المبادرة الامريكية الاخيرة التى تقودها اللجنة الرباعية :امريكا -السعودية-الامارات ومصر فى سبيل البحث عن حل للصراع السودانى تكتسب اهمية كبيرة بالرغم من غرابة المسعى الذى يهدف الى ايقاف الحرب فى غياب الاطراف المتحاربة يعلم صانع القرار الامريكى ان الحرب تنتهى اما بانتصار او حوار يفضى الى اتفاق بين طرفى الحرب ولكن فى المبادرة الاخيرة لاندرى كيف ستوقف الحرب فى غياب المتحارين. يحفظ للدكتور حمدوك نزاهته وعفة لسانه وحرصه على مصلحة البلد خلال الفترة التى قضاها فى رئاسة وزراء الفترة الانتقالية وحتى تاريخ استقالته بعد ما واجهه من تعنت من قبل عسكر الكيزان وزبانيتهم . لو نجحت المبادرة الامريكية فى وضع خارطة طريق لايقاف الحرب فماهو المتوقع حينها ؟ هل ستكون عودة الى ماقبل انقلاب 25 اكتوبر 2021 ؟ ام ستكون مجرد فصل ادارى بين بورتسودان وحكومة تأسيس المنتظر اعلانها ؟ وماهى واقعية عودة حكومة ماقبل انقلاب 25 اكتوبر 2021 والتى كانت تتشكل من حاضنة الثورة تحالف الحرية والتغيير ؟ هل تجربة الحكومة الانتقالية ممكنة فى ظل معطيات حرب 15 ابريل ؟. واجهت حكومة الفترة الانتقالية برئاسة حمدوك وضعا شاذا لم يكن من الجدير بمن يفهم ابجديات السياسة ان يقبله , فحكومة الثورة جاءت نتيجة لمساومة بين ممثلى قوى الثورة وعسكر اللجنة الامنية التى تمثل الذراع العسكرى للحركة الاسلامية المسيطرة على الجيش و مفاصل الاقتصاد عبر شركات المنظومة الامنية وعددها 250 شركة كانت تحتكر كل شى فى مجال الاقتصاد من تجارة الى صناعة الى استيراد وتصدير وخلافه. قبلت حكومة الثورة بسيطرة اللجنة الامنيةكذلك على الاجهزة الامنية من شرطة الى جهاز امن وكذلك القضاء والبنك المركزى . وبذلك كانت حكومة الفترة الانتقالية مجرد ديكور يستخدمه الاسلاميون لشراء الوقت حتى حين . قبول الدكتور حمدوك لتولى المهمة فى تلك الفترة ربما جاء من باب المشفق على مصير البلد وضمانته الوحيدة هى الامل فى ان يفهم بعض عسكر اللجنة الامنية خطورة وضع البلد وهشاشته غير ان هذا الامل لم يكن له وجود فى ارض الواقع وقد جاء انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر برهانا على ذلك . يجدر التذكير ببعض الاخطاء التى وقع فيها الدكتور حمدوك خلال فترة توليه لرئاسة الوزراء اولها خضوعه المتكرر لضغوط واملاءات عسكر اللجنة الامنية وتحديد من ياتى ومن يذهب من الوزراء وقد نتج عن ذلك اعفاء وزير المالية الدكتور القدير ابراهيم البدوى بطريقة وصفت بالمهينة رغم ماعرف عن الرجل من نزاهة وثورية , وكذلك اعفاء دكتور اكرم التوم وزير الصحة بتحريض من لوبى الدواء وثانيها احاطة مكتبه بعدد من الانتهازيين والمشكوك فى ولائهم لاهداف الحكومة الانتقالية التى جاءت تلبية لاشواق الناس فى الحرية وفى التعافى الاقتصادى والسياسى وثالثهما خضوعه للعسكر فى تقليص مهام بعثة الدكتور فولكر واخراج الاصلاح الامنى والعسكرى من نطاق عملها وكان ذلك لصالح بقاء سيطرةالاخوان المسلمين عليها الى ان جاءت حرب 15 ابريل الحالية نتيجة لتلك السيطرة. ولكن ماذا يمكن ان نتوقع هذه المرة لحكومة مابعد الحرب بقيادة حمدوك وتحالف صمود الذى يقودة بمن تبقى من تحالفه السابق "تقدم" فحكومة حمدوك الانتقالية كانت حكومة كسيحة تحكم بالامل وحسن الظن وقد كانت كمن يرقص فى وكر الافاعى مغمض العينين – محاولة اغتيال حمدوك بعبوة متفجرة استهدفت موكبه فى الخرطوم كانت اعلانا بأن قوى الشر قد طفح كيلها ولم تعد تتحمل الصبر ولكن نجاته هى ما قاد الى خطوة الانقلاب المشؤم ثم الحرب الحالية. اليوم ان عاد حمدوك فكيف سيحكم ؟ فليس بامكانه ان يحكم من الخرطوم ولا بورتسودان ؟ وطرفى الحرب ليسا جزءا من حوار واشنطن فهل يقود حكومة منفى ام ماذا ؟. بالرجوع الى منفستو تحالف صمود ومنفستو تحالف تأسيس سنكتشف التطابق التام بينهما فى الاهداف والاليات وفى جميع التفاصيل ؟ فكلاهما ينصان على وحدة السودان وتاسيس نظام ديمقراطى مدنى وان المواطنة المتساوية دون تمييز على اى اعتبار و على اعادة بناء القطاع الامنى والعسكرى على اساس الثقل السكانى وليس اصلاحه وكلاهما يشددان على تفكيك نظام المؤتمر الوطنى وتجريمه وكلاهما ينص على فدرالية حقيقية ومرونه اقتصادية وتشريعية والاعتراف بالتنوع التاريخى للشعوب السودانية وغيرها من نقاط مصيرية هامة – وهنا نلاحظ ان تحالف تأسيس قد تفوق على صمود فى تبنى العلمانية كأساس لبناء الدولة واستطاع اجتذاب اطراف عسكرية وسياسية من مختلف الاطياف . اذن نجاح المبادرة الامريكية مرهون بايجاد صيغة اندماج بين تحالف تأسيس وتحالف صمود بناء على تطابق الرؤى والاهداف وبذلك يمكن ضمان نجاح المبادرة مسبقا نسبة الى وجود حليف عسكرى قوى يضم قوات الدعم السريع وقوات الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو والجبهة الثورية مع وجود تيارات سياسية من مختلف الاحزاب وشخصيات قبلية وسياسية وقطاع عريض من تيارات الشباب والمراة وغيرها. مثل هذا الاندماج سيضمن تفكيكك منظومة الفساد الاسلاموى واعادة تاسيس البلاد مسنودا من قوى الداخل وحلفاء الخارج بما يضمن عدم عودة النظام القديم مرة اخرى. اما لو اختار تحالف صمود السير فى طريق الانفراد بالقرار السياسى فى هذه اللحظة التاريخية فسينتهى الى نتيجة صفرية , فليس امامه سوى العمل من الخارج كحكومة افتراضية ترسل المناشدات والرجاءات التى لاتسمع فى زمن الحرب . وصمود فى وضعها الحالى ليست اكثر من قلة من احزاب المركز التى لن تستطيع قيادة البلاد بدون سند عسكرى-سياسى وبشرى بينما تحالف تأسيس يمتلك القوة العسكرية و تسنده الجغرافيا والاقتصاد ويحوز موطئ قدم ومنافذ مع خمسة من دول الجوار تغذى الحركة التجارية وتضمن متنفسا من احتكار المركز للحياة الاقتصادية ومحاولة خنق الاقاليم التى عاشت عقودا من الهمال والظلم .
07-20-2025, 09:54 AM
قصي محمد عبدالله قصي محمد عبدالله
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 3744
"حمدوك بين المبادرة الامريكية وحكومة تأسيس" المخلوق ده لسه بيرازي للسلطة! انا المستغرب فيه الناس دي تهاجر ولو عبر السمبك، وتنال جوازات وجنسيات الدول الاخرىـ وتاني تجي تفتش لوظائف في السودان ولو بالانقلابات والسلاح -- وتسمبك الشعب زيادة، الهجرة دي لو ورطة وما جايبة حقها وروا الناس وحذروهم ما يبقوا زي قصة الثعالب ومزرعة البطيخ، المهاجرين يتغاتتوا،،، والواحد ما يعرف الورطة إلا بعد ضنبوا ينقطع - بسب ثقل البطيخة المربوطة عليه - مع المقطوع ضنبهم!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة