» التي تغنت بها فأصبحت من أميز الأغنيات التي عرفتها مكتبة الغناء العربي على الإطلاق . ألا رحم الله شاعرنا النحرير وأديبنا المفخرة «الهادي آدم» الذي لبى نداء ربه أمس راضياً مرضياً، ونسأله عز وجل أن ينزل شآبيب الرحمة على قبره ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً «إنا لله وإنا إليه راجعون »
|
|
|
|
|
|