|
Re: اغتيال صلاح أحمد ابراهيم (Re: ALGARADABI)
|
الجندى المجهول
أخى عثمان مازال هناك..حتى الان فى كفرة..فى الصحراء الغربية فى بقعة أرض منسية كانت ميدان كالعظم المصوص اليقق.. انقض عليه فى الصحراء الغربية كلبان الجيش الثامن و الألمان *********
فى تلك الأيام تطوعنا..ورضينا ذل الجندية من أخلص للحلفاء أوان الشدة سوف ينال الحرية ومضينا.. نحلم بالحرية للسودان فى الكفرة.. فى الصحراء الغربية *********
وأخى عثمان فى الظلمة حين نجر غطاء ونحس بدغدغة النوم و ثقل الأجفان يتململ ثم يقول بصوت أسيان وا شوقى يا محمود لليل السودان والنجم- كأن النجم هناك سوى هذا- فهناك له لمعان والجلسة تحت شعاع البدر على رمل الكثبان وبعيدا نسمع صوت الصبية.. أين شليل؟ وكلاب الحى تهوهو فى أشباح الليل والدلكة يا محمود.. الدلكة فوق سريرى البارد.. قدام الديوان والقهوة فى الظل الشاتى الفنجان وراء الفنجان و أشواقى يا محمود للأولاد الزغب لأم الأولاد.. من يكلأهم ان مت سترجع يا عثمان ويسقط رأسى ثم أغط وأتركه فى واد ********
فى الزنقة نحن وقفنا كالأوتاد فى الصف الأول زجونا فى وجه الموت وألوف من عرب و هنود و زحفنا كالحيات يمزقنا شوك الأسلاك نستقبل ألسنة النيران و يظللنا لهب و دخان أدوات الموت تدمدم من خلف و أمام لا مهرب.... كشر عن ناب حقل الألغام نتطاير أشلاء أشلاء و نثير دماء نتطاير من تحت الأسلاك نتطاير... تشوينا النيران وأخى عثمان... فى شرك الموت استشهد.. مات هناك لا مؤن طمأنه أو قال له فى غرغرة الموت تشهد أو صب عليه الماء وكفنه الماء المازوت الأسود والرهج المائر والنيران وقضى الحلفاء على القوات النازية و على وعد فى الشدة مدوه فى كل مكان -من أخلص للحلفاء اوان الشدة سوف ينال الحرية- لم يبقى لنا منه ومن عثمان لم يبقى سوى لفظ معسول ورخام أبيض مصقول أسموه الجندى المجهول صلاح أحمد ابراهيم
|
|
|
|
|
|