|
Re: عندما بكى العقاد فى الخرطوم !! (Re: Mamoun Zain)
|
و يستمر حسن نجيلة فى وصفه لذلك المشهد الفريد :" وهنا انهار العقاد ، و اذا بوجهه يختلج والدموع تترقرق فى عينيه ثم تنساب تباعا. وصمتنا برهة ذاهلين ، ولكن محمودا يعود فيصل انشاد ما بقى من القصيدة التى اثارت كوامن ذكريات العقاد حتى دمعت عيناه... وانتهى محمود من انشاده ، وران على مجلسنا الصمت وابصارنا عالقة بالعقاد الذى ما زال متكئا على المقعد وقد غطى وجهه بيده اليسرى كمن استغرق فى حلم طويل".
وفى رواية اخرى لنفس الحادثة ، وصف محجوب عمر باشرى ذلك المنظر المؤثر بقوله :" وبكى العقاد ونزلت دموعه ، وصاح الشاعر حيدر موسى ... لقد بكى الجبار " ( محمود عمر باشرى - رواد الفكر السودانى، ص 356).
نعم ، فى ذلك الموقف الفريد ، وعلى الرغم من كبريائه وعزة نفسه ، لم يملك العقاد - وهو العصى الدمع - الا أن يترك لدموعه العنان على مرأى من الناس ، خلافا لما فعل أبو فراس الحمدانى عندما قال:
أراك عصى الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهى عليك ولا أمر بلى ، أنا مشتاق ، وعندى لوعة ولكن مثلى لا يذاع له سر اذا الليل اضوانى بسطت يد الهوى وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
بكى العقاد وهو يجد تلك الحفاوة من أشقائه فى السودان ، ويلمس اكبارهم له ولوعتهم لفراقه ، وهو يتأهب للعودة للقاهرة.
( نواصل .......)
|
|
|
|
|
|
|
|
|