محمد صالح ، سودانى عجوز من منطقة الدناقلة ، متزوج ولديه بنين وحفدة ، ينادى زوجته فاطمة ، فى الليل البهيم ليعاشرها على سنة الله ورسوله فهى زوجته التى يعاشرها منذ ما ينيف عن خمسين عاما ، فتابى العجوز وتتمنع ولا تأتيه ، ويسخط محمد صالح بصوت خافض ويهمهم بكلمات تعنى تبييت النية على الزواج ، وهى لا تصدقه بل تعتقد أنه عجوز مكركب لا يملك مقومات الزواج
تتحدث فاطمة فى الصباح مع بنتها المتزوجة فتحية ، وتخبرها بسبب مناداة ابيها لها طوال الليل ، وتقول لإبنتها فتحية:
شفتى السواهو أبوكى أمس؟ ، الليل كلو ينادى فينى ، فتشفق البنت على هذا الموقف ، وتعاتب أمها وتقول لها ، طيب يمة ليه ما مشيتى ليه؟ فتقول امها بسخط ، قلتى ليكى دلقان ساكت ، بقى دلقان ساكت ، ما عندو شى ، أسو بيهو شنو؟؟؟
فتبتسم البنت على مضض وفى داخلها إنزعاج
ويتكرر الموقف فى الليلة التالية والليالى التى تليها ، وفاطمة تطنطن وترفض ، وتذهب فى الصباح لحوش إبنتها المجاور تشتكى زوجها لبنتها فتحية ، وتأخذ فتحية المسألة بشىء من الجدية ، والخوف يساورها ، فى محاولة منها مع أمها أن تجيب دعوته ،
يمة ، كان ناداك تانى أمشى ليهو ، يقوم بكرة أبوى يسويها يعرس ليهو مرة ، ويجيب منها اولاد ويقوموا يورثوا معانا فى النخل ،
وهذا ما كان يزعج بنتهم فتحية ، إرث المزرعة والنخيل والحلال والأرض
تقنع الأم بنتها فتحية بأنه لن يستطيع إلى ذلك سبيلا ، فكل رجولته أصبحت دلقان ساى ، يا بت ما عندو شى ، شلاتيت ساى ، ما بقدر يعرس ، يا بت قلت ليك دلقان ساكت
وهكذا إستمر الحال ، مناداة من الأب ورفض من زوجته وقناعة تامة بأن الشغلة كلها (بقت دلاقين ساى) ، ومحاولات مستبسلة من البنت لتعود أمها إلى معاشرة الأب ، والأم ترفض
فما كان من (محمد صالح) إلا أن (سواها ولا يخاف عقباها) فذهب إلى (خطبة) إمرأة فى الجوار ، وبلغ النبأ فاطمة وبنتهما فتحية ، بعد أن أتاهم الشمار حاراً وطازجاً حتى قعر دارهم ، فهبت البنت مذعورة ، يمة تقول لى دلقان ساكت ، أها شوفى الدلقان بسوى فى شنو؟ ، يمة أنا قبيل قلت ليك أمشى ليهو ، باكر يجيب أولاد ويورثوا معانا فى النخل ، ما سمعتى كلامى يمة
ولم تصدق الأم ما جاء به الشمار ، وظلت على قناعتها ، وقالت لإبنتها ، خليهو يعرس ، يريحنى شوية يا بنية ، ما تخافى يا بنية قلت ليكى بقى دلقان ساى ، ما بسوى شى
وعملها (محمد صالح) وتزوج بخطيبته الجارة ، وإنتعش الدلقان ، فولدت له ثلاثة من الولد ، وملأوا البيت عفارا وغبارا وبردبة
حقيقة هنالك الكثير من القصص التى تماثل او تقارب هذه وكلها تدور حول ان النساء حينما يكبرن فى السن يمتنعن عن ازواجهن وفى ذلك غضب من الاله سبحانه وتعالى ويقال ان الزوجة التى يطلبها زوجها وترفض تلعنها الملائكة حتى الصباح ولكنه قلة ايمان وجهل ...
اسمح لى بأن احكى لك قصة واقعية كذلك ....
ايضا هنالك سيدة لها من الاولاد والبنات المتزوجين والمتزوجات وهى كبيرة فى السن مما دعاها للامتناع عن زوجها فكان أن عزم زوجها الرجل الكبير على الزواج وهنا غضب الابناء وبدأوا فى الطنطنة والنقنقة والخوف من قادمين جدد يشاركونهم الميراث ولم يخفوا على والدهم عدم رضاهم فكان ان جمعهم فى اجتمع عائلى ضم والدتهم وكل الابناء والبنات وقال لهم مخاطبا : أعرف غضبكم على لاقدامى على الزواج ولكن هل ترضون منى وانا رجل كبير وشائب ان أذهب الى الزقاق ( أيام كان الزقاق مباحا من السلطات ) وهل ترضون منى ان اكون سفيهاً بعد كل هذا العمر .. فاستنكروا وتعجبوا من ذلك القول .. فقال لهم أسالوا امكم ...
فعلا انجب عدد من الابناء والبنات وحضر زواجهم ورأى احفاده منهم بينما تزوج والدتهم وهو على أعتاب السبعون عاماً ...
05-22-2006, 02:24 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
الحقيقة كتبت هذه القصة مساء امس ، وكنت مهموماً طوال الليل أن السادة الأعضاء والسادة القراء ربما ينفروا من مثل هذه الحكايات الواقعية التى تحدث فى كثير من البيوت السودانية دون أن نعيرها الإهتمام المطلوب ، وهى مشابهة تماما كالقصة التى أوردتها لنا هنا نموذجا والتى كادت أن تعصف برب الأسرة وترميه فى الهاوية ، وربما أدى به ذلك إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله
قرشو ، هكذا عهدنا بك ، تحق الحق ، ولو كره الكافرون
ربنا يديك الفى مرادك
تحياتى
05-22-2006, 02:29 AM
قرشـــو
قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
انك عنيت فئة منسية فى منازلنا واسرنا فهؤلاء لا أحد يآبه لهم ولا احد ينتبه لمطالبهم العاطفية والكل يعاملهم وكأن فترة صلاحيتهم انتهت ولا يستحقون سوى الرعاية الاجتماعية فقط من علاج وعناية طبية بينما هم اناس لهم مشاعرهم ولهم احتياجاتهم فلماذا نقمطهم حقوقهم ونحقر عواطفهم ...
أشكرك لفتح نافذة أرجو ان يطل منها من يعنيهم الأمر ويدركوا أهمية ما أشرت اليه ...
مع كل الود
05-22-2006, 02:37 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
this is a typical and classical story repeated on daily basis in all Muslim countries where you are allowed to marry more than one in non Muslim countries people get a divorce believe me they are doing it at age of 70 years god bless akhouk dr mustafa Mahmoud
05-22-2006, 04:24 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22662
تعرف يا دكتور مصطفى ما هى أمنيتى فى هذه اللحظة؟؟؟؟
أمنيتى أن أهديك كيبورد بالعربى ، إذ أنى اشعر بأنك ترغب فى أن تنطلق فى هذا المنبر تحاور هذا وتجادل ذاك ، ولكن الكيبورد لا يمدك بالطاقة اللازمة لفعل ذلك بلهجتنا العربية البسيطة المعتادة
أحييك ، من على البعد وأرسل سلامى وشكرى لمشاركاتك الفعالة هنا وهناك رغم العصلجة اللغوية ، متمنيا لك التوفيق فى كل خطوة تخطوها
أخوك هشام
05-22-2006, 04:41 AM
Mustafa Mahmoud
Mustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072
Quote: تسلم على المشاركة (الفقرية) وكل زول يحاسب على طائر فينيقه
الله يجازي محنك يا زول .. لقط ظللت أضحك حتى ظن بي بعض الزملاء الظنون ...
وإليك هذه القصة الواقعية الأخرى ... التي رواها لي أحد عواجيز قريتنا ...
أحد أقربائنا كان يعاني من سكرات الموت .. إذ بلغ من العمر عتيا ... والجماعه قاعدين حارسينو ... فجأة أستيقظ طائر الفينيق وأراد الطيران ... احتار الجماعة فأشار إليهم أحد كبار الموجودين ليدخلوا عليه زوجته .. وقد كان ... وبعدما خرجت من عنده .. توفى ذلك الرجل .. ولكن القصة لم تنته بعد... إذ حملت الزوجة وأنجبت بنتاً موجودة الآن على قيد الحياه ... وصدقت البنيه في قصتك يا زول .. دلجان وبينقط .. ويا ليت والدتها سمعت وصيتها وأبقت على ميراثها من النخل .. ولكن قدر الله وما شاء فعل ...
05-27-2006, 08:11 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة