|
أيا صاحب الدعوات نم قرير العين هانئا
|
دلفت عليه قبيل سفره إلى قاهرة المعز و منها إلى أرض الوطن الحبيب بسويعات قليلة.. كان ذلك في نهار السبت الماضي بمنزله في ضاحية شاندلر الهادئةفي أريزونا ووجدته جالسا مهندما يمسك بمسبحته في يده اليمني وواضعا الأخري على الفؤاد ما أن رآنى حتى تبسم وأحتضن يدي على صدره بقوة وترحاب .. وهي عادته التي عودنا إياها منذ أن تعارفنا و تناسبنا.. جذبت كرسياووضعته بقربه و أمسكت بيده اليسري طالبا منه الدعاء لى لشئ إنتويت فعله وأسررته له فمن غيره نأتمنه على أسرارنا ثم نطلب الخيرة منه ..هكذا كان دوما والد الجميع الشيخ الجليل الحاج بشير النفيدي صاحب الدعوات المستجابة.. تحادثنا في ذلك النهار قبيل سفره بسويعات و كان في صورة مشرقة يلتمع فيها جبين لم يكل من الركوع لله عز وجل وحده و لم يفته فرض و إن تأخر عن أداءه دقائق تجده مستغفرا لله نادما.. و جاءت الساعة التي أغادره فيها فلقد كنت على موعد عمل أخذت يده و قبلته على رأسه و جبينه الوضاء و أنا تخنقني العبرات ودعوت له بسلامة الوصول و الشفاء وأردفها بقول( آمين ) و توادعنا وعند الباب حانت مني إلتفاته نحوه لأراه يجلس مطمئنا وضاء الجبين و المحيا وخرجت وعند الباب قابلت أبنه و أخي أمين تحادثنا قليلا و أستأذنته في الذهاب .. ولم أكن أدر بأن هذا هو آخر لقاءاتنا والتي إمتدت للخمسة عشر عاما الماضية كان لنا فيها نعم الأب و المرشد و الموجه .. و بالأمس شق على نعيه كما شق على الكثيرين من أهله و معارفه و أحبابه و أنطوت صفحة مشرقة من تاريخ الكفاح للعمل الوطنى و الحر.. ملأها الراحل المقيم بقيم الدين الحقة و الثبات على المبدأ حيث كان لايخشي في الله لومة لائم و أسس مع الرعيل الأول أسس من الأخلاق في العمل التجاري و السياسي و ترك لنا أبناءآ ميامين و بررة رباهم على الإستقامة والأمانة وحب العمل فلا غرو أن نهلوا من ذاك المنهل الذي لا ينضب . و بموته يفقد الكثيرين تلك الدعوات الصالحات والتي كان يدعو بها عقب كل صلاة قبل أن نفقده في أعماله الجليلة الخيرة و نفتقد المرشد الهادي أبآ عطوفا و قلبآ حانيا على الجميع فلقد كان الراحل رجلا مبروكا بكل المعاني لذا كان التوفيق يصاحبه في كل مراحل حياته و مسيرته العملية و التي إمتدت لأكثر من ستين عاما قضاها في نشاط وجد لم يقعده عن ذلك إلا مرضه الأخير ..كان قلبه و نظرته الثاقبة هما دليله كان يتبع ذلك بأعماله الصالحة فلم يعاقر خمرآ قط في حياته و لم يزن في حياته أبدآ و لم يكن من المدخنين فلقد حماه الله من شرور النفس وعوضه( قلبآ ذاكرآ و علما نافعا وولدآ صالحا) ولسانآ لاهجا بالشكر لله ولسانا يعف عن قول القبيح للناس فلم يكن مسيئا أو نماما أو جارحآ لأحد كان مدرسة تمشي بين الناس بالحكمة و التقوي.. كان غنيآ و لو لم يملك الأموال فما أهون جمع المال في هذه الدنيا الزائلة ولكن غنائه كان يكمن في أخلاقه وشمائله وحسن معشره و بيض نيته وورعه و تقواه رزقه الله قلبآ مطمئنا لا يتجمجم و فألا لكل خير وذلك الدعاء المستجاب .. فيا صاحب الدعاء المستجاب نم قرير العين هانئآ بما قدمت من خير و من العمل فحسبنا بأن الذي سواك و عدلك سيأخذك إلى الدار التي لا ترقي فيها الأباطيل وإنا لله و أنا إليه راجعون و أعزي نفسي فيك يامن كنت لنا أبا و موجها و ناصحآو أعزي أبناءك الميامين البررة عمر و أمين و صلاح و مامون وأحمد وجمال وطارق و المعز عبدالقادر و محمد محيى الدين تلب و الأخوان الأعزاء د عثمان النفيدي و عبد الجبار محمد صالح النفيدي وجميع النفيدية و الإبيضاب بالخرطوم3 و القطينة و الحرطوم2 و أخص بالتعذية السادة آل إبراهيم مالك في فقدهم الجلل و صفيه المهندس سيد أحمد الريح و آلسادة ألمراغنة و آل الخليفة حسب الرسول الطيب ودبدر و آل الشريف الهندي .
إبنك المكلوم عادل نجيلة
|
|
|
|
|
|