|
|
|
Re: وداعا عضو المنبر المهندس والاديب والكات (Re: الكيك)
|
من كتابات الشقلينى مع نغم الفنان ( محمد كرم الله ) تذكرت الصديق الراحل ( أحمد شامي ) .
جلست مع جملة المستمعين في دار السودانيين بأبوظبي . عاد بلبُل الشمالية : "محمد كرم الله " إلى دوحة الغناء . بعد جفوة ثلاثين عاماً . ترك داراً في الوجدان خاوية على عروشها إلى أن عاد . من أول صليل صوته وهو يرِفُ سابحاً ، يضرب الأجنحة في انطلاقته ، عاد لبيت الوجدان أنيسنا القديم مُتجدداً كأننا افترقنا يوماً وليلة ! .
كيف حالك سيدي منذ غيبتك الكُبرى ؟
عشرون عاماً مضت على رحيلك المهيب يا " أحمـد " . فقدتُ ملمس صدرك عنفوان الرفقة وأشجان أيامٍ بنينا طوبها الرمادي كأديم الأرض من ورد طيبة أهلنا . اشتقنا لأحضانِك وأنت عائد من سفر ، أو نحنُ أضيافُكَ في بيت الأسرة أو نحن جلوسٌ معك لإفطار العيد من بعد شهر الصيام : أنت وشقيقك عوض ، ومعتصم ، ويتصدر المائدة العم إبراهيم شامي نستأنس ونتسامر ونحن شُركاء ( القُراصة بالدمعة ) ودفء لن أنساه.
كيف حالك سيدي ؟
من بعدك تغيرت الدُنيا ، وهجر فنانونا الغناء هرباً من دوحة الإبداع بعد عُسرتها بسبب الملاحقة مع سبق الإصرار والترصُد . كلما تنفست جاءوها بدفترٍ أصفرٍ عُمره مئات السنوات يكتُم على أوكسيد الحياة وتميل أغصانها حُزناً . تشتت المُبدعون في أرجاء الدنيا أو غشتهم البأساء والضراء زماناً حتى جاءت ( نيفاشا ) بخيلها و خُيلائها وأفسحوا من قوانين التضييق إلى الرحابة بعض ما نتمنى ولم يكتمل الأمر وفق ما نشتهي . بسُلحفائية تسير الأمور والمستقبل خرج من بين أيدينا ! .
عاد فنان ( الطيف ) الراحل إلينا مرة أخرى : " محمد كرم الله " كروان الشمالية المُبدع ليقدم لنا غناء " الشايقية " على أطباق المعاني الدافئة وإيقاع " الدليب" الحنون . الهجرة والغياب وفراق الأهل والعشق الدفين الذي يتلمس المضارب ، خمر يُسكر العاشقين :
القليل يا طيف أقيف وأرجاني وين فايتني عَابِر وأنا شِن حارس وراك أنا تاني ياني معاك مُسافر حتى الطيف رحل خلاني ما طيب لي خاطر
أو حين يلتمس العاشق أطياف من يُحب :
الليلة أنا لا لا تقول لي هي كدى استناني بمشي بجيك باكر أبقى أنا ما ألِم فيك تاني مين عارف المصائر
جلست مثل غيري من أضياف الحفل . أتملى النظر والسمع للصوت الصادح المُغرد بقوته وفتوته وبشاشة بسمه ورسمه وهو يُغني . لم يؤثر ما مضى من العُمر على تلك القوة الصوتية المُعبرة أو سلاسة صعوده عالي الذبذبات أو حين يتدرج انخفاضاً واتكاءً وميلاً وتراقصاً .تُصادق فيه الكلمة الخيال ونسبح في أحلامنا : يأتيك مطبخ الأم ، وأنت طفلاً تجلس لإفطارك . مئونة زاد الشتاء القارص طعاماً دافئاً يحميك من ويلات الطقس ويزودكَ بالعافية لعراك يومك .
جاءت ذكراك وأنا في لُجة الطرب . وخلتُ نفس أُجالسك وتوهمت طيفكَ جالساً برفقتي ، نتمعن كلمات الأغاني و عمقها البيئي الدفين في صدور أهل الشمال ، وغيرهم . فنحن من كثرة العُشرة تشربنا بمثل حنين أهل الشمال ولملمة أفراحهم وأحزانهم في حزمة مشاعر . حنينهم لدفء الأمومة ونسائم جنائنهم الغناء ، وصليل سعف النخيل وفحيحه مع حركة الريح وليلات الفرح ومجالس سمر الشواطئ . بلل الندى المُقلتين من تحت النظارة الطبية ولم يلحظ أحد ....
كيف حالك سيدي ؟
وكيف هي روحك السَمحة وهي تتجول روابي الوطن ، وتمُرّ على أعشاش الطير وقد تجددت أنسابها ، والبيوت وقد شبّ أطفالها إناثاً بزينة العلم ودفء الحياة الخاصة . فتوة الشباب و هم يرحلون من الأرياف النضرة بالعُشرة إلى دور العلم في المدائن البعيدة أو الرحيل طلباً ( للسُترة ) في الأوطان التي مدت يدها للمُهاجرين من غلو القائمين على الأمر بوطننا وتضييق الحال ! . جميعهم بخير . يذكرونك وتهتز أبدانهم من نُبل سيرتك ، فقد كنت بلسم العافية حين تزور . اخضرار الوجوه وهي تبتسم من كثرة هداياك ، ومخابئ روحك الحُلوة تتجول الأقارب والأصدقاء والجيران وكل من تقذفه الصدفة في طريقك و يتجمل بمعرفتك و تختُم سيرتك بسماحتها على شغاف القلوب ببصمة رفق ومحبة لن تُنسى .
عبد الله الشقليني 23/01/2009م
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا عضو المنبر المهندس والاديب والكات (Re: الكيك)
|
اللَّهُمَّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النّار. اللَّهُمَّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله. اللَّهُمَّ اجزه عن الإحسان إحساناً وعن الإساءة عفواً وغفراناً. اللَّهُمَّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته. اللَّهُمَّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب. اللَّهُمَّ آنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته. اللَّهُمَّ أنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين. اللَّهُمَّ أنزله منازل الصدّيقين والشّهداء والصّالحين، وحسن أولئك رفيقاً. اللَّهُمَّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللَّهُمَّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة. اللَّهُمَّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها. اللَّهُمَّ املأ قبره بالرّضا والنّور والفسحة والسّرور. اللَّهُمَّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه إنّك أنت الغفور الرّحيم. اللَّهُمَّ إنّه عبدك وابن عبدك خرج من الدّنيا وسعتها ومحبوبها وأحبّائه فيها إلى ظلمة القبر وما هو لاقيه. اللَّهُمَّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت وأنّ محمّداً عبدك ورسولك وأنت أعلم به. اللَّهُمَّ إنّا نتوسّل بك إليك ، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السؤال. اللَّهُمَّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيراً إلى رحمتك وأنت غنيٌّ عن عذابه. اللَّهُمَّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين. اللَّهُمَّ انقله من مواطن الدّود وضيق اللحود إلى جنّات الخلود. اللَّهُمَّ احمه تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون "يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم". اللَّهُمَّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات بجوار حبيبك ومصطفاك (صلّى الله عليه وسلّم). اللَّهُمَّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنة مطمئنّة، ولقّنه حجّته. اللَّهُمَّ اجعله في بطن القبر مطمئنّاً وعند قيام الأشهاد آمن، وبجود رضوانك واثق، وإلى أعلى درجاتك سابق اللَّهُمَّ اجعل عن يمينه نوراً حتّى تبعثه آمناً مطمئنّاً في نورٍ من نورك. اللَّهُمَّ انظر إليه نظرة رضا، فإنّ من تنظر إليه نظرة رضا لا تعذّبه أبداً. اللَّهُمَّ أسكنه فسيح الجنان، واغفر له يا رحمن، وارحمه يا رحيم، وتجاوز عمّا تعلم يا عليم. اللَّهُمَّ اعف عنه فإنّك القائل "ويعفو عن كثير". اللَّهُمَّ إنّه جاء ببابك، وأناخ بجنابك، فَجد عليه بعفوك وإكرامك وجود إحسانك. اللَّهُمَّ إنّ رحمتك وسعت كلّ شيء فارحمه رحمةً تطمئنّ بها نفسه، وتقرّ بها عينه. اللَّهُمَّ احشره مع المتّقين إلى الرّحمن وفداً. اللَّهُمَّ احشره مع أصحاب اليمين، واجعل تحيّته سلامٌ لك من أصحاب اليمين. اللَّهُمَّ بشّره بقولك "كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية". اللَّهُمَّ اجعله من الّذين سعدوا في الجنّة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض. اللَّهُمَّ لا نزكّيه عليك، ولكنّا نحسبه أنّه أمن وعمل صالحاً، فاجعل له جنّتين ذواتي أفنان بحقّ قولك: "ولمن خاف مقام ربّه جنّتان". اللَّهُمَّ شفع فيه نبيّنا ومصطفاك، واحشره تحت لوائه، واسقه من يده الشّريفة شربةً هنيئةً لا يظمأ بعدها أبداً. اللَّهُمَّ اجعله في جنّة الخلد "الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا. لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولا". اللَّهُمَّ إنّه صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصّابرين الّذين يوفون أجورهم بغير حساب فإنّك القائل "إنّما يوفي الصّابرون أجرهم بغير حساب". اللَّهُمَّ إنّه كان مصلّ لك، فثبّته على الصّراط يوم تزل الأقدام. اللَّهُمَّ إنّه كان صائماً لك، فأدخله الجنّة من باب الريّان. اللَّهُمَّ إنّه كان لكتابك تالٍ وسامع، فشفّع فيه القرآن، وارحمه من النّيران، واجعله يا رحمن يرتقي في الجنّة إلى آخر آية قرأها أو سمعها، وآخر حرفٍ تلاه. اللَّهُمَّ ارزقه بكلّ حرفٍ في القرآن حلاوة، وبكلّ كلمة كرامة، وبكلّ اّية سعادة، وبكلّ سورة سلامة، وبكل جْزءٍ جزاء. اللَّهُمَّ ارحمه فإنّه كان مسلماً، واغفر له فإنّه كان مؤمناً، وأدخله الجنّة فإنّه كان بنبيّك مصدّقاً، وسامحه فإنّه كان لكتابك مرتّلاً. اللَّهُمَّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد، وعلى اّله وصحبه وسلّم إلى يوم الدّين لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم لا نقول الا ما يرضي الله تعالي إنا لله وإنا إليه راجعون ،،،،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
 
|
|
|
|
|
|
|