Quote: بالدارجي وكدة : يا قمر دورين ،،،،،،، فطرنا في الصالة ،، وقلت ليهم - جيبو لي الشاي في الاوضة ولما دخلت الاوضة مديت يدي كالعادة ودست زر التشغيل في السماعة الساوند وكانت ( يا قمر دورين ) ،، دة شنو دة ،،؟ ودة شنو البقينا فيهو دة ،، ؟ أي شقاء هذا الذي كتب علينا ونحن نحبك هكذا يا وطن ،، ؟ ليس سؤال كفر او تزمر مما قضى الله به علينا ،، فأنا أسأل عن الحب الكبير العميق لهذا الوطن ، و عبد الكريم الكابلي يسأل عن جمال الوطن بتغزل وحب وهو يغني
(يا قمر دورين أنا شفتك وين ،،؟)
درجنا مع كبارنا عندما نرى إنسانا جميلا أن نقول (يا قمر دورين) ،، هكذا هم يتغزلون بلطف وبأدب ،، ويختصرون كلاما كثيرا ،، اي يا جميل جمال القمر المكتمل ،، ففي لغتنا الدارجة (الدور) يعني الإسبوع و (الحول) يعني السنة ،، ولأن القمر يكتمل في أسبوعين ،، نقول قمر (دورين) اي قمر (اربعطاشر) ،، وهو من أجمل المناظر الكونية في سماء ليلية صافية ،، وب(الدورين) سيكون القمر مكتملا وجميلا ،، وهكذا الوطن ،، جميل في كل ايام حياتنا ،، لأن الكابلي عندما سأل القمر (شفتك وين ،،؟) أجاب على نفسه (طبعا بالليل ) كشيء طبيعي فالليل هو موطن القمر ،، ولكن انظروا للقمر المجازي في جمال وطننا
(في ضفاير النيل في رمال سهرانه و راجياك تسيل في دموع الساقيه يرنو ليها نخيل في وجوه فرحانه عامره بالتهليل في عيون نعسانه غارقه في التكحيل وكل ديل في وطني
بحبك يا وطني بعزك يا وطني)
يا إلهي ،، كم (بعزك) يا وطني ، أعجز عن وصف ما يجتاحني الآن ،، احتاج لصمتي للحظات ،، كي اواصل الكتابة ، ،،،،،،،، ،،،،،،،، ،،،،،،،، ،،،،،،،، ،،،،،،،، ،،،،،،،، ،،،،،،،، ،،،،،،،، شئ لا يحتاج للشرح ،، رمال النيل ،، والنخيل ،، وصوت الساقيه ،، ووجوه أهلنا الطيبين ،، وعيون الفاتنات مكحولات ناعسات ،، رحمك الله يا كابلي ،، ورحمنا معك ،، من أين أتيت بهذا اللحن المبكي ،، كيف جعلت توناته (تنغز) في (جسد) مشاعرنا ،، بل من اي حروف نسجت كلمات ذلك الوشاح الوطني ،، عبدالكريم الكابلي أيها السادة ينطبق عليه تماما لقب الفنان الشامل ،، بلا جدال ،، شاعر ،، ملحن ،، مغني ،، باحث ،، متحدث لبق ،، مثقف ،، ومثال لذلك هذه الأغنية الأيقونة ،، فهو شاعرها وملحنها ومغنيها ،، لله درك يا كابلي ،، وقد دفأت قلوبنا بشجي اللحن وجميل القول و (شمس الصباح والصباح رباح شمسك يا وطني)
وتذكرت يا وطن شمسك الشتوية ،، ونحن نجلس في (قفا الحيطة) في المدرسة الجنوبية قبل أن يقرع الجرس وندخل الفصول ،، وجوهنا (المغبشة) ،،تبحث عن الدفء ، و ل(سيرة الغباش) هذه تقول لي امي عندما ارجع من المدرسة الابتدائية آخر يوم شتوي (مالك عامل زي حبة المررو) من لم يعرف (حبة المررو) فهو ليس من جيلي ،، ما علينا ،، هي شمسك يا وطني تلفحنا شتاءا وصيفا ،، تكسونا بذلك السمار ،، وما اجمل ذلك السمار ، ولهذا حديث آخر ،، ثم (طعم النجاح الزانو كفاح طعمك يا وطني)
وهل أجمل من طعم النجاح ،،؟
(حتى الجراح الزمانن راح مهرك يا وطني)
وتلك جراح تاريخ مضى ،، كتبت بدمائها حريتك ،، فماذا عن جراح اليوم ،، لم تشاهدها يا كابلي ،، انها جراح غائرة في بدن الوطن لأنها هذه المرة بأيدي العاقين من أولاده ،، انهم في غياهب فتنة يقتلون بعضهم البعض ،، واعيد سؤال شيخي الطيب صالح (من اين أتى هؤلاء ،،؟) هو علينا ،، ولكن لتجاوز الحوار الشائك و(المحنوبة) النحن فيها أقول ماعلينا ،،
اسمعوا الصورة في كلمات الوصف المموسق
(أهلي الفصاح أسياد الصلاح درعك يا وطني) نعم هم ابائنا و امهاتنا ،، جدودنا وحبوباتنا ،، أهلنا، ، وجيرانا ،، (فصاح) يجيدون الحديث والكلام ،، واسياد صلاح وتربية سمحة ،، وبكل هذه الفصاحة والصلاح هم درعك يا وطني ،،
(كل الملاح الجمالن فاح زينتك ياوطني)
الله على شعرك يا كابلي الشاعر ،، هل تنسمتم هذا الجمال ،، في النساء السودانيات الملاح ،، انيقات الزي يتضوعن بالعطور والبخور ،، كل هذا الجمال زينتك يا وطني ،،
الله على الحانك يا كابلي الموسيقار،، حين عرجت بنا وب(الكوبليه) في منطقة صوتية عريضة كمساحة الوطن وانت تشدو
(انت عندي كبير و حبي ليك كتير)
تحس من دواخلك بعمق وبقوة حبك لهذا الوطن المكلوم ،، وقد قام باللحن من منخفض الي مرتفع ،، وكأنه يجسد الوقوف ،، وذلك حين صدح
(القومه ليك يا وطني) ،،،،،، ،،،،،، ،،،،، ،،،،،، ،،،،،،، ،،،،،، ،،،،،، ،،،،، ،،،،،، ،،،،،،، هذه بعض الأحزان ،، دخلت علي ابنتي الحبيبة (هديل) تحمل كوب الشاي ،، رأتني على غير عادتي استمع للأغنية في وجوم - مالك يا بابا ،، ؟ فقلت - تلك يا ابنتي أحزان وطن ،، يجنح بي القلم للكتابة عن السياسة (بت الكلب) ،، لكن قلبي يأبي ويحدثني أنني في حضرة حب الوطن أكتب عن أغنية ، ما علينا ،،
ونعود لذلك الكابلي الشاعر المتفائل وهو يرسل وصية للأجيال ،،
(شيلوهو وزيدوهو وطن الجمال علوهو وخلوهو في عين المحال أبنوهو و اهدوهو المال و العيال زيدوهو وشيدوهو بعزم الرجال)
دعونا نرفع وتيرة الأمل في داخلنا ،، كما نرفع اكفنا تضرعا لله ،، و أردد مع الكابلي المطرب الفنان بكل تفاؤل ورجاء
(بأملنا وبعملنا و بالمحنه و بوفا النيل في دمانا نبني جنة)
سنجتاز المحنة بإذن الله ،، بعزمنا ،، وصبرنا ،، وبمحبتنا لهذا السودان ،، سنغني وسنفرح ،،
(و نبتهج نحنا و صغارنا و نتغنى)
ويدخل بنا الكابلي الملحن المغني في (حتة) تطريب لذيذة
(يا أصلنا و مبتدانا يا حلات مسرح صبانا وذكرياتنا و مشتهانا ومشتهانا ،،) سؤال ،، من منكم يا سادتي من ليس لديه ذكريات في هذا الوطن الحبيب ، ؟؟؟ وقد اعجبتني (يا حلات مسرح صبانا) فليجلس كل واحد منكم في مقاعد المتفرجة وليشاهد نفسه على خشبة مسرح الصبا ،، شفتو الوطن دة حقو علينا كتير كيف ،،؟ هيا نقفل ستارة ذلك المسرح ولنقف جميعا ،، نغني بحب وبصدق (انت فينا كبير و ريدنا ليك كبير القومه ليك يا وطني)
اعرف ان المقال طويل لكنه قليل في محبة الوطن ،، دخلت ابنتي ورأت كوب الشاي ما زال كما هو أمامي - يا ابوي الشاي برد ،، انت الليلة مالك ؟ - تعالي اقعدي ، واجلستها أمامي ورحت احكي لها عن مسرح صباي مدينة الدامر ،، وأي مسرح هو ،،؟ لذلك حديث آخر ،، لو مد الله في العمر ،، أيها السادة نختم بالدعاء يا الله يا كريم جود برحمتك على من قرن اسمه بعبوديتك الفنان عبدالكريم الكابلي وتوله برحمتك يا الله يا عزيز يا مقتدر فرج كربة اهل وطني السودان واعد لنا وطننا عزيزا بقدرتك ،، ،،،،،،، بالدارجي وكدة : شي يوجع القلب ،، ✍ أمير صالح جبريل
07-07-2024, 08:37 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51777
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة