|
|
 ومـازال الـمبـارك الـغـاضـل فـى ضـلالـه الـقـديـم
|
مبارك الفاضل: لا مستقبل للسودان في ظل احتكار السلطة:
القاهرة: الاتحاد
ترك مبارك الفاضل المهدي سفينة النظام السوداني في عرض بحر السلام المضطرب الجولات ونجا بنفسه وحزبه من عنف النوبات السياسية التي تواجه النظام داخليا وخارجيا·
مبارك الذي اعفاه الرئيس السوداني عمر البشير من منصبه كمساعد لرئيس الجمهورية رد على قرار الاعفاء بانسحاب وزراء حزبه الـ14 وخرج من شراكة قصيرة العمر مع النظام لينعى التجربة وينتقدها بقسوة·
مبارك وحزبه لن يجلسا على رصيف الحياة السياسية في العاصمة المثلثة الخرطوم، ويعد لمفاجأة من العيار الثقيل لو تحققت لاهتزت لها بيوتات أم درمان السياسية·
عودة مبارك وحزبه الى حظيرة حزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدي هي المفاجأة التي تلوح في الأفق السياسي كما عاد الصادق وجناحه الى حظيرة الحزب تحت لواء الامام الهادي في الستينات وما الذي يمنع من انضواء مبارك وحزبه ''حزب الامة للاصلاح والتجديد'' تحت عباءة الصادق المهدي الذي يحمل لقب امام الانصار ورئيس حزب الامة·
تحركات مبارك السياسية النشطة تجعل من الصعب ملاحقة خطاه وقراءة افكاره فهو على قلق كأن الريح تحته ويود لو يسبق الزمان لارتقاء سدة حزب الامة وحكم الانصار ثم ينطلق لحكم السودان·في هذا السياق الاندفاعي يطأ مبارك ألغاما سياسية، ويزيح سدودا، ويمس زعامات، ويخدش قداسات·· وفي كل مرة يجلس الى ''الاتحاد'' شارحا لماذا كانت تلك القفزة·· ولماذا الآن··؟
؟ كيف صارت دعوة سفر الى واشنطن أزمة بين حزبكم والنظام؟
؟؟ المسألة لم تكن في السفر وعدمه والدعوة لم تكن محل خلاف فهي عادية بصفتي الحزبية لا بصفتي السياسية، ولم يحدث أن اعترض الرئيس البشير على السفر، لكن ما حدث كان نهاية لسلسلة من المشاكل مع الاخوة المتنفذين في النظام الذين كانوا يحجبون عنا كل المعلومات ويمنعون المشاركة في اتخاذ القرار خاصة عندما يتمخض القرار السياسي عن أزمات كبيرة، لها ذيول دولية ومحلية، كل القرارات اتخذت خارج اطار مجلس الوزراء وخارج اطار الأجهزة السياسية وفوجئنا بها وبتبعات هذه القرارات· كانت هذه قضية أساسية لفتنا لها النظر بعد 5 شهور من العلاقة مع الحزب الحاكم من خلال مذكرة سلمناها لرئيس الجمهورية ونائبه الأول وأمين عام المؤتمر الوطني·
؟ ماذا في المذكرة؟
؟؟ قلنا ان المتنفذين في السلطة يضعفون القوى السياسية الأخرى حتى القوى المشاركة في الحكم نحن تعرضنا لحالة استقطاب داخلية وكلما تعرضنا لمشكلة نجدهم يحاولون خلق نوع من الانقسام أو جذب بعض الأعضاء لهم بمختلف الوعود، وفي النهاية وصلوا الى مرحلة أن يجردوا الحزب من القرار حول منسوبيه، حتى تكون هذه ورقة أساسية في عملية الاستقطاب وعدم المصداقية في الشعارات التي شكلت البرنامج الأساسي للعلاقة بيننا وبينهم
؟ ما آلية اتخاذ القرار السياسي في الخرطوم؟
؟؟ القرار لا يتخذ في الأجهزة المختصة، لا في مجلس الوزراء ولا في مجلس الدفاع أو الأمن القومي ويفترض أن هذه الجهات يكون فيها ممثلون للأحزاب المشاركة في الحكومة والوزارات ذات الاختصاص ولكن من خلال تجربتي مع هذا النظام وجدت أن مجلس الوزراء يناقش القضايا الادارية فقط ولا يناقش القضايا السياسية·· وكان هناك مجلس يسمى ''القطاع السياسي'' المشكل من وزارات السيادة وبعض المستشارين المختصين ليناقش القضايا السياسية، لكن هذا الجهاز لاحظت عليه أنه مترهل جدا وعدده كبير، وكأنها مجرد ترضية و''ادخال ناس'' في الحكم ثم ان اجتماعاته كانت موسمية·· ثم توقف منذ سنة ونصف السنة ولم يجتمع طوال هذه المدة· إذن القرارات تؤخذ في اطار ضيق بمجموعة متنفذة في النظام، وحتى حزب المؤتمر الوطني نفسه يعاني التغييب وليست له علاقة بالقرار السياسي الذي يتم اتخاذه·
مساعد الرئيس
؟ وأنت كمساعد رئيس الجمهورية ماذا كان دورك؟
؟؟ عضو في مجلس الوزراء وفي القطاع السياسي، الذي ترهل ثم توقف عن الاجتماع، وأنا رئيس حزب مشارك ولم أجد أي آلية مناسبة في اتخاذ القرار·
؟ هل كان تغييبا عمديا؟
؟؟ ليست هناك آلية ولا شفافية حتى انني لم أكن أستطيع الحصول على معلومة مهمة واذا اردت الحصول عليها أطلبها من خلال الوسطاء أو من زميل وزير وأتحصل على المعلومة بطرقي الخاصة، لأنه لا توجد آلية للحصول على المعلومات أو المشاركة في اتخاذ القرار أو المداولة حولها·
؟ والطرف الآخر هل كان يعتبرك جزءا من الحكومة؟
؟؟ نعم·· ولا!
؟ كيف؟
؟؟ شكليا نحن نعتبر جزءا من الحكومة، لكن من الناحية العملية فإن التركيبة القائمة غير مؤمنة بمسألة ''المؤسسية'' وهذه ليست قضية شخصي أو قضية حزبي، فحتى حزب المؤتمر الوطني الحاكم نفسه مغيب كحزب·
؟ هل كان تغييبا عمديا أم لضرورات الأمن القومي التي تقتضي أحيانا بعض الاجراءات لحماية النظام في ظل الأزمات الراهنة من مؤامرات أو من انقلابات مضادة؟
؟؟ الهدف فقط هو احتكار السلطة، ووراءه شعور بعدم الاطمئنان الى الآخرين وعدم الرغبة في مشاركتهم مع أنهم يتحدثون عن توسيع قاعدة الحكم والسعي الى الاجماع الوطني والسلام والتحول الديمقراطي، فكيف ترفع هذه الشعارات ثم تفعل عكس ذلك؟ أنت تحتكر القرار السياسي لقلة متنفذة تحتكر المعلومة وسلطة اتخاذ القرار، والآخرون يجدون المعلومة عندما تنشر، أو يتم تنويرهم حول تداعيات الموقف!
؟ هل وقعت في فجوة بين شقين في النظام؟
؟؟ القاعدة الأساسية للنظام هي القوات المسلحة المتحالفة مع الاسلاميين، وهذا التحالف بالضرورة له شقان·· الغريب أن المتنفذين من الاسلاميين لا يحبون هذا الوصف ويحبون أن يقال انهم والقوات المسلحة شيء واحد، لكن الواقع يقول بغير ذلك·· وأعتقد أنه حدثت حساسية عندهم ضد هذا التعريف، بينما نحن في كل مستنداتنا ونحن نخاطب الجهات المختلفة في أثناء التفاوض، كنا نفصل بصورة واضحة القوات المسلحة عن الحركة الاسلامية لأننا نرى أن هناك جهتين أو قوتين، قد تكونان متحالفتين، لكن لكل منهما استقلاليته·· القوات المسلحة يفترض فيها أن تكون جهازا قوميا له مهامه واستقلاليته، والمؤتمر الوطني حزب سياسي له آراؤه وبرامجه، قد يكون هناك تلاق أو تحالف لكنهما ليسا شيئا واحدا، لكن المتنفذين يرونهما شيئا واحدا· المشكلة بدأت في تعريفنا للنظام وفي مدخلنا للعلاقة وهو الرئيس البشير·
؟ أي أن من تحمس لكم كان الرئيس البشير؟
؟؟ نعم·
؟ وتحمس لكم لآخر الخط؟
؟؟ كان متحمسا لكن الاسلاميين المتنفذين في النظام لم يكونوا متحمسين قدر حماس الرئيس البشير، وشعروا بأننا قد ننافسهم على خطب ود القوات المسلحة· ولذلك بدأ الحديث من خلال أقلام في الخرطوم منسوبة لهؤلاء، عن أن مبارك الفاضل عمل على الفصل بين الاسلاميين والبشير، وأننا نحرض الرئيس البشير على الاسلاميين·
؟ أليس هذا صحيحا؟
؟؟ ليس صحيحا، لأننا دفعنا في اتجاه أن البشير هو الشخص المناسب لقيادة عملية الاجماع الوطني بما فيها الاسلاميون، إذن الذي يدفع بذلك لابد أن يحرر نفسه من النظرة الحزبية الضيقة حتى يجمع حوله الآخرين بالضرورة، ونحن دفعنا في اتجاه أن تكون هناك جبهة وطنية عريضة، وأن يستمر البشير رئيس جمهورية لفترة السنوات الست، وأن يضم الاجماع كل القوى السياسية بما فيها الحركة الشعبية، وأن يعمل السودان على مرحلة استقرار تكف فيها الصراعات والمواجهات، وأن يبني سلامه ووحدته الوطنية وتنميته وديمقراطيته القوية، وهذه الرؤية في اعتقادي اصطدمت مع رؤية الذين يسعون للاستفراد بالسلطة باستخدام البشير والقوات المسلحة كداعمين، وصارت طروحاتنا خطيرة عليهم، بخاصة أن الدفع الدولي الحالي نحو الانفتاح والسلام والاجماع الوطني والتحول الديمقراطي ضد الاستفراد بالسلطة·
ابن البلد
؟ لماذا تصر على تحرير البشير من انتمائه الحزبي، بينما هو رجل حزبي؟
؟؟ شخصية البشير معبرة عن ''ابن البلد'' شخصية البشير منفتحة ومتبسطة ومتواضعة في التعامل مع الآخر، وعنده مؤهلات لأن يكون شخصية قومية، وهو نفسه يتحدث عن تجربة ''ماليزيا'' في تشكيل جبهة وطنية تضم الجميع، ولا يتحدث من مفهوم الحزبية الضيقة، وكنا نريد أن يجمع الرئيس الاسلاميين وغيرهم لكي تتوحد إرادات القوى السودانية، وليس أن يتخلى عن الاسلاميين ليضم الآخرين وحدهم·· لذلك اصطدمت رؤيتنا مع رؤية أخرى تريد احتكار السلطة، من هنا كان احتجاجنا على هذا الاتجاه، وهم سعوا لضرب (اسفين) بيننننا وبين البشير، وألحوا عليه في ضرورة التخلص من حزبنا·
؟ ماذا قالوا له عنكم؟
؟؟ لا أدري، لكنهم أشاعوا أن الموقف الذي اتخذه د· غازي صلاح الدين بالخروج من الوزارة كان بتحريض منا، وهذا ليس صحيحا طبعا، واتهمونا بأننا نتخاطب مع الحركة الشعبية من فوق رؤوسهم، ونعطي عنهم معلومات وانطباعا سيئا يحرض الحركة الشعبية عليهم، وأمور أخرى باطلة رددوها عنا وكذلك رددوا عنا محاولة فصل البشير عن النائب الأول علي عثمان طه ودق (اسفين) بينهما·
؟ ما الذي يمنعني من اتهامك بأنك حاولت فصل البشير عن النائب الأول واستخلاص البشير لك وحدك؟
؟؟ لأننا دخلنا بنظرية كسر حدة الصراع في السودان، وتحقيق الاجماع لأن الصراع أشقى البلد·· ثم انا كواحد من قيادات حزب الأمة كنت متهما بأن عندي ''عواطف'' مع الاسلاميين، ولذلك أنا واحد من القيادات القليلة التي أقبلت على التعامل معهم باعتبارهم قوة فاعلة ولها حضورها وجدواها وأنا لست ضدهم من حيث المبدأ لكن ضدهم في بعض سياساتهم وضد أخطائهم التي اقترفوها، بينما معظم القادة على الساحة ضدهم ولا يريدونهم، وأنا مختلف فلعبت دورا في ضمهم لحكومة الصادق المهدي 1988 وقدت المفاوضات معهم وسهلت أمر قبول حزب الأمة لدخول الحكم، وعندما انقلبوا على الديمقراطية واجهتهم بوضوح، وعندما باشروا التحول نحو الديمقراطية عدت وأقبلت عليهم، من هذا كله يتضح أنني لست ضدهم ولست من أنصار فكرة الاقصاء بل من أنصار فكرة توسيع القاعدة واذا حدث اصطدام فهو بين العقلية الاحتكارية للسلطة ونظرية توسيع القاعدة، فسموا هذا تفريقا بين البشير وبينهم· وأعتقد أنها نظرة من المتنفذين لم تكن عقلانية والقرار نفسه لم يكن موضع نقاش ولم يعرف به الا شخص واحد هو الذي دبره وأقنع الرئيس باعتماده، وحين جاءني خطاب الاعفاء كان معي وزير من الاسلاميين فوجئ بالقرار·
خارطة الطريق
؟ هل كان في تخطيطك انفصال أو ابتعاد؟
؟؟ طرحنا في بداية سبتمبر مبادرة سميناها ''خارطة الطريق للحل الشامل'' تناولنا فيها قضية دارفور والأوضاع في الشمال ووزعناها على القوى السياسية الاخرى ثم اعلناها في الصحف والاعلام واعتبرنا هذه الخطوة محاولة أخيرة منا لتنبيههم بتدارك الموقف الذي تم تدويله على نطاق واسع لكن لم نجد اهتماما بل انتقادا والقول باننا نعمل كطرف محايد ولسنا جزءا من القوى في الحكم ونريد فقط تمييز موقفنا عن الاخرين·
؟ أليس لكم مندوب في وفد التفاوض؟
؟؟ طرده النائب الاول وبمجرد ان استلم الملف اعاد علي عثمان طه ''نجيب الخير'' من المطار وهم أجلوا السلام بلا تشاور وكان تفكيرهم ان يقايضوا مسألة دارفور باتفاقية السلام اي ان يضغطوا بورقة السلام على القوى الدولية للخروج من مسألة دارفور·
وهذا التفكير اعتبرناه خطأ وقلت ذلك صراحة لعلي عثمان طه واكدت له ان ذلك لا يفيد وما حدث انهم بدلا من ان يكسبوا جون قرنق الى صفهم في ملف دارفور دفعوه لكي يعمل ضدهم وخسروه وشككوه في نواياهم ثم ان المجتمع الدولي لا يخضع لهذه الاساليب بل ازدادت ضغوطه على النظام بعد هذه الخطوة وبعد ان كان الخيار سودانيا صار دوليا في مجلس الامن كل هذا لانهم لم يشاورونا·
؟ هل اعفيت وحدك ام معك كل وزرائك؟
؟؟ وحدي·
؟ هل هناك تعمد في ذلك؟
؟؟ طبعا هذا استقطاب متعمد بالخلاص من رأس الحزب وفي الوقت ذاته يستوعب الحزب في صفوفهم لكننا استشعارا للمسؤولية الوطنية لم نتصرف بمنطق رد الفعل فحينما جاءنا المؤتمر الوطني بمبادرة وقال انه لم يكن يعلم بما حدث ولم يوضع في الصورة وغير موافق على ما حدث، واصدر بيانا في التليفزيون والراديو ثم قدموا لنا المبادرة مكتوبة استوعبنا ما حدث وكلفنا لجنة بالتفاوض معهم وبالفعل توصلت اللجنة الى اتفاق ووقعته برئاسة الاخ مجذوب الخليفة ولكنهم منذ شهرين لم ينفذوا الاتفاق والحقيقة اننا ادراكا للمصلحة الوطنية حاولنا ان نتعاون حتى بعد قرار الاعفاء·
؟ اذا كانت القرارات الخطيرة المتعلقة بالسلام تتخذ بهذه الصورة فكيف ترى مستقبل اتفاقيات السلام؟
؟؟ هذه هي خطورة الامر نعم سيتم التوصل الى اتفاق سلام لكن التحدي الاكبر سيكون في تنفيذ هذا الاتفاق خاصة في ظل تناقض واضح بين الطرفين وعدم اطمئنان كل منهما الى الاخر· البشير يفكر في ان قرنق يفكك النظام وقرنق يفكر في ان الاسلاميين يخططون لخلق فتنة في الجنوب فالوضع خطير والامل الوحيد في الاشراف الدولي على التنفيذ لكن الضمانة الحقيقية ستكون في توسيع دائرة الاتفاق او قاعدته· واذا لم يحدث ذلك فلن يكون للسودان مستقبل·
؟ الا يجذر هذا الاتفاق بين الشمال والجنوب للانفصال؟
؟؟ لان الشمال فيه اطراف تريد المشاركة ولديه قضايا مشتركة ويحتاج لهذه المشاركة لذا نقول لابد من استكمال نيفاشا باتفاق يخص الشمال وتوزيع الثروة والسلطة فيه·
؟ اخشى ان تصبح هناك مطالب بحكومة في الشرق وفي الغرب ايضا؟
؟؟ الجميع يمكن ان يلتقوا في حكومة الشمال في المركز وهذا يؤسس للوحدة الوطنية بصورة اقوى لانه يجعل الناس يشاركون بصورة اكبر على جميع المستويات·
؟ لو كنت مكان النائب الاول في التفاوض مع الحركة هل كنت ستذهب الى ما ذهب اليه؟
؟؟ هناك قضايا لا خلاف عليها لكن بعض القضايا الاخرى فيها خلاف ففي رأيي ان النائب الاول ذهب للتفاوض والشمال منقسم ومشتت حتى على مستوى التحالف الموجود في الحكومة فشكل التفاوض صار حزبيا وليس قوميا وكان من الممكن لقضايا بعينها ان يكون التفاوض فيها اقوى من ذلك!
؟ مثل؟
؟؟ انت مثلا قبلت بجيشين سيكونان معا الجيش القومي ومعقول ان توافق على وجود جيش الجنوب في الفترة الانتقالية ولكن في الوقت نفسه تخطط لجيش قومي تكون فيه القاعدة نظاما نسبيا يضم كل السودانيين بنسب محددة ويمثل الجيش كل السودان من قاعدته لقمته ولكن ما تم الاتفاق عليه فيه اجحاف بحقوق الآخرين وهذا مجرد مثال·
السمكة والحوت
؟ الان ما مصير حزب خرج ليوسع دائرة الحراك الديمقراطي فداسه القطار الديمقراطي؟
؟؟ خروجنا على الحزب القديم له اسباب موضوعية اهمها تكلس الوضع القديم والرغبة في تغييره ولم نستطع تغييره في ظل الاطر التي كانت موجودة ونحن نعتبر انفسنا حزب الامة في صورة حركة اصلاح وتجديد مميزة بهذا الاسم لكننا نملك اغلب قاعدة حزب الامة ونتنازعها مع القيادة التاريخية ولكننا نعتقد ايضا ان المستقبل لنا وان هذا الحزب سيتوحد تحت راية التجديد والقوى الشابة وهذه هي طبيعة الاشياء سواء تم الاتفاق مع القيادة التاريخية او لم يحدث·
؟ ايهما يدخل في بطن الاخر السمكة ام الحوت؟
؟؟ الصادق المهدي نفسه عنده تجربة في ذلك حين اختلف مع عمه الامام الهادي وكون حزبه ودخل الحزبان الانتخابات فاكتشفا انهما اضرا ببعضهما وانتصر الحزب الاتحادي بعد ان فتتا الاصوات والانقسام حصل في عام 1966 والوحدة في 1969 والتقيا على معادلة قبل فيها الصادق قيادة الامام الهادي العليا وفي الوقت ذاته يستمر تجديد دماء الحزب لصالح الشباب، التجارب دلت على ان هذا هو منطق الاشياء والمسألة لا تقاس بسعة بطن كل طرف لانها في تغير دائم·
؟ هل يليق بك الرهان على الزمن وحده وانت رجل تهوى الحراك؟
؟؟ نحن شاعرون بان هناك دفعا من القاعدة الموجودة ولم يعد ملائما ان يظل الحزب منقسما ولهذا هناك دفع باتجاه الوحدة وهي هدفنا الاستراتيجي لاننا حين قمنا بحركتنا كنا نريد الصادق المهدي زعيما للحزب ويبقى كقائد ورمز وهو الذي رفض المعادلة·
؟ من حق الصادق ان يرى انه لم ينجح في تنشئتك سياسيا برغم قربك منه وخرجت عن طاعته ويشعر بالغصة خاصة من حديثك عن الحزب العائلي الا يحتاج الامر إلى كثير من المبادرات للترضية من طرفك؟
؟؟ لا اعتبر ان هناك انقساما حقيقيا في الحزب والوحدة ستأتي حتما لانك ستحتاج إليها في الانتخابات والانتخابات قادمة فليس هناك تعجل في الموضوع وبرغم ذلك نحن نفتح عيوننا واذاننا ونلتقي وفودا تأتي من عندهم ونقول لهم ان لدينا مشروع تحالف بين شقي الحزب يفضي في النهاية الى توحد كامل من خلال مؤتمر عام فلا داعي لان يحل طرف منا نفسه ويمكن ان يكون هناك برنامج مشترك·
؟ واين ذهبت براجماتيتك؟ الا تحتاج لبعض التواضع السياسي لكي تصل الى ما تصبو اليه؟
؟؟ الارضية السياسية هناك لا تزال غير مواتية واسباب خروجنا لا تزال قائمة نحن لدينا مشروعنا الذي نسير فيه كما رأيناه ونحاول ان نؤسس لبيت جديد لان البيت القديم اخذ في التصدع وهناك من اتى معنا ليؤسس البيت الجديد وهناك من اصروا على البقاء في البيت المتصدع ونحن الان نبني هذا البيت الجديد·
؟ هل ترى ان السيد الصادق يكابر سياسيا ام يراك جرحت كبرياءه السياسي؟
؟؟ نعم هذا الجانب الشخصي موجود لكن السيد الصادق لو عاد لمنطقه في الستينيات حين انفصل بحزبه وتمرد على عمه وثار عليه واراد التجديد فسيستوعب تجربتنا ويتعاطى معها بصورة مختلفة·
''البعبع'' الوطني
؟ هل هناك شروط في تقديرك لهذه الوحدة؟
؟؟ يجب ان تكون هناك مؤسسة ديمقراطية تفتح الباب لان تتولى الاجيال الجديدة الامور ونحن فتحنا المجال لهم بما لم يكونوا يحلمون به·
؟ لكن دفعتم الثمن وتحالفتم مع قوة كنتم ضدها؟
؟؟ لكن في اطار عدم تذويب مبادئنا ولم نخسر شيئا واردنا ان نثبت ان هناك حلولا ممكنة بالحوار او التفاوض او الضغوط ودخلنا على هذا ''البعبع'' وشاركناه لكننا لم نخسر انفسنا ولا مبادئنا·
؟ لكنكم عدتم الى صفوف الجالسين؟
؟؟ اعتقدنا اننا سنعمل مع هؤلاء الاخوة وفق مشروع محدد ووجدناهم غير راغبين في هذا المشروع فهل كنا سنخدع انفسنا ونظل نتوهم انهم يعملون لهذا المشروع؟ اذن قررنا تغيير مواقعنا لكي نعمل على هذا المشروع وسنظل الان نعمل له من خلال القوى السياسية الاخرى·
؟ وخروجك من تجمع المعارضة وجرك لحزب الامة خارجه؟
؟؟ ليس مسؤوليتي بل كان الخروج بقيادة الصادق المهدي وجاء الخروج بعد لقاء الصادق والترابي في جنيف وكانت هناك حوارات بينهما ادت الى هذا اللقاء وانا لم اكن طرفا فيها·
؟ لو اتصل بك الرئيس البشير هل ستعود للحكومة؟
؟؟ هو اتصل بالفعل واجتمع بالاخ الزهاوي مالك وبالاخوة عندنا في الحزب·
؟ وكانت هناك رغبة في عودتكم؟
؟؟ نعم لكن العودة مرة اخرى في الاطار القديم ليست في ذهننا والبلد الان كله مقبل على وضع جديد ويجب ان نفكر جميعا بهذا الشكل الجديد·
--------------------------------------------------------------------------------
الـحـبـيـب ود العـمـدة الـزول الـشـاطـح دا مـا تـدوه رأسـه
قـال أيـــه
لكننا نملك اغلب قاعدة حزب الامة ونتنازعها مع القيادة التاريخية ولكننا نعتقد ايضا ان المستقبل لنا
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Abdelrahman Elegeil
محمد عبدالرحمن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست