|
بدأت الولاية الثانية لبوش..خطاب مثير للجدل...وعد بمحاربة الطغيان في العالم..ونشر الديمقراطية
|
خطاب بوش يثير تساؤلات ومخاوف ومعركة الديموقراطية تنذر باضطرابات واشنطن - سلامة نعمات الحياة 2005/01/22
انشغل الأميركيون والعالم أمس بقراءة أبعاد الخطاب الذي افتتح به الرئيس جورج بوش ولايته الثانية، ولاحظ كثيرون ان الخطاب «مفرط في مثاليته»، في حين حذر آخرون من احتمال أن يؤدي الإصرار على نشر الحرية في «البقاع المظلمة من العالم» إلى موجة من عدم الاستقرار، خصوصاً بعدما اعتبر بوش هذه المهمة ضرورية لضمان أمن الأميركيين وحريتهم.
الرئيس جورج بوش وزجته لورا يرقصان. (إ ب أ) وفيما أشار الى احداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، التي وصفها بأنها «يوم من نار»، لم يشر الى الحربين اللتين شنهما في أفغانستان والعراق رداً على تلك الهجمات والنتائج التي ترتبت عليهما. وبدا انه يخاطب التاريخ عندما قال إن مهمته في السنوات الأربع المقبلة «لن تحددها الكلمات التي أستخدمها، بل التاريخ الذي شهدناه معاً».
وقال في الخطاب الذي كتبه مايكل غيرسون وعدله بوش 21 مرة قبل القائه، ان اميركا «على مدى نصف قرن، دافعت عن حريتها... وشهدت حطام سفينة الشيوعية، وبعدها سنوات من الهدوء والراحة... ثم جاء يوم النار».
وتضمن الخطاب، الذي استغرق القاؤه 21 دقيقة، اشارات عدة الى قوة الحرية في دفع التاريخ البشري، رغم انه لم يأت على ذكر الوضع الأمني المتعثر في العراق، واكتفى بالاشارة الى الانتخابات العراقية أواخر الشهر الحالي.
وفيما أشاد المعلقون السياسيون باحترام بوش خصوصيات كل مجتمع في اطار سعيه الى الحرية، تعرض لانتقادات بسبب نزعته الى وصف مهمته في نشر الديموقراطية وكأنها «مهمة إلهية».
وقالت المعلقة السياسية بيغي نونان إن الخطاب الطموح للرئيس «ترك لدي انطباعاً بأنه على وشك اعلان اجتياح أميركي لكوكب المريخ»! واشارت الى الانقسامات العميقة داخل الادارة تجاه السياسة الخارجية «ما بين المثاليين الرومانسيين الذين يتوقون لنشر الديموقراطية والعدالة في بلدان بعيدة، والواقعيين الذين يحركهم الاعتراف بحدود القوة». وقالت إن بوش «انحاز بقوة الى جانب المثاليين، وهو ما لم يكن مفاجئاً».
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن هدف بوش في تحقيق «نهاية للطغيان» في العالم هو هدف نبيل وبعيد الأمد، لكنها اعترفت بأنه «صعب التحقيق وفق النظرة المثالية» التي طرحها الرئيس.
وتبرز أهمية الخطاب بأنه يحدد أجندة الادارة للفترة الرئاسية الجديدة، ويلزمها بالعمل على تنفيذها مهما كانت العقبات على أرض الواقع. واعترف مسؤول في البيت الأبيض تحدث الى «الحياة» بأن العالم العربي «هو في صلب رؤية بوش» لنشر الحرية والديموقراطية، رغم ان الرؤية لا تقتصر على منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وأشار الى ان بوش مهتم وقلق بسبب الانتكاسة في مسيرة التحول الديموقراطي التي شهدتها روسيا بسبب «الانقلاب المنظم» عليها في عهد الرئيس الحالي فلاديمير بوتين.
ويعتبر بوش اجراء الانتخابات الفلسطينية وفوز الاصلاحيين في اوكرانيا والانتخابات العراقية المقبلة جزءاً من الانجازات التي حققها في فترته الرئاسية الاولى نحو هدف نشر الحرية والديموقراطية، بغض النظر عن النتائج والتكاليف الأمنية والسياسية المرتبطة بها.
وحذر مسؤول في وزارة الخارجية، طلب عدم ذكر اسمه، من خطورة تبني البيت الأبيض أجندة مفرطة في المثالية والتفاؤل، «ما قد يقود الى الاحباط ما لم يتطابق الواقع السياسي مع الطموحات النظرية». وأشار الى ان «الضغط على انظمة بعينها من دون أخرى سيعرض واشنطن لاتهامات بازدواجية المعايير، فيما قد تؤدي الضغوط من اجل الاصلاح الى زعزعة استقرار دول مهمة بالنسبة الى المصالح الحيوية الاميركية». واضاف: «علينا ان نعترف بأن المثالية ليست موجودة في العالم وبأنك لا تستطيع تجاهل مصالحك في حالات معينة من أجل تحقيق اهداف مثالية». وأضاف ان تحقيق رؤية الرئيس «سيتطلب انقلاباً ثورياً في طريقة تفكير البيروقراطية الأميركية وبخاصة في وزارة الخارجية». وأوضح ان «العقبة الاولى في مواجهة مشروع بوش الطموح هي عقبة اميركية قبل كل شيء».
وفي لندن (أ ف ب) تخوفت الصحف البريطانية من ان يكون العالم متجهاً نحو حقبة من الفوضى والعنف. ولاحظت ان قدرات اميركا قد لا تكون كافية لإنجاز مهمة من هذا النوع معربة عن القلق من احتمال توظيف القدرات العسكرية لتعميم الديموقراطية. واستبعد خبراء ان تكون بريطانيا الى جانب اميركا في اي عمل عسكري محتمل ضد ايران.
ومن جانبه شدد وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه على عدم وجود بديل من سياسة التفاوض مع ايران لدفعها الى التخلي عن طموحاتها النووية
|
|
|
|
|
|