|
مؤسسة الجلابة قدمت سلاما للذين لا يشبهون السلطة في دارفور كما قالت (سلام الغرّابة العبيد)
|
مؤسسة الجلابة قدمت سلاما للذين لا يشبهون السلطة في دارفور كما قالت (سلام الغرّابة العبيد)
بقلم/صديق عثمان- جوهانسبيرج [email protected]
هذه المؤسسة الجلابوية العنصرية ظهرت بعد خروج المستعمر البريطاني من السودان , تشكلت في الاساس من ابناء الذين خدموا المستعمر الانجليزي حيث تلقوا التعليم والتدريب والتاهيل وتم توظيف معظمهم في دواويين الدولة تحت سيادة التاج البريطاني الى الاستقلال المزيف , تكونت منهم نخب سياسية تربت سلفا في كنف الامبريالية , وقد تسربلت بعضها بالطائفية الحزبية والاخرى بالاحزاب الايديولوجية يسارية كانت او اسلامية , فأول ما التفت اليها هذه المؤسسة هو الجيش لضمان ديمومة احتكارها للسلطة , لابد من احكام السيطرة على هذه الركن الهام من اركان الدولة, وبالتالى صارت المؤسسة العسكرية حكرا لها ومن ثم جاء احتكارها لثروات السودان . واستنادا لما تقدم نستطيع القول ان كل الحكومات التي مرت على السودان سيرتها هذه المؤسسة في الخفاء الى ان ظهرت علنا في حكومة الانقاذ , وهذا بالطبع بعد تدفق البترول السوداني فعضت على مؤسسة النفط بالنواجذ , واخذت توظف عائدات هذه الثروة القومية في تكريس الفرقة والتشرذم , حيث بدأت بالقوى السياسية قامت بتفتيتها الى كيانات لا حول لها ولا قوة ,منتهجة سياسة فرق تسد بين ابناء هذا الشعب الذي عرف بالتعدد الاثني والثقافي والديني , فإستغلت هذا التباين في وصف حرب الجنوب بأنها حرب يستهدف الاسلام والعروبة , وفي دارفور صورتها بانها حرب عرقية بين القبائل العربية التي تمتهن الرعي والقبائل الافريقية التي تمتهن الزراعة . وفي الاعلام حيث احتكرت كل وسائلها وسخرتها في خدمة اهدافها القذرة , بدلا من توجيها نحو الاستقرار والتنمية لحقيق الحد الادني من الرفاه الاقتصادي والاجتماعي للشعب. وفي سبيل اظهار القوة والجبروت صرح بعض قيادات هذه المؤسسة العنصرية " ان في استطاعتها اخضاع الجميع في السودان بقوة السلاح او الشراء بالمال" . كما يعلم الجميع ففي سبيل تكريس سياسة المؤسسة الجلابوية العنصرية الهادفة الى اضعاف القوى الثورية في غرب السودان , والتي تمردت على هيمنتها العنصرية على مقاليد السلطة وثروات السودان , فقد حاولت بكل ما امتلكت من قوة لسحق الثورة المسلحة التي انطلقت لتحرير المهمشين في الاقليم الغربي للسودان من الاستعلاء العرقي والاستعمار الداخلي , وبعد ان نشرت المؤسسة العنصرية الدمار والخراب في دارفور. جاءت طايعة بعد ان تعرضت لضغوط المجتمع الدولي بضرورة وقف العنف في دارفور لتخرج لنا عبر مسرحية سيئة الاخراج في ابوجا باتفاقية عرجاء ما عرف بوثيقة سلام دارفور, ولكن ثمة اسئلة تطرح نفسها ,لماذا وقعت الانقاذ على الوثيقة بهذه السرعة ؟ ولماذا التهديد والوعيد من الاتحاد الافريقي لمن لا يوقع عليها ؟ ولماذا رفضت الحركات المسلحة التوقيع على الوثيقة ؟ وهل كان فريق الوساطة الافريقية برئاسة النيجيري سام ايبوك نزيها في تعاطيه مع القضية المطروحة؟ وهل ما ورد في الوثيقة تمثل رؤية الاتحاد في حل الازمة؟ الشئ المثير للدهشة والريبة ان الحكومة سارعت ربما قبل الاضطلاع على الوثيقة بالتوقيع عليها بالاحرف الاولى , فما هو سر هذا التسرع؟ , فالكل يدرك ان الاتحاد الافريقي فشل في مهمة حفظ الامن وحماية المدنيين في دارفور, والمجتمع الدولى امهله اشهر معدودات من اجل تسليم المهمة في الاقليم للامم المتحدة , ومن الجانب الاخر كان الرفض المستميت من الانقاذ تجاه تسلم الامم المتحدة لملف دارفور بدلا عن الاتحاد , وهنا حدث تلاقح مصالح ما بين الاتحاد الافريقي وحكومة الانقاذ , اراد الاتحاد الافريقي ان يحقق النجاح بأي ثمن وبالتالي يثبت للمجتمع الدولي بأن الافارقة قادرين على حل ازماتهم دون الحاجة الى تدخل دولي , ومن الجانب الاخر تود الانقاذ الخروج من مستنقع ازمة دارفور بأي ثمن لان هنالك قوات اممية قادمة ومحكمة الجنايات الدولية في انتظارها والعد التنازلي بدء بظهور اربعة اسماء من قائمة ال 51 من مجرمي حرب دارفور, لذلك اعدت الانقاذ خطة قوامها اولا الخروج من هذه الورطة بأقل خسائر, قامت بمحاولة فاشلة لتغيير الحكم في تشاد لصالح القوى التي تقف من خلفها , وذلك لإرغام الحركات المسلحة للتوقيع على وثيقتها التي ستقدمها في منبر ابوجا تحت مظلة الاتحاد الافريقي بإعتبارها تمثل سلام دارفور وإلا سحقتها عسكريا من الخلف عن طريق تشاد , في الواقع فشلت المحاولة ولكن ذات الوثيقة ظلت باقية في ادراج فريق الوساطة الافريقية في أبوجا , الى ان قدمت رسميا على الاطراف المتفاوضة في ابوجا في اللحظة المناسبة . إرادة شعب السودان في دارفور لاتقهرها آلة الانقاذ الحربية , ولا تخيفها تهديدات القوى الاستعمارية بفرض سلام الذل والهوان عبر ابوجا , والاحرار في هذا الوطن سوف لايغمض لهم جفنا حتى يتحرر هذا الوطن من حكم مؤسسة الجلابة العنصرية البغيضة التي صنفت ابناء السودان الى درجات ومارست في حقهم اقذر الحروب. التحية للقوى الثورية لغرب السودان المدنية منها والعسكرية التي رفضت وثيقة سلام العبيد , وهي القوى التي اثبتت لمؤسسة الجلابة انها عصية المنال , وأهل دارفور احرارا لا تستطيع شراءهم , والذي يبيع نفسه للانقاذ بتلك الصورة المخزية , في الاصل ليس الا عبدا حقيرا , ويكون قد اصدق مؤسسة الجلابة العنصرية التي قالت انها تحكم غرب السودان بشراء عبيدها الغرّابة.
|
|
|
|
|
|