|
تهويمات إلى سعدي يوسف -محمد سعيد الصكار (Re: osama elkhawad)
|
تهويمات إلى سعدي يوسف محمد سعيد الصكار ****************************************************************** أمس أنفقت يومي أراجع بعض الوريقات هل كان ذا منذ خمسين عاما؟ إذن ما الذي يتغلغل في مفاصل تلك الجذور، فيحيل الخيال ركاما؟ ؟ هي ذي تتغيّر تلك الملامح، تنصل ألوانها، وتظل بأوراقنا لمحة من تفاصيلها. أتملى الخطوط، الفواصل، اقفو النقاط، أحاول ترميم بعض السطور، وفي لحظة تستعيد الرؤى سمتها، ثم يتلو الضباب؟! ؟ كنت ابحث في (جبهة النهر) عن ليلة توقظ الذاكرة وتعيد لنفسي توازنها، ها هنا كان سعدي يثير غبار الحروف، يؤسس مملكة من حطام القرى، ويجيء ب(حسون) يرفعه بطلاً ينعش الذاكرة. ؟ لؤلؤ يتزاحم عند الضفاف لا الضفة المستباحة تحضنه، لا الرصيف يؤانسه، هكذا جاء، لا غائصاً جرّ أذياله للضفاف، ولا عابراً همّ ان يحتفي، أين غادر عشاقه الأوفياء؟! ؟ عابر مرّ على (باب سليمان) فهبت كل احجار البيوت تتساءل: ما الذي عوّق أهلي؟ ؟ <<أيكون اقصى الأرض لي وطناً والمخبرُ البدوي يتبعني>> ولم لا يكون! فما سؤالك عن أمر وقد كانا؟! ؟ فحلُ تلك النخلة العصماء مات نحن نبني قبره بالكلمات. ؟ أنت في لندن تستدرج للرؤيا حروفك وأنا أمحو بباريس غباراً عالقاً بين ثنايا اللون، أجلو، فيصير اللون غير اللون هل يصفو ضبابُ اللون يوما؟! ؟ لم يعد في راحة الاحلام ما تمنح، لكني، أنا ابن الحلم، لا انزل عن بغلتي العرجاء، والدربُ بعيدٌ، والمدى المفتوح يغري بالمسير. ؟ كأسُ نبيذٍ قد يمحو الحزن الشفاف، ولكن الحزن المتأصل لا يمحى بزقاق يحسبها الظامئ ماء. ؟ قبل الاغفاء تزاحمني صورٌ اترنح فيها بين الصحو وبين الاعياء، وأراك على طرف الشاطئ في (العشّار) تسري كالحلم، تغالط عينيك، وتسأل: أين رصيفُ الأسرار. ؟ يا سعدي ما عندي غيرُ بضاعة عمرٍ تعرفها، كلماتٌ، ألوانٌ، كلمات، أخشى ان استدعيها فتعود الى أصل لا يؤنسنا، فلقد غادرنا سحرُ اللون وسحرُ الكلمات. ؟ أنت معي أنى أوهمك الابحار بإنك رحت بعيداً، فزوارقنا تتلاقى عند ضفاف العشار.
********************************************************************* من قصيدة لسعدي يوسف. (باب سليمان: مسقط رأس سعدي يوسف في قضاء أبي الخصيب في البصرة). (العشار): مركز مدينة البصرة. (جبهة النهر): فندق من فنادق البصرة الراقية كنا نرتاد مقصفه في الخمسينيات. (حسون) احدى شخصيات سعدي يوسف.
|
|
|
|
|
|