|
إخوتي البورداب فلنكن بلسما يداوي جراحات الوطن لا وقودا يصب في نار حريق الوطن
|
أمتنا اليوم تمر بأخطر مرحلة في تاريخها وهذا البورد يمثل معلما هاما في تاريخ النمو الفكري لامتنا ففيه تلتقي بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل باقة من العقول السودانية المستنيرة من شتى اصقاع الارض ومن داخل الوطن الام يجمع بينها حب الوطن وهموم الوطن. . إذا عقمت الساحة السياسية خلال العقود الماضية عن ان تتمخض عن مؤتمر دستوري جامع لاهل السودان فهذا البورد مؤتمر دستوري ثقافي فكري سياسي مستمر لعينة شاملة من مثقفي الوطن وبذلك فوجودنا فيه يلقي علينا بمسؤولية وطنية وإنسانية كبرى. اذا كانت الدكتاتوريات المتتالية والاجهاضات المتكررة قد منعت امتنا من ان تتفاعل مكوناتها بصورة ايجابية لتشكل أجمل لوحة لامة عظيمة ومارست القهر والتهميش لاجزاء عزيزة من ذاتنا السودانية فهاهو عصر المعلوماتية يمنحنا فرصة للتفاعل البناء عبر الفضاء السايبري وتصحيح تاريخنا الفكري والثقافي . لذلك اتمنى ان نعود في هذا البورد لتراثنا السوداني الاصيل تراث المحبة والتراحم بين بعضنا البعض وان نكون سدا منيعا امام هجمة الكراهية العرقية والقبلية التي تحاول ان تنشب فينا انيابها لتكون بذرة لحروب قبلية لا تبقي و لا تذر ولشقاء ومعاناة انسانية لا نرتضيها لاهلنا وبلادنا.
فلنتذكر اخوتي اننا ابناء حضارة تمتد جذورها لالاف السنين وبذلك فنحن الاولى بان نلتزم بقواعد الحوار المتحضر بين بعضنا البعض، واول هذه القواعد احترام عقائد الاخرين مهما كان راينا فيها سواء كانت دينية او الحادية او لا دينية واحترام الرموز المتعلقة بهذه العقائد. إن الاختلاف السياسي أمر محمود ولكن ان يؤدي بنا إلى الطعن في معتقدات الاخرين فهذا امر لا يليق بتراثنا الحضاري العريق. ايضا علينا نلتزم باخلاقياتنا وسلوكياتنا السودانية في الحوار بين بعضنا البعض بعيدا عن السب والابتذال والبذاءة.
فلنتذكر اننا نعيش في عصر نلسون مانديلا اكبر رمز للتسامح ونكران الذات ولنتعلم منه درسا. واختم مشاركتي الاولى بالشكر للاخ بكري ابو بكر وبافضل التمنيات بان يوفق في مهمة ادارة هذا البورد لتنبعث منه روح جديدة للمحبة بين ابناء الوطن والنهضة الفكرية والتي اصبح هو احد اعمدتها بحمله لمثل هذه المسؤولية التاريخية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|