آخر موعد لقبول المصالحة الوطنية ..! هذا الوطن ظل يتلقى الصفعات والركلات من أبنائه دهرا طويلا .. والراكلون ترسى بهم مراكب السياسة دائما على بر التراضي والتسويات فينالون جائزة البطش بوطنهم وبنيه من المناصب والجاه والمال السلطاني الذي يقدم اليهم .. ألم يحن الوقت لرسم خط أحمر من يدوسه برجليه يصبح طريدا للعدالة أبد الدهر ملعونا حتى يحاسب على كل ما اقترفته يداه ..
لا أريد ان افتح المواجع.. فالمفتوحة أصلا كافية لاشعال براكين من الغضب .. لكني اترك لضميرك استعرض فيه بعض ذكرياتنا مع الساسة بهذا الوطن .. اشعل ذاكرتك فقط وسرا حتى لا يراك او يسمعك احد .. وتأمل .. لكن لننسى كل مافات .. الذي لم يسلم منه احد. . ولننظر أمامنا..
يجب أن نحرم حرمات الوطن ونعلن خط الصفر الذي لن تغفر بعده الخطايا الوطنية.. عندما يعلن الدستور الجديد .. ويحدث التحول الديموقراطي المنشود فإن خطا جديدا يرسم على صفحة التاريخ لا تمسح بعده الخطايا .
من قتل نفسا بغيا على الوطن او دمر منشأة أو استعبد الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا .. ومن سرق مال الشعب أو أهانه .. يظل مطلوبا للعدالة مهما قدم أو أخر..
لابد من خطوط فاصلة وواضحة للحلال والحرام في السودان .. الساسة أسسوا لعبتهم السياسية على ايذاء المواطن بأكثر ما تيسر حتى يكسبوا من خصومهم .. تعودوا أن يصفوا خصوماتهم وحساباتهم على حسابنا نحن .. وتظل دائما القضية هي مصالحهم التي ما أن يتفقوا عليها حتى يقتسموا كل النعم ويتركوا للشعب الوعود والأيام المبهمات..
مع اقرار الدستور الجديد .. لن يكون في الامكان التوبة بلا عقاب .. اضرب واصفع الشعب كيفما تشاء .. لكن لكل ركلة وصفعة ثمناً .. ثمن في فاتورة مستحقة لا تمحوها الأيام وتدفع - عند الطلب - كاملة غير منقوصة..
بعد اقرار الدستور لا يجب ان يحكمنا رجل قذف سمعتنا او أهدر كرامتنا ولو بشق تمرة ..الحساب ولد .. والذي يحمل على رأسه (قربة مخرومة) ستغرقه بالندم وحده ..
لا قداسة في السياسة .. الذي يخرج لنا في فضاء العمل العام يجب ان ينسى في بيت أبيه كل الأمجاد والحصانات التاريخية .. سيكون ملعب السياسة مشهودا بجمهور غفير لا حاجب للرؤية فيه من رقيب أو مونتاج. تتابع الصحافة فيه كل نقلة .. وتنقب وتبحث وراء كل لاعب لتكشف للجمهور مسلكه ..
ستختفي كل المحرمات الوطنية يوم يصبح كل سياسي ( ذنبه على جنبه).. لا تسويات لا ترضيات .. لا مصالحة وطنية .!!
فلنعلن آخر تاريخ لقبول المصالحات الوطنية .. !!
الكاتب : عثمان ميرغني - جريدة الراي العام السودانية - اصدارة 09/05/2005م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة