|
دموع السيد عبدالرحمن المهدى رمزاستقلالنا
|
فى ذلك الصباح يوم 1 كانون الثانى (يناير) 1956 تحت سماء صافية زرقاء وريح شمالية باردة معتدلة ، لم نفكر إلا قليلا فى مشكلات الغد فقد كنا مفعمين بذكريات الماضى وانفعالات اليوم . فى إحدى منصات الإحتفال انهار السيد عبدالرحمن المهدى ، أحد كبار زعمائنا ، وتساقط الدمع على وجهه ولحيته البيضاء . كان انتقالا مهذبا ومنظما من الماضى الاستعمارى الى الحاضر المستقل . كانت ولادة السودان المستقل غير عسرة ولكن الحمل كان طويلا وقاسيا . وبالمناسبة كان هذا ثانى استقلال لنا.
حصلنا على الاستقلال الأول حين ثار البلد على الحكم التركى فى سنة 1881 ، أربع سنوات من الحرب والخسائر الكثيرة فى الأرواح كسبت للسودان استقلالا قصير الأجل ، وسببت أيضا بغلظة مفجعة موت جندى بريطانى شجاع وممتاز هو الجنرال غوردون.
لم يدم الإستقلال طويلا ، كان ثلاث عشرة سنة مشؤومة من الحرية فقط . بدأت اعادة فتح لورد كتشنر للسودان مرة أخرى من مراحل الاحتلال الأجنبى ، وجاء هذه المرة فى صورة ما دعى (الحكم الثنائى الأنجلو - مصرى) .
ان التاريخ غنى بالتعاريف الباهرة للقرارات العجيبة والأوضاع غير المنطقية ، اذ لم يكن ذلك الحكم سوى حكم استعمارى بريطانى فى كل شىء ما عدا الاسم.
شاهدنا منذ استقلالنا فى سنة 1956 انقلابين عسكريين وبين الانقلابين ثورة شعبية ديمقراطية ، هذا بكلمة مختصرة هو تاريخ السودان الحديث.
محمد أحمد محجوب من كتابه الديمقراطية فى الميزان أهديها لكم بمناسبة أعياد استقلالنا
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دموع السيد عبدالرحمن المهدى رمزاستقلالنا (Re: دورنقاس)
|
Quote: وسببت أيضا بغلظة مفجعة موت جندى بريطانى شجاع وممتاز هو الجنرال غوردون. |
ترى مالذى كان يقصده المحجوب رحمه الله وهل كان غردون الا مجرم حرب قذر
ان الاستقلال الثانى كان هزيلا وكان هبة ، وتدل على هزالته كلمات المحجوب هذه . ان ذكرى اسقلال السودان الحقيقى الذى يجب ان نحتفل به لات وهو يوم سقوط الخرطوم فى 5 فبراير 1885 فى يد الامام المهدى طيب الله ثراه . وقد سالت فيه دماء جميع السودانيين لا دموع عبد الرحمن المهدى رحمه الله ترى هل يقول الانجليز عن الامام المهدى انه شجاع!؟ الم ينبشوا قبره ويحرقوا جسده الطاهر ويذروه رمادا فى النيل!؟
| |
|
|
|
|
|
|
|