( الثورة) التي احدثتها جامعة الجزيرة في عالم التكنولوجيا بالسودان

04:35 PM September, 09 2025

سودانيز اون لاين
Zakaria Fadel-Al-Ain UAE
مكتبتى
رابط مختصر

استقبلت جامعة الجزيرة اول دفعة طلاب في ١٩٧٨.
كان العدد حوالي ٤٠٠ طالب تم توزيعهم على ٤ كليات في ٥ كليات أساسية بدأت بهم الجامعة.
كانت كليات الجامعة هي :
الاقتصاد و التنمية الريفية.
العلوم الزراعية
العلوم الصحية.
العلوم و التكنولوجيا.

كانت الكلية الخامسة هي الكلية الإعدادية و التي يبدأ بها جميع طلاب الجامعة الحياة الجامعية.
حيث يقضي طلاب : الاقتصاد ، الزراعة ، و الطب بها فصلين دراسية.
بينما يقضي بها طلاب التكنولوجيا ٤ فصول دراسية.

لعبت الكلية الإعدادية دورا محوريا مهما في تأهيل طلاب الجامعة للدراسة الجامعية.
كانت اللغة الانجليزية و الرياضيات صاحبة اكبر عدد من ( الساعات المعتمدة) في هيكل الكلية الإعدادية الدراسي.
تكون الهيكل الدراسي للغة الانجليزية أقسام اللغة المهمة:
* communication skills
* composition
* research and learning skills

بينما تكون الهيكل الدراسي للرياضيات الأقسام المهمة:

* algebra
* calculus
* geometry
* set theory

فاتني القول ان الجامعة هي اول جامعة تعتمد نظام الفصول الدراسية ( السمستر) نظاما اكاديميا للجامعة.
وكان التطبيق صارما من حيث حساب ال GPA و الانزارات الأكاديمية و حتى الفصل من الجامعة اذا استنفذ الطالب كل الفرص المتاحة له للحصول على ال GPA المطلوب.

امر آخر انفردت به الجامعة : حيث كانت الجامعة تصمم المقررات الدراسية من اجل ( مخرجات) محددة مطلوب تحقيقها من المقرر و ليس من اجل ( الغرض)

course learning outcomes
Rather than
Course objectives

اول اختبار تعرضت له الجامعة ( بحكم تفردها في تسميات الكليات و التخصصات) كان على يد طلابها أنفسهم.
ماتعرضت له الجامعة ( من مضايقات) كشف بكل وضوح صعوبة احداث تغيير في السودان.
اي خروج ( عن المألوف) كان يجابه ب ( حرب شعواء) من الحرس القديم ( الذي اعتادوا نمط معين ) تمت وراثته منذ زمن الاستعمار.
كان وجود تخصص للتنمية الريفية ( ضمن تخصصي الاقتصاد و المحاسبة ) في كلية الاقتصاد امر غير مألوف.
كان الاهتمام الكبير بالبيئة و طب الأسرة في كلية الطب ( والتي سميت بكلية العلوم الطبية) امر غير مألوف.
كان الاهتمام الكبير بتكنولوجيا الاغذية و تطبيقات الفيزياء و الكيمياء و علوم الأجهزة و الالكترونيات في كلية العلوم والتكنولوجيا امر غير مألوف.

الكلية الوحيدة التي نشأت على نمط مألوف بالجامعة كانت كلية الزراعة ( هذا الأمر كان مرده لوجود كادر سوداني من حملة الدكتوراة داخل السودان بكثافة كبيرة و في محيط الجامعة نفسها بمدينة ود مدني حيث البحوث الزراعية و مشروع الجزيرة).

و كانت المواجهة بين الطلاب و إدارة الجامعة ( عاصفة) بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

صمدت إدارة الجامعة في وجه المقاومة العنيفة من الطلاب.
تخللت فترة الصراع تلك باضرابات ادت لتوقف الدراسة بالجامعة عدة مرات.
كان صمود الإدارة أمرا ( remarkable) .
ولكن لم يدم ذلك الصمود في وجه طلاب الطب كثيرا.
أدى انحياز بعض الاطباء الذين كان ( يمارسون) التدريس في الكلية إلى جانب الطلاب إلى توقف الدراسة في عام ١٩٨٢- ١٩٨٣ لفترة طويلة بعض الشئ انعقد في تلك الفترة مؤتمر كبير لبحث تحديد هوية و مسار كلية العلوم الطبية.
نجح على اثره الطلاب في جعل الكلية نسخة من كلية طب جامعة الخرطوم ( مع اختلاف في هيكلة المقررات و بدء العمل - سريريا- و عدد سنوات الدراسة و الاحتفاظ بالنهج الأكاديمي - نظام السمستر- مع افراغه من محتواه...الخ)

اما في الاقتصاد كان لوجود أساتذة في قامة بروفسور علي محمد الحسن و بروفسور علي عبد القادر كافيا القناع الطلاب انهم في ايد أمينة تعرف ماذا تفعل و لذا كانت ثقة الطلاب فيهم كبيرة جدا فكانت الكلية على قدر كبير من الاستقرار.

اما عن ( كليتي) العلوم و التكنولوجيا....هنا مربط الفرس.
كان الصراع على أشده بين الإدارة و الطلاب ( كان لي دور ما في جانب الطلاب)...
تمخض الصراع عن اضراب أدى لتوقف الدراسة لفترة ما.
و اسمحوا لي أن اسرد بعض التفاصيل و التي قد توضح لماذا كان فشل الطلاب هنا ( عكس طلاب الطب) فيه خير كثير للطلاب أنفسهم و للسودان برمته.

كانت كلية العلوم و التكنولوجيا بكل المقاييس أمرا جديدا و غير مألوف في البلاد.
نعم كان هناك معهد الكليات التكنولوجية ( جامعة السودان حاليا) في البلاد. ولكنه كان يدعم البلد بكوادر فنية ( تعمل تحت قيادة خريجي البكالوريوس. كان به تخصصات للكيمياء و الفيزياء و الالكترونيات و المحاسبة و الأشعة و البصريات ...الخ.

في البدء دعوني أوضح ان الكلية أنشأت بواسطة لجنة خبراء في التعليم العالي جميعهم كانوا انجليز ( بدعم كامل من اختيار للاعضاء و تحمل كل التكلفة المالية بواسطة المجلس البريطاني ( British Council ) في السودان.
هؤلاء الخبراء هم من وضعوا المنهج الدراسي للكلية و التخصصات و اختيار أساتذة على قدر كبير من الخبرة بل وحتى اختيار ( فنيين) اجانب جميعهم كان يتحمل نفقاتهم و مخصصاتهم المجلس البريطاني مع وجود مكون مادي محلي للمعيشة و توفير السكن بواسطة الجامعة.
قرر الخبراء قيام تخصصات ثلاث لبداية.
* قسم الفيزياء التطبيقية و الالكترونيات و الأجهزة.
* قسم الكيمياء التطبيقية و تكنولوجيا الكيمياء.
* قسم تكنولوجيا الغذاء و السكر.

وقد مول المجلس البريطاني وفود أساتذة اجانب للاقسام الي جانب أساتذة لتدريس طلاب الكلية في الاعدادية في مجال : الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و اللغة الانجليزية ( جميعهم من لهم خبرة طويلة في التدريس في جامعات بريطانية و فني من الجنسية الهولندية كان متخصصا في الالكترونيات و الأجهزة.

( اول إدارة) فعلية للجامعة كانت تحت قيادة بروفسور محمد عبيد المبارك.
وانا هنا اقول إدارة فعلية لان الجامعة كان مقرر ان يقودها شخص آخر عندما صدر قرار تأسيس الجامعة في ١٩٧٥ و لكن تم تغييره قبل استقبال اول دفعة ( ربما بعامين).
بروفسور عبيد ( رحمه الله) كان رجلا مدفوعا ( لاحراز) نتائج... لا يكتفي بحث الجميع على العمل بل يريد أن يرى ( نتيجة) العمل امام ناظريه.
استغل علاقاته المحلية و الاجنبية جيدا جدا.
وبالرغم ان الجامعة كانت ( قطاع عام) الا انه ادارها و كأنها ( قطاع خاص).
كان للجامعة حساب مالي ( مستقل تماما) في احد مصارف انجلترا.
سمحت حكومة السودان لإدارة الجامعة باستخدام ذلك الحساب ( في الإيداع و السحب) دون الرجوع للبروقراطية الحكومية فيما يتعلق بحسابات المؤسسات العامة المصرفية. صحيح ان ذاك الأمر لم يكن مستقيما و لكن ( نزاهة) بروفسور عبيد نفسه ( عصمت) ذلك الحساب من ان يتم التلاعب فيه.
( المدير الذي عين بعد استقالة بروفسور عبيد كان اول قرار له هو جلب ذلك الحساب تحت إشراف وزارة المالية و بالتالي إيقافه فعليا).

مكن ذلك الحساب المالي ( المستقل) و الذي كان يستقبل دعما مقدرا من شخصيات خليجية عامة و شخصيات سياسية بارزة و رجال اعمل محليون...مكن ذلك الحساب من تغطية المصاريف الباهظة التي تتطلبها تكلفة انشاء جامعة وفي زمن وجيز.
صحيح ان الجامعة ورثت مبان كلية ناصر الطبية في مدينة ود مدني و التي كانت عبارة عن عقارين ( مبنى ذو طابقين تم تاهيله ليصبح مكتبة فوقها قاعة رئيسية سميت MLT ... و المبنى الآخر كان عبارة عن معمل طبي تم تاهيله ليصبح أيضا يحوي معمل الكيمياء)...
ابتدأ العمل رسميا في الإنشاءات عام ١٩٧٦ في موقعين :
الاول : موقع يضم مبان و معامل الكلية الاعدادية و هو بمدينة ود مدني بالقرب من مستشفى ود مدني و اطلق عليه مبنى الاعدادية.
الثاني: موقع كان من المفترض أن يضم كليات الجامعة الأربع و هو بمنطقة النشيشيبة على محيط ود مدني حيث منحت الجامعة مساحة ضخمة جدا لاحتواء كل المباني التي تحتاجها الكليات اضافة لمزرعة الجامعة.
وقد كان لل ( Robust) ستايل في الإدارة من جانب بروفسور عبيد ان نجحت الجامعة في اضافة مبنى من ثلاث طوابق حوى ٤ قاعات دراسية و ٢ معمل كبير و عدد كاف من مكاتب لهيئة التدريس . تم إنشاء مبنى ارضي كبير يحوى كافتيريا للطلاب تحيط بها مكاتب لإدارة شؤون الطلاب و أخرى لإدارة شؤون العمال بالجامعة تحت إشراف و تنظيم ما سمى بادارة الخدمات بالجامعة.
تم بناء مبنى ضخم اخر من ثلاث طوابق يبعد قليلا عن المبان الأخرى واستخدم ذلك المبنى كداخلية للطلاب ( تم تأجير منزل كبير جدا لإسكان طالبات الدفعة الأولى بالقرب من مدرسة مدني بنات و التى كانت تجاور موقع الاعدادية) في محيط الداخلية أيضا تم بناء مبنى ضخم ذو طابقين كان القسم الأرضي منه ( سفرة) للطلاب و الطالبات ( نعم كانت السفرة مختلطة) و القسم العلوي كان صالة ترفيه للطلاب بها تجهيزات لرياضة تنس الطاولة و طاولة بلياردو و تلفزيون و أدوات تسلية ( عادة ما يولع بها الشباب)

في نفس التوقيت كانت الإنشاءات قد بدأت أيضا في موقع النشيشيبة.

جاءت اول دفعة بالجامعة
قدمت الجامعة نفسها للسودان برمته ك ( حاملة لواء تجديد في التعليم العالي)
كان التعليم العالي حينها يضم : جامعة الخرطوم : جامعة القاهرة ( فرع الخرطوم) : الجامعة الاسلامية: الأحفاد ( للنساء) : جامعة جوبا ( انضمت عام ١٩٧٧ للركب) ...ثم معهد الكليات التكنولوجية و توابعه.

انضمت الجامعة للركب. ولكنه كان انضماما ( مختلفا)...
* تخصصات جديدة ( لم يعهدها السودان) و كلية مختلفة تماما عن باقي الكليات في البلاد.
* نظام اكاديمي جديد كليا لم يشهده السودان من قبل.
* هيكلة جديدة للتدرج التعليمي مختلف تماما حيث كل طلاب الجامعة يدرسون في كلية واحدة اول أعوام في المسيرة.
* نظام إشراف اكاديمي للطلاب لم يعيده التعليم العالي في السودان.
* الاهتمام بالمجتمع كان رأس الرمح رسم سياسة الجامعة الوليدة.

جاءت اول دفعة للجامعة و وجدت ان إدارة الجامعة قد نجحت في :
* تهيئة المقر بصورة لائقة نسبيا ( صحيح ان الطلاب كان يدرسون و معدات البناء تمارس عملها) ولكن كانت احتياجات اول دفعة من قاعات و معامل و سكن و طعام و ترفيه شبه مكتملة.
* تم ابتعاث عدد كبير جدا من خريجي جامعة الخرطوم المتميزين للدراسة بالولايات المتحدة الأمريكية و المملكة المتحدة لنيل درجات عليا خاصة في التخصصات الجديدة التي تقدمت بها الجامعة.
* تم ابتعاث عدد ( قليل نسبيا) من طلاب الصف الثاني من كلية العلوم بجامعة الخرطوم ( بعد ال intermediate ) إلى بريطانيا ( تحديدا) لنيل البكالوريوس في ( العلوم التطبيقية) و من ثم مواصلة التحضير للدرجات العليا في هذا المجال.
* كانت المعاملة بين الاساتذة و الطلاب و بين الطلبة و الطالبات على درجة عالية من الانسجام كان يتشاطرون قاعة واحدة للطعام ...الخ.

و نسبة ل ( حداثة) الجامعة نشطت إدارة الجامعة في توفير كوادر ( مختلفة) من نوعية الاساتذة.
و نجحت ( بمعاونة مقدرة من المجلس البريطاني و مؤسسة فورد الأمريكية) في تمويل وفود أساتذة اجانب ذوي خبرة طويلة في التدريس الجامعي ليعملوا بالجامعة لدرجة توفير ( native speakers) في اللغة الإنجليزية أحدهم لتدريس اللغة الانجليزية بصورتها العامة و الآخر لتدريس ال ( Scientific English) وقد كان الاهتمام باللغة الإنجليزية كبيرا جدا في الكلية الاعدادية من ناحية عدد الساعات المعتمدة و وجود أساتذة ذوي خبرة واسعة.

بالرغم مما سبق ...لم تكن الحياة ( وردية) في الجامعة بعد وصول اول دفعة.
في اعتقادي ان أكبر خطأ ارتكبته إدارة الجامعة ( و ساسة التعليم العالي ككل) انهم لم يجلسوا مع طلاب الجامعة لتوضيح فلسفة و ( رؤية) الجامعة.
والخطأ الأكبر ان التعليم العالي يضع مسميات للكليات ( تتماشى) مع ماهو سائد في الجامعات الموجودة و على رأسها جامعة الخرطوم متجاهلا امرين مهمين:
الاول : اتساق ما يكتبه التعليم العالي في وثائقه مع المسمى الذي ارتضته الجامعة لكلياتها.
والثاني : هو استصحاب الاجسام المهنية ( مثل المجلس الهندسي او الطبي ...الخ) في فهم و استعياب هذه الكليات الجديدة.

هذا الخلط هو الذي أوقع اكبر الصدامات بين الطلاب و إدارة الجامعة

في ابريل عام ١٩٨٠ جلسنا لامتحان الشهادة السودانية.
وقتها استمارة القبول ( فيها الرغبات) تملأ قبل الامتحان.
كانت الاستمارة وقتها مصممة بحيث يرمز لجامعة الجزيرة ب G جامعة الخرطوم ب K و جامعة جوبا ب J
كتب لنا في الاستمارة ان هناك كلية طب و هندسة بالجزيرة .
مما يعني ان هناك عمودين امام كلية الهندسة و الطب أحدهما تكتب فيه خيارك الاول اما J او K
تم ملأ الاستمارة على هذا الأساس.
فوجئنا عندما دخلنا جامعة الجزيرة بأن لجنة معاينة الجزيرة تخبرك بكل وضوح:
ليس عندنا كلية اسمها الهندسة توجد كلية اسمها العلوم و التكنولوجيا.
ليس عندنا كلية اسمها كلية الطب توجد كلية اسمها العلوم الصحية.

هذا الامر خلق confusing كبيرا وسط الطلاب.
بعضهم قدم استقالته على الفور.
و البعض قرأ فصل دراسي واحد ثم استقال ( منهم عبد الرحمن الغالي بتاع حزب الأمة و الذي استقال من طب الجزيرة ليلتحق بصيدلة الخرطوم.
اما البقية ( خاصة في الكليتين) فقد دخلا في صراع كبير مع إدارة الجامعة.

كان الصراع بين الإدارة و الطلاب محتدما.
اغلقت الجمعة بسببه ( و بسبب صراع الطلاب مع مايو عام ١٩٨٢) لعدة مرات.
كما اسلفت لم يدخل طلاب كلية الاقتصاد التنمية الريفية في الصراع لوجود two powerhouse ( علي محمد الحسن و علي عبد القادر)
كلية الزراعة لم تدخل أيضا في صراع مع الإدارة نسبة لوجود عدد كبير جدا من الاساتذة بالكلية و وجود محطة البحوث الزراعية و مشروع الجزيرة في محيط الجامعة الأمر الذى أدى إلى وجود كلية مكتملة الأركان: أساتذة ، بنية تحتية من قاعات و معامل ، وكل الدعم الفني.

الصراع بدأته كلية العلوم و التكنولوجيا و التي كانت تعاني من نقص مريع في الاساتذة و البنية التحتية ( معامل تحديدا).
هذ الصراع ( has been picked up by) كلية الطب ( او العلوم الصحية وقتها).
الاختلاف الجذري بين أطراف الصراع في الكليتين تمثل في ( تدخل) أساتذة كل كلية في الصراع.
ونبدأ بكلية الطب:
كان أكثر من ٩٥% من أساتذة كلية الطب من خريجي كلية الطب جامعة و عدد ( ليس بالكثير منهم) تلقى دراسات عليا ( per se) تؤهله ليكون استاذا جامعيا. الكلية أيضا لم تكن تعاني نقصا كبيرا في الاساتذة ( حتى الذين ابتعثوا و لم يرجعوا للجامعة كان هناك عرض كبير في السودان لتغطية النقص.
كان من الواضح أن فلسفة الكلية التي وضعت عند اصدار قانون الجامعة لم تكن مقبولة ( او مفهومة) لدى غالبية هؤلاء الاساتذة.
الأمر الذي أدى لوقوف حوالي ٩٩% من الاساتذة في جانب الطلاب لتغيير اسم الكلية ( إلى كلية الطب) وفي ان تصبح نسخة شبيهة من كلية الطب بجامعة الخرطوم ( وفي مؤتمر حضره ساسة و اكاديميون و المجلس الطبي أثناء فترة توقف الدراسة إبان احداث ١٩٨٢، رفعت إدارة الجامعة الراية البيضاء و رضخت لضغط الاساتذة و قبيلة الاطباء عموما و على رأسهم المجلس الطبي و الذين أرادوا كلية يعرفونها لا كلية يجب أن يفهموها و تم تغيير فلسفة الكلية مع حفظ ماء وجه إدارة الجامعة في الاحتفاظ ببعض خصوصية الجامعة فيما يتعلق بالكلية).

وعندما عدنا بعد فترة التوقف فوجئنا بالتغيير الذي تم.
وكانت فرحة الطلاب في الكلية لا توصف.


ثم نات للصراع بين الإدارة و طلاب كلية العلوم و التكنولوجيا

في البدء لابد من الإشارة إلى أن صراع طلاب كلية العلوم و التكنولوجيا مع إدارة الجامعة بدأته الدفعة الثالثة والتي دخلت الجامعة في ٢٥ نوفمبر ١٩٨٠.
و منبع الصراع كان في استمارة القبول لدخول الجامعات في ١٩٨٠ و الذي ذكر بكل وضوح وجود كلية هندسة في الاستمارة.
وطريقة التقديم و التي أجبرت الطلاب على وضع كليات الهندسة في الخرطوم و الجزيرة قبل ( على سبيل المثال) كلية المعمار في جامعة الخرطوم. مما يعني ان الطلاب الذين كانوا يحق لهم ولوج كلية المعمار و كتبوا هندسة الجزيرة في الصف الأول مع هندسة الخرطوم تم قبولهم مباشرة لجامعة الجزيرة دون النظر الى الصف الثاني في الرغبات ( شخصيا انا متأكد ان احد منسوبي الدفعة الثالثة كان يحق له الدخول لمعمار الخرطوم اذا لم تكتب هندسة الجزيرة في صف واحد مع هندسة الخرطوم كان البوكسنق للهندسة في الخرطوم ٢٣٧ و كان المعمار في الخرطوم ٢٣٥ بمعنى ان كل الذين احرزوا ٢٣٥ او اكثر اختيروا مباشرة للجزيرة اذا تخطاهم القبول للهندسة في الخرطوم و الادهى و الأمر أن اكثر من ٩٠% من طلاب الدفعة الثالثة كان يحق لهم القبول في هندسة الخرطوم عام ١٩٨١ اذا تقدموا باستقالاتهم من الجزيرة فورا لان البوكسنق للهندسة في الخرطوم كان قد تدنى ل ٢٣١ في ١٩٨١).

كانت جامعة الجزيرة قد قبلت حوالي ٤٠ طالب في الدفعة الثالثة ولكن في أول عام كان العدد قد تقلص ل ٢٨ بفعل الاستقالات الفورية و امتداد فترة الصراع مع إدارة الجامعة.
إطالة الصراع و دور الاساتذة و ال mobilisation الذي تم لبقية طلاب الكلية سيكون هو موضوع البوست التالي.