نحن نحتقر الشيء الوحيد الذي نجيده وننتجه بأيدينا، ولا نستوردُه من أحد💥!

نحن نحتقر الشيء الوحيد الذي نجيده وننتجه بأيدينا، ولا نستوردُه من أحد💥!


11-23-2025, 12:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1763899553&rn=0


Post: #1
Title: نحن نحتقر الشيء الوحيد الذي نجيده وننتجه بأيدينا، ولا نستوردُه من أحد💥!
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-23-2025, 12:05 PM

12:05 PM November, 23 2025

سودانيز اون لاين
محمد جمال الدين-The Netherlands
مكتبتى
رابط مختصر



نحن نحتقر الشيء الوحيد الذي نجيده وننتجه بأيدينا، ولا نستوردُه من أحد: الثقافة!

أدعوكم إلى لحظة تأمل، يا صحابي الأماجد، ففي ختام هذا الحديث رابط إلى “المشروع السوداني الوطني الثقافي”.

هذه المقالة المتواضعة مهداة الى اصدقائي الجدد الثلاثة: صديقي الاصيل اللدود مهند حامد وشريكته الفنانة المبدعة حقا انصاف فتحي والولد الفارس يامن.. لقد خصوني قبل عدة ايام بمكالمة جميلة اسعدتني
وضمنه تناولنا الشأن الفني والثقافي السوداني.. وهناك بشارات بانجازات جديدة باهرة للمبدعة انصاف فتحي في الطريق🌹


والى المقالة المعنية:


نحن الآن مثل الماضي نعيش حربًا لا تنتج شيئًا.. لا إضافة أي كانت.. حرب تدور بلا معرفة، بلا صناعة، بلا إبداع. حرب تعتمد كليًا على ما يأتي من الخارج: السلاح، الذخيرة، العربات، الطائرات، الزي العسكري، أجهزة الاتصال.. كل شيء تقريبًا ليس من صنع أيدينا.
وحرب كهذه لا يمكن أن تترك وراءها إلا الخراب والتراجع.

فالحرب التي لا تنتج معرفة أو ابتكارًا أو صناعة، لا تنتج إلا مزيدًا من الجهل والتبعية.
في الحروب الكبرى عبر التاريخ، كان القتال يسير جنبًا إلى جنب مع الإنتاج والاختراع.

في الحرب العالمية الأولى كما الثانية - مثلًا - صنع الألمان أسلحتهم بأنفسهم، وطوروا مدفعًا هائلًا عام 1914 يصل مدى قذيفته إلى 20 كيلومترًا. والروس والإنجليز والفرنسيون أيضًا أنتجوا معظم عتادهم داخل بلادهم. كانت الحرب عندهم - رغم قسوتها - محركًا للتقدم العلمي والصناعي.

أما نحن، فلم نصنع حتى أبسط الأشياء: لا حذاء الجندي، ولا ملابسه، ولا طلقة بندقيته.

وهذا يعني أن حربنا ستتركنا كما كنا، بل أسوأ: موت أكثر، دمار زيادة، تخلف أعمق.

والأمر لا يقف عند حربنا!

نفس القصة تتكرر في:
الاقتصاد: نعتمد على الواردات، ونبيع أبسط المواد الخام بثمن بخس.

التكنولوجيا: نستهلكها ولا ننتجها.

الزراعة: نزرع بطرق بدائية، ثم نصدر الحيوانات رؤوسًا حية بلا تصنيع، ولا نصنع حتى الجلود ولا نطور صناعات غذائية حقيقية.

حتى السلام نفسه يأتي غالبًا من الخارج: وساطات، اتفاقيات، مبادرات. كأن مصائرنا تُحدد في أماكن أخرى من العالم. عيب والله من الشعب المعلم!.

وحتى الأفكار التي نختلف حولها - قومية، دينية، يسارية، يمينية - مستوردة. كما بنية الدولة.

لكن عندنا شيء واحد أصيل!

رغم كل هذا، هناك مجال واحد نبدع فيه بإمكاناتنا الذاتية الأصيلة: الثقافة:

الغناء السوداني بأجناسه المختلفة.
الموسيقى والإيقاعات الفريدة.
الشعر الشعبي والفصيح.
الحكايات والأساطير الشفاهية.
الرقصات والفنون الشعبية.
اللباس والتراث والفلكلور.
الوجبات والمشروبات الشعبية.
الحس الاجتماعي وروح النفير والتكافل.
والإرث يلهمنا: الجدود العظام والإهرامات والرموز الصامدة والدفوفة.

تلك كلها إنتاجات سودانية خالصة. لا تحتاج استيرادًا، ولا مصانع ضخمة، ولا تكنولوجيا معقدة. إنها نابعة من الناس أنفسهم.

بل إن كثيرًا من فنوننا ألهمت الآخرين، وتميزت بإيقاعات لا تشبه أحدًا.

ومع ذلك - وسط الفوضى والإحباط - نحتقر هذا المجال، ونتعامل معه كترف أو لهو، بينما هو في الحقيقة ثروتنا الكبرى وكنزنا الاُثير الأكثر أصالة واستقلالًا.

لماذا الثقافة مهمة إلى هذا الحد وفق هذا التصور؟!.
لأن الثقافة ليست غناءً وشعرًا فقط وهما مهمان في حد ذاتهما.
الثقافة هي:
طريقة في التفكير
قدرة على الخيال
رغبة في التعلم
قيمة للعمل
رؤية للمستقبل

وكل هذه هي الجذور التي تنبني عليها الصناعة والتكنولوجيا والاقتصاد والدولة الحديثة.
الثقافة هي التي تنظّم المجتمع، وتخلق الثقة في النفس، وتفتح باب الإبداع.
والمجتمع الذي يبتكر في فنه.. قادر أن على أن يبتكر في علمه وصناعته وزراعته لاحقًا.

والدليل؟ أمم نهضت من بوابة الثقافة!

أمم كثيرة بدأت نهضتها بثقافتها قبل صناعتها:
اليابان أعادت بناء ثقتها بقيم الإتقان والحرفة وروح الساموراي، ثم جاءت التكنولوجيا لاحقًا.
كوريا الجنوبية انطلقت من الموسيقى والدراما والهوية الثقافية، ثم تحولت إلى قوة صناعية وتقنية.
ألمانيا بعد الحرب استعادت شخصيتها عبر الفلسفة والموسيقى والعلم، فنهضت صناعيًا.
الهند اعتمدت على فنونها ولغاتها وفلسفتها وبوليوود، ثم صعدت علميًا وتقنيًا.
جامايكا والسنغال اكتسبتا حضورًا عالميًا عبر الموسيقى والفنون قبل الاقتصاد والسياسة.

هذه الأمم فهمت أن الثقافة تبني الثقة، وتوحد المجتمع، وتفتح باب الإبداع - وأن النهضة تبدأ من الروح قبل المصانع.

والسودان في العهد الإنجليزي!

وإذا أردنا شاهدًا من تاريخنا نحن، فالسودان في زمن الإدارة البريطانية قدّم نهضة ثقافية وفكرية سبقت الصناعة والاقتصاد. ففي تلك الفترة ظهر فن الحقيبة بوصفه أول مشروع جمالي سوداني حديث، جمع الشعر واللحن والأداء وصنع لغة وجدانية مشتركة بين المدن والأقاليم، وأسس لذوق جمعي وشعور بالهوية المشتركة. كانت حقيبة الفن فناً أصيلاً جاء تلاقحاً محليًا بالحداثة العالمية في زمانها، وقد خلقت وعيًا جديدًا بالمدنية والحداثة والتعبير الفني المؤثر.. لذا ما تزال حية فينا وتنبعث كل مرة وأخرى كالمارد والعنقاء.

وفي تلك الفترة نفسها نشطت الحركة الفكرية والأدبية: مجلات، صحف، تجمعات قراءة، أندية ثقافية، شعراء وروائيون وباحثون صاغوا لغة جديدة للنقاش العام، وأدخلوا مفاهيم النهضة والتعليم وحرية الرأي. ومن رحم هذه الحيوية الثقافية نشأت الحركة النقابية، بدءًا من العمال والسكك الحديدية والموانئ والمعلمين، ثم النقابات المهنية. هذه النقابات لم تكن قوة اقتصادية بقدر ما كانت قوة ثقافية -تنظيم، ووعي، وقدرة على خلق رأي عام- وتحولت لاحقًا إلى رافعة سياسية أسهمت في الاستقلال نفسه.
بمعنى أن السودان نهض يومًا ما من بوابة الثقافة والتنظيم المجتمعي قبل أن تكون لديه صناعة أو تكنولوجيا. الثقافة ولّدت وعياً، والوعي ولّد حركة، والحركة أنجبت مؤسسات ونقابات وصحافة وطنيّة، وهذه كانت اللبنات الأولى لدولة ما بعد الاستعمار.
هذا درس مباشر: نحن نملك سابقة تاريخية تقول إن الثقافة هي التي أيقظت السودان، لا المصانع ولا الجيوش. وما فعلته حقيبة الفن، والأندية الثقافية، والنقابات، يمكن للثقافة اليوم أن تفعله من جديد -إذا اعتبرناها مشروعًا وطنيًا، لا ترفًا هامشيًا.

الفكرة الأساسية:
إذا كنا عاجزين اليوم عن صناعة السلاح الذي ندافع به عن أنفسنا أو التكنولوجيا الحديثة أو الاقتصاد الزاهر، فيمكننا على الأقل أن نطور حاضنتنا الأولى للإبداع: الثقافة.

وحين تستيقظ الثقافة، يستيقظ الخيال.
وحين يستيقظ الخيال، تبدأ الفكرة.
ومن الفكرة يأتي العلم.
ومن العلم تأتي الصناعة.
ومن الصناعة تأتي القوة.
بمعنى آخر:
الثقافة ليست بديلاً عن التنمية.. بل بدايتها.

ماذا لو جعلنا الثقافة مشروعًا وطنيًا؟
منصات تحفظ التراث وتطوره.
برامج تعليمية تُدخل الفنون والإبداع في المدارس.
دعم السينما والمسرح والموسيقى.
تحويل الفلكلور إلى منتجات اقتصادية وسياحية.
إبراز اللغة والهويات المحلية كقوة ناعمة لا كسبب صراع.
بهذا يمكن أن تتحول الثقافة من “تسلية” إلى مصنع للقيم والأفكار والإبداع، ومنها إلى باقي مجالات الحياة.

مرة أخيرة وامامك رابط للمشروع الثقافي السوداني:
طالما أننا لا ننتج السلاح، ولا التكنولوجيا، ولا الاقتصاد…
فلنبدأ بما ننتجه بالفعل:
الثقافة.
لأنها الشيء الوحيد الذي نملكه من أنفسنا،
والطاقة الوحيدة القادرة - يومًا ما - أن تطلق شرارة التغيير الحقيقي.
الثقافة ليست آخر ما لدينا.. بل قد تكون أول ما يقودنا من جديد إلى دنيا الحضارة.

End.

محمد جمال الدين

وهنا رابط المشروع الوطني الثقافي السوداني- وهو مجرد إضافة تكميلية وتجميلية للنبع الكبير المتدفق.. فتعالوا معنا:

وهنا رابط المشروع الوطني الثقافي السوداني- وهو مجرد إضافة تكميلية وتجميلية للنبع الكبير المتدفق.. فتعالوا معنا:

المشروع الثقافي السوداني – إحياء وتطوير الثقافة السودانية بكل تنوعها، وربطها بالمستقبل، عبر الفنون، والآداب، واللغة، والموروث الشعبي.

https://www.facebook.com/share/p/1EuZP1BtVT/

رابط المشروع الثقافي السوداني من سودانيزاونلاين مع روابط لمشاريع اخرى تابعة وموازية منها بوستات الحقيبة واشعار وغناء السودان ومشروع دولة المواطنة

https://sudaneseonline.com/board/515/msg/1762866503.html