على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 08:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2005, 04:29 AM

بدري الياس

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟

    عن ما جاء بمقال الطيب مصطفى (فستذكرون ماأقول لكم)sudaneseonline.com 3/20


    على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟


    من يقرأ المقالات التي درج الطيب مصطفى على كتابتها منذ أن تلامعت أولى نجمات السلام الذي تم التوقيع على اتفاقيته الأخيرة بنيفاشا يناير الماضي ، وحتى هذا اليوم الذي تستعد فيه الخرطوم لاستقبال قيادات الحركة والتطبيق العملي لبنود اتفاقيات السلام، لا يجد غير تقيؤ نفسٍ أنتنتها عنصرية بغيضة وتجشؤاً فظاً لعبارات مكرورة مللنا سماعها كلما أحاطت بأهل الإنقاذ جرائر ما ترتكبه أياديهم الآثمة القذرة. كما لا يجد المرء غير تخبطِ رجلٍ بدأت الأرضُ تميد تحت قدميه وهو ينظر إلى عرشه يتهاوى أمام عينيه والنعيم الذي ظنه لا يبلى يتحاتّ كأوراق ذابلة ، ولا يجد غير خطابٍ عاطفيٍ فجٍ وهشٍ يحاول الطبطبة به على وجدان جموع مغلوبة لم يكن قلبه عليها في يوم من الأيام ، يبث من خلاله ما قد ينذر بعظائم أمور يكون من يحرضهم أول ضحاياها ووقودها.
    وفي مقال قرأته له قبل فترة قصيرة – أتمنى أن يكون آخر ما أقرأه له – "بعنوان فستذكرون ما أقول لكم" وجدت الرجل كعادته يتباكى على الشمال وأهله ويصب لعناته على زعيم الحركة الشعبية العقيد جون قرنق ويحمله إثم كل ما حاق وما سيحيق بالسودان وأهله ويدعو مُضمِراً أحياناً ومصرِّحاً أحايين أخرى إلى انقلابٍ على اتفاق السلام أو "انبطاح الشمال وانكساره" كما حاول أن يوصل عبر مقاله.
    ثم يعود ويتباكى على العروبة والإسلام الذين سيمحوهما اتفاق السلام ووصول قرنق ومن خلفه الصليبية والصهيونية العالمية للسلطة بضربة واحدة. ليذكرنا بأيام الإنقاذ الأولى وخطابها التعبوي المبني على إثارة المشاعر الدينية عند البسطاء من الجموع المسلمة والذين قادتهم ماكينة الإعلام الإنقاذي إلى موت لا هوادة فيه واعتلى من أرسلوهم فوق جماجمهم عروش سلطان ستشتعل تحتهم -لا محالة- ويولون الدبر. ولم يشر لقرى المسلمين التي تحرق بغرب البلاد ولا إلى حملة القرآن ومباشري الحجيج الذين يقتلون في الشرق على أيدي قادته وبإرادة تنظيمه المتسلط.
    ويلاحظ جلياً من خلال مقاله الأخير الموسوم بـ(فستذكرون ما أقول) تبرئة الطيب للحكومة (حكومته) تبرئة لا يشوبها اتهام من كل الويلات التي تتنزل يومياً على السودان وأهله، وعدم تعرضه لها إلا لماماً ورمزاً وعلى استحياء وفي ذلك من مغالطة النفس ومحاولة طمر الحقائق والتزوير البين ، الشيء الكثير.
    ودعونا هنا نسأل هذا الطيب:
    هذا الشمال الذي تتباكى عليه سيدي والذي تدعي أن قلبك يتقطع حزناً وكمداً على حاله ومآله وثروته التي ذهبت (باردة) لقرنق وعشيرته في الجنوب، ماذا فعلتـ(م) من أجله طول سني حكمكم غير الكريمة؟
    ماذا قدمتم لإنسان هذا الشمال المسكين المتحامل عليه من كل جانب بسبب ثلة لا هي أكرمته ولا حتى جنبته النبال؟
    أليس هو ذات الشمال الذي أفقرته سياساتكم غير الرحيمة وشردت إنسانه الذي دفع وسيدفع ثمن رعونة من تسنم السلطة من أبنائه؟
    ألستم من نهب حتى عزة نفسٍ وكرامةٍ كان يتباهى بها انسان هذا الشمال حين تثلثتم قوته وسرقتموه "الضحى الأعلى" وأرسلتموه ليتسول عيشه في أطراف الخرطوم وعواصم الدنيا بأطرافها ؟
    فمن تنتظر الآن ليلبيك يا رجل؟
    الشمال الذي دفعتم بخيار فلذاته وقوداً لحرب أججتم أوارها لتشتروا بدمائهم نعمة وبطراً ترجون دوامها؟
    أي بيت هنا لم تدخلوا الحرب إليه؟ كم أثكلتم وكم رملتم وكم يتمتم لتشتروا بكل ذلك الموت ثمناً قليلا؟
    ولا تحدثني عمن أخذته منك حرب الجنوب التي كانت خياركم لا خيارنا ، فليس كل من ذهب أو قذف ليموت في الجنوب قد أرسله ذووه قرباناً يرقون به عروش السلطة والجاه ويتخذونه تميمة تفتح لهم بها خزائن الأرض. وهذه الممارسة غير الكريمة والتي تتعفف عن فعلها أحط المخلوقات وأكثرها بعداً عن مقتضيات الأبوة من حماية وحرص وحنان وغيرها قد رأيناها – يا لهول ما رأينا – في بغيض أيامكم هذه.
    وهاهي مدن الشمال تتلفت في أنحاء خرابها: مدارس تؤسس للجهل وتلتفت إذا ما نودي الخراب، سكك حديدية تخلت عن جرأتها في مقابلة الحديد واستسلمت لصفعات الرمال. بواخر نقل كان نهرياً اقترح أحد معتوهيكم باستخدامها كداخليات لطلاب لم يرو في مناطقهم مياهاً أكثر مما تطمر الفولة أو الحفير. مصالح كثيرة عطلت. مستشفيات يدب المرض في أطرافها وتحتفي بها العلل وتعافها العافية، منذ أن أسندت إدارتها للعاطلين من منسوبيكم ممن لا علاقة لهم بما يخص الطب والتطبيب وشُرِّد أطباؤها ليواجهوا خيارات الحياة الصعبة ويجازفوا العيش كيفما اتفق.
    مدن تتبرأ منها حتى قراها التي أصبحت بدورها خاوية تفتش عن ساكنيها الذين تقطعت بهم الأسباب وتاهوا في أطراف مذبلتكم الكبيرة (الخرطوم) أو ابتلعتهم مدن العالم المختلفة حيث يحاولون هناك تطبيب جراح لا سبيل لبرئها. والهدام يقرقر كلما سالت دمعة مزارع على فقد عزيز لديه مما سكب في رعايته والعناية به دماً وعرقاً وعمراً غالياً. والزحف الصحراوي يتلب البيوت مقتحماً حيشانها والغرف متفوقاً على كل زوَّار الليل.
    أي شمال تنادي وتتباكى عليه يا رجل؟
    أين كان صوتك هذا حين كنت على إدارة الذراع الأولى لإعلام الإنقاذ؟ وكيف لم تستغل مقامك للمناداة بإنصاف الشمال وأهل الشمال إن كان اهتمامك به لهذا الحد؟
    ولكنك إنما أحسست بأن الأرض قد بدأت تتزلزل تحت قدميك وقدمي ابن أختك فكان لابد من هذه الولولة والصراخ ولكن الذي تفرون منه لآت.
    وما امتلكته بغير وجه حق سيسترد منك بوجه الحق . وهذا ما تخافه. مصيرك أنت لا مصير شمال يملك من/ما يحميه. تعرف أن جاهك وسلطانك وما أنت به من نعمة لم يكن ليتأتى لك لو لم يكن تنظيمك هو الحاكم ولو لم يكن ابن أختك هو أعلى رأس في البلد. وربما الذي تتمرغ في مقعده الآن وهو به أحق منك وناله بعلمه ونزاهته وكريم خلقه ، ربما في واحدة من محطات الخدمة الخلوية يعبئ السيارات بالبنزين وجوفه بالأسى ، في ديار جد بعيدة قذفته إليها يد صالحكم (العام) الفظة غير الكريمة.
    ثم تأتي بدم كذب على قميص الشمال المهرود وتتباكى متهماً قرنق بالتهام حصة الشمال وتلعن القسمة الضيزى. إذن لِمَ لمْ يدافع العتاة الذين بعثتم بهم إلى نيفاشا عن حصة الشمال كما يجب، وكما دافع "رجل البندقية" قرنق عن حصته في جنوبه والشمال؟
    هل قرنق هو الذي اختار من يفاوضه؟ أم هل أصدقاء الإيقاد (ومعظمهم من الأعداء عند الطيب) هم من حدَّد للإنقاذ من يذهب ليفاوض ومن يبقى ليتباكى ويلطم الخدود؟
    لماذا إذن لا تصب جام غضبك على حزبك وعلى قادتك وتعلن صراحة تمردك عليه وعلى اتفاق السلام بدلاً من أن تحرض العالمين على قرنق وكأنه هو الذي خط الاتفاق بيده ثم وضع البندقية على رأس علي عثمان مجبراً إياه على التوقيع؟
    وهاهم إخوانكم بالأمس يرفعون السلاح بوجهكم اليوم ويترصدونكم كل مرصد ، فافعل مثلهم إن كانت لك قضية ، أخرج على تنظيمك الجائر الذي ترى أنه سلب حصة الشمال وأعطاها هنيئة لقرنق. وإن كنت لا تستطيع رفع السلاح فليس أقل من أن تحمله مسؤولية ذلك بدون مواراة وبكل وضوح وأن تصرخ بوجوههم بهذه التهم التي تكيلها لرجل حارب عشرين عاماً من أجل قضية يؤمن بها واختار دائماً نارَ حربٍ وحر خنادقٍ رأى أنها السبيل لعدالة وسودان جديد يحلم به "ومن حقه أن يحلم" ولم يستبدلها بقصور المنشية وفلل كافوري، وهو يعلم أن للجنوب حق معلوم ، ويعلم أكثر أن خطئاً تاريخياً وفهماً مغلوطاً هو ما يقود الوطن من خراب لخراب فعدل طرحه بما يرى أنه محاولة لإصلاح ما أفسده حكامٌ أكثر قدرة على التخريب من يد الدهر لم يرو على مرِّ تاريخنا المرير أبعد أنوفهم.
    وتغيير الذهنية العروبية المتسلطة والمهيمنة على امتداد زمن دولة السودان لم يكن يعني في يوم من الأيام ما تحدثت عنه من إحلال وإبدال. حتى أكثر الجنوبيين تطرفاً لم يتحدث عن ذلك.
    فذهنية الإحلال والإبدال هي طرحك أنت وتنظيمك المتهالك وأمامك ما تم في كل مرافق الدولة منذ مجيئكم الوبيل للسلطة وحتى اليوم ووجودك تحديداً في المرفق الذي أنت فيه أيٍ كان وما فعلته يداك بالتلفزيون الذي هو من المفترض (قومي).
    ولكنك تبتسر المفاهيم ابتساراً لتحقيق أغراضك الذاتية الضيقة حتى وإن كان ثمن ذلك ما يأتي وبالاً على بلد كامل وعلى من تدعي الحديث باسمهم تحديداً نتيجة دعاواك الكاذبة وتحريضك المريض. وهذا بالضبط ما فعلتموه كسلطة فأضعتم وطناً بكامله متغطين بعباءة "هي لله" ولم ينل الله ولا الوطن منها نصيباً فأتخمتم حد الطغيان.
    والرجل يراهن على هشاشة الذاكرة السودانية وقدرتها المحزنة على النسيان، خاصة بعدما أثقلوه بها من هواجس العيش والبحث عن المخارج والمطاردة من ضيق لضيق ، فيدق أجراس الخطر لأن قوات قرنق ستدخل الخرطوم وستعيث سحلاً وتقتيلاً في أرض يراها الطيب محرمة عليها وكأن هذه القوات ليست سودانية وليس لأفرادها الحق في السكن في الخرطوم (عاصمة السودان) الذي هو وطن الطيب مثلما هو وطن سلفاكير وباقان اموم وغيرهم. يتحدث عن كل ذلك أيضاً كسابقة لم ترد وكأنها قوات غزو أجنبي ، فهل نسي المسكين اتفاقية الخرطوم للسلام 97 أم تناساها أم هو الرهان الخاسر على ذاكرة شعب يعتقد في خرابها؟
    ألم تتح تلك الاتفاقية لكل الأطراف الداخلة فيها دخول الخرطوم بكامل عتادها؟
    كيف ينسى المواطن ذلك وقد شهد وما زال يشهد العديد من معارك القتال الدموي بين منسوبي تلك الفصائل في قلب الخرطوم وداخل أحياءها المختلفة وقد راح الكثير من الأبرياء ضحايا لهذا الخلل الأمني الكبير الذي تم بمباركة وإشراف حكومة منوط بها توفير الأمن والحماية له.؟
    فأين كان خوفك وتوجسك وحرصك على الوطن والمواطن في ذلك الآن؟
    ..
    يتواصل
                  

العنوان الكاتب Date
على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟ بدري الياس04-04-05, 04:29 AM
  Re: على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟ عبدالبارى العجيل04-05-05, 02:59 AM
    Re: على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟ ابنوس04-05-05, 06:18 AM
      Re: على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟ بدري الياس04-18-05, 03:09 AM
    Re: على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟ بدري الياس04-18-05, 03:03 AM
  Re: على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟ بدري الياس04-18-05, 02:55 AM
    Re: على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟ عماد شمت04-18-05, 02:53 PM
      Re: على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟ بدري الياس04-19-05, 01:22 AM
  Re: على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟ Ameer Farouq04-19-05, 04:19 AM
    Re: على أي شمال تتباكى أيها الطيب وعلى أي وطن؟ بدري الياس04-20-05, 02:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de