د. عبدالله قباض يكتب: حكومة تأسيس، أخطر مشروع لاختطاف السودان عبر المليشيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-31-2025, 06:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-27-2025, 11:10 PM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 2189

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. عبدالله قباض يكتب: حكومة تأسيس، أخطر مشروع لاختطاف السودان عبر المليشيا

    11:10 PM October, 27 2025

    سودانيز اون لاين
    wedzayneb-California, USA
    مكتبتى
    رابط مختصر






    حُكُومَةٌ تَّأْسِيس:
    أَخْطَر مَشْرُوع لِاخَتطاف السُّودَانِ عَبر الْمَليشيا


    وسط صخب الرصاص المتواصل وألم الخراب الذي يخيم على السودان،
    يطفو إلى السطح صوت جديد مثير للجدل يدعو إلى تشكيل "حكومة تأسيس".
    في ظاهر الأمر، قد تبدو هذه الخطوة كطوق نجاة لإنقاذ وطن يعاني من شلل سياسي واجتماعي،
    ولكن الحقيقة خلف هذا الطرح ليست بهذه البساطة.
    هل هي فرصة لإنقاذ السودان من أزماته الثقيلة، أم أنها فخ جديد يهدد بتفكيك ما تبقى من وطن؟
    وما هي القوى التي تدفع وراء هذا الاقتراح؟ وهل لدى السودانيين كلمة حقيقية في صياغة مصيرهم؟
    أم أن القرار يُفرض من خارج الحدود؟

    حلم الإنقاذ أم بداية تفكيك مؤلمة؟


    كل من تابع الأحداث في السودان يدرك أن فكرة "حكومة التأسيس" لا تطرح لأول مرة في تاريخ هذا البلد المتقلب،
    لكنه في هذا الوقت بالذات، وسط أنقاض الحروب ومشاهد اليتم والدمار، يطرح السؤال الحاسم:
    هل هي حقاً أمل جديد أم إعادة تدوير للمآسي؟ الخبرة ليست بعيدة. الحالة الليبية التي سبق للسودان أن شاهد
    كيف تحول المجلس التأسيسي هناك إلى بوابة فوضى مدمرة، تعيد نفسها الآن في عناوين مشابهة في هذا البلد.
    سقوط القذافي ترك ليبيا غارقة في حروب بالوكالة، وكل محاولة لإعادة البناء اصطدمت بتدخلات خارجية عززت الانقسام والتشظي.

    هل يسير السودان على هذا الطريق الخطير؟
    من يملك مشروعية "حكومة التأسيس"؟

    هذا الرهان ليس بسيطاً، إنما هو معركة على الأرض السياسية تختلط فيها المصالح الخارجية بالداخلية. تحليلات عديدة تشير
    إلى أن هذه الحكومة التأسيسية ليست مجرد حل وطني، بل قد تكون جزءاً من خطة دولية لإعادة رسم خارطة السودان.
    حيث تظهر ورقة "الفيدرالية الواسعة" كغطاء يهدف إلى تقويض المركز الواحد، وتحويل الخرطوم من عاصمة ذات سلطة فعلية
    إلى رمز بلا قوة، فيما تسلم الأقاليم مفاتيح مواردها الحيوية كالذهب والنفط والأراضي الزراعية بحرية كاملة.
    هذه الخطوة، يراها مراقبون، ليست سوى فتح الباب على مصراعيه لنسخ تجربة انفصال جنوب السودان، ولكن هذه المرة من خلال تقسيم ناعم
    يُسوق لأهداف "التمكين المحلي" و"العدالة الإقليمية" بمسمى إنساني.


    الاقتصاد في مرمى التحولات:


    موارد السودان بين مطرقة الحكومة وسندان الشركات الأجنبية. عندما تضعف سلطة الحكومة المركزية، تصبح البلاد فريسة سهلة لتفاقم السيطرة الاقتصادية.
    مع حكومة تأسيس الهشة، قد تضطر لتوقيع عقود استثمار طويلة الأمد مع شركات أجنبية، تجعل من موارد السودان الاستراتيجية، كذهب دارفور ونفط كردفان،
    وأراضي الجزيرة، تحت رحمة مصالح غير وطنية لا تهتم سوى بجني الأرباح. هذه السيطرة الاقتصادية ليست مجرد تهديد منفصل، بل هي ورقة ضغط سياسية
    تتيح لقوى دولية فرض أجندتها على القرار الوطني السوداني، بما يحرم السودان من مصير مستقل.


    الفخ الدولي: وصاية مقنّعة أم إنقاذ حقيقي؟

    إن الخطر المحدق بالسودان لا يقتصر على الصراعات الداخلية وتحديات الحكم المحلي فحسب، بل يلوح في الأفق شبح "الفخ الدولي" الذي قد يأخذ شكل وصاية مقنّعة بعباءة "الإنقاذ".
    فبينما يشتد ألم الأزمة، قد تُطرح حلول تبدو مغرية على السطح، تتمثل في تبني (حكومة تأسيس) تحت رعاية دولية واسعة، تُشرعن بشكل فعّال تدخلاً خارجياً أعمق تحت غطاء "حل الأزمة" و"استعادة الاستقرار".
    هذا السيناريو، وإن بدا للوهلة الأولى كطوق نجاة، يحمل في طياته مخاطر جسيمة على سيادة السودان ووحدته ومستقبله. فعندما تبدأ بعثات حفظ السلام الدولية في الانتشار، وتتدفق فرق المستشارين والخبراء الأجانب
    إلى مفاصل الدولة، يتحول السودان تدريجياً من دولة ذات سيادة كاملة إلى منطقة نفوذ مقسمة بين القوى الإقليمية والدولية المتنافسة. يمكن ملاحظة أمثلة لهذا النمط في العديد من الدول التي مرت بصراعات مشابهة،
    حيث تحولت مهمات "حفظ السلام" في بعض الأحيان إلى استدامة لوجود عسكري وسياسي أجنبي طويل الأمد، كما حدث في بعض مناطق البلقان أو في أفريقيا الوسطى، حيث لم تنجح التدخلات في حل الأزمات جذرياً
    بل رسخت تقسيم النفوذ.
    هذه "الوصاية المقنعة" التي تتذرع بـ"الشرعية الدولية" و"المصلحة العليا" ترسم في واقع الأمر سوداناً جديداً لا يملك السودانيون فيه حق تقرير مصيرهم بشكل كامل. يُفرض دستور لا يعكس تطلعات الشعب الحقيقية،
    بل يُكتب على مقاس الأجندات الإقليمية والدولية للقوى المتدخلة، التي غالباً ما تسعى لتأمين مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة. فمثلاً، قد تُضمن في الدستور بنود تخدم مصالح دول معينة في الموارد الطبيعية
    أو في التوجهات الاقتصادية، وقد تُحدد صلاحيات الحكومات المستقبلية بما يحد من حريتها في اتخاذ القرارات السيادية. في هذا السياق، يصبح المواطن السوداني مجرد رقم في لعبة الكبار، تُحدد حركته وخياراته بقرارات
    تُتخذ في عواصم بعيدة، و يتحول وطنه إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية بدلاً من أن يكون سيد قراره. إنها دعوة للتأمل العميق والتحلي باليقظة لتجنب هذا الفخ الذي قد يُفقد السودان ليس فقط استقراره، بل هويته وسيادته.


    ضحايا اللعبة:


    السودانيون بين نار الحروب وغدر الحلول المجهولة. وفي خضم هذه الصراعات السياسية المعقدة، تظل المعاناة الحقيقية للشعب السوداني البسيط، الذي يعاني من فقدان أبنائه، ودمار منازله، وحياة التشرد في مخيمات النزوح.
    لا تعنيه الكلام المتبادل بين الأطراف السياسية ولا القمم والمؤتمرات، بل يريد فقط: نهاية القصف والدمار. عودة أبنائه إلى المدارس. استقرار في حياته وأماناً لعائلته.
    أما رؤية هذه القوى الكبرى وهي تتقاسم الغنائم والسلطة من دون أن يملك شعب السودان كلمة، فهي المأساة التي يجب أن تحرك الضمائر.


    دروس من الماضي:


    هل يستفيق السودان قبل فوات الأوان؟
    التاريخ السوداني مليء بالأحداث التي تشير إلى أن الحلول المفروضة من الخارج غالباً ما تؤدي إلى مزيد من الانقسام والبؤس. تجربة جنوب السودان والانقسامات العرقية والجهوية التي عانى منها الوطن ليست نموذجاً يمكن تكراره دون ثمن باهظ.
    الاختيار اليوم بين أن تكون الحكومة تعبيراً حقيقياً عن إرادة الشعب السوداني، أو أن تكون مجرد كيان شكلي يُدار من الخلف، يحمل وصاية دولية تجر البلاد إلى تقسيم جديد.


    السودان: مفترق طرق مصيري


    إن السودان اليوم يقف على مفترق طرق تاريخي، ومصيره معلق في الميزان. هل ستنتصر إرادة الشعب، التي أظهرت مراراً وتكراراً شجاعتها وصمودها، على قوى الهيمنة والمصالح الذاتية؟
    وهل ستتعلم الأجيال القادمة من المآسي المؤلمة للماضي، لتضمن أنها لن تكرر نفس الأخطاء التي كلفت الأمة الكثير؟
    إنها ليست مجرد معركة سياسية؛ بل هي صراع من أجل البقاء الوطني والإنساني. إنها تتطلب وعياً كاملاً ووحدة لا تتزعزع من الشعب السوداني. يجب ألا يتحول وطنهم إلى مجرد بيدق
    في لعبة ساخرة تتقاسم فيها القوى الكبرى والفصائل الداخلية سلطته وموارده، تاركين الشعب السوداني الضحية الأكبر.
    العالم يراقب كيف يتشكل مصير السودان في هذه اللحظة من التحدي العميق. الطريق إلى الأمام غير مؤكد، ولكن هناك شيء واحد واضح: مستقبل هذه الأمة العظيمة يعتمد على قوة تضامن شعبها
    ورؤيتهم المشتركة لسودان حر ومزدهر. فقط بالوقوف معاً، يمكنهم التغلب على ظلال الماضي، واسترداد ما بقى من أراضي، وبناء مستقبل يليق بتضحياتهم وأحلامهم.

    د. عبدالله عبّٰاس قبّٰاض
    0910068123
    الخميس 23/10/2025






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de