|
Re: وصية الوالد الأستاذ المرحوم/ شيخ الدين جبريل بصوته أهديها لكم (Re: يازولyazoalيازول)
|
عمنا العزيز هشام.. شكرا لرقيق حديثك..
أما الحزن، فما أنبله، وما أعظم شأنه بين كل مشاعر البشر.. قال نبينا الإنسان وهو يودع فلذة كبده إبراهيم بن مارية (إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن.. وإنا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون.. ولا نقول إلا ما يرضي الله.. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله)..
يا لصوت أيقظ شجنا..
غير أن دموع طائر "الفينيكس" تطبب كل جرح غائر وتراه يخرج بحياة جديدة من الرماد.. بعد كل مرة يحترق فيها هكذا قيل عنه في الأسطورة وعن "المعلم" قيل أيضا أنه شمعة.. تحترق لتضيء الدرب لغيرها وبين "احتراق" طائر الفينيكس و"احتراق" المعلم قرينة.. فكلاهما لا يحترق إلا لكي يعود حيا من جديد بصورة من الصور.. وما الحياة إلا تقلب في الصور
"أوصيك إيصاء إمرءٍ لك ناصحٍ طبنٍ بريب الدهر غير مغفل"..
ما أعظمه وهو يقولها.. بتشديد القول وإرخائه عند مواضعه، كأحسن ما يكون الإلقاء.. ومما يملأ النفس شجنا محتوى الوصية نفسه، والذي يملأ النفس خجلا أيضا..
قال الشاعر العوض مصطفى، وهو يناجي أباه وأبانا: "يكفيني أني عشت زمانا كان له طعم ومذاق.. يكفيني أني كنت جليسك.. رغم شعور الابن العاق!"..
فهل يكفي.. يا ترى؟
| |
|
|
|
|
|
|
|