|
هل يصح اخلاقيا لاسرة الترابي وحزبه المطالبة باطلاق سراحه!!
|
سلام جميعا كتبت هذه المساهمة في رد ورد في صياغ بيان نشرته اسرة الترابي لاطلاق سراحه، و لان التناقض اقض مضجعي بين افعال هؤلاء الاسلامويون كما سماهم د. حيدر ابراهيم علي ارتأيت ان هذه المسألة تحتاج المزيد من التوضيح لذا ارسل هذا الرد مرة اخرى بعد ان عدلته بعد الشيء كي اوضح مدي انتهازية تعامل هؤلاء مع القيم و القوانين و الاعراف، التي يفترضون انها خلقت لخدمتهم هم عندما يحتاجون اليهاو يتنكرون اليها عند الوصول الى كراسي الحكم، و هذا نموذج جيد لتناقض قول و فعل هذه المجموعة من البشر.
هل يحق اخلاقيا لأهل الترابي و حزبه المطالبة باطلاق سراحه؟؟
قرأت على صفحات سودانايل و منتدى سودانيز اون لاين بياناً من اسرة الترابي تطالب فيه و تنادي الانسانية جمعاء بالوقوف و الدعاء لاطلاق سراح من اسموه في بيانهم بالداعية، و تملكني شعور غريب بأن هؤلاء البشر لا تمثل عندهم الكلمات شيئا و لا التعابير في اياديهم الا شعارات يرفعونها حسب المناسبة دون التزام داخلي بما اقاموه هم شخصيا مع شيخهم من بناء مؤسس للظلم و القتل و الارهاب و لم يستبينوا ان الحبال التي صنعوها لاعدائهم فقدت اتجاهها و التفت حول اعناقهم هم و داعيتهم السجين الذي حفر حفرة لأعدائه فوقع فيها، و هالني الانتقاد اللاذع لظروف سجنه اللا انسانية و كأني بالرجل كان يعتقل خصومه السياسيين في فنادق مكيفة و تقدم لهم كل الخدمات الصحية وفاخر الاطعمة و منهم من قضى نحبه و فقد اطرافه لنقص حقن الانسولين و سوء التغذية
الحقيقة ومبدئيا انا مع اطلاق سراح السيد حسن الترابي لقناعتي بعدم توفر اسباب منطقية لاحتجازه و لعدم وجود تهمة موجهة إليه منذ شهور عدة على اعتقاله، هذا على الاطلاق
من ناحية أخرى لا اعتقد ان للترابي و اسرته السند الاخلاقي للمطالبة باطلاق سراحه، و هذه تفصيلة مهمة لانهم ببساطة لا يؤمنون بالقوانين و الاعراف التي نؤمن بها جميعا والملخصة في حقوق الانسان الدولية..بل يتعاملون معها بانتقائية و انتهازية مطلقة، فهم يحتقرونها و يسفهونها عندما تطالبهم باطلاق سراح معارضيهم، و يتوددون اليها عند اعتقال عضويتهم و قادتهم
لذا فعلى الرغم من مطالبتي المبدئية باطلاق سراح الترابي فاني استهجن مطالبة أسرته بالاستناد الى القوانين والاعراف الدولية لاطلاق سراحه، و استهجن مثل هذه المطالب من تنظيمه ايضا، الذي لم يوقع حتى على ميثاق الدفاع عن الديمقراطية
و لم يكن منطق النائب الاول علي عثمان عاطلاً عندما قال في مؤتمره الصحفي بعيد ما يسمى بالمحاولة التخريبية "... سنحاكمهم بقوانينهم..." و كما يقول المثل " ابو القدح بيعرف يعضي رفيقه بي وين!!" و يجب ان لا ننسى ان الترابي هو من جعل حالة الطواريء تستمر 11 عاما ابان وجوده مع مجموعة الوطني في تنظيم الجبهة الاسلامية السيء الذكر، وتلاميذه هم الذين واصلوا في نهجه، أي ان الفكرة انطلقت اصلا منه شخصيا، و اخلاقيا و شجاعة يجب ان يتحمل تبعاتها و لو كنت مكان الترابي، و احتراماً لأفكاري لأصدرت بيانا مدويا أعتذر فيه للشعب السوداني عن هذا المسخ الذي صنعته بيدي، و أعلن على الملاء أنني أوافق تماما على اعتقالي، و ان ذلك حدث نتيجة لافعالي المشينة و تخطيطاتي المخربة التي لم اتوقع ان تعود علي بهذا الوبال و الشر المستطير. هذا ما فعله الاستاذ محمود محمد طه عندما قدم روحه فداءا لافكاره و كان يمكنه ان يعلن توبته لانقاذ حياته، و هذا ما فعله الشهيد عبد الخالق محجوب على بعد امتار من حبل المشنقة هاتفا بكفاح شعبه و حزبه، و هذا ما فعله السيلفادور الليندي ضد بينوشيت عندما وقف مدافعا عن الديمقراطية التي اتت به بسلاحه، و لكن هؤلاء رجال بينهم و بين الترابي مساحات و فضاءات لا تقطعها حتى السنين الضوئية من الالتزام الاخلاقي و الفكري لما يتبنونه من قيم.
كما أوضح الكثير من المتابعين للشأن السياسي السوداني أن على الترابي ان يسترجع صور و مواقف آلاف بل عشرات الآلاف ممن زج بهم في سجونه، و ارسلهم الى غياهب الدنيا لتمكين حزبه وابناءه في السلطة، و الحق ان الترابي قد احسن تعليم تلاميذه فن الغدر حتى غدروا به شخصيا، و حري به ان يكون فخورا بأنه قد علمهم فأحسن تعليمهم.
أمجد ابراهيم سلمان
|
|
|
|
|
|
|
|
|