|
عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق
|
لمعجبى الحكاوى والقصص الواقعية أروى القصة التالية ، فقد كنت أعمل مع شركة مرموقة فى جدة ، كان صاحبها وما زال يعد من كبار الأثرياء فى العالم ، له مكاتب وشركات وفروع فى لندن وأمريكا وفرنسا وغيرها من البلدان ، وكنت سكرتيره التنفيذى فى جدة ، وأذكر أن الوقت كان (رمضان) ، وكان هذا الرجل أجود ما يكون فى رمضان ، يحب التصدق فيه ، بشكل لا يخطر على بال بشر ، وكان يحضر إلى مكتبه بعد صلاة التراويح مباشرة ولا يغادر إلا فى ساعات الفجر الأولى يكون خلالها قد تصدق بمبالغ باهظة لكل من أسعده الحظ ومر من بابه ، وما زال هذا دأبه فى كل رمضان ،
كنت حريصا جدا بحسب موقع عملى أن أصل إلى مقر العمل فى وسط البلده قبل موعد وصوله ، لأكون فى إستقباله وتهيئة دخول الناس عليه وتسيير أعماله المعتادة ،
ورمضان كما تعلمون يا أحبة يكون المرء مرهقا لقلة الأكل والشرب فيه وكثرة السهر والعبادات ، فخرجت بعد التراويح مباشرة وقد تبقت دقائق قليلة على موعد حضور (الشيخ) ، وتفاجأت بأنه ينقصنى البنزين لسيارتى ، فخرجت مسرعاً من بيتى قاصداً أقرب محطة بنزين فى طريقى قبل مواصلة السير للشركة ، ولم تكن المحطة ببعيدة من مقر سكنى ، دخلت إلى المحطة على عجل ، ومن شدة (لخمتى) كانت هنالك (سقالة) كبيرة موضوعة قريبا من (علب) البنزين ، وكان على قمتها عامل باكستانى (خطاط) يصلح فى إنارة وتركيب لوحة المحطة الزجاجية الكبيرة ، فدخلت بالسيارة وعلب البنزين إلى يمينى ، وضربت السقالة بالرفرف الأمامى الأيسر ، فهالنى ما حدث
فى أقل من رمشة عين ، سقط الباكستانى على الرفرف الأمامى من جهة (الكبوت) على سيارتى ، وسقطت معه اللوحة الضخمة (النيون) وأمطرت النيون سيارتى من الأمام بغبار أبيض وصوت زجاج متكسر فى موسيقى تصويرية مرعبة ، وإنقلبت السقالة تماما إلى يسار سيارتى ، وإنقلب معها العامل الباكستانى قالباُ الهوبة من سيارتى وساقطا بين العمدان الحديدية للسقالة التى أحدث سقوطها دويا عاليامروعاً
فأسقط فى يدى
تجمدت تماما فى مكانى من هول الفاجعة ، ولم أدرى ماذا يحدث وما هذا الذى (هببته)؟
وى كأن القيامة قد قامت ، ونظرت إلى يسارى فإذا بالرجل مرمى على الأرض وسط كل هذه القيامة ، فأطفأت محرك السيارة وفتحت الباب ونزلت على مهل ، ذهبت صوب الرجل الملقى ، فأخذته من كتفيه فأجلسته على الأرض ، تحدثت إليه فكان يتمتم فاغرا فاه ، سألته هل به كسر؟ فهز رأسه بالنفى ، ساعدته على الوقوف ، وقف ، أمسكت به لأساعده على المشى ، مشى ، أجلسته فى (طقطوقة) (تربيزة)صغيرة قرب علب البنزين ، جلس ، نفضت الغبار من شعره ، وجريت نحو البوفيه القريب جالبا قارورة ماء ، غسلت بها وجهه ويديه ورجليه فامتثل لأمرى ، أعدت عليه السؤال مرارا وتكرارا إن كان يحس بألم أو كسر فى أى عضو من أعضائه فأجاب بالنفى
بدأ الناس يتجمهرون ، ويا لبياخة تجمهر الناس فى السعودية عند رؤية مثل هذه الحوادث ، فضول ما بعده فضول ، صرت أنظر إلى الباكستانى وأتفرس وجوه الناس ، وخيالى سارح بعيد متجها نحو الشيخ وموقفى ووضعى فى الشركة ، فتصرفت سريعا ، وأخرجت ورقة كتبت فيها رقم موبايلى ورقم السيارة وأعطيتها الباكستانى ، وإنصرفت سريعا نحو الشركة.
وجدت (الشيخ) قد وصل قبلى إلى المكتب ، فدخلت عليه وأخبرته أن حادثاً وقع لى وأنا فى طريقى إلى المكتب ، وقبل أن اكمل حديثى رن جرس الموبايل ، فإذا بها الشرطة ، ورن أذنى صوت فظيع يقول لى:
إنت مين تكون فى البلد ، تضرب الباكستانى وتهرب؟
لا حولالالالالالالالالا
فما كان منى إلا ناولت (الشيخ) التلفون وقلت له ، هادول حقين الشرطة طال عمرك
فأخذ منى التلفون ، ورد على الشرطى بحزم وقال له ، الرجّال ما هرب (والرجّال هنا بمعنى الرجل) ولو كان هرب ما كان ختّ رقم تلفونو ورقم عربيتو ، وعلى العموم هو جاييك حالن
تنفست الصعداء
وقام الشيخ بإرسال أحد المدراء السعوديين معى لمقر الحادث رافقنى فى سيارتى ، فوصلنا المحطة ووجدنا عربة الشرطة قابعة فى إنتظارنا ، وما كان من زميلى السعودى إلا أن أخذ المبادرة وتوجه نحو سيارة الشرطة وقال له هذا هو السودانى الضرب الباكستانى ، فأخذ منى رجل الشرطة مفاتيح السيارة وإتصل على الفور على الونش وما هى إلا لحظات قليلة حتى رفعوا سيارتى على الونش ، ولم يكن الباكستانى موجوداً ، ولم أعرف أين ذهب ، ثم أمرنا رجل الشرطة أن نركب معه سيارة الشرطة ونتوجه سوياً نحو المركز القريب ، ففعلنا
ركب زميلى فى الأمام مع العسكرى ، وركبت فى المقعد الخلفى ، أستمع حديثهم ، وكان للحظ دور عجيب معى هذه المرة ، إذ بعد دقائق قليلة من تحركنا ، إتضح أن زميلى ينتمى إلى نفس المنطقة بل ونفس القرية التى أتى منها العسكرى ، وصار الجماعة متعارفين وأصبحت بينهم لغة مشتركة فكان هذا يسأل ذاك عن أين فلان وأين ذهب علان ، وصاروا بقدرة قادر أصدقاء ، ولما أصبحنا قريبين من المركز ، إنتبهوا لى ، فقال زميلى للعسكرى ، الزول شغال معانا وهو سكرتير رئيس مجلس الإدارة ، وهو لم يشاهد الباكستانى وأن المسأله قضاء وقدر ، فرد العسكرى على صاحبى : بسيطة يا رجّال بس يجى الباكستانى من المستشفى ويتفاهمون
وصلنا إلى القسم وأدخلنى العسكرى على الضابط وقص عليه الحكاية ، فأمر الضابط أن أنتظر معهم حتى حضور الباكستانى ، ولم يدخلونى (حراسة) بل كنت فى الخارج مع العسكرى وصديقه نشرب فى الشاى وهم يتناولون فى الذكريات ، حتى أتى الإسعاف ، ويا لهول ما رأيت
ذلك الرجل الذى أجلسته فى المقعد فى المحطة ، إذا به يأتى بإسعاف وهو جالس على كرسى طبى ، وكلتا يديه ورجليه مربوطة بالأربطة الطبية حتى رقبته وراسه
لا حولالالالالالالالالالالالالا
معقولة ده الزول الضربتو أنا؟؟؟؟
قلت فى نفسى (الليلة ده خمسين ألف ريال ما تحلنى منو) يا الله ، ماذا أفعل؟؟؟؟
المهم أدخلوا الرجل إلى قسم الشرطة ، جالسا على الكرسى ، وكان برفقة كفيله السعودى (رجل محترم آخر عرفنى به الزمن) فقال لى الضابط تحدث إلى الباكستانى وأسأله ماذا يريد؟ فسألته ، وكانت المفاجأة الكبرى أن عفى عنى لوجه الله تعالى ، وأقر بذلك أمام الشرطة وقال لهم بالحرف الواحد أنا ما عايز من الزول ده أى حاجة ، فقد عفوت عنه.
لا إله إلا الله
هل ما زال فى الناس بقية من خير؟؟؟؟ وإلى هذا الحد ،
كان الوقت متأخراً جداً ، وكاد الصبح أن ينفلق ، وزميلى ما زال قابعا معى فى قسم الشرطة ، وقد أفهونى فيما بعد أنه وبمجرد إنصرافى من المحطة أتت سيارة الشرطة نتيجة التجمهر الذى حدث بالمحطة ، وعرفوا القصة وأن سودانى ضربه وهرب ، فقام رجال الشرطة بعمل الإجراء المتبع فى مثل هذه الحالات ، وإتصلوا بالإسعاف وذهبوا بالرجل إلى مستشفى الملك فهد الحكومى وتم عمل التقرير الطبى ، والحمد لله رب العالمين رغم كل تلكم الأربطة لم يكن هنالك وجود لأى كسر بل كلها كانت رضوض نتيجة السقطة القوية المفاجئة ، وهالنى أيضاً أن الرجل الباكستانى الذى دهسته ، لم يكن باكساتانيا إنما هو من (بورما) ويوجد كثير من البرماويون فى مكة المكرمة ، وهم شعب فى غاية التدين ، وأن الرجل شاب فى مقتبل الثلاثينات من عمره وأنه حافظ لخمسة عشر جزءاً من القرآن ، ما شاء الله
إلتفت إلى الضابط ، قائلا ، خلاص يازول ما فى مشكلة ، تجيب لينا خطاب كفالة من كفيلك موثق من الغرفة التجارية ، عشان نفكك ، وتجى يوم السبت تمشى مع الباكستانى المحكمة عشان يسجل تنازلو قدام القاضى
قلت له ، بس سعادتك ما فى كفيل ولا غرفة تجارية زى الوقت ده ، فقال لى: أجل تبقى عندنا لحدى ما تجيب الخطاب ، فقال له زميلى السعودى ، ياخ أنا ممكن أكفلو كفالة شخصية ، فقال له الضابط ، بس هو على كفالة مؤسسة وما ينفع كفالة الأفراد
هنا كان الدور الشهم والشجاع لكفيل الباكستانى ، إذ تدخل على الفور وقال للضابط أنا ممكن أكفلو؟ أنا عندى مؤسسة ، فأجاب الضابط بالإيجاب ، فذهب الرجل إلى سيارته واحضر ورقة مؤسسة وختم وكتب بيمينه وخطه أنه يكفلنى حضورياً فى أى وقت ، لا إله إلا الله
قبل الضابط الكفالة ، وإنصرفت مع زميلى السعودى نحو منازلنا ، وأخذ السعودى مكفوله الباكستانى وذهب برفقته ورفقة أحد اقربائه إلى منزلهم القريب
ذهبت فى اليوم التالى برفقة جميع أفراد اسرتى إلى حيث سكن الباكستانى محملين بالورد والحلوى وبسمة الأطفال ، كما إلتقيت الباكستانى مرة أخرى أمام القاضى ، وتم شطب القضية ، ونشأت من يومها صداقة متينة مع هذا الرجل ، ما زالت متصلة والحمد لله ، وقد قدمت أوراقه مرارا إلى الشيخ الثرى لمساعدته وقد كان أن ساعده بأكثر مما كان يتوقع والحمد لله فى بدء وفى ختم
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | يازولyazoalيازول | 11-27-07, 04:53 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | Ahmed musa | 11-27-07, 05:40 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | محمد عثمان الحاج | 11-27-07, 06:30 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | يازولyazoalيازول | 11-27-07, 08:30 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | يازولyazoalيازول | 11-27-07, 08:25 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | عمر الفاروق | 11-27-07, 06:44 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | يازولyazoalيازول | 11-27-07, 08:37 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | وانجا | 11-27-07, 09:00 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | يازولyazoalيازول | 11-28-07, 08:23 AM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | يازولyazoalيازول | 11-28-07, 11:30 AM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | mekki | 11-28-07, 12:05 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | يازولyazoalيازول | 11-28-07, 02:26 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | mekki | 11-29-07, 09:04 AM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | أبوعبيدة محمد الأمين | 11-29-07, 11:23 AM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | رقم صفر | 11-29-07, 12:21 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | يازولyazoalيازول | 11-29-07, 01:55 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | يازولyazoalيازول | 11-29-07, 01:43 PM |
Re: عندما دهست الباكستانى فى جدة بسيارتى وهو معلق بلوحة ألكترونية على إرتفاع شاهق | يازولyazoalيازول | 11-29-07, 01:36 PM |
|
|
|