أعتقد أن الموضوع برمته ليس سوى لعبة سياسية مصالحية، فلا أمريكا ولا فرنسا تهتمان حقيقة بالوضع في دارفور، وأرى أن القضية في هذه اللحظة وصلت نقطة القمة التي تعود بعدها هابطة إلى المستويات الطبيعية، ستخسر الحكومة هذه الجولة وستضطر لتقديم تنازلات منها محاكمة بعض الشخصيات في داخل السودان بالإضافة إلى تحقيق مصالح لأمريكا وفرنسا في السودان، قد تكون في شكل امتيازات وعقود نفطية أو قواعد عسكرية أو تطبيع مع إسرائيل أو غيره، فهذه أهم لدى هذه الدول من الوضع في دارفور.
وحتى تظهر هذه الحكومات أمام شعوبها بأنها أنقذت الموقف في دارفور فستنقذه بطريقة أخرى بعد الحصول على مغانمها، قد تكون بالضغط على حركات التمرد (التي ستكون قد استنفذت فائدتها عند الولايات المتحدة) لتوقيع اتفاق سلام يحصلون فيه على حكم ذاتي جزئي لدارفور أو تطبيق خاص للنظام الفيدرالي أو قد تكون بإعطاء الضوء الأخضر للحكومة بشن حملة نهائية للقضاء على التمرد أو إيفاد قوات تحت مسمى حفظ الأمن وبالتالي توقف الهجمات من المتمردين ومن ثم دعم المعونات الإنسانية لتوطين النازحين ودعم المشاريع التنموية في دارفور حتى تهدأ الأمور تماماً.
الأمم المتحدة لا ناقة لها ولا جمل في هذا الموضوع، فحين تحصل الولايات المتحدة وفرنسا على مصالحهما سيتم نسيان هذه القضية في أدراج السيد كوفي عنان الذي سيحول أنظاره فجأة إلى قضايا أخرى في مكان آخر من العالم.
ليس من مصلحة الولايات المتحدة هز الاستقرار في السودان لأن غياب القيادة سيتسبب في فوضى عارمة قد تفتح الطريق من جديد لعودة الإرهابيين إلى السودان وفتح معسكرات تدريب وغيره، الحكومة السودانية كانت في السنوات الأخيرة أقرب إلى الحليف إلى الولايات المتحدة ولا ننسى دعمها لها في الحرب على العراق وتزويد طائراتها بالوقود وغيره، فلا سبب منطقي يجعل الولايات المتحدة تقدم على هز هذا النظام وإنما الموضوع فقط الحصول على مصالح وامتيازات نفطية وغيره.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة