تداولت بعض الأوساط مؤخرًا تأويلات مغلوطة لمقال الكاتب جافين سيركين في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" (Times of Israel)، والتي تزعم أن المقال يقدم معلومات مضللة حول الوضع في السودان ومسار التطبيع مع إسرائيل. من المهم التأكيد أن هذا المقال، كما هو منشور، لا يتضمن أي تضليل أو معلومات مغلوطة، بل يقدم تحليلًا نقديًا للوضع الحالي ويستند إلى وقائع وأحداث فعلية. انتصارات الجيش السوداني وواقع التطبيع المقال يورد بوضوح أن الكاتب جافين سيركين قد أشار إلى انتصارات الجيش السوداني في معارك حاسمة مثل الخرطوم وود مدني ودارفور. هذا ليس تضليلًا، بل هو وصف للواقع الميداني كما يراه الكاتب. \أما فيما يخص مشروع التطبيع بين السودان وإسرائيل، والذي يُعرف بـ"الاتفاقيات الإبراهيمية"، فقد تناول المقال بجرأة التحديات التي واجهته. \ فقد أشار إلى أن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع قد "لوّث" هذا المشروع، وأنه على الرغم من عدم دعم إسرائيل لتلك القوات بشكل مباشر، إلا أن الانطباع العام كان له أثر سلبي واضح. \هذه الملاحظات تعكس تحليلاً للرأي العام والتصورات السائدة، وليست محاولة لتضليل القارئ.
خطأ التقدير الدبلوماسي وخيبة الأمل لفت المقال الانتباه إلى خطأ التقدير المتمثل في الافتراض بأن الفريق البرهان يمكن إجباره على التطبيع خلف الأبواب المغلقة، بمعزل عن التغيرات السياسية والميدانية. هذا التحليل يعكس نظرة واقعية لتعقيدات المشهد السياسي والعسكري في السودان. \ كما تناول المقال الرأي العام المشكك في مصداقية إسرائيل تجاه البرهان، مستشهدًا بتصريح دبلوماسي سوداني سابق بأن ما حدث كان "طعنة في الظهر" على خلفية زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للبرهان وصمت إسرائيل لاحقًا عن إدانة الدعم السريع. هذه ليست ادعاءات مضللة، بل هي نقل لوجهات نظر وانتقادات موجودة على الساحة الدبلوماسية والسياسية.
دور المخابرات السودانية ودعوة لإعادة الضبط النقطة التي تناولها المقال بخصوص تعويل بعض الدول الأوروبية على جهاز المخابرات السوداني بقيادة الفريق إبراهيم مفضل في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، هي معلومة تعكس التطورات في العلاقات الدولية للسودان ولا يمكن اعتبارها تضليلاً. الدعوة لإعادة ضبط مسار التطبيع مع إسرائيل، وتأكيد ضرورة فصله عن أي محاولات لتغيير النظام أو الإقصاء الأيديولوجي، يعكس وجهة نظر الكاتب بضرورة تبني نهج أكثر شمولية وواقعية. المقال يقدم حججًا منطقية، مثل وجود إسلاميين يدعمون العلاقات مع إسرائيل مقابل معارضة بعض العلمانيين، مما يقوّض منطق التصنيف الإقصائي. هذا تحليل عميق يهدف إلى تفكيك الأنماط القديمة في التفكير السياسي، وليس تضليلاً.
رفض الرهانات الخاطئة ومستقبل السودان المقال يؤكد أن الرهان على النخب العلمانية وربط التطبيع بإقصاء الآخرين كان خطأ فادحًا، خاصة وأن شرعية هذه النخب قد "تبخرت" بعد تحالف بعض عناصرها مع قوات الدعم السريع. هذا التقييم يعكس حقيقة أن السياسات يجب أن تُبنى على الفاعلين الحقيقيين على الأرض، لا على "المفضَّلين سياسيًا".
يختتم المقال بتحذير واضح من أن ربط انهيار السودان بالإقصاء والتطبيع سيقوّض فرص السلام والتقارب، ويفتح الباب أمام موجات تطرف عنيف. الحل، كما يراه الكاتب، يكمن في ترك السودانيين يقررون مصيرهم بأنفسهم من خلال حوار شامل يضم كافة الأطياف السياسية والمجتمعية. هذا التحليل هو دعوة للواقعية والشمولية في التعامل مع الأزمة السودانية، ولا يمكن تفسيره بأي شكل من الأشكال على أنه تضليل.
بناءً على ما تقدم، يتضح أن المقال المنشور في "تايمز أوف إسرائيل" هو تحليل نقدي ومعمق للوضع في السودان ومسار التطبيع، ويستند إلى معطيات وأحداث يمكن التحقق منها.
*"من أين جاء كيزان السوء بهذه الكتابات التي لا يليق بها إلا النسيان؟"
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة