|
التركيز على العشرة في المئة
|
سألت زميلاً في العمل: كيف عامل .. فقال: والله كويس جداً .. فقلت له: معقول .. كمان جداً .. قال: الحياة بايخة بنسبة تسعين في الميه .. وهنالك عشرة في المية حلوة .. أنا ما يهمني في التسعين!
تأملت كلامه .. بدأ لي كلاماً عبقرياً ولكنه معمماً .. فالعشرة في الميه هذه لا يمكن التعامل معها منفردة .. لا توجد إلا أخلاطا في التسعين ..
هذا الزميل .. يأتي للعمل قبل المواعيد بعشرة دقائق نشيطاً ومرتباً في شكله ومكتبه .. ويؤدي عمله بانتظام وفرح .. أو هذا ما يبدو لي .. ميزه الله ببسطة في البال .. يتعامل مع كل المنعرجات ولحظات الشد بهدؤ مطمئن .. إستفسرته عن سر هذا السلوك الذي يثير الإعجاب والدهشة معاً .. فقال: لا نحتاج لكثير من الصبر والحكمة في اللحظات العادية .. فقط نحتاج ذلك في المنعرجات الخطيرة في العمل أو في الحياة عموماً .. إذ ذاك نحتاج أن نهدأ لندع العقل يعمل في مناخه الطبيعي لا يزلزله خوف أو استعجال .. هذا أحسن أسلوب أن نستجمع عرى التماسك فينا لمقتضيات اللحظات الحرجة والحاسمة .. ينبغي ألا نسمح لانفعالاتنا أن تقرر أفعالنا.. فالحكمة في العقل والقوة في النفس الملتزمة بقيم العدل .
قلت يا أخي: نحن في عالم لا أريد أن أقول أنه تحكمه شريعة الغاب .. فشريعة الغاب يقف بطشها عند امتلاء بطون المعتدين .. نحن في عالم .. يموت فيه الأطفال بالجوع في وقت يتوفر فيه الغذاء بما يكفي لمثل سكان كوكب الأرض عدة مرات ولكن الإنتاج ليس للكفاية .. قال: ها أنت ترتهنك التسعين وتغطي عليك عالمك .. وتفسد مناخات عقلك وقلبك .. فلا تتيح لك فرصة للفرح ولا لأن توظف القوى الموجودة فيك بشكل عقلاني للمساهمة بما لديك من أجل ما تؤمن به .. فقط تسمم عقلك وتضيع سانحتين عزيزتين .. الاستمتاع بالعشرة في المية .. والمساهمة في تخفيض الـ تسعين في المية .. فواهم من يظن أنه سيدرك كنه الحلول النهائية .. فقد قدم مساهمتك في الاتجاه الذي تراه صحيحاً وأذهب .. ونواصل
أنتم ماذا ترون فيما قال؟
|
|
|
|
|
|