في الرحلة الأولى من نوعها- الرأي العام في معقل التورا بورا- سلمي التجاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-24-2024, 10:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-16-2005, 01:19 AM

Omer54

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 783

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في الرحلة الأولى من نوعها- الرأي العام في معقل التورا بورا- سلمي التجاني

    سلسلة المقالات هذه صدرت عن الرأي العام بقلم الاستاذه سلمي التجاني و هي فضلا عن فائدتها الخبرية و المعلومات التي تفضي بها فأنه تنبئ عن تقدم في مسرة الصحافة السودانية و ايضا اضاءة في مسيرة الصحافيات. تعودنا علي الصافيين السودانين الذين يكتبون من مكاتبهم و لا ينتقلون الي مكان الخبر و بدرجة ادق لا يغادرون الخرطوم. الاستاذة سلمي التجاني خرجت من كل ذلك بل ذهبت و خرقت خطوط النار دخلت الي معاقل ثوار دارفور و قدمت لنا هذه السلسلة من المقالات ذات الفائدة العطمي.

    ارجو ان تكون محور نقاش هادف.

    الي اولي الحلقات.


    فـى أول رحلـــة مــن نـــــــوعــــهـا..
    الرأي العام فى معقــــل التـــورا بــورا... ''1-''3
    الطــريــــق الى «مهـــاجـــرية»


    مهاجرية.. بين طريقها الصعب وحياتها السهلة
    سلمى التيجانى


    تشير الساعة الآن الى الرابعة تماماً من مساء السبت التاسع عشر من مارس.. أقف أمام مكتب الترحيلات بموقف مهاجرية بوسط مدينة نيالا فى إنتظار العربة التى ستقل المسافرين الى محطة بليل على بعد ساعة إلا ربعاً شمال نيالا وهى النقطة التى تنطلق منها كل الرحلات المتجهة الى شرق ولاية جنوب دارفور..
    أرتدى -كسائر نساء المنطقة- ثوباً من البوليستر وجلباباً باكمام طويلة واشارب أسود مربوط كما إتفق وانتعل شبشباً خفيفاً.. وتحمل حقيبة اليد نصف الممزقة اغراضي القليلة..
    حجزت مقعداً أمامياً فى اللورى البيدفورد الذى سيلحقنا بمنطقة بليل..
    -ليل بليل-
    فى الخامسة تحركت العربة اللاندروفر متجهة نحو بليل.. وصلناها والوقت أصيل..
    بدت قرية كبيرة ترقد المحطة فى جانبها الجنوبى الغربى..
    والمحطة سوق من رواكيب القش وأكشاك الحديد تعمل كبقالات صغيرة ومطاعم لخدمة المسافرين..
    وعلى إمتداد السوق تنتشر بائعات الشاى يتحلق حولهن الزبائن على البنابر والبروش وعلى الأرض..
    ولا إدرى ما علاقة بليل بـ «الليل».. ففي هذه القرية يوجد اطول ليل على وجه الكرة الأرضية.. كان علىّ ومعى امرأة مسنة واخرى فى الثلاثين من عمرها ان نمضيه على جوالات مفروشة على الأرض.. بين عربتى لورى محملتين بالبضائع احداهما عربتنا التى ستقلنا الى مهاجرية.. جارتى على الأرض المسنة التى لا اعلم اسمها تشبه نساء شمال السودان بشلوخها المطارق وشفتها «المدقوقة»..
    سألتها هل تعرف لهجة «رطانة» الزغاوة فقالت انها جاءت من دار زغاوة وهى صغيرة لذلك لا تعرف إلا بعض الكلمات علمتنى بعضها وهى تضحك..
    الليل لم ينطو كأنه تسمر فى بليل.. لكن منظر السماء وهى مضاءة بالنجوم يستحق السهر.. عنقريب النجم فى بليل أجمل منه فى أى مكان آخر.. وكذلك زرقة السماء واقترابها من الأرض.. فكرت كثيراً فى الوقوف ورفع يدى الى أعلى.. ربما ألمسها..
    أخيراً وفجأة عادت الحياة الى بليل فى تمام الخامسة صباح الأحد العشرين من مارس الماضى.. وبدأت اللوارى فى اطلاق صافراتها لايقاظ النائمين.. وبسرعة كانت هنالك خمسة لوارى محملة بالبضائع والناس تتحرك وفى وقت واحد تقريباً إلى مهاجرية والضعين..
    ضوء شق عتمة ذلك الصباح من بعيد.. إنها نقطة تفتيش بليل... تمت فيها مراجعة أوراق العربات وتسوية بعض النزاعات الصغيرة بين الكماسرة والركاب الذين لم يكملوا مبلغ التذكرة..
    ‎-طريقان-
    المقعد الأمامى باللورى الذى يشاركنى فيه اثنان اضافة للسائق مكننى من رؤية المنطقة والتعرف على القرى على جانبى الطريق.. والسائق يعمل فى هذا الخط -كما قال- لاكثر من 15 سنة..
    أمامنا طريقان.. طريق لبدو ولا يفضله سائقو العربات لانه غير آمن وحوادث النهب فيه لا تتوقف.. الثانى طريق السكة الحديد وهو أقل خطورة على أن تعبر العربات فرقان ابكملتي صباحاً والشمس مشرقة.. ولا تجد صعوبة وانت تعبر هذه المنطقة فى رؤية خيول النهابين وهى مقيدة تحت الأشجار .
    روى لى السائق ان عربته تعرضت قبل اسبوعين لحادثة نهب وحدد لى الخور الذى ضربه فيه النهابون وكيف «أكلوا» أي سرقوا كل ممتلكات المواطنين.. لذلك تجد المسافرين يرتحلون بأقل متاع ويتفننون فى إخفاء أموالهم.. فاخفاؤها فى ملابسهم أصبحت «حركة» مكشوفة للنهابين علاجها بالضرب المبرح والتفتيش الدقيق.. لذلك يتجه كل مسافر الى جزء من اللورى ليكتشف مكاناً لا يخطر على بال النهاب.
    -النهب.. النهب-
    تحرك اللورى شرقاً بمحاذاة السكة الحديد ومر بقرى صغيرة كثيرة مهجورة رغم أنها غير محروقة.. جارى قال لى إنها اصبحت غير آمنة بعد تكرار هجمات النهابين وان سكانها أما إتجهوا لمعسكرات النازحين أو استأجروا منازل بمدينة نيالا ان كانوا ميسورى الحال..
    عندما وصلنا منطقتى الدوينكى وشرم على بعد 60 كيلو من نيالا توقف السائق ليؤدى بعض الركاب صلاة الصبح سألته لماذا هذا المكان بالذات أجابنى أننا اصبحنا خارج المنطقة التى يصل إليها النهابون..
    وكنا قد تجاوزنا مناطق «مرلا» على يمين الطريق و«لبدو» على شماله.. وفى «شرم» توجد مساحات واسعة تحمل آثار حريق على طول شريط ليس بالقصير.. فقد تجد على يمين الطريق أرضاً سوداء وعلى يساره أرضاً معشبة تنتشر فيها اشجار الغِبيش.. وهى اشجار تشبه اشجار السنط ولكنها قصيرة وغير مثمرة..
    الآن بدأت الشمس فى الخروج من مخبئها بوقار يقترب من الدلال.. قرص الشمس فى مواجهتنا يكبر شيئاً فشيئاً كأنه يخرج من حفرة فى الأرض..
    فى تمام التاسعة صباحاً كنا عند مدخل مدينة مهاجرية التى تبعد تسعين كيلو متراً شرق نيالا..
    -داخل مهاجرية-
    ولجنا المدينة من مدخلها الرئيسى فى الاتجاه الجنوبى الغربى.. لافتة صغيرة مكتوب عليها مدينة مهاجرية وبجانبها علمان.. أحدهما يحمل ثلاثة ألوان الاخضر والأصفر والأزرق وهو علم حركة تحرير السودان والآخر علم السودان بألوانه الأخضر والاسود والأحمر والأبيض وفى منتصفه ميزان ذهبى.. وهذا علم حركة العدل والمساواة، أول ما تشاهده فى مهاجرية هو معسكر النازحين الذى يقع جنوب المدينة... وهو أحد معسكرين هناك.. الآخر بالجزء الشمالى ويسمى المعسكر الأول «بأم عجاجة».. وتم افتتاحه فى يوليو 2004م ليأوى نازحى مناطق يس وصليعة وبركة ومعالى وكليكلة وموجو وكاسر...
    تدير المعسكرين منظمتان.. سولدرتز الفرنسية وتهتم بالجوانب الصحية والغذاء ومضخات المياه والتصريف الصحى.. وتعتنى منظمة اطباء بلا حدود الهولندية بالعلاج... وقد انشأت مركزين علاجيين للأطفال والكبار..
    -معسكرات نازحين-
    تدير المنظمتان معسكرى الشمال والجنوب بمهاجرية بالتنسيق بينهما.. وبرغم غياب المنظمات الوطنية إلا أن المنظمتين الهولندية والفرنسية تستفيدان من خبرات النازحين المتعلمين وتوظيفهم ضمن كوادرها..
    وعلى بعد خطوات شمال الطريق يوجد منزل أنيق مكون من غرفتين مطليتين بطلاء أزرق فاقع وسور من الطوب الأحمر بجوار كل غرفة قطية من القش.. أشار السائق الى المنزل قائلاً هذا منزل «حركة العدل والمساواة»..
    وعلى بعد عشر دقائق منه «باللورى» مبنى المحلية «سابقاً» المكون من 4 غرف مطلية بجير أصفر قديم.. وفى منتصف فناء المبنى علم حركة التحرير.. قال جارى «هذا مبنى حركة التحرير»..
    وهناك البعض بأزياء غير منتظمة.. فبعضهم يرتدى زياً عسكرياً والآخر يلبس ملكى لكنهم جميعاً يحملون البنادق والمسدسات..
    - السوق-
    الآن توقف اللورى فى منتصف سوق مهاجرية السوق أكبر مما توقعته، وممتلئ بالبضائع من كل الأصناف.. فهنالك سوق الأجمالى وترى الدكاكين تضيق بالجوالات والكراتين.. وسوق الملبوسات وأسعاره تماماً كاسعار السوق العربى ثم دكاكين العطور والكريمات.. لكننى لم أر دكاكين «قدر ظروفك».. وهناك سوق الخضار الذى يمتد فى رواكيب على صفين طويلين عامر بكل الوان الخضروات والفواكه.. وزنك اللحوم وتلاحظ فيه كثرة لحوم الأبل.. وعلى طرف السوق البعيد تجار السمن وهو السلعة التى تشتهر بها مهاجرية...
    وتجد الكافتيريات منثورة بداخل السوق وتنطلق من اجهزة التسجيل بها أصوات مطربين معروفين.
    - الأحد.. الاربع-
    وسوق مهاجرية أحد أكبر أسواق دارفور ففى يومى الاحد والاربعاء «يومى السوق» يحج التجار من مختلف مناطق جنوب دارفور الى السوق بشتى البضائع مع التركيز على الأبقار والضأن والماعز والأبل والتى خصصت لها مساحة كبيرة جنوب السوق..
    وفى يوم السوق تسهل سرقة المنازل بمهاجرية فالجميع بالسوق.. اما للبيع او الشراء أو الفرجة..
    قبائل مهاجرية
    ومهاجرية قرية ريفية كبيرة ترقد على قوز من الرملة البيضاء الجميلة.. تسكنها قبائل البرقد والبرتى والبرقو والتاما والمساليت والعرب والداجو والزغاوة وتكاد تخلو من الفور..
    أحياء المدينة مقسمة على أساس قبلى فهناك فرقان العرب واحياء البرقد والبرتى ولا تستغرب عزيزى القارئ ان علمت ان هناك حياً يسمى حى جعل تقطنه اسر لا تتزاوج مع بقية قبائل المنطقة..
    جاءتنى فاطمة إحدى نساء فريق جعل وقالت لى علمت أنك جعلية واتيت للتعرف عليك، سألتها من أين اتيتم الى مهاجرية قالت ان اجدادها أتوا من شندى واستوطنوا الضعين.. واستقر جزء منهم بمنطقة خزان جديد بجنوب دارفور ومنها جاءوا الى مهاجرية.. فاطمة أو «فانية» كما يدلعونها لا تحمل من الجعليين إلا اسم قبيلتهم.. فملامحها تشبه تقاطيع عامة أهل دارفور ولسانها به لكنة دارفورية واضحة وتربط طفلتها على ظهرها مثلهم..
    للتأكد طلبت منها زيارة فريق جعل فأعتذرت بأنها لا تستطيع دخول الفريق بعد ان خالفت عادة الأسرة وتزوجت احد ابناء البرقد.. حينها تأكدت أنها جعلية.
    -قطاطى.. FM-
    المبانى فى مهاجرية عبارة عن قطاطى من القش والقصب مسورة بالأشواك إلا القليل من غرف الطين الأخضر وقليل جداً من الطوب الأحمر.. أما السوق فالدكاكين من الطوب أو اكشاك الحديد.. لكن محلات الاتصالات التى لا تقل عن ستة كلها من الطوب الأحمر مطلية بعناية.. وفى اوقات القيلولة يتسلى بعض السكان بسماع أصوات المتحدثين عبر الهواتف بموجة الـ«FM» فكل الهواتف هناك هوائية.
                  

العنوان الكاتب Date
في الرحلة الأولى من نوعها- الرأي العام في معقل التورا بورا- سلمي التجاني Omer5404-16-05, 01:19 AM
  Re: في الرحلة الأولى من نوعها- الرأي العام في معقل التورا بورا- سلمي التجاني Omer5404-16-05, 01:25 AM
  Re: في الرحلة الأولى من نوعها- الرأي العام في معقل التورا بورا- سلمي التجاني Omer5404-16-05, 01:30 AM
  Re: في الرحلة الأولى من نوعها- الرأي العام في معقل التورا بورا- سلمي التجاني Omer5404-16-05, 01:35 AM
  Re: في الرحلة الأولى من نوعها- الرأي العام في معقل التورا بورا- سلمي التجاني Omer5404-16-05, 03:49 AM
    Re: في الرحلة الأولى من نوعها- الرأي العام في معقل التورا بورا- سلمي التجاني شدو04-17-05, 02:21 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de