آخر لحظاته آخر لحظات سقراط

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 04:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2005, 07:57 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط (Re: elfaki)


    "من غرس ليجني سواه يعش.. ويموت من يحيا ليجني"..

    "من قال "لا" فلم يمت.. وظل روحا أبدية الألم"..

    هو الموت إذن كحياة لحيوات تالية.. يا عبداللطيف!.




    أتذكرهم الآن جيدا. كيف نظروا في وجه الموت مبتسمين.. محتجين.. لا جزعين.. مؤمنين.. ملحدين.. وأغلبهم يدرك أن الملاك لن يجد شيئا في الأخير ليأخذه. ذلك أنهم أودعوا أرواحهم في أعمالهم منذ فترة. وما يحدث الآن ليس سوى خطوة لا بد منها للعبور من حياة لحياة.

    إميلي.. زوجة نيكوس كازنتزاكي.. قالت حين أتى الكاهن لينال إعترافاته في لحظات حياته الأخيرة إنه أشاح وقتذاك بوجهه نحو الحائط. وما زلت أتساءل كيف واجه كازنتزاكي العدم بتلك الطريقة...... هكذا.. وحيدا أعزلا.

    كازنتزاكي.. يا له من كاتب. حتى في مذكراته.. يرصد شخصيات أقرب إلى المتخيل الروائي.. ها هو جده البالغ من العمر عتيا.. يقطع طريق الفتيات الصغيرات اللائي يردن إلى بئر الماء.. يتحسس فاكهتهن الواعدة بحنان وأسى عظيمين.. يبكي.. ويقول: "كيف لي أن أموت في القريب تاركا كل هذه المباهج ورائي".. والصغار غالبا ما يجهلون ما يحدث حولهم.. لذلك كن يتضاحكن ساخرات من خطرفات لشيخ عجوز.. قبورهن المجهولة مضى عليها الآن نحو أكثر من نصف قرن تقريبا.

    في المقابل.. دوستوفيسكي.. الذي واجه تجربة الإعدام شابا.. غادر العالم.. متقبلا فكرة زوال الناس والأشياء.. هاديء النفس.. مطمئن البال.. بعد أن قال بوصيته و نال إعترافاته على يد القسيس كمؤمن حقيقي. بينما تساءل بتهوفن في مقام الأسى قائلا: "رباه ما سر هذه التعاسة العظيمة".

    صديقي الحميم.. تشيخوف.. أعلن بلغة أخرى لعلها اللاتينية أنه يموت.. لقد خدعنا ذلك الوغد الجميل.. إذ ظل يحيا من قرن لقرن كظاهرة طبيعية مثل الشروق.. والسؤال: كيف حدث أن تم تحميل جثمانه في عربة قطار مخصصة لنقل القواقع البحرية.. ربما كانت تلك نبرة ساخرة تسللت إلى العالم وقتها من احدى قصصه المتأخرة.

    بورخيس سكنه هاجس الرحيل.. حتمية موته.. منذ أمد بعيد.. فغمس نفسه في العمل كمخدر.. قائلا: "أكتب فقط كي يخف مرور الزمن".. بيد أنه ترك لنا قرب النهاية رثاء "بورخيس لبورخيس".. ذلك النص الآسر الحزين.. "يا لغربة بورخيس.. سافر عبر بحار إختلفت من العالم.. ورأى أشياء رآها الناس".

    الكاتب الياباني ميشيما.. أنهى للتو رباعيته "ثلوج الربيع". كان في قمة تألقه الروائي.. حين صعد إلى الجبل في صحبة عدد من أصدقائه.. وهوى من أعلى على طريقة يابانية قديمة.. لقد انتحر محتجا لتغلغل نظام الحياة الأمريكي في المجتمع الياباني.. وأتساءل: أكان لا بد لصوته كي يصل من هذه النهاية المأساوية.

    هو.. من ناحية.. سر الحياة .. محاولة سبر أغواره منذ ملايين السنين.. "إن الإنسان ولد ليحيا.. ولم يولد ليموت.. ولذلك فإن أجمل ما في الحياة هي الحياة".. هكذا لم يجد ألبير كامي.. بعد دراسة مستفيضة لأسطورة "سيزيف".. سوى هذه النتيجة كعزاء بائس لوجود خال من العزاء.

    أتأمل في العنف الإسلاموي الآن.. وأتذكر جيدا ما قاله سيد قطب على مشارف الإعدام.. وفي ذهنه "معالم في الطريق".. "إن كلماتنا كعرائس الشمع.. فإذا ما متنا في سبيل ما نؤمن به.. دبت فيها الحياة". قتيبة بن مسلم.. كان أذكى من عبد الناصر.. حين أرسل أحد معارضيه إلى الخليفة في بغداد أثناء الحملة لفتح خراسان. آنذاك رد على أحد إخوته ممن أشار إليه بضرورة قتل معارضه قائلا: "إن الفكرة لا تقاوم إلا بفكرة.. وإن الفكرة إذا إصطبغت بالدم جذبت لها مؤيدين وأنصارا".

    ذلك في البدء.. يا صديقي.. كان درس سقراط بن "القابلة".. هو الذي قلب موازين السوفسطائيين.. معطيا للفلسفة قوتها البهية الدافعة.. من علمنا كيف يمكن "توليد" الفكرة من نقيضها.. كيف ينبلج النور من الظلام.. وكيف تنبثق الحياة من الموت.

    "تساءل سوفسطائي: ما هو العدل.. قال إن تعطي كل ذي حق حقه.. تساءل مرة أخرى: أرأيت لو أن أحدهم أعارني سكينا ثم أصيب بالجنون هل أرد إليه ما أخذت".. أتذكر تلك الحوارية من جمهورية أفلاطون برغم من مرور أكثر من عقد على قراءتها.. فأدرك لماذا كان لا بد لسقراط أن يموت بمقاييس المعرفة/السلطة "السائدة" وقتها.. إنه يفسد النشء حقا حين يرمي بكينونة المنطق المغلوط إلى مزبلة التاريخ.. لكن موته يطرح دائما تساؤلات مشرعة على الشرط الإنساني لوجودنا في هذا العالم.

    ذلك درس سقراط إذن.. يا عبداللطيف.. والويل لصاحب فكرة لم يضع قومه على رأسه أكاليل الشوك. إذ أن لذة الحكمة البشرية كامنة هناك.. أسفل صخرة الأكاذيب السائدة.. وفأس الألم الوسيلة المثلى لخروجها إلى النور بعد ظلام.. وتلك لعمري وظيفة لا يقوى عليها سوى الغرباء المطاردين المهانين المرتجفين في عزلتهم الخانقة المجيدة بكبرياء.








    بعد كل هذا.. أتساءل:

    هل يستويان..

    من أدرك..

    ومن لم يدرك بعد.

                  

العنوان الكاتب Date
آخر لحظاته آخر لحظات سقراط elfaki04-29-05, 01:54 AM
  Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط ديامي04-29-05, 05:13 AM
  Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط Samau'al Abusin04-29-05, 07:26 AM
    Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط Tumadir04-29-05, 07:40 AM
      Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط صلاح شعيب04-29-05, 08:17 AM
        Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط Bushra Elfadil04-29-05, 08:45 AM
  Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط esam gabralla04-29-05, 10:03 AM
    Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط عبد الحميد البرنس04-29-05, 05:57 PM
      Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط elfaki04-30-05, 02:13 AM
  Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط ست البنات04-30-05, 03:13 AM
    Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط elfaki04-30-05, 03:58 PM
      Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط عبد الحميد البرنس05-01-05, 07:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de