|
** فى انتظار خروج الجثمان من غرفة الانعاش **
|
فى انتظار خروج جثمان الوطن من غرفة الانعاش أو اتفاقية سلام نيفاشا.
أولا اقدم تعازى لأسرة الفقيد البطل الخاتم عدلان،وادعو له بالرحمة والمغفرة،فقد كان مناضلا جسورا لم يسقط راية الكفاح حتى سقط دونها. وبعد: تتوالى الاحداث والنكبات على هذا الوطن /السودان منذ استقلاله فجر يوم جميل عام 1956م. المؤسف أن كل النكبات التى حلت بهذا البلد كانت من تدبير ابنائه من صفوة الشعب،وهم من المثقفين والسياسيين والقادة الذين تبادلوا ادوار الحكم بشكليه المدنى والعسكرى،وكذلك ادوار المعارضة للحكم المدنى.هذه الصفوة مثلت فيها كل الاعراق والاتجاهات الحزبية من كل بقاع السودان فى الشمال والغرب والجنوب والشرق،وكان ذلك جليا فى عضوية مجلس النواب الاول المنتخب ديمقراطيا. التشكيلات الوزارية التى شغلت دست الحكم بعد الاستقلال تختلف تركيبتها الاثنية حسب تواجد مراكز القوى للحزب او الاحزاب الفائزة بالاغلبية النيابية فى الحكومات المدنية.اما الحكومات العسكرية فتشكلت حسب المجموعة التى قامت بالانقلاب وحسب توجهاتها الحزبية.حكومة عبود العسكرية هى الوحيدة التى خلت من ممثل لابناء الجنوب،ولا ادرى ان كان ذلك بسبب عدم وجود او عدم قبول الضباط الجنوبيين بالاشتراك فى الانقلاب،ولكنى ارجح ان الفريق عبود قام بتشكيل مجلسه العسكرى-(بعد ان طلب منه استلام الحكم )- من الرتب العليا الموجودة آنذاك. النتيجة هى ان جميع الحكومات والمعارضات شاركت فى انهيار الوطن/السودان،وكان نصيب الاسد لحكومة الانقاذ الحالية والتى نقلت مشاكل السودان من نطاق المحلية الى النطاق الدولى،بالاضافة الى اشعال المزيد من الحرائق فى ارجاء البلاد.المضحك /المبكى أن حكومة البشير تعتبر هذا التدويل والذى توج باتفاقية سلام نيفاشا،انجازا عظيما!!!رغم كل الخسائر المادية والبشرية والزمن الضائع من تاريخ الوطن ومستقبل ابنائه! ولكن،لا يهم طالما ان الذى(يفلق) هو الذى(يداوى) بالدواء المستورد بعد دفع ثمنه من موارد وكرامة الشعب وسيادة الوطن،طبعا بعد قبض الحكومة للعمولات وضمان الوكالة والامتيازات! الحقيقة التى تزداد وضوحا يوما بعد يوم هى أن الوطن/السودان الموحد فى النزع الاخير من تاريخه، سوى ان امتدت ايامه ثلاث او ست سنوات اخرى قبل اعلان الوفاة. سؤالى للسادة المثقفين والقادة المحترمين وبقية ابناء الشعب: هل ننتظر الايام القادمة ونحن نتسلى بمشاهدة سباق كلاب الحكومة وكلاب المعارضة وغيرها من الكلاب الضالة لنهش ماتبقى من الجسد المريض؟ أم هل: نتباكى ونندب الحظ العاثر الذى يفوت علينا فرص ثمينة- يتيحها موت احد المناضلين-للانتفاض والعمل على استرداد الحرية المسلوبة؟ ألا يكفينا مشهد جثة الوطن المثقوبة بسهام الخيانة والعمالة والانانية والسلبية للانتفاض وعدل هذا الوضع المشين الذى لا يليق بالشعوب الحرة الكريمة؟ ألم ينتفض الشعب اللبنانى مطالبا حكومته بالعدل والحرية؟ ألم يرابط الشعب الكرواتى اياما تحت الصقيع ورفض نتيجة الانتخابات المزورة؟ ولكن الشعب اللبنانى والشعب الكرواتى لم يخرجا الى الشارع بدون قيادة مسئولة وجسورة وكان قادة المعارضة الشرفاء فى مقدمة الصفوف. اللهم ارحم شهيد الوطن الخاتم فقد أخلص لوطنه وقضيته.
تحياتى
|
|
|
|
|
|
|
|
|