تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-21-2024, 08:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-15-2005, 05:43 AM

peace builder
<apeace builder
تاريخ التسجيل: 10-17-2002
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام (Re: peace builder)

    327 - وتبين للجنة أيضا، أن المشردين داخليا الذين بقوا داخل دارفور بعد التشريد ظلوا يواجهون عددا من التهديدات، وانحصرت إقامتهم إلى حد كبير داخل المخيمات أو المناطق الحضرية، نظرا إلى أن المخاطرة بالخروج منها تعني مواجهة خطر الهجمات أو أعمال العنف الأخرى، ولا سيما الاغتصاب، حسب المبين أدناه.
    328 - وفيما يتعلق بالأنماط المحددة في التشريد، تلاحظ اللجنة أن أحد أهداف التشريد يتصل فيما يبدو بسياسة مواجهة التمرد التي اتبعتها الحكومة، أي إزالة قاعدة الدعم الفعلية أو المحتملة للمتمردين. وينتمي السكان المشردون في الأغلب الأعم إلى ثلاثة قبائل عُرف عنها أنها تشكل أغلبية حركتي التمرد، وهي قبائل المساليت والزغاوة والغور، التي يبدو أن أفرادها قد استُهدفوا بصورة منهجية وأُرغموا على ترك أراضيهم. والمناطق الأصلية التي ينتمي إليها المشردون هي المواطن التقليدية للقبائل الثلاث، في حين أنه من الواضح أيضا أن هناك قبائل أخرى لم تتضرر على الإطلاق تقريبا.
    329 - وفي الوقت ذاته، يبدو من المحتمل أن الجنجويد، المؤلفين من قبائل مناوئة بشكل تقليدي للقبائل الثلاث التي ينتمي إليها المشردون، قد استفادوا أيضا من هذا التشريد حيث ستتاح أمامهم إمكانية الحصول على الأراضي. وعثرت اللجنة على دليل يشير إلى أن القبائل العربية قد بدأت التوطن في المناطق التي كان يسكنها في السابق المشردون، ومن ثم يحولون بذلك أيضا دون عودة المشردين في نهاية الأمر.

    (ب) التقييم القانوني
    330 - بموجب المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لكل فرد يقيم على نحو قانوني داخل إقليم دولة ما حق حريقة التنقل فيه وحرية اختيار مكان إقامته. ويوفر هذا الحكم حماية لحرية التنقل وحق عدم النقل العشوائي. وقد بينت بوضوح اللجنة المعنية بحقوق الإنسان هذا الحق في تعليقها العام 27( ) وذكرت لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في عدة مناسبات أن أعمال الطرد الإجباري لا تتفق مبدئيا مع اشتراطات العهد الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية( ).
    331 - ويحظر القانون العرفي الدولي نقل السكان المدنيين قسرا سواء في وقت السلم أو وقت الحرب. وحسب المبين في المادة 7 (2) (د) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الذي يمكن الاستعانة به في تحديد القانون الدولي العرفي المتعلق بالمسألة، فإن المقصود بذلك الحظر إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان ونقل الأشخاص المعنيين قسرا من المنطقة التي يوجدون فيها بصفة مشروعة، بالطرد أو بأي فعل قسري آخر، دون مبررات يسمح بها القانون الدولي. ويقع في نطاق الحظر محل البحث الإبعاد القسري للمدنيين من المنطقة التي يعيشون فيها بصفة تقليدية ومشروعة نتيجة الهجمات العشوائية غير المشروعة على أماكن إقامتهم وإشعال النيران في قراهم.
    332 - وبالنظر إلى السمة المنهجية والواسعة النطاق التي اتسم بها التشريد القسري للأشخاص في دارفور، ترى اللجنة أن مثل هذا الإجراء قد يرقى إلى حد بعيد إلى جريمة ضد الإنسانية. فالعنصر الموضوعي المشترك (العلم بالطبيعة المنهجية للتشريد القسري) يكمن في الحقيقة التي مفادها أن التشريد يرقى بوضوح إلى سياسة حكومية دأبت السلطات الحكومية ذات الصلة والجنجويد على اتباعها. وعلاوة على ذلك، فبالنظر إلى السمة التمييزية للتشريد، ترقى هذه الأعمال إلى جريمة الاضطهاد التي هي جريمة ضد الإنسانية.

    7 - الاغتصاب وأشكال العنف الجنسي الأخرى
    (أ) النتائج الوقائعية
    333 - أفادت مصادر شتى بوقوع أعمال اغتصاب واسعة النطاق وأشكال أخرى من العنف المرتكب ضد النساء والفتيات في جميع ولايات دارفور الثلاث. وحسب ما ذكرته هذه المصادر، فإن اغتصاب كل ضحية على حدة كان في أغلب الأحوال متعددا، أي قام به أكثر من رجل واحد، وكان مصحوبا بأشكال عنف شديدة أخرى، منها الضرب والجلد. وذكرت التقارير أنه في بعض الحالات، تعرض النساء للاغتصاب علنا، وفي بعض الحوادث، تعرضت النساء كذلك للتعنيف القاسي ووصفن بأنهن ”إماء“ أو تورا بورا.
    334 - وقد ذُكرت الأنماط التالية: أولا، حدثت خلال الهجمات على القرى اعتداءات متعمدة ضد النساء والفتيات، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي. ثانيا، اختطفت النساء والفتيات، وحبسن لعدة أيام تعرضن خلالها للاغتصاب المتكرر. ثالثا، استمر الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي خلال الفرار وكذلك التشريد، بما في ذلك عندما كان النساء يخرجن من البلدات ومواقع المشردين داخليا لجمع الحطب أو إحضار المياه. وفي مناطق محددة، وقعت عمليات اغتصاب أيضا داخل البلدات. وأصبحت بعض النساء والفتيات حوامل نتيجة للاغتصاب.
    335 - وفي معظم الحالات، أبلغ عن ضلوع الجنجويد. وفي حالات كثيرة، زُعم أيضا ضلوع الجنود. وأبلغ عن وجود حالات قليلة من ارتكاب المتمردين لأعمال الاغتصاب والعنف الجنسي.
    336 - وعموما، تؤكد النتائج التي توصلت إليها اللجنة الأنماط المذكورة آنفا. بيد أن اللجنة تعتبر أن من المحتمل وجود حالات كثيرة لم يُبلَّغ عنها بسبب حساسية القضية والعار المرتبط بالاغتصاب. ولم تقم السلطات، من جانبها، بشكل وافٍ وفعال بتناول الادعاءات بوقوع الاغتصاب.

    ’1‘ الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي المرتكبة على أيدي الجنجويد أو الجنود الحكوميين أو كليهما
    (أ) الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي خلال الهجمات على القرى
    337 - حسب المعلومات التي أفادت بها شتى المنظمات، وقعت حالات اغتصاب وعنف جنسي خلال الهجمات التي تعرضت لها القرى. ففي جنوب دارفور، خلال فترة الشهرين الممتدة من آب/أغسطس إلى أيلول/سبتمبر 2004، كان من بين حالات الضحايا البالغ عددهن 120 ضحية، اللاتي تعرضن للاغتصاب وعولجن على أيدي الأخصائيين الطبيين، 100 حالة على الأقل وقعت خلال الهجمات على قرى الضحايا. وفي استقصاء أُجري في مخيم مورني غرب دارفور، عالجت الأفرقة الطبية حوالي 20 ضحية من ضحايا العنف الجنسي في الفترة من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيه 2004. وذُكر أن معظم الحالات وقعت خلال الهجمات التي تعرضت لها القرى. وأبلغ أيضا عن وقوع حالات أخرى من الاغتصاب خلال هجمات القوات الحكومية والجنجويد على الطويلة والقرى المحيطة بها خلال النصف الأول من عام 2004. وذُكر أن ما يزيد على 20 امرأة وفتاة صغيرة تعرضن للاغتصاب خلال الهجمات التي شنتها القوات الحكومية والجنجويد في آذار/مارس 2004 على كورما، شمال دارفور. وأبلغ عن وقوع أعمال اغتصاب أخرى للنساء خلال الهجمات حول ميسكي وديسا وأم بارو شمال دارفور؛ وأزرني وكورنوي ونيرتيت وموكجار غرب دارفور. وذُكر أيضا أن 18 امرأة تعرضن للاغتصاب خلال الهجوم على عدوه جنوب دارفور في بداية كانون الأول/ديسمبر 2004. وهناك تقارير تفيد بأن النساء والفتيات ما زلن يتعرضن للعنف الجنسي خلال الهجمات على قراهن، بما في ذلك تقرير عن هجوم أخير على الحمادة في 13 كانون الثاني/يناير 2005 اغتُصبت خلاله النساء.
    338 - وتؤكد النتائج التي توصلت إليها اللجنة ارتكاب الاغتصاب والاعتداء الجنسي خلال الهجمات التي شنها الجنجويد والجنود. ويشمل ذلك الهجمات المشتركة التي شنها الجنود الحكوميون و الجنجويد على دوبو، شمال دارفور، حوالي آذار/مارس 2004؛ وبادي، شمال دارفور، حوالي شباط/فبراير 2004؛ وعدوه، جنوب دارفور، في كانون الأول/ديسمبر 2004. وشمل ذلك أيضا هجمات شنها الجنود على قرية كالوكيتنج، جنوب دارفور، وعلى قرى تقع في منطقة وادي صالح، غرب دارفور، حوالي آب/أغسطس 2004، فضلا عن هجمات شنها الجنجويد على مونجي، شمال دارفور، حوالي آب/أغسطس 2004؛ وجوكور، غرب دارفور نهاية عام 2004؛ وكولونجا، غرب دارفور، حوالي آذار/مارس 2004؛ وغوز بادين، غرب دارفور، حوالي آب/أغسطس 2003، وأم نعيمة، غرب دارفور، في تموز/يوليه 2003؛ وناباجاي، جنوب دارفور، حوالي آذار/مارس 2004. وأجرت اللجنة مقابلات مع عدد من الضحايا وشهود العيان الذين أكدوا أن الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي التي ارتكبها الجنجويد كانت متفشية خلال الهجمات على الطويلة والقرى المحيطة بها شمال دارفور، في شباط/فبراير وآذار/مارس 2004. وتكلمت اللجنة مع عدد من الضحايا وشهود العيان، وأجرت فحوصا بالمواقع المعنية أكدت أن الجنجويد قد اغتصبوا فتيات كثيرات خلال الهجوم على مدرسة الطويلة الداخلية. وتبين للجنة أيضا أن النساء تعرضن للاغتصاب علانية في أعقاب الهجوم المشترك الذي شنه الجنود الحكوميون والجنجويد على قرية كانجي، غرب دارفور، في كانون الثاني/يناير 2004. وفي حالة أخرى، تبين للجنة أن الجنجويد اغتصبوا خمس فتيات علانية خلال الهجوم على عبديكا، غرب دارفور، في تشرين الأول/أكتوبر 2003.

    دراسة حالة إفرادية: الهجوم على مدرسة في الطويلة، شمال دارفور
    339- أبلغت واحدة من الضحايا اللاتي اغتصبن خلال الهجوم على مدرسة داخلية في شباط/فبراير 2004، وهي فتاة صغيرة، اللجنة بأنه:
    حوالي الساعة السادسة صباحا، هاجم عدد كبير من الجنجويد المدرسة. ولقد أدركت الضحية أنهم من الجنجويد بسبب ”بشرتهم الحمراء“، وهو الوصف الذي يطلق على العرب. وكانوا يرتدون الأزياء الحكومية المموهة. وقد وصلوا على متن سيارات بيك آب بنفس لون الأزياء التي كانوا يرتدونها. وفي اليوم السابق لاحظت أن الجنود الحكوميين قد تحركوا إلى موقع يحيطون فيه بالمدرسة. وعندما هاجموا مبنى الإقامة الداخلية صوبوا بنادقهم على الفتيات وأرغموهن على خلع ملابسهن تماما. وسلبوا ما لديهن من نقود وأشياء ثمينة وكذلك جميع مفروشات نومهن. وكان عدد الفتيات حوالي 110 فتيات بالمدرسة الداخلية. وحدثت جميع الوقائع في أجنحة النوم بالمدرسة.
    وقد أُخذت الضحية من بين المجموعة، معصوبة العينين، ثم دفعت على الأرض على ظهرها واغتصبت. وتم الإمساك بذراعيها ورجليها. وبوعد بين رجليها واغتصبت مرتين. وأكدت حدوث إيلاج. واستمرت عملية الاغتصاب نحو الساعة. ولم يقل المغتصبان شيئا أثناء الاغتصاب. وقد سمعت أصوات استغاثة من فتيات أخريات وتعتقد أنهن أيضا كن يغتصبن. وبعد عملية الاغتصاب، بدأ الجنجويد أعمال الحرق والسلب. (وقد أكدت وجود القوات العسكرية بالمنطقة، حيث شاهدت في ذات اليوم طائرات هليكوبتر من التي يستعملها الجيش).
    وحملت الضحية نتيجة لهذا الاغتصاب ووضعت طفلا فيما بعد.
    دراسة حالة إفرادية: الهجوم على ترغا، غرب دارفور
    340 - أجرت اللجنة مقابلة مع ضحية أخرى قدمت معلومات عن عمليات اغتصاب متعددة تعرضت لها النساء خلال الهجوم على ترغا، غرب دارفور. وفيما يلي الوصف الذي قدمته للهجوم وما تلاه:
    تعرضت قرية ترغا للهجوم في كانون الثاني/يناير 2003، إذ قامت إحدى الطائرات بقصف القرية، وبعدئذ وصل نحو 40 سيارة ورجال يمتطون الجياد. وقاموا بتمشيط كامل المنطقة المحيطة بترغا. وقام المهاجمون من على ظهر السيارات والجياد بإطلاق النيران على أهل القرية. وكانت القوات العسكرية هي التي شنت الهجوم أساسا، بينما قام العرب بأعمال السلب. وارتكب الجنود أيضا عمليات اغتصاب جنبا إلى جنب مع الجنجويد.
    ولدى وقوع الهجوم، فرت النساء إلى الوادي، حيث أحاط بهن رجال الجيش. وصرحت الضحية بأنها تعرف 19 من النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب ولكن كان هناك أخريات كثيرات. وهي تعتقد أن مجموعهن كان 50 ضحية. واغتُصبت أولا الفتيات الصغيرات، واغتصب الضحية تسعة رجال. وتعرضت نساء أخريات أيضا للاغتصاب من عدد كبير من الرجال. وجرى التحفظ على النساء لمدة ستة أيام في الوادي.

    (ب) أعمال الاختطاف والاسترقاق الجنسي
    341 - أفادت مصادر أخرى أن النساء والفتيات تعرضن للاختطاف، وجرى حبسهن لعدة أيام واغتصابهن بشكل متكرر على يد الجنجويد والجنود بالقرى التي تعرضت للهجوم، وبالمعسكرات، والمخابئ. وعلاوة على ذلك، ذُكر أن التعذيب قد استعمل لمنع النساء من الفرار. وفي آذار/مارس 2004، أبلغ عن قيام الجنجويد و 150 من الجنود باختطاف واغتصاب 16 فتاة صغيرة في كتم، شمال دارفور. وخلال الهجمات على الطويلة والقرى المحيطة بها شمال دارفور في شباط/فبراير 2004 زُعم أن 35 طالبة تعرضن للاختطاف والاغتصاب على يد الجنجويد. وأُبلغ أيضا عن وقوع أعمال اختطاف أخرى للنساء في المنطقة المحيطة بالجنينة، غرب دارفور. ووردت تقارير مثيرة للانزعاج عن وقوع أعمال اغتصاب جماعي وعنف جنسي ضد النساء والفتيات اللاتي حُبسن في موكجار، غرب دارفور؛ وكايلك، جنوب دارفور. وجرى الإبلاغ أيضا عن وقوع عمليات اختطاف واغتصاب إضافية للنساء، إلى جانب أعمال أخرى، في المناطق المحيطة بديسا وسيليا، غرب دارفور.
    342 - وأكدت النتائج التي توصلت إليها اللجنة النمط المذكور أعلاه. فعلى سبيل المثال، تبين للجنة أن النساء اللاتي ذهبن إلى السوق أو بحثا عن المياه في تارني، شمال دارفور، قد اختطفن، وحبسن لمدة يومين أو ثلاثة أيام واغتصبن على يد أفراد من القوات العسكرية حوالي آذار/مارس 2003. ومن الملحوظ، أن حكومة السودان قد أنشأت معسكرا كبيرا في المنطقة المجاورة. وخلال هجوم الجنجويد على قرية مباراسا، غرب دارفور، في تشرين الثاني/نوفمبر 2003، اختطفت 20 فتاة وجرى اقتيادهن إلى معسكر عمار. وتبين للجنة كذلك أن 21 امرأة قد اختطفن خلال الهجوم المشترك الذي شنته القوات العسكرية الحكومية والجنجويد على كانجي، غرب دارفور، في كانون الثاني/يناير 2004. وقام الجنجويد باحتجاز النساء لفترة ثلاثة أشهر وأصبح بعضهن حوامل نتيجة للاغتصاب خلال فترة الاحتجاز. وخلال الهجوم على قرية ملجا، غرب دارفور، في تشرين الأول/أكتوبر 2004، اختطف الجنجويد أربع فتيات، لم يتعد عمر إحداهن 12 سنة. واحتجزت الفتيات لمدة ثلاثة أيام واغتصبن ثم أطلق سراحهن. واختطفت أيضا النساء واغتصبن في ثلاثة مخيمات تابعة للجنجويد عقب الهجوم على كورما، شمال دارفور، في آذار/مارس 2003. وتأكد للجنة أيضا أنه عقب الهجوم على الطويلة في شباط/فبراير 2004 تعرضت مجموعة من حوالي 30 طالبة للاختطاف على يد الجنجويد واحتجزن في معسكر أيواء حيث تعرضن للاغتصاب المتكرر. وجلب الجنجويد أيضا إلى هذا المعسكر عددا آخر من النساء من القرى المحيطة بالطويلة إثر اختطافهن عقب الهجمات التي تعرضت لها قراهن.

    دراسة حالة إفرادية: كايلك، جنوب دارفور
    343 - أجرت اللجنة مقابلات مع عدد من شهود العيان الذين أكدوا أنه عقب الهجمات المشتركة التي شنها الجنود الحكوميون والجنجويد في المنطقة، احتجز زهاء 000 30 شخص في كايلك، جنوب دارفور، لفترة حوالي 50 يوما. وعزلت النساء والفتيات الصغار عن الرجال، واحتجزن في منطقة حول المسجد، وبعدئذ اقتادهن المحتجزون لاغتصابهن. وقد تعرضن للاغتصاب الجماعي الذي استمر لفترات طويلة من الزمن. وتعرضت فتيات لا يتجاوز عمرهن 10 سنوات للاغتصاب.
    344- ووصفت إحدى شاهدات العيان هول الاحتجاز في المنطقة التي حددها المحتجزون للنساء وصغار الفتيات في كايلك على النحو التالي:
    ”مكثنا في مكان واحد، ولم يسمح لنا بالانتقال من مكان لآخر. وسمح للعجائز من النساء بالذهاب لإحضار المياه، والذهاب لإحضار الطعام. وأرغمنا على التبول أمام الجميع. وكنا نخشى من استعمال المرحاض في المساء لأن المهاجمين كانوا يحيطون بنا، حيث كانوا يترصدون النساء لاغتصابهن“.
    وبعد تعرض النساء للاغتصاب، لم يجر إعادة ملابس بعض النساء إليهن وأرغمن على البقاء عرايا. وأبلغ مصدر مستقل، شهد الحالة في كايلك، اللجنة بأنه: ”كان هناك ما يزيد على 80 حالة من حالات الاغتصاب التي أبلغت إلينا عن طريق النساء وصغار الفتيات اللاتي احتجزن في المنطقة المسورة. وعثرنا أيضا على أربع نساء مجردات من الثياب. وكن يسترن أنفسهن بحصير ويستجدوننا عدم رفعها عن أجسادهن. وذكرن أنه لدى حاجتهن إلى المياه أو الطعام، كان يتعين على إحداهن استعارة ملابس من النساء الأخريات للذهاب وإحضار المياه أو الطعام“.
    وكان كل من يحاول مساعدة الضحايا يتعرض إما للضرب أو القتل. وفي إحدى الوقائع، حاول زوج مساعدة زوجته، فتعرض للضرب المبرح وأصبح الآن مقعدا بشكل دائم ويرقد في مستشفى الخرطوم. وقد أيدت المجموعة الكاملة من المواد التي جمعتها اللجنة أقوال الشهود هذه تأييدا تاما، ومن هذه المواد معلومات حُصل عليها من خلال مراقبين مستقلين شاهدوا حالة النساء في كايلك.

    دراسة حالة إفرادية: وادي تينا، شمال دارفور
    345 - أجرت اللجنة مقابلة مع إحدى الضحايا التي وصفت الكيفية التي تعرضت بها هي وشقيقاتها الست للاختطاف الاحتجاز في مخيم تابع للجنجويد في وادي تينا، بعد الهجوم على الطويلة والقرى المحيطة بها. وقدمت الضحية، التي تعرضت للاغتصاب 14 مرة على مدار فترة أسبوع واحد، المعلومات التالية:
    ”في حوالي الساعة السادسة صباحا من يوم 7 كانون الثاني/يناير 2003، كانت داخل منزلها في قرية تارنا. وهاجم القرية حوالي 000 3 من الجنجويد على ظهور الجياد. وكان بعضهم في المركبات. كما كان يرتدي بعضهم الأزياء الكاكية بينما ارتدى البعض الآخر ملابس مدنية وعباءات على رؤوسهم. وكان هناك زهاء 50 مركبة لاند كروزر وبيك آب. وكان جميع المركبات مثبتا على ظهرها المدافع. وكان الرجال على ظهر المركبات يرتدون أزياء الجيش، وكانوا يرتدون نفس الأزياء الرسمية التي كان يرتديها الجنجويد. وكانوا من جنود الجيش السوداني.
    ”وشاهدت الضحية نساء يجري اقتيادهن، وأشخاص يقتلون، وماشية تسرق، وأغذية تحرق. وقدمت كذلك الوصف التالي: ”حضر عشرة من الجنجويد إلى منزلي. واقتادوني وأخواتي الست اللاتي كانت أعمارهن 15 و 16 و 17 و 19 و 20 و 24 سنة. وقالوا: لماذا تقيمون هنا، أنتم عبيد. ولم نرد على ذلك. فقد كان جميعهم مسلحين وكانوا جميعا يصوبون فوهات بنادقهم تجاهنا. وعندما دخلوا منزلنا، أطلقوا النيران على أخوي الاثنين. واقتادونا إلى الخارج وضربونا بالزمامات الجلدية التي يستعملونها في كبح جماح جمالهم. واستمر الضرب لفترة 20 دقيقة.
    ”وبعد ضربنا، اقتادونا إلى وادي تينا. وتركونا نمشي بينما كانوا يركبون على ظهور جمالهم. واستغرقنا ثلاث ساعات حتى وصلنا إلى هناك، وخلال ذلك الوقت ضربونا وهددونا بالقتل. وعندما وصلنا وادي تينا، رأيت 95 امرأة على الأقل هناك. وتركنا في الوادي مع مجموعة كبيرة من النساء وكان يحرسنا ما لا يقل عن 100 من الجنجويد المسلحين. وكانت جميع النساء عرايا. وبعد وصولنا بقليل أرغمنا تحت تهديد السلاح على خلع ملابسنا.
    ”وفي حوالي الساعة الثامنة صباحا من اليوم التالي بالوادي، اغتصبت للمرة الأولى. ووصل عدد كبير جدا من الجنجويد إلى الوادي. واختار كل منهم امرأة واغتصبها. وعلى مدار فترة أسبوع، اغتصبت 14 مرة من جانب أفراد مختلفين من الجنجويد. وطلبت منهم التوقف عن ذلك. فقالوا لي أنت امرأة تورا بورا ولن نتوقف عن ذلك. وأُطلق علينا وصف العبيد وتعرضنا للضرب المتكرر بالزمامات الجلدية، وكيل إلينا اللكمات والصفعات. وكنت أخشى على حياتي إذا رفضت الجماع معهم. وقد أُهنا أمام نساء أخريات وأُرغمن على الجماع أمامهن. ووقف عدد آخر من الجنجويد يشاهدون ما يجري.
    ”وبعد مرور أسبوع، أُطلق سراحها مع أربع فتيات أخريات عدن إلى قرية تارنا، ومنذئذ لم تر أخواتها. وهي لا تعلم هوية أي واحدة من النساء الأخريات في الوادي ولكنها ذكرت أن ثلاثا منهن توفين نتيجة التعرض للاغتصاب. ولا تعلم الضحية هوية الجناة“.

    (ج) الاغتصاب وغير ذلك من أشكال العنف الجنسي خلال الفرار والتشريد المتواصل
    346 - وردت تقارير مفصلة عن استمرار وقوع الاغتصاب وغيره من أشكال الاعتداء الجنسي خلال الفرار والتشريد المتواصل، بما في ذلك خارج شتى مواقع المشردين داخليا وداخلها. وقد زادت حدة تأثير العنف المرتكب خارج مواقع المشردين داخليا بسبب اعتماد النساء وأسرهن على جمع الحطب كمصدر للكسب والبقاء على قيد الحياة. وفي معظم الحالات، كانت النساء والفتيات هن اللائي يذهبن خارج المخيمات بحثا عن الحطب والمياه، لأنه كانت لديهن فرصة للنجاة من الهجمات أفضل من الرجال والصبية الذين يتعرضون للقتل. وحسب ما جاء في أحد التقارير، هجرت أسرة من ماجارسا، غرب دارفور، منزلها في شباط/فبراير 2004 بسبب الصراع. وذكر رب الأسرة أنهم التقوا، خلال محاولة الفرار من منزلهم، بستة من الرجال العرب الذين اغتصبوا ابنته البالغة من العمر 25 سنة، أمام عينيه وأعين زوجته وأطفاله الصغار. ولم يتسن له الدفاع عن ابنته لأن الرجال كانوا يهددونه بالسلاح. وحسب ما جاء في تقرير آخر، تعرضت امرأتان للاغتصاب المتكرر في مخيم للمشردين داخليا يقع في كساب، شمال دارفور، في حزيران/يونيه 2004. وأفادت التقارير أنه في نيسان/أبريل 2004، ذهبت مجموعة من 40 امرأة من المشردين داخليا لجمع الحطب خارج موكجار، غرب دارفور، فتعرضن لاعتداء على يد ستة من الجنجويد المسلحين. وتعرض عدد من النساء للضرب المبرح بينما اغتصبت واحدة على الأقل من جانب أربعة من الجنجويد. وخلال الأسبوع الأول من شهر تموز/يوليه 2004، قدم فريق طبي في موكجار العلاج إلى 15 امرأة من إصابات خطيرة تعرضن لها في ثماني حوادث منفصلة. وفي اثنتين من تلك الحوادث، استُتبع الضرب بالاغتصاب. وروت تقارير أنه في 22 تموز/يوليه 2004، تعرض حوالي 13 امرأة للاغتصاب من جانب الجنجويد لدى بحثهن عن الحطب حول مخيم للمشردين داخليا قرب كاس، جنوب دارفور. وذكر أنه في تموز/يوليه 2004، تعرض حوالي 20 امرأة للاغتصاب من جانب الجنجويد لدى بحثهن عن الحطب حول مخيم سيسي، غرب دارفور. كما أُبلغ عن عمليات اغتصاب أخرى تعرضت لها النساء اللاتي كن يخاطرن بالخروج من مواقع المشردين داخليا، مثل أبي شوك شمال دارفور، وأرداماتا، وأزارني وبارسيلا ومورني وكريندينج والرياض غرب دارفور، والجير ودريج وكالما وكاس وأوتاش جنوب دارفور.
    347 - وأكدت النتائج التي توصلت إليها اللجنة أن ارتكاب أعمال الاغتصاب والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات قد استمر خلال الفرار وفي مناطق التشريد. وقد وقعت حالات اغتصاب من جانب الجنجويد والجنود الحكوميين حول مواقع المشردين داخليا بأعداد كبيرة لبث الذعر من وقوع هذه الحوادث لدى النساء والفتيات، وأفضى إلى انحباسن فعليا داخل هذه المواقع. وأجرت اللجنة مقابلات مع الضحايا اللاتي تعرضن للاغتصاب والإيذاء الجنسي خارج مخيمى أبي شوك وزمزم شمال دارفور، ومخيمات هبيله وكريندينج وماستيري ومورني وسيسي غرب دارفور، ومخيمى كالما ودريج جنوب دارفور.
    348 - وفي إحدى الحالات، أجرت اللجنة مقابلة مع فتاتين صغيرتين عمرهما 12 و 14 سنة، ذهبتا لجمع الحطب مع خمسة أطفال آخرين خلال تشرين الثاني/نوفمبر 2004 خارج مخيم أبي شوك وقد اغتصب الجنود الفتاتين، ووصفوا الأطفال بأنهم أبناء وبنات تورا بورا، وضربوا أطفالا آخرين وهددوهم بالقتل. وعقب الواقعة، ذهب الأطفال للشكوى إلى معسكر قريب وقدموا وصفا للجناة. وذهبت الفتاتان إلى مستشفى الفاشر كى يتم فحصهما طبيا، وقُدمت شكوى رسمية إلى الشرطة المحلية. ولم تكن الاستجابة الأولية من الشرطة المحلية كافية. ولدى الإصرار من اللجنة، قامت الشرطة المحلية بالتحقيق في الواقعة وأُبلغت اللجنة أن تسعة من المشتبه فيهم قد احتجزوا وأن القضية الآن أمام النائب العام. وعلاوة على ذلك، تبين للجنة أن هناك شعورا سائدا بعدم الأمان بين المشردين داخليا في كابكابية، شمال دارفور. وبوجه خاص، كانت النساء والفتيات اللاتي يجمعن الحطب يخشين ترك كابكابية حيث كن يتعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي من جانب الجنجويد. وحتى في حالة إبلاغ الوقائع إلى الشرطة، كان الجناة يتمتعون فيما يبدو بالإفلات من العقاب وتستمر الهجمات ضد النساء. وأجرت اللجنة أيضا مقابلة مع أربع شابات سردن واقعتين وقعتا في حزيران/يونيه 2004 احتُجزن خلالهما بالطريق لدى عودتهن من سوق كتم، شمال دارفور، متجهات إلى قراهن. وفي كل من الواقعتين، أرغمت الشابات على خلع ملابسهن تحت التهديد بالسلاح، واغتصبن من جانب الجنجويد وتركن بعدئذ عاريات بالطريق. وتبين من ملابسات الجريمة أن تلك الجرائم ارتكبها نفس الجناة.
                  

العنوان الكاتب Date
تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-15-05, 04:41 AM
  Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-15-05, 05:03 AM
    Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-15-05, 05:09 AM
      Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-15-05, 05:22 AM
        Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-15-05, 05:43 AM
          Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-15-05, 05:46 AM
            Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-15-05, 05:48 AM
              Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-15-05, 05:50 AM
                Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-15-05, 05:55 AM
                  Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-15-05, 05:57 AM
                    Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-15-05, 07:26 AM
  Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام مصدق مصطفى حسين02-16-05, 06:21 AM
    Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-16-05, 06:43 AM
      Re: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور المقدم إلى الأمين العام peace builder02-19-05, 07:58 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de