مقتطف من سيرة فاطمة بت عثمان:‏

مقتطف من سيرة فاطمة بت عثمان:‏


11-24-2025, 06:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1763964382&rn=0


Post: #1
Title: مقتطف من سيرة فاطمة بت عثمان:‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 11-24-2025, 06:06 AM

06:06 AM November, 24 2025

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر



مقتطف من سيرة فاطمة بت عثمان:‏
‏(رغم ذيوع هذه الأخبار وتداول الروايات حول قصة الجن لم يجرؤ أحد ليسأل فاطمة مباشرة عن حقيقة ‏عشق الجن لها أو زواجه منها. وكانت هي تحاول جاهدة أن لا تتجاوب مع تلك الروايات لكي لا ‏تعطيها مصداقية. بالرغم من أن البعض يحاولون في مكر دفعها للتعليق عن موضوع العشق والزواج ‏لكنها كانت، تجاوب بالرد بابتسامة ساخرة ولكن دون تعليق. وكانت ردة فعل فاطمة هذه تزيد من ‏احتمالية تصديق الروايات المتداولة بكامل تفاصيلها الحقيقية أو المتخيلة. ووهكذا صار موضوع الجن ‏يثير لدى البعض الرهبة والخوف والتوجس من فاطمة.‏
في تلكم الأيام، ورغبة في جرجرة فاطمة للحديث الذي قد يريح فضولهم المتعطش دعا بعض النساء ‏فاطمة لحضور إحدى جلسات قراءة الطالع. وهي ما كانت فاطمة تتحاشاها دائما.ولكن هذه المرة وتحت ‏إصرار بعض جاراتها وصديقاتها وافقت فاطمة على حضور الجلسة. كانت مريم هي من تقوم بقراءة ‏الطالع والبخت، وهي إمرأة في نهاية الأربعينات من العمر طويلة القامة ، ذات عيون كبيرة ، عيون ‏تتسع لترى كل التفاصيل حتى تلك التي يحرص أصحابها على إخفائها. لكنها كانت بارعة في الحصار ‏واستخلاص الأسرار من الدواخل، مستخدمة عينيها اللتان تشبهان منظار الغطس، وحاجبيها المقوسين ‏اللذين تفردهما في وجهها فتصير كالنسر الكاسر.‏
لم تكن مريم مقيمة في القرية ولكنها تجيء من القرية المجاورة لتقضي يومين أو ثلاثة تطوف فيها على ‏البيوت والأسر تبيع فيها بضاعتها من الملايات والأقمشة والثياب وبعض العطور. كانت مريم تعرف ‏تفاصيل كل البيوت، وأسرار الفتيات والنساء. كانت تستطيع قراءة الدواخل في براعة من خلال نظراتها ‏العميقة الفاحصة التي تغوص في الأعماق بسلاسة لتقتلع الإجابة من الدواخل بنفسها إن تمنَّعت ‏صاحبتها. بالإضافة لذلك كانت تتمتع بفراسة هي وسيلتها وسندها في قراءة الطالع من خلال معرفتها ‏بما تريده وتتمناه من تجلس أمامها من الحاضرات في الجلسة. كانت أحيانا تقرأ الطالع من خلال الخط ‏على الرمل وهو خاص بمن يكن لديهن مشكلة ما فيطلبن خط الرمل بشكل خاص. ‏
كانت فاطمة تدرك أن تلك الجلسة هي شرك لجرها لكشف أسرارها ومعرفة حقيقة علاقتها مع الجن. ‏لذلك رفضت فاطمة في أول الأمر معللة بقولها أنها لا تؤمن بقراءة الطالع والغيبيات، وأنه مخالف ‏للشريعة. ولكنها بعد ضغط وإلحاح هؤلاء النسوة وافقت في النهاية. قبل ان تذهب فاطمة للجلسة دخلت ‏إلى غرفتها وكان هؤلاء ينتظرنها في الخارج.. لما تأخرت دنت إحداهن من باب الغرفة لتندي ‏عليها..فسمعتها تتكلم ..ولم يكن في الغرفة غيرها..‏
‏-هيا اسرعي يا فاطمة..‏
مدت رأسها فوجدتها منحنية وهي فاتحة حقيبتها التي ما فيها لم يعرف أحد غيرها الغرفة الغرفة شبه ‏مظلمة..‏
رجعت تلك المرأة إليهن وبصوت يحمل الدهشة والاستغراب :‏
فاطمة معها شخص بالداخل!‏
وفي لحظة كنا قد اقتحمن الباب.. لكن وجدن فاطمة عند الباب. كانت وقتها مرتدية ملابس ‏زاهية..وأقسمن أنها بدت كأنضر وأزهى مما رأينها من قبل..بل صرحت إحداهن بأنها بدت لهن أصغر ‏سنا مما دخلت الغرفة مما نعرفها.. ذهبن إلى تلك الصالة العريضة التي امتلأت وفاضت بالجارات ‏الموسوسات والصديقات المتشوقات لحضور جلسة قراءة الطالع).‏
‏# م.ع. ‏

Post: #2
Title: Re: مقتطف من سيرة فاطمة بت عثمان:‏
Author: السر عبدالله
Date: 11-24-2025, 09:23 AM
Parent: #1

تم الحكاية نحن في الانتظار ...ما تتاخر ..