|
شباب السودان .. هل يمكن ان نأمن للبلاد فى ايديهم !! ؟
|
شباب السودان .. إنهم الجيل القادم.. الجيل الذي سيمسك بمقاليد الأمور في الالفيه الثالثه .. والذي سيرث كل ما تركه له ساسه الامس واليوم من مشكلات.. معظمهم ولد في أوائل الثمانينيات والسودان يتأهب للخروج من حقبة إلي حقبة... همومه ومشاكله .. أحلامه ورؤاه .. مواقفه ومشاعره .. اهتماماته وشواغله.. تختلف تماما عن الجيل الذي يتولي المسئولية الآن .. سواء من جيل الآباء والمعلمين .. أو من جيل الحكام وصانعي القرار السياسى .. أو من جيل المفكرين والمبدعين !! كيف يفكر هذا الجيل !!؟ وهل يمكن أن نأمن علي مستقبل السودان بين أيديهم !!؟ ولو كنت صاحب قرار حكومى متنفذ .. لامرت بأن تجري الدوله استطلاعا متقدما بين اوساط الشباب في مراحله العمرية التي تدور حول سن العشرين صعودا وهبوطا .. للتعرف علي آرائهم ومشكلاتهم ورؤيتهم في المشاكل السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية .. ولامرت بتنسم أمانيهم في المستقبل ماذا يريدون وبماذا يحلمون !!؟ بحيث يمكن وعلى ضوء الاستطلاع وضع الاستراتيجية الملائمة للشباب السودانى بطريقة علمية واقعية تستجيب لمتطلبات عصر جديد وعالم جديد !!
إن الفكرة السائدة ـ وقد تكون غير صحيحة عن جيل الشباب حول سن العشرين .. هي أنه جيل غير قادر علي تحمل المسئولية .. أفسده حنان الامهات السودانيات ( صاحبات اكبر كمية حنان عرفتها النساء فى العالم اجمع ) وانشغال الاباء بلقمة العيش .. واستسهال الابن الحصول علي ما يريد دون جهد أو تعب.. أبناء الأغنياء والمقتدرين غارقون في حياة سهلة ميسرة .. ينفقون فيها بغير حساب ويمضون أوقاتا ممتعة في حياتهم .. ويضمنون لأنفسهم دراسة جامعية ووظيفة أو عملا مجزيا في القطاع الخاص .. وزواج وبيت مريح حين يأتي سن الزواج. وأبناء طبقة محدودى الدخل غارقون في صراع داخلي بين عالمين.. يرهقون أهلهم في الانفاق عليهم حتي يخرجوا الي الحياة العملية ويصابون بالإحباط بحثا عن عمل أو تذكرة للسفر والهجرة نحو احلام ثراء مجهول ..ومدن تنام وتصحو على مخدات الطرب .. ولا يعرفون كيف يجدون متنفسا لمشاعرهم وتطلعاتهم. تلك .. فهم مخيرون بين الإغراق في فكر ماضوي ديني يبحثون فيه عن الخلاص .. أو البحث عن أقصر الطرق من أجل البقاء بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة !! وفي كلا الحالين فإن درجة مشاركة الشباب من الصنفين في الحياة السياسية أو الاجتماعية محدودة بل مرفوضة من الكبار .. وكل محاولة من جانب الشباب لممارسة حقهم في الاختيار والحرية وتحمل المسئولية تقابل بالرفض والريبة والقمع في معظم الأحيان .. لا أحد يستمع إلي الشباب .. أو يسأله رأيه في قضايا مجتمعه .. أو في العالم الذي يتغير من حوله بثورة الاتصالات والمعلومات .. والكمبيوتر .. والعولمة .. ولا أحد ينكر جهود الدولة في توسيع فرص التعليم للشباب .. ولا محاولات إنشاء فرص عمل علي نطاق واسع.. ولكن هذا وحده لايكفي.. اذ تظل الفجوة واسعة بين جيل لم يسأله أحد رأيه عن أي شيء .. وبين واقع سياسي واجتماعي واقتصادي يتحكم فيه جيل سوف يختفي من الساحة عما قريب !! وهذه هي المعضلة الحقيقية في السياسات التي ترسمها الدولة للشباب.. إنها تتحدث عن شباب لا تعرفه .. ولا تعرف كيف يفكر حين تنقل إليه المسئولية !!
|
|
|
|
|
|