شيء ما .. من ثقب باب المكتب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 11:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-29-2005, 04:05 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22518

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شيء ما .. من ثقب باب المكتب

    وقف ينظر إلى نفسه في المرآة طويلا .. فهذا أول يوم له في عمله الجديد ....
    البدلة الكاملة و القميص و ربطة العنق و الحذاء اللامع ..
    حرص على أن يكون كريم الشعر من النوع الذي يجعل شعره لامعا و مطيعا لا ينفر واقفا كتراب المغناطيس..
    وضع زخات من عطره المفضل على كل أنحاء جسده ..
    حمل حقيبته الجلدية و إنطلق لا يلوي على شيء ..
    دفن نفسه تماما في العمل منذ الوهلة الأولى .. فهو لا يكاد يصدق أنه موظف الآن ..
    عاد عند العصر مرهقا يجتر أحداث يومه الأول ..
    رن جرس الهاتف .. و جاءه صوت يَربِت على روحه ..
    آلو .. مساء الخير ..
    قال و هو يبلع ريقا جافا : مساء النور .. مين ؟
    قالت : ما ضروري تعرف أنا منو حسع .. بس حبيت أقول ليك إنك اليوم كنت في منتهى الأناقة و الشياكة .. و بصراحة إنت أي لبس لايق عليك..
    ( إبتسم و هو يمتليء زهوا و خيلاء و ينتفش كما الديك الرومي )
    قال : شكرا .. إنت معانا في المكتب ؟ مش كدة ؟
    قالت بعبث صبياني : بلاش أسئلة كتيرة .. يللا مع السلامة ..
    ثم وضعتْ السماعة ...

    جلس يمضغ طعامه دون وعى و دون أن يستسيغ مذاقه .. يكاد يحس وقع اللقمة في قاع معدته .. كلماتها ترن في أذنيه ..
    وقف أمام المرآة .. قام بلبس نفس ملابسه الصباحية .. إستدار .. و نظر إلى نفسه من كل الجهات .. و قال يحدث نفسه :
    ما هذا الجنون ؟ هي قالت بأنني كنت في منتهى الأناقة و هذا يكفي ..

    ظل طوال الليل ساهرا يقلب وجوه زميلاته في مخيلته .. من هي يا ترى ؟
    تأنق و تعطر صباح اليوم التالي .. .. ظل يعمل و هو يرنو بطرف خفي إلى زميلاته .. يا ترى من هي ؟
    قبض على إحداهن و هي تسترق النظر إليه .. إبتسم لها إبتسامة ذات مغزى و كأنه قد حل لغزا مستعصيا .. فقامت من مقعدها و إتجهت نحوه مباشرة .. صعد الدم إلى رأسه .. أحس بجفاف في حلقه ..
    وقفتْ الفتاة متكئة على يديها على حافة طاولته و هي تمضغ قطعة من اللبان بصوت عالٍ و قالت له هامسة : الأخ بيخفف في دمو ولا شنو ؟
    قال و هو يزدرد ريقه : تقصدي شنو ؟
    قالت من بين أسنانها : الإبتسامة عرفناها يا كازانوفا زمانك .. بس عقلك ما يودي لبعيد .. الواحدة في المكتب دة ما تبتسم ولا شنو ؟
    ثم نفخت اللبانة و طرقعتها حتى إلتصقت بأنفها و أصابه بعض من رذاذ الفرقعة.. ثم ذهبت و هي تطلق ضحكة مستخفة تتناغم في إيقاع مع كعب حذاءها .
    إمتقع لونه .. و ذاب خجلا و هو يرمق إبتسامات و ضحكات زميلاته و زملاؤه ..
    إذن من هي ؟ من هي ؟
    ربما تلك التي لم تشارك في السخرية ؟
    ربما في قسم آخر رأته في مدخل المكتب ؟ فمدخل البناية واحد.
    و رجع نهاية اليوم و رأسه مثقلة بأسئلة لا أجوبة لها ..
    و ما أن جلس ليأكل حتى رن جرس الهاتف فجفل كالملسوع.
    جاء صوتها منسابا كالشلال : مساء الخير .. اليوم مالك كنت زهجان و تعبان .. ما زى أمبارح يعني ؟
    قال متوسلا : يا بنت الحلال .. أنا في طولك و عرضك .. مين إنت ؟
    قالت بتأني : إنت مالك مستعجل على المعرفة ؟ كفاية إنو شايفاك و معجبة بيك لدرجة بعيدة ..
    قال مستعطفا : طيب .. على الأقل نتعرف و نتقابل عشان يكون إعجاب متبادل و الحاجات دي إنت عارفاها ..
    قالت : مافي داعي للعجلة ..
    قال بصبر كاد أن ينفد : يعني أنا بعرفك ؟ أقصد بشوفك كل يوم ؟ إنت زميلة في العمل ؟ .. جارتنا ؟ بشوفك في المواصلات ؟
    ( أتته ضحكتها فجعلتْ قلبه و كأنه قطعة من زجاج تتناثر أجزاؤها على أرضية الحجرة ) ..
    قالت و صوتها لا زال يجلله بقايا ضحكتها المملوءة غنجا و دلالا : و الله حتشوفني و أنا متأكدة إن شعورك نحوي حيكون زى شعوري نحوك ..
    ثم أردفتْ : مع السلامة ..
    و وضعتْ السماعة و تركته يتخبط في حيرته و ذهوله ..
    طوال شهره الأول بالعمل ظل يتلقى مكالماتها و ملاحظاتها على حركاته و سكناته بمجرد دخوله منزله..
    أطل على الجيران من كل النوافذ دون فائدة ..
    كاد يجن ..
    كل زميلاته يتصرفن بطريقة أكدتْ له بأنها ليست واحدة منهن ..
    قفزت إلى ذهنه فكرة ..
    ربما زميل له يحب أن يمازحه فأخبر مَنْ ظلتْ تعاكسه كل هذه المدة ؟
    إستبعد الفكرة تماما .. فالذي يمزح لا يمكن أن يستمر كل هذه المدة ..
    شعر بأن المتحدثة هاتفيا قد أحدثتْ لها فجوة في قلبه و إندست بها ..
    ما هذا ؟
    أيمكن أن يحب صوتا دون وجه ؟
    أهو حب ؟
    و لكنه أدمن صوتها ..
    كان يلبس ملابسه و تعليقاتها تطن في أذنيه ..
    ضحكاتها تربت عليه حتى ينام ..
    يصحو على صوتها ..
    و إستمر على هذا المنوال ..
    ذات يوم قال له مديره المباشر : المدير العام عاوزك .
    أنا شخصيا ؟ خير إن شاء الله ؟ دة أنا ما شفتو مما إشتغلت.
    قال له : روح بنفسك و شوف الحكاية شنو ؟ بتعرف المكتب وين ؟ في الطابق التالت على يدك اليمين .. الباب البني الكبير ..
    ذهب و هو يقرأ المعوذتين و آية الكرسي .. فهذه أول مرة يدخل مكتب المدير العام .. متوجسا خيفة..
    طرق الباب ثم دلف و هو يطأطيء رأسه ..
    عبقت أنفه رائحة أنثوية نفاذة و لكنها محببة ..
    رفع رأسه بحذر ..
    وجد إمرأة تكبره بحوالى العشر سنوات أو أكثر تجلس على الكرسي الدوار و هي تحدق فيه مباشرة ..
    حضورها القوي و وجهها الصارم جعلاه ينسى أن يلقي عليها التحية .. بل تمتم ببضع كلمات مبهمة ..
    قالت له بصوت جعلته يرهف سمعه إلى أقصى حد :
    تفضل أقعد .. إنت كويس ؟
    فغر فاه و جحظتْ عيناه و جعل ينظر إليها ..
    قالت بتردد بائن : مالك ما بترد ؟
    قال و هو يزدرد ريقه : صوتك ما غريب على أبدا ..
    قالت و هي تخفي خجلا بدا ظاهرا رغم محاولتها التماسك و إصطناع الوقار : سمعتو وين ؟
    قال و قد واتته بعض شجاعة : سمعتو في التلفون ..
    قالت و هي تتلاعب بقلم رصاص بين أصابعها و هي تميل رأسها و إبتسامة شاردة تقف على طرف ثغرها : إنت متأكد ؟
    قال و العرق يبلل جل جسده : متأكد مليون المية ..
    قالت و هي تنظر إليه بتحفز : و طيب .. يخلق من الصوت أربعين ..
    قال متوسلا : يعني إنت الـــ ..
    قالت : أيوة أنا الــــ ..
    ***

    تزوج حيدر الموظف من فريال المديرة ..
    و ظل حيدر يرتقي درجات سلالم الوظائف سلما سلما .. و أحيانا يختزل السلالم و يقفز بالعامود ..
    بعد عشر سنوات كانت فريال في البيت بعد أن تعبت من الجمع بين الوظيفة و رعاية الأولاد .. و أيضا كانت قد كبرتْ في السن قليلا فآثرت الإنزواء في البيت ..
    جلس حيدر في مكتبها متقلدا منصبها .. و أشياء أخرى ..
    كان قد وصل حينها نفس سنها عندما رآها أول مرة ..
    ظل يراقب شابة جديدة كان قد عينها بواسطة شخصية منه بعد أن رآها و هي تنتظر معاينة ما قبل التوظيف ضمن فتيات أخريات .. لم تعرف الفتاة أنه عيَّنها رغم عدم تفوقها على بقية المتقدمات .. و لكنه كان قد عينها بعد أن أضمر أمرا و تأبط شيئا ..
    لم يحاول أن يصل إليها عبر طريقة فريال ..
    فهو مجبول على تطبيق مقولة أن أقصر الطرق للوصول هو الخط المستقيم.
    فقد عينها سكرتيرة خاصة له .. و في نفسه شيء ما ..
    ....
                  

العنوان الكاتب Date
شيء ما .. من ثقب باب المكتب ابو جهينة01-29-05, 04:05 AM
  Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب حمزاوي01-29-05, 05:49 AM
    Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب خالد أحمد عمر01-29-05, 07:02 AM
  Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب سجيمان01-29-05, 11:04 AM
  Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب ود الشيخ01-29-05, 10:48 PM
    Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب ابو جهينة01-30-05, 00:18 AM
      Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب ابو جهينة01-30-05, 00:27 AM
        Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب ابو جهينة01-30-05, 00:30 AM
          Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب ابو جهينة01-30-05, 00:32 AM
  Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب mamkouna01-30-05, 00:41 AM
  Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب عمر الفاروق شيخ الدين01-30-05, 01:30 AM
    Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب ايهاب01-30-05, 01:56 AM
      Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب ابو جهينة01-30-05, 02:01 AM
        Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب ابو جهينة01-30-05, 02:02 AM
  Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب عمر الفاروق شيخ الدين01-30-05, 02:10 AM
    Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب ابو جهينة01-30-05, 02:53 AM
      Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب ترهاقا02-01-05, 02:00 PM
      Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب شتات02-03-05, 00:37 AM
        Re: شيء ما .. من ثقب باب المكتب ابو جهينة02-03-05, 01:00 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de