|
|
 مساء اليانسون
|
تأوه كثيرا والليل يتراخى عليه والسجائر دخانه يتطاير حوله يعتم الضوء الخافت. وصوتها يتنزل خيطا خيطا قبيل الفجر. والطمام يزيد.
ايجار البيت . جرورة الدكان .فاتورة الكهرباء واليانسون الذى يبدد المغص ويتبدد فى معيته هكذا تعلم من طفلته الصغيرة . تساءل لماذا يتمغص الاطفال حديثى الرضاعة؟.( إذن الطمام مخلوق فطرى فى الشخصية السودانية- جزء لا يتجزأ منها) ضحك . حينما تخيل طمبل يعلق على استنتاجه الاخير . تخيله يتهمه بالشيوعية. طمبل اليوم فى بلاد أنزل الله بها من سلطان . مستعبد . يراسله كلما جادت الدنيا بمناسبة سعيدة . يهاتفه فى الاعياد . فلا يشتكى – لا بد انه تحنط- كان يعشق الروك أند رول ويلبس بنطالات الجنز باهتة اللون والفنائل (التى شيرت) فى ميعة الصبا .طمبل.
ترى كيف تتعامل الان مع العقالات والهوس العربى (الحاصل)؟والجلود الصدئة والوجوه المحنطة ؟ وماذا عن حقوق المرأة فى البلاد التى انزل الله بها من سلطان. كان يناصر المرأة يتضامن معها وفى ما عدا ذلك يمارس السخرية. . تفتقده الان نفيسة بت أم الخير حينما (تخرم) للتمباك فى الهزيع الاخير من الليل كانت تمد رأسها فوق الحائط الفاصل بينهما . فيعطيها (الحقة) بين النائم والصاحى . ويقول بصوتة المبحوح . ياحاجة بكرة تجى الديمقراطية ويكون عندك صوت تديهو اولاد سيدى. (ياولد يا مبهدل هسى سيدى الدخلو شنو فى خرمتى دى – ادنا التمباك خلنا نسف).
كان يسخر من حلولنا للأزمات . يتهمنا بالمراهقة السياسية وطفولة الامال . حاذق كان طمبل فى الليالى المظلمة صعلوك فى تبسيط الاشياء.عريض الرؤية.. أكثرت من كلامى عن طمبل. اذن نعود لشخصيتى التى من اجلها كتبت هذه السطور.
تعود فى مثل هذه الحالات أن يدخن أكثر ويتزكر الاصدقاء القدامى . يتبسم كلما تذكر طرفة. يتحسر كلما تذكر صديقا خطفه الموت نديا أو حملته الهجرة الى غربة بمزاق آخر . وصوت فيروز يزاوره خليطا من الضوء والمرونة الرطبه كما الطيوف تحمله الأغانى لسماوات أخرى والفجر على الابواب والسجائر لاينفد. بعض الاصدقاء يتذكرهم عندما ينتصف النهار وبعضهم فى ظلمات الليل ظلمات بعضها فوق بعض وفى هذه الظلمات يسامره الرديو وشرائط الكاسيت.
رفع الصوت قليلا هى فيروز إذن تشاركه التجلى والعتمات تدلف شيئا فشيئا نحو الداخل تطير فيطير معها بورق وحيطان الى طفولة عزبة على سطح الجيران خالية من المغص محفوفة باليانسون الذى يبدد الطمام للأطفال حديثى الرضاعة . يتناسى معها الزمان والاشياء والفقر الحاصل . أسوأ الفقر ما يشاركك فراش الأغانى. حين يجن الليل.
ترى هل كانت طفولتنا سعيدة خالية من اليانسون ؟ لابد أن والدى كان يسهر مثلى تماما . أى سحر يغطى الليالى؟ الليل مخلوق للشعراء والسمار والندامى والسراى والعشاق. للتفكير فى الذين فروا من مطاردة الايجار وجرورة الدكان .و صديقى طمبل منهم .لابد أنه يشاركنى السهد الان. وكل يغنى على ليلاه . نختلف فى طفولة الامال و الجغرافيا وتعاطى التبق و نتفق على السهد و اليانسون.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| مساء اليانسون | ود العجمى | 02-24-05, 01:04 AM |
| Re: مساء اليانسون | ابو يسرا | 02-24-05, 03:10 AM |
| Re: مساء اليانسون | ايهاب | 02-24-05, 03:30 AM |
| Re: مساء اليانسون | tmbis | 02-24-05, 03:43 AM |
| Re: مساء اليانسون | Rawia | 02-24-05, 04:18 AM |
| Re: مساء اليانسون | nada ali | 02-24-05, 04:21 AM |
| Re: مساء اليانسون | الملك | 02-24-05, 06:07 AM |
| Re: مساء اليانسون | فجراوى | 02-24-05, 09:14 AM |
| Re: مساء اليانسون | فجراوى | 02-25-05, 07:47 AM |
| Re: مساء اليانسون | ahmed abdelati | 02-25-05, 09:10 AM |
| Re: مساء اليانسون | الزنجي | 02-26-05, 00:32 AM |
| Re: مساء اليانسون | ابو يسرا | 03-03-05, 05:17 AM |
| Re: مساء اليانسون | ابو يسرا | 03-03-05, 05:50 AM |
| Re: مساء اليانسون | Zongiya | 03-03-05, 03:18 PM |
| Re: مساء اليانسون | ود العجمى | 03-06-05, 12:15 PM |
|
| |
ود العجمى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست