|
الي العزيز لينا مهدي...سلام و احترام... فقد فشلت في انزال هذا الرد علي نفس البوست فمعذرة
|
العزيزة/ لينا مهدي
كل عام و انت بخير و العفو و العافية يا زولة, و اسف جدا لعدم الرد في وقته, و لكنها دوامة الحياة الدنيا و ما الحياة الدنيا الا ...
العزيزة لينا مهدي, ارجو ان يتسع صدرك , لما اقول, فنحن الان و قبل اي وقت مضي, لا خيار اخر لدينا, غير ان نسمع بعضنا البعض, و باذن صاغية... فالخيارات يا لينا محدودة للغاية...
القفذ علي ما قاله المؤرخون:
من حقي يا لينا, ان اقفذ, علي ما قاله المؤرخون, في حق (الثورة المهدية), فلا وجود للقول الفصل في قاموسي البسيط و غير المعقد... فمهما فعلنا يا لينا, لا نستطيع ان ننفي بان الدين كان العامل المحرك الرئيس (للثورة المهدية), الا ان هذا العامل لا ينفي وجود عوامل اخري , فاين كان الفقذ يا لينا؟
دخول الاقارب في التاريخ:
اختي العزيزة لينا, انا لا اعرف لماذا تم طرح هذا السؤال, من طرفك؟ سؤال (لو) كان هذا احد اقاربك او رئيس حزبك ...الخ؟ فيا لينا, هذا المنهج في التحليل, لن يفيدنا في شيء, بل سيكبلنا و يجعلنا عديمي القدرة علي التعامل مع القضايا المصيرية, لذلك ارجو منك ان تنجو بنفسك, من هذا المنهج, و اعني به , منهج لو كان هذا هو ابوك او امك او اختك او رئيس حزبك...الخ, فانا يا لينا اتعامل مع القضية المطروحة كما هي, وفق المعطيات التي امامي, لذا لا اجد اي صعوبة في التعامل مع اي موضوع مطروح للنقاش... و لو كان (المهدي) جدي لما قلت غير ما قلت... و لكن لو تفتح عمل الشيطان!!
لوحة خالد كودي:
العزيزة لينا, انا لم اوافق كودي, علي المنهج الذي اتبعه لتوصيل رسالته, و لكني سادافع عن حقه في ان يقول رأيه, بالصورة التي يريدها هو لا التي يريدها الاخرون و الاخريات... و سادافع عن الاخرين و الاخريات في ان يعارضوا منهج كودي في قراءة القضايا.
اجدادي و (المهدي) و حقوق الانسان:
يا لينا اجدادي الي الان, و دعك من فترة (المهدي) لا يعرفون حقوق الانسان و لا دولة المواطنة, و لكن بالمقابل لا اعتقد بان القرائن التاريخية التي امامنا, تخبرنا, بان (المهدي) كان يعرف حقوق الانسان... بالمعني, المعروف الان, وفق ما توصل اليه, المجتمع الانساني, من انجازات بشأن حقوق المواطنة... لذلك اعتقد بان الباس, (المهدي) ثوب مفهوم حقوق الانسان السائد الان, لا يسنده منطق, (فالمهدي) عاش زمانه و مكانه, و اذا اردنا ان نقرأ تلك الحقبة, فالمنطق, يقول, علينا بقراءتها, وفق تلك الظروف, و الا نلبس تلك الحقبة, لبوس المفاهيم الجديدة.. و انت يا لينا لا تستطعين اقناعي بان (المهدي) كان يفهم بتكريم الانسان, مطلق انسان!! و ان الناس سواسية امام دولة المواطنة من حيث الحقوق و الواجبات... هذا المنطق لا تسنده وقائع التاريخ...
انصار المهدي... انصار الله:
يا عزيزتي لينا, انا قادم من مناطق الانصار و اعني بهم انصار (المهدي), وهم لا يفرقون بين انصاريتهم (للمهدي) و انصاريتهم لله, لانهم لا يرون اي تناقض في ذلك, (فالمهدي) يناصر الله, و هم يناصرون من يناصر الله, و بالتالي هم يناصرون الله, لذا فهم انصار (الامام المهدي) عليه السلام!! هذا باقتضاب شديد هو الواقع, الذي لا يحتاج الي لوي عنقه لكي يكون منسجما مع واقع اخر يحلم به البعض منا... و من الناس من يستل لك سيفا ليقتلك اذا ما مسيت (المهدي ) بكلمة لم تعجبه, و هذا الواقع موجود في السودان يا لينا يا عزيزتي... و لا نستطيع مسحه بجرة قلم و انما بعمل شاق و متعب.
الظروف التي عاشها(المهدي) و لم تعشها اسرته الحالية:
نعم يا لينا لقد عاش (المهدي) ظرفا مختلفا عن الذي عاشته اسرته الصغيرة في السودان, و اعني بذلك (دائرة المهدي) !! فقد كان (المهدي), شخصية كارزمية كبيرة في اعتقاد, يكاد يكون معظم انصاره, و لا يخالفه احد في قول او فعل, فامره مطاع ... اما بعد وفاته/استشهاده علي حد تعبير البعض منا, فان هذه الصلاحيات الواسعة له, لم تتوفر, لاله و لاسرته, فقد بدأت هذه الصلاحيات تتلاشي رويدا رويدا الي ان وصلنا الي (احزاب الامة) متعددة اللافتات , و ما كان لذلك ان يحدث (لو) استطعنا الرجوع بالتاريخ الي حقبة (السيد) عبد الرحمن (المهدي), ناهيك عن الرجوع الي حقبة (المهدي) نفسه... فهنالك مستجدات كثيرة يا لينا, انت اعلم بها من غيرك, و ذلك حدث بحكم ان الدنيا كل يوم هي في شان و لا وجود لامر باق الي الابد... و تلك سنن التغير في الكون, و هل يستطيع (المهدي) نفسه و في هذا العصر ان يفعل ما فعله جنوده الاشاوس في شيكان و الجزيرة ابا...الخ؟ هذا علي سبيل المثال لا الحصر.
انصار (المهدي) و خروجهم من المولد بلا حمص:
نعم يا لينا لقد خرج انصار (المهدي) من المولد بلا حمص, و الشاهد يقول, ان (الثورة المهدية) ناصرها العديدون من الناس, من اجل (نصرة الاسلام) و اقامة (الدولة المسلمة) في السودان, و لكن بمرور الزمن تحول هذا البرنامج الي (دائرة المهدي) وهي منظمة اقتصادية كبري, قامت علي اكتاف البسطاء و المساكين من اهالي السودان, و كانت هذه المنظمة الاقتصادية الكبري, ذراعا اقتصاديا, له صولات و جولات , في دعم (حزب الامة) سيد الاسم و ليس الاحزاب التي انشطرت منه مؤخرا لاسباب نعلمها و اخري لا نعلمها... فالحمص الذي خرج منه انصار (المهدي) هو اقتصاد (ثورة الامام المهدي) التي ناصرها هؤلاء يا لينا, و الحمص الذي خرج منه هؤلاء يا لينا, هو (حزب الامة) نفسه, حيث تحولت (المهدية) من (ثورة) الي (حزب) يسيطر عليه (ال المهدي) من كل اتجاه, مع اننا اعترفنا بالتمرد الذي حدث في هذا الحزب الجماهيري الكبير... و باختصار يا لينا كان (للثورة المهدية) انصار كثر, في مهدها, و لكن عندما تحولت هذه (الثورة) الي حزب, و الي مؤسسة اقتصادية كبري, خرج الانصار من المولد بلا حمص يا لينا... حيث يعيش الفقر مرتاحا في بيوت هؤلاء الانصار... بينما ينعم ال المهدي بالميراث الثقيل الذي تحصلوا عليه من (الثورة المهدية)!! و لك الشكر يا زولة.
|
|
|
|
|
|