|
Re: عيد الحب (Re: SILVER MOON)
|
بمناسبة عيد الحب: هل تؤمن بالحب؟ سامي البحيري من أحلى المسرحيات التى لا أمل مشاهدتها سواء على خشبة المسرح أو على شاشة التليفزيون، كانت مسرحية "مدرسة المشاغبين" تأليف الصديق العزيز خفيف الدم (على سالم)، ورغم أن المسرحية مأخوذة عن فيلم أمريكى بنفس العنوان بطولة (سيدنى بواتييه)، إلا أننى إستمتعت أكثر بالمسرحية والتى أعتبرتها مرحلة جديدة فى عالم الكوميديا، وكانت تلك المسرحية (وش السعد) على كل من إشترك فيها، فأصبحوا جميعا نجوما كبارا. ومن أحلى المشاهد فى المسرحية هو مشهد بين عادل إمام وكان يمثل دور بهجت الأباصيرى (زعيم الطلبة المشاغبين)، وبين أحمد زكى وكان يمثل دور الطالب الفقير (أحمد) الشاعر المجتهد والغير مشاغب على الإطلاق، وقد وقع (بهجت) فى حب مدرسته الإستاذة (عصمت) الدور الذى قامت به سهير البابلى (قبل أن تدخل فى دور الدروشة)، وقد بدأ (بهجت) بالكلام مع زميله (أحمد) عن كيف أن الحب قد غير حياته، وكان الحوار يدور كالتالى: بهجت: الحب ده شئ عظيم ياواد يأحمد. أحمد: طبعا الحب شئ عظيم، الناس بتغنى للحب، والشعراء بيكتبوا عن الحب. بهجت: إنت ياأحمد شاعر، والشاعر ده إنسان حساس، والحساس عند النجار، والنجار عاوز مسمار.... أحمد (مقاطعا): مسمار إيه ونجار إيه يابهجت إحنا بنتكلم فى الحب. بهجت: آه الحب... ياواد ياأحمد يخليك كده ماشى فوق وتحس أن السحابة تحتيك طرية ‘ (هى مش طرية قوى يعنى!)، والمطرة حواليك خفيفة زى بخاخة الكولونيا:" فشت...فشت" (هى مش فشت قوى يعنى !)، وتشوف الشمس وهى بتغرب كدة ونازلة فى البحر، وتحس إنك فى دنيا غير الدنيا... إنت عمرك حبيت قبل كده ياأحمد؟ أحمد: طبعا أنا حبيت، كل إنسان لازم يحب. بهجت: طبعا ما إنت شاعر والشاعر لازم يحب، قوللى حبيت مين ياواد ياأحمد، ده إنت طلعت مشكلة، قول... قول... مش حأقول لأحد... أحمد: أنا طول عمر ى بأحب... (ويتردد فى الإجابة) بهجت: قول... قول... ده إنت طلعت مصيبة... أحمد: أنا طول عمرى بأحب... أبويا وأمى وإخواتى !! بهجت: ( ينزعج من الإجابة ويحاول أن يضرب أحمد، ويجرى وراءه فى الفصل) بهجت: أبوك وأمك وإخواتك إيه ياواد، أنا عمال أحكى لك بقالى نص ساعة عن المشى فوق السحاب، ومطرة خفيفة و.. فشت... فشت...، والشمس طالعة من ورا الإتوبيس، وإنت جاى تقوللى أبوك وأمك وإخواتك، إحنا هنا فى وزارة الشئون الإجتماعية ياواد !!
تذكرت هذا الحوار عندما فوجئت بنتائج إستطلاع للرأى فى مجلة (إيلاف)، وكان السؤال هو: "هل تؤمن بالحب"؟ وكانت النتائج كالتالى: نعم: %57 نعم مع تحفظات: %28 لا أومن بالحب: %15
ومن المفروض أن معظم قراء (إيلاف) من الشباب فى مقتبل العمر والشباب هو الحب، وأيضا معظم قراء إيلاف من المتعلمين، والمفروض أن التعليم يرقى ويهذب مشاعر الإنسان ويجعله أكثر قبولا للوقوع فى الحب، والحقيقة أننى إنزعجت للغاية من نتيجة هذا (الإستفتاء) لأنه إذا كان هذا هو حال قراء إيلاف، فماذا نقول فى حال عامة الشعب، وفى تقديرى أن نسبة الذين يؤمنون بالحب فى بلادنا العربية الجميلة هى نسبة منخفضة للغاية، وفى المجتمعات المتحضرة لابدأن تصل تلك النسبة الى %100، ولكن للأسف فى المجتمعات المتزمتة والمتطرفة يرتبط الحب بالحرمان والصد والجفا !! وبالمناسبة (الجفا) لا بد أن أذكر نكتة الصعيدى حسنين الذى ذهب لأول مرة لحضور حفلة أم كلثوم وكانت تغنى إغنية تقول فيها (صعبان على "جفاك")، فقال لها (حسنين): "ما يصعبش عليكى غالى ياست الكل... إيش حال لو شفتى "جفا" ولد عمى محمدين" !!
والحب أيضا مرتبط فى ثقافتنا بالجنس، والجنس مرتبط بشرف البنت و شرف البنت من شرف القبيلة، وعلى حد قول عمنا يوسف وهبى (شرف البنت زى عود الكبريت ما يولعش غير مرة واحدة) !! أما شرف الولد فيبدو أنه مثل الولاعة (ممكن يولع كذا مرة).
ويبدو أن العربان يعتبرون أن الحب مثله مثل الديموقراطية هو (رجس من عمل الشيطان)، فكلنا يذكرالمسرحية الشعرية قيس وليلى لأمير الشعراء أحمد شوقى والتى تغنى بها عبد الوهاب وأسمهان، وتحكى القصيدة أن قيس قد إفتعل طلب حطب لكى يوقد النار من عند حبيبته وإبنة عمه ليلى، وعندما وجده عمه يتسكع بجوار خيمة الحريم (وبها ليلى)، قال: العم: ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا؟ قيس: ما كنت ياعمى فيهم. العم: أين كنت إذا ؟ (شايفين أبو ليلى نازل تحقيق معاه ولا تحقيق مباحث أمن الدولة!!) قيس: فى الدار حتى خلت من دارنا النار، ما كان من حطب جزل بساحتنا أودى الرياح به وال....والجار... ... العم: ليلى... ليلى... ليلى: ما وراء أبى ؟ العم: هذا إبن عمك ما فى بيتهم نار. ليلى: قيس إبن عمى عندنا... يا مرحبا.. يا مرحبا... قيس: متعت ليلى بالحياة... وبلغت الأربا !! ... (تخيل أى واحد فيكم لو قال لحبيبته: "بلغت الأربا !!.. ياحبيبتى "!! كانت تقطعك أربا... أربا !!) ... ثم تمضى الحكاية وملخصها أن ليلى قد قامت (بتوزيع) أبوها وجاريتها عفراء لكى تختلى بحبيبها قيس، ويكتشف أبوها الملعوب، ويكتشف أنه قام بدور (الطرطور)، لذلك هب مدافعا عن شرفه قائلا: قيس...إمضى... قيس... أمضى جئت تطلب نارا... أم ترى جئت تشعل البيت نارا!!
و قيس كان رجلا غلبانا، كل ما فعله مع ليلى هو أنه كان يقول لها شعر خيبان من نوع:"ربنا يخليكى... وبلغت الأربا"، لم نسمع أنه قبّلها أو (لا سمح الله) إختلى بها خلوة كان الشيطان ثالثهما، وبالرغم من أنهما من نفس القبيلة (ليلى العامرية وقيس العامرى) إلا أن أبوها إعتبر أن مجرد كلامه معها عن الحب هو بمثابة إشعال نار فى البيت. .... وقلت لنفسى يمكن أنا غلطان، لذلك رجعت إلى أعظم شعراء العربية: أبوالطيب المتنبى، وأبو العلاء المعرى، وتصفحت ديوان المتنبى، ولم أجد كلمة الحب إلا فيما ندر، ولكنك تكاد تجد فى كل صفحة كلمات من نوع:"الدم، القتل، السيف، المهند، الخيل المسومات، الدرع، الضرب، النصل، الحسام الخضيب (المخضب بالدماء)، الطعن، الرمح، النبال... إلخ" أما فى لزوميات أبى العلاء: فوجدت كلمات من نوع:"المنايا، الدهر، الأنام، الموت، الخناجر، النذر، الشيب، المنية، موحشة، يفنى،... إلخ الكلمات التشاؤمية) وقد وردت كلمة الحب فى شعر العربان أحيان عندما قالوا: (حب المنية ، حب الوغى )، وكيف تتوقع أن يؤمن العربان بالحب عندما قال أعظم شعرائهم (المتنبى):
سقانى الله قبل الموت يوما *** دم الأعداء من جوف الجروح
إن من رضع الكراهية فى الصبا، من الصعب عليه جدا أن يؤمن بالحب، وكل عيد حب وأنتم بخير. ولا تخافوا أن تقعوا أو (تطبوا) فى الحب، لأن للحب حلاوة " تطول فى الأعمار" !!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عيد الحب | SILVER MOON | 02-14-05, 07:20 AM |
Re: عيد الحب | SILVER MOON | 02-14-05, 07:22 AM |
Re: عيد الحب | SILVER MOON | 02-14-05, 07:23 AM |
Re: عيد الحب | SILVER MOON | 02-14-05, 07:25 AM |
Re: عيد الحب | Raja | 02-14-05, 07:28 AM |
Re: عيد الحب | SILVER MOON | 02-14-05, 07:33 AM |
Re: عيد الحب | SILVER MOON | 02-14-05, 07:29 AM |
Re: عيد الحب | Rawia | 02-14-05, 07:33 AM |
Re: عيد الحب | SILVER MOON | 02-14-05, 07:39 AM |
Re: عيد الحب | تغريـــد | 02-14-05, 11:16 AM |
Re: عيد الحب | المسافر | 02-14-05, 12:52 PM |
Re: عيد الحب | SILVER MOON | 02-14-05, 10:17 PM |
Re: عيد الحب | SILVER MOON | 02-14-05, 10:15 PM |
|
|
|