قد يحمل العنوان غرابة ولا اعرف لماذا اقحمت الثورة ولكن عندما اعيد بعض ماقراته من صفحات التاريخ اجد ان الثورة المهدية كانت ثورة المهمشين وان كان ينحدر قائدها من لبب ولاشك ان الشرق كان ساحة معركة مفتوحة لم تهداء الا باعتقال قائدها الامير عثمان دقنة وكما لا يخفى على احد دور ابناء غرب السودان فى تركيبة جيوش المهدية . والان نرى الهامش يشتعل ثورتا ضد الظلم والاستعمار الداخلى بعد ان تحررنا من الاستعمار الخارجى وربما ثمة رابط بين تلك الثورة الشعبية وثورات اليوم ضد الاستعمار ولا ارى فرقا بين الاستعمار الانجليزى والاستعمار النخبى وربما يكون الاخير اكثر ايلاما لاننا نحن حررنا السودان ولم يؤتى السودان من قبلنا ومعلوم من اين جاء الاستعمار ومن كان يتقدمهم ومن هم عيونه وايضا من هم الذين اخرجوه ومن العيب والعار ان نتهم نحن الذين سكبت دماءنا لتروى شجرة الحرية باننا عملاء ويكون العملاء هم الاسياد والوطنيون. نعم انه زمن انقلاب الموازين والمفاهيم والتلاعب بالكلمات ولكنه ايضا زمن صحوة اهل الهامش لوضع اسس متفق عليها لبناء سودان جديد على مفاهيم جديدة لا تكون بينها نقل ادوات ومكونات السودان الاستعلاءى بكل قبحه وقبوله فى تشكيلة عهد جديد الا اذا كنا نريد خداع انفسنا ونوهمها بحسن صنيعنا. قد لايقبل هذا الحديث البعض ولكن لابد من المصارحة والمكاشفة بدل الخداع والتظاهر بقبول هذه الامراض الخبيثة التى لا يرجى الشفاء منها ونشرها بين اجيال نريد لها ان تكون مبراءة من عيوب وامراض الفترات المظلمة وانا لا استثنى اى مرحلة ولا ارى ان ديمقراطية حقيقة مرت على السودان ولا اؤمن بان هنالك استقلال حقيقى وبل الذى جرى بعد خروج المستعمر هو ان استولت مجموعة انتهازية استعمارية على نضال اهل الهامش ونكلو بهم وبل عمدوا على خلق انسان مشوه فكريا ومعرفيا وقبلها دينيا . والمتابع لسلوك اؤلئك لا يجد اى تغيير لا من الناحية التنظيمية او السلوكية وبل حتى الفكرية والدينية وكلها توحى بانهم فى نفس القاطرة ويسيرون فى نفس الدرب الذى كانوا علية فلذلك لا بد من وضع النقاط على الحروف. ويقول البعض بان الهامش يبتز المركز لتحقيق غايات واهداف سياسية ولكن نفس هذه الاصوات كانت اما مشاركة او ساكتة عندما كانت تتعالى اصوات اهل الهامش بالبكاء وتئن صدورهم من وقع الالم بسبب المظالم التاريخية منذ الاستقلال لماذا نسمى صياح اهل الهامش ابتزاز ويكون ظلمهم سلوك حضارى ووطنى اليس هذا يمثل اشتراك فى الجريمة ؟ واقول لا بد من بناء السودان على مفهوم جديد بعيدا عن ادعاء احقية احد على عموم السودان او اقصاء احد وان عجزنا فاليكن الكى اخر الدواء.
(عدل بواسطة هاشم نوريت on 03-06-2005, 02:03 PM) (عدل بواسطة هاشم نوريت on 03-06-2005, 09:13 PM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة