Post: #1 Title: رسالة إلى السلفيين الجدد الكوشيين وناس الهامش والمركز.. حوار حول دولة المواطنة.. سلسلة حلقات! Author: محمد جمال الدين Date: 02-06-2022, 07:36 PM
رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. حلقة 1 من 8
السلفيون الجدد هم ببساطة الكوشيين. ناس كوش. القوم الذين يقولون بأن مرجعيتنا في كوش ووجب العودة إليها لأنها الأصل وأعظم نقطة مشرقة في تاريخنا وبل تاريخ البشرية قاطبة.
النقطة الأخيرة صحيحة. لكن الخطأ الجسيم أن تظن أن كوش هي المكان الذي عاشت فيه في زمانها والجين الذي في دمك. أي أن كوش ستعود. لن تعود. الحضارة أي حضارة عبارة عن فكرة (نظام إداري محكم وخطة إستراتيجية) ليست وجوه بشرية جامدة أو حجارة صامدة.
كوش لن تعود. لأن كوش ببساطة لم تمت!.
هي عائشة كل الوقت أمام أعيننا ولكن جلنا عنها غافلون. الفكرة رحلت إلى أماكن أخرى طقسها أنسب وأرضها أخصب بعد أن تصحر مركز الحضارة وإزدادت درجة الحرارة وما عاد المكان هو ذاته كرمة ونبتة كما كانتا بين الاعوام 5000 ق م و 1500 ق م.
فرحلت الحضارة (رحلت الفكرة في تجليات عديدة) إلى أرجاء أخرى جنوب وشمال مركزها الأول إلى الجيزة في الشمال حيث جفت مستنقعات الدلتا وأصبح المكان أرحب وظلت ترحل بشكل مستمر ناحية الجنوب الذي بدوره تجف مستنقعاته ويصبح المكان أرحب في البجراوية ثم سوبا ثم سنار.. ترحل في أقساط مستمرة إلى الجنوب من مركزها دوما.. ورحلت الفكرة في ذات الوقت وقبله وبعده إلى: العراق والأغريق/اليونان وإلى الروم والفرس وإلى الصين وإلى أكسوم وإلى أورشليم القدس وإلى مكة والأندلس ثم أخيراً إلى بريطانيا وأمريكا وسويسرا واليابان وهولندا “مثال”.
فأنت لن تعيد كوش لأن لونك أسمر مثل ألوان أهل الحضارة الأوائل.. هذا مجرد وهم كبير ومحاولة كسولة للتغطية على العجز والفشل الحضاري والهزيمة أمام الآخر.
لأن كوش ليست لون بشرة ولا مجرد شفرات جينية ولا إهرامات أو آمون أو الأله رأس الأسد بل فكرة ديناميكية متحركة ومتحررة. والفكرة رحلت.
عليك أن تسعيد الفكرة قبل أن تنظر إلى لونك. لان ألوان أخرى أخذت الفكرة وواصلت الحضارة.
إذن ماذا علينا أن نفعل لنحقق السلام والأمن والعيش الرغد والتكنولوجيا لنغزو ونستكشف الفضاء؟.
علينا بالفكرة. ببساطة الخطة الإستراتيجية العلمية. القول بأننا كوشيون أو لون واحد أو تاريخ واحد لن يمنعنا من ذبح بعضنا البعض كما هو حادث في كل أرجاء أفريقيا ليست ارض السودان فحسب (مذابح مستمرة في لايبيريا والكنغو ورواندا والصومال وانقولا وجنوب السودان بعد إنفصاله وإلخ) ولن يحقق لنا ذلك وحدة وطنية. لم يحدث. وفي غياب الفكرة يحدث التخلف أيضاً بفظاظة في أرجاء أخرى من حولنا في الشرق. العرب لم تمنعهم عروبتهم ولا دينهم الأعم الواحد من قتل بعضهم البعض والحروب المستمرة في غياب الفكرة.
بعد نستطيع أن نستخدم الآثار الحضارية في الثقافي والمتعة بها وفي السياحة وترقية المناشط الإقتصادية.. ليس إلا.. وذلك من الاهمية بمكان.
لا توجد حضارة منقرضة أعادت نسخ نفسها من جديد في زمكان جديد.. مستحيل.. هو مثله وخيال السفر في الماضي او المستقبل.. مستحيل.. أتعس الشعوب الآن وأفقرها هي الشعوب التي أحتضنت أولى الحضارات البشرية: السودان ومصر والعراق وسوريا واليمن والصومال "حضارة بونت" والمكسيك "الأنكا" واليونان "أرسطو" وإيطاليا "بقراط" أمثلة. لسببين ضياع الفكرة وتغير الأحوال المناخية. وهذا بالزبط ما حدث لحضارة السودان الكوشية: ضاعت الفكرة من جراء تصحر البيئة أي رحلت إلى عوالم أخرى أرحب.. وتلاقحت الفكرة مع طقسها الجديد في كل مكان ذهبت إليه.
وهي ترحل بشكل مستمر. ترحل ولا تموت. ترحل ولا تعود هي ذاتها إن عادت بل تعود وفق شروط الزمكان.
قوموا أيها السلفيون الجدد إلى أداء الواجب ودعوا الأماني اللذيذة المخدرة "الترامادول" فأنتم لستم أهل الفكرة. أهل الفكرة أولى العزم ماتوا منذ الأزل والفكرة رحلت.
قوموا أصنعوا فكرتكم الحضارية الجديدة التي تقوم على الخطة الإستراتيجية في الزمكان والعيش السلمي المشترك الذي يقوم على الوعي العلمي والعملي بالمصلحة المشتركة والإحترام المشترك ووفق حقوق وواجبات متساوية للمواطن "الفرد" ووفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والإعلانات المعضدة له.
محمد جمال الدين.. سلفي سابق
Post: #2 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-06-2022, 07:46 PM Parent: #1
معذرة.. الحلقة ارقم 2 أمامك في المداخلة المقبلة
Post: #3 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-08-2022, 02:15 AM Parent: #2
رسالة إلى السلفيين الجدد (الكوشيين) حلقة 2
من نحن في السودان كبشر وألوان ورؤى.. في سبيل تفتيش الهوية ثم نفيها!.
ملاحظة: إستباقية: هذه هي الحلقة "2” من سلسلة رسالة للسلفيين الجدد.
ماذا كان يعرف السودانيون أنفسهم في الماضي؟. نعني إلى أين يرجعون أنفسهم من حيث العرق والدين والتاريخ؟.
وقبل محاولة الإجابة على هذا السؤال موضوع الكلام لا بد أن نحدد وقت أي معنى لكلمة "الماضي" الواردة أعلاه. لنبدأ من نشوء سنار 1503م.
والسبب أن كلما ما ذهبنا إلى الوراء تصعب المهمة بسبب شح المراجع المكتوبة والمحققة. لأنني أتصور أن خلال فترة الممالك المسيحية يعرف الناس أنفسهم على أساس قبائلهم من حيث الدم وعلى أساس المذاهب الدينية (اليعقوبية والمالكانية) من حيث العقيدة وعلى اساس مليكهم من حيث الكتلة.
وقبل سنار نستطيع أن نرصد بإختصار ثلاث تحولات حضارية كبرى. التحول من الإله آمون (كرمة ونبتة) إلى أبادماك، حوالى "350 ق م" (البجراوية/مروي) ومن أبادماك إلى يسوع حوالى “400م إلى 1502م” (سوبا/علوة) وهنا نلاحظ أن مركز الحضارة دوماً ينتقل إلى الجنوب أو العكس من طيبة وكرمة ينتقل إلى الدلتا المصرية بعد أن جفت المستنقعات التي كانت تغطي المساحة . وفي كلتا الحالين لنفس الأسباب: تغير الأحوال المناخية والبيئية إلى الاسوأ وتصحر مكان الحضارة الأول بحيث أصبح رويداً رويداً غير صالح لتواصل النسق الحضاري.
التحولات الحضارية الكبرى:
هناك أربعة تحولات حضارية كبرى في تاريخ السودان القديم والوسيط وأربع تحولات سياسية كبرى في تاريخ السودان الحديث.. شكلت جغرافيتنا وديمغرافيتنا ولغاتنا و ألسننا ومخيالنا وألواننا وشكلت التقاسيم الإجتماعية والعقدية والآيدولوجية وجعلتنا نكون هكذا نحن بكل ما بنا من خير وشر لنا والبشرية.
كل تلك التحولات أخذت بعناق بعضها البعض في سلسلة متواصلة من الإنسجام والنفي والإصطحاب والإلغاء. التحولات الحضارية الكبرى الأربعة:
1- مرحلة الإله آمون (السودان الأقدم) حوالي 7000 سنة قبل الميلاد إلى حوالي 350 قبل الميلاد. ويعني ذلك شعوب عديدة وجغرافيات عديدة وطبقات حاكمة وأخرى محكومة وبالضرورة إذن صراعات إجتماعية من لحظة إلى أخرى وضمنه تحول العاصمة الحضارية من كرمة جهة الشمال إلى نبتة جهة الجنوب لكن دون أن يحدث إنقلاب حضاري شامل.
فالتحول الحضاري الثاني سيحدث عند لحظة مروي.
2- التحول الحضاري الثاني (مرحل الإله أبادماك) حضارة مروي 350 قبل الميلاد إلى حوالي 350 ميلادية بداية بالمؤسس "أركماني"، وتحولت العاصمة الحضارية مرة ثانية من نبتة إلى جنوب أبعد (مروي) وهي البجراوية حالياً بالقرب من شندي.
هذا التحول الكبير ألغى آلهة الماضي وبالضرورة ألغى أو أفنى الطبقات السابقة الحاكمة وحول اللغة الرسمية من الكوشية القديمة إلى المروية وربما حدث خراب للعواصم الحضارية السابقة (كرمة ونبتة “مثال”) أكبر مما حدث في إسطورة سوبا.
ولكن دائما كل تحول يحمل كثير من الصبغات الوراثية لما سبق.
3- التحول الثالث: من أباداماك إلى يسوع المسيح حوالي 400 م إلى حوالي 1500 م هذا التحول الكبير ألغى بدوره آلهة الماضي وحول وجهة العبادة من البركل إلى أورشليم القدس وبالضرورة ألغى أو أفنى الطبقات السابقة الحاكمة وربما حدث خراب للعواصم الحضارية السابقة وتحولت اللغة الرسمية من المروية إلى اليونانية (لغة الكتاب المقدس “توجد مثلاً بمتحف الخرطوم الآن أكثر من 80 وثيقة منحوتة على الصخر باللغة اليونانية تروي قصص الممالك المسيحية اليعقوبية بالذات في عهدها الأول).
وتحولت العاصمة مرة ثالثة من مروي في الشمال إلى جنوب آخر (سوبا) علوة المملكة الأهم.. هكذا كانت تفعل كل دول الهويات في التاريخ (صيغة العرق الواحد والدين الواحد والتاريخ الواحد والأسرة الواحدة الحاكمة).
تلك هي الصيغة الوحيدة في تاريخ البشرية فيما قبل دولة المواطنة الغربية الحديثة. ففي التاريخ من المستحيل أن يعيش عرقان في نفس المكان والزمان ويتمتعان بذات الحقوق والواجبات ولا دينان ناهيك عن تعدد ديني ولا تاريخان ولا أسرتان حاكمتان.. ذلك من أسباب خراب سوبا ومن قبله خراب كرمة وخراب نبتة وخراب مروي.. والخرابات الأخرى في تاريخ البشرية قاطبة.
4- التحول الحضاري الرابع والأخير هو "سنار" حوالي 1503-1821م. هذا التحول الكبير ألغى بدوره آلهة الماضي وحول وجهة العبادة من أورشليم القدس إلى مكة.
وتحولت اللغة الرسمية من اليونانية والقبطية إلى العربية وتحولت العاصمة مرة رابعة من سوبا في الشمال إلى جنوب آخر أبعد (سنار).
وبالضرورة هذا التحول الحضاري الكبير ألغى أو أفنى الطبقات السابقة الحاكمة .. ولدينا تصور أنها جماعات من الشعب الأخير الذي كانت تتشكل منه الطبقات العليا الحاكمة السياسية والدينية والمقدسة وكانت جماعة أو شعب "العنج" في أغلب التصورات.
شرح مكرر للأهمية: في التاريخ من المستحيل أن يعيش عرقان في نفس المكان والزمان ويتمتعان بذات الحقوق والواجبات ولا دينان ناهيك عن تعدد ديني ولا تاريخان ولا أسرتان حاكمتان.. ذلك من أسباب خراب سوبا والخرابات الأخرى في تاريخ البشرية قاطبة (مكرر للضرورة!).
ولكن دائما كل تحول يحمل كثير من الصبغات الوراثية لما سبق.
التحول الحضاري السناري هو الأخير وما نزال نعيشه حتى هذه اللحظة وفق هذا التصور.. إذ معظم عناصر ذلك التحول ما تزال قائمة في أرض الواقع من حيث الجوهر، ولو أنه يتزلزل أمام التحولات الديمغرافية الجديدة والآيديولوجيات الجديدة والوعي الجديد بدولة المواطنة والإعلانات العالمية لحقوق الإنسان وأخيراً موجة العولمة.
ودولة المواطنة سيكون فيها فناء النسق السناري. بحيث ستكون سنار آخر حضارة هويوية في تاريخ الرقعة الجغرافية المسماة السودان.
ولكن حدثت وتحدث تحولات سياسية كبرى داخل النسق السناري نفسه دون أن تلغيه كاملاً بل عاشت فيه وبه. وسنجد أن لكل تغيير سياسي كبير إضافته المميزة سلباً أو إيجابا على مجمل النسق.
التحولات السياسية الكبرى الأربعة:
1- التركية الأولى 1821-1885م.. أحتفظت بنفس النسق السناري فقط حدثت تغييرات شكلية لم تمس جوهره من حيث التراكيب الإجتماعية و الوجهة العقدية الرسمية والنظم السياسية العليا والقاعدية واللغة السائدة. الإضافة المميزة التي حدثت مع التركية الأولى هي عملية توحيد ممالك ومشايخ وسلطنات الرقعة الجغرافية.. "هذا بإختصار طبعا”.
2- الدولة المهدية 1885-1900م بدورها أحتفظت بنفس النسق السناري فقط حدثت تغييرات شكلية لم تمس جوهر النسق من حيث التراكيب الإجتماعية و الوجهة العقدية والنظم السياسية العليا والقاعدية واللغة السائدة. والشىء المميز الذي جاءت به المهدية أنها أدخلت مفهوم الدولة الأممية الذي لم يكن من خيال سنار.
3- التركية الثانية (العهد الإنجليزي) 1900-1956م.. أحتفظت بنفس النسق السناري فقط حدثت تغييرات شكلية لم تمس جوهر النسق من حيث التراكيب الإجتماعية و الوجهة العقدية والنظم السياسية العليا والقاعدية واللغة السائدة. والشىء المميز الذي جاءت به مرحلة الإنجليز أنها أدخلت مفهوم "المدنية" لاول مرة بشكل حاسم في تاريخ السودان الحديث. والمدنية هي البنت الشرعية للمشاريع الحديثة التي أسسها الإنجليز مثل كلية غردون ومشروع الجزيرة والسكة حديد.
4- مرحلة الإستقلال 1956- الآن.. أحتفظت بنفس النسق السناري فقط حدثت تغييرات شكلية لم تمس جوهر النسق من حيث التراكيب الإجتماعية و الوجهة العقدية والنظم السياسية العليا والقاعدية واللغة السائدة. فقط الشىء المميز الذي جاءت به مرحلة الإستقلال التي نعيشها الآن أنها أدخلت مفهوم الديمقراطية وتمسكت بنظام ويست منستر البرلماني. وتميزت المرحلة بالإنقلابات العسكرية والإضطرابات السياسية والحروب الاهلية وإنتهاك حقوق الإنسان وذلك بسبب غياب صيغة للعيش السلمي المشترك جامعة لشعوب السودان. وحدث عند هذه المرحلة إنقسام البلاد عام 2011 إلى دولتين بدلاً من واحدة تأسست عام 1821م "هذا بإختصار طبعا)”
نحن الآن نعيش هذه اللحظة من تاريخنا.. حسب هذا التصور. ويبدو ان هذه اللحظة السنارية في خواتيمها.. انها تتزلزل.. لا تملك ذات اليقين الاول.. لذا جاء سؤال الهوية من جديد في الزمكان الجديد.
تتزلزل أمام التحولات الديمغرافية الجديدة والآيديولوجيات الجديدة والوعي الجديد بدولة المواطنة والإعلانات العالمية لحقوق الإنسان وأخيراً موجة العولمة.
ودولة المواطنة سيكون فيها فناء النسق السناري .. بحيث ستكون سنار آخر حضارة هويوية في تاريخ السودان “وفق هذا التصور”.
ونشهد هذه الأيام الاخيرة تفتيشا محموما عن جذر يجمع الناس تحت مظلة واحدة مثل "الأفريقانية والزنوجة والكوشية والسودانوية و العروبة”.. وهو خطا!.
اذ نحن ما نزال نعيش في زريبة التاريخ “نعيش في خيال دولة الهوية”.
لنفكر في ميثاق لدولة المواطنة!
وهنا تصور موجز لتطور الدولة في تاريخ البشرية “وفق هذا التصور”:
1- دولة الهوية (دولة الماضي) وهي: 1- دولة العرق الواحد 2- المذهب الديني الواحد 3- التاريخ الواحد 4- الأسرة الواحدة الحاكمة تتضمن الفرد الواحد الحاكم. ففي التاريخ (دولة الهوية) مستحيل أن يعيش عرقان في نفس المكان والزمان ويتمتعان بذات الحقوق والواجبات ولا دينان ناهيك عن تعدد ديني ولا تاريخان ولا أسرتان حاكمتان.. ذلك من أسباب خراب كرمة وخراب نبتة وخراب مروي وخراب سوبا والخرابات الأخرى في تاريخ البشرية قاطبة.. وما يزال الماضي يعيش بين ظهرانينا.
2- دولة المواطنة (دولة الحاضر): دولة الحقوق والواجبات المتساوية لجميع البشر فوق الرقعة الجغرافية بغض النظر عن العرق والدين والتاريخ والإيدلوجيا وكل الاختلافات الممكنة. وبعد هذه الدولة تميز مواطنيها ايجابا على مواطني الدول الأخرى وتكسب لهم (مادياً ومعنوياً) على حساب الآخرين من كانوا. بما ان المواطن وحدة سياسية وإقتصادية في الحيز الجغرافي المحدد. وهذه الدولة خطوة كبيرة في تطور نظم السياسة في تاريخ البشرية وهي أفضل "فورميلا" حتى الآن على ما بها من قصور.
3- دولة الإنسانية (دولة المستقبل اي الدولة المشروع) وهي دولة إلغاء الحدود والجغرافيا وجوازات السفر أي هي دولة ما بعد المواطنة: دولة الإنسانية.. دولة حقوق الإنسان الكاملة وحقوق الحيوان وحقوق الطبيعة (الطبيعة = النبات والأرض وطبقة الأوزون “مثال”).
ملاحظة: نحن ما نزال نعيش خيال دولة الهوية أي اننا متأخرون عن البشرية في عوالمها الأخرى بعدة قرون.. ولذا يكثر الحديث بيننا عن "الهوية".
ونشهد هذه الأيام تفتيشاً محموماً عن جذر يجمع الناس تحت مظلة واحدة مثل "الأفريقانية والزنوجة والكوشية والسودانوية و العروبة” وهذا طبعا خطا لان المفترض اننا منوعون شديد التنوع وعلينا فقط ان نجد فورميلا لإدارة تنوعنا لا إلغائه باي حجة كانت لان ببساطة هذا ارتداد في سلم الحضارة.
وما ذلك إلا من خيال دولة الهوية، دولة التاريخ دولة الماضي، الدولة المنقرضة وهي الدولة السائدة في مخيال جل شعوب أفريقيا والشرق الأوسط ليس السودان فحسب.
ولنا إن رأينا بعض المعقولية لهذا التصور أن نفكر معاً في صيغة للعيش السلمي المشترك تقوم على الوعي العلمي بالذات الجماعية وبالبيئة الطبيعية المحيطة بنا.. اي السعي إلى إنجاز الوعي بالمصلحة المشتركة والمصير المشترك والإحساس بالتحديات المشتركة وإذن الإحترام المشترك في الجغرافيا المتوافق عليها أي كانت وبغض النظر عن تنوع هويات الناس.. وعندها فقط نستطيع أن نتلمس طريقنا دستورياً وفي الوعي الشعبي في سبيل دولة المواطنة.. دعك الآن من دولة الإنسانية فهي مشوار أطول!.
وشئ مهم جداً أن النداء بإستمساكنا بدولة المواطنة هو الترياق لنا في تنوعنا في ذاتنا وللذين يقولون او عندهم حقا او في التصور (لا يهم) جذور تاريخية في السودان أو القبائل الحدودية. فدولة المواطنة تعني: دولة الحقوق والواجبات المتساوية لجميع البشر فوق الرقعة الجغرافية بغض النظر عن العرق والدين والتاريخ والإيديولوجيا وكل الاختلافات الممكنة لمواطني البلاد المحددة ولا يشمل جيرانهم من الشعوب الأخرى مهما كانت تداخلاتهم العرقية والثقافية والتاريخية وهذا هو الحال عند كل دول الأمم المتحدة فوق كوكب الارض في هذا الزمان.. فالسودان ليس استثناء. انت مهما كان عندك عرق مشترك مع جماعة سودانية راهنة أو حتى أخوك أو أختك الشقيقة مباشرة تسكن السودان كمواطنة وفق الدستور السوداني بما أنك أنت مواطن دولة أخرى لا يحق لك إدعاء أنك سوداني عشان في زول قريبك يسكن السودان ناهيك عن قبيلة مشتركة وتاريخ.. المواطنة حالة قانونية بحتة ويحددها الدستور لا قرابات الدم والتاريخ المشترك والممالك المشتركة في التاريخ.
بعد دراسة تداخلات الإثنيات والحضارات التاريخية مهمة للتثاقف ولسلام الشعوب وللوعي العلمي بالتاريخ وللسياحة ليس إلا. . لكن قضية المواطنة شئ آخر وحالة قانونية بحتة كما أسلفنا.
محمد جمال الدين
تتواصل الرسالة إلى السلفيين الجدد للأهمية.
* تلك كانت الحلقة الثانية من سلسلة رسالة إلى السلفيين الجدد.
Post: #4 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-09-2022, 10:21 PM Parent: #3
رسالة إلى السلفيين الجدد.. حلقة 3
دولة المواطنة!
دولة المواطنة.. لا وصف لها غير ذلك.أي ذلك وصفها وتعريفها شعبيا ً وقانونياً ودستوريا ً.. وإسمها جمهوية السودان.. لا وصف ولا اسم ولا هوية لها غير ذلك.
دولة المواطنة فحسب لا علمانية ولا مدنية ولا إشتراكية ولا لبرالية “مثال”: لا توصيف لها أشمل ولا أكمل من: (دولة المواطنة).
وصف الدولة التي نريد "الدولة المشروع" كعلمانية أو مدنية توصيف يعاني عدة مشاكل، سنصفها في هذه الحلقة للأهمية.
ثم نذهب إلى تفصيل دستور دولة المواطنة التي نعني في الحلقات القادمة من هذه السلسلة.
العلمانية وحدها ليست كافية في حالة تطورنا التاريخية الراهنة. والدولة المدنية غير ممكنة واقعياً لأن المؤسسة العسكرية ستظل واحدة من مؤسسات الدولة المهمة. بل الصحيح حكومة مدنية لا دولة مدنية. والحكومة "السلطة التنفيذية" جزءً من كلية الدولة وليست الدولة. أي حكومة ونظام إداري مدنيين مثل النظام المدني الامريكي أو الياباني "مثلاً" يدير مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية وكلما يتبع لها ويلحق بها، وذلك من أهم مميزات الدولة العصرية.
كما أن الدولة العلمانية كمصطلح تعني فصل الدين عن الدولة والسياسة لتتحقق دولة غير منحازة لمذهب عقدي محدد وغير معادية لآخر بل دولة محايدة أو تقف على مسافة واحدة من كل الأديان والمذاهب الدينية المحتملة في الرقعة الجغرافية (هذا اظنه معلوم). وهو فهم متقدم في سلم التطور والتحضر السياسي العالمي لم نصله نحن بعد بصورة كاملة.. وهو مطلوب طبعا ولكن نحن هنا نقول أنه بعد غير كافي أي ناقص.
فلمشكلة عندنا أكبر والقضية أكثر تعقيدا من مجرد فصل الدين عن الدولة!.
بل وجب أيضا فصل الدولة عن العرق والتاريخ وهما أشد أثراً من الأديان أي كانت. والا فالعلمانية وحدها ليست كافية في دولة منحازة عرقياً أو تاريخياً. وإن كان العرق معلوم فبالتاريخ نعني دولة منحازة إلى ثقافة آحادية أو حضارة من حضارات الماضي السالفة، مثال القول ب: سوبا أو سنار أو كوش أو أي سلف من الحضارات السالفة.
ذلك بدوره خطأ ينتقص من المواطنة المتساوية مثله والانحياز لعقيدة أو عرقية محددة. إذ ينطوي على تمييز مسبق وبالتالي مهددا ً للحقوق والواجبات المتساوية لجماعة أو جماعات محتملة من مواطني دولة المواطنة.
فالعلمانية وحدها ليست كافية في حالتنا كون الدولة يمكن أن تكون علمانية ولكن عسكرية او/و منحازة لعرقية محددة في الرقعة الجغرافية (مثال دولة رواندا في التسعينيات).
والدولة المدنية تستطيع أن تكون دينية وعرقية فقط غير عسكرية في أحد الحالات كما ضربنا المثال بإيران الراهنة. والدولة العلمانية تستطيع أن تكون عرقية وعسكرية مثال ليبيا أيام نظامها السابق والأمثلة من حولنا كثيرة في الأقليم القريب والعالم البعيد.
وعندما ننظر بروية للدولة الغربية الحديثة، الموصوفة ب "العلمانية" من باب المقارنة، سنجد إذن أن لحظة تطورنا التاريخية مختلفة عن الغرب عندما التزم العلمانية حلا لازمة الدولة والدين “يأتي تفصيله في مستقبل هذه السلسلة التي تهدف إلى إثارة جدل بناء حول ميثاق ودستور دولة المواطنة وكيفية وضع أسسها العملية في أرض الواقع”.
الحالة الصحيحة في لحظة تطورنا الاجتماعية الراهنة أن نجعل الدولة محايدة تجاه كل مصادر الهويات الاجتماعية التي تجلل الساحة (العرقية والدينية والتاريخية.. والآيديولوجية أيضاً).
فالدولة لا يجب أن توصف بإشتراكية أو لبرالية أو أي مذهب من المذاهب قديمها (الفاطمية في مصر) وحديثها (الجماهيرية العربية الإشتراكية العظمى) كله خطأ.. وتلك مجرد أمثلة لا حصر.
كون تلك أيضاً آيديولوجيات ومذاهب هويوية تنطوي على مهددات الإنتقاص من من الحقوق والواجبات المتساوية لمواطني الرقعة الجغرافية "دولة المواطنة" مثلها والأعراق والمذاهب الدينية والتاريخ.
بعد تستطيع الحكومة (لا الدولة) أن تنفذ برنامج إقتصادي إشتراكي أو لبرالي دون أن يمس ذلك مبادئ دستور دولة المواطنة.. ذلك يحدث في العالم الغربي "الحديث" كل الوقت دون مشكلة.
وتستطيع أن نشئ حزب سياسي تسميه مؤتمر البجا أو حركة كوش أو حركة تحرير السودان أو الحزب الديمقراطي الإسلامي أو الحزب اللبرالي الكجوري.. بشرط فظ وواضح: دون أن يتعارض ذلك مع مبادئ دولة المواطنة وإلا يستم حل ذلك الكيان المارق على الدستور، من المفترض.
فدستور دولة المواطنة يعني بالحقوق والواجبات المتساوية لمواطني البلاد. وتلك هي القيمة الأعلى والأسمى الما فوق دستورية.. لأن على أساسها ينبني الدستور ويمسى المواطن كمواطن سوداني كامل الحقوق والواجبات حسب ذلك العقد الإجتماعي بينه والدولة.
في الحلقة المقبلة سنفصل أكثر في معنى المواطنة ودولة المواطنة. ومن أين يأتي الدستور واللغة الرسمية والقوانين المدنية والجنائية .. وماذا سنفعل بالاهرامات وبالثقافة والفلكلور والجلابية والتوب والمركوب والموسيقى والوازة والجراري وغناء الحقيبة (امثلة لا حصرية). وسنتحدث تفصيلياً عن واقع السياسة السودانية هذه اللحظة ومستقبلها. وعن إتفاقية جوبا وقضايا أقاليم السودان ومركزه.. وإطروحات المركز والهامش والبحر والنهر والمثلثات والمربعات. وعن النزعات العنصرية والظلامات التاريخية وخطابات الكراهية. كما علاقة السودان بالأقليم والعالم.. وختامه: أفق دول المواطنة الحقة.
محمد جمال الدين.. تلك كانت الحلقة الثالثة من سلسلة: رسالة إلى السلفيين الجدد
Post: #5 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-10-2022, 04:00 AM Parent: #4
حوارات متواصلة في سبيل الهدف المعلن ..هنا وفي اماكن اخرى
Post: #6 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-11-2022, 10:41 PM Parent: #5
رسالة إلى السلفيين الجدد .. حلقة 4
من أين برزت كوش من غياهب التاريخ لتقول بجمعنا من جديد تحت رايتها في القرن الواحد وعشرين؟!.
من أين جاء سؤال الهوية اكثر سطوعا وحدة في هذه الأزمان الأخيرة دون غيرها؟!.
ثلاثة أسباب: السبب الأول الإستعمار الغربي وزلازل الرق وتجارته إلى الكاريبي وأمريكا الشمالية والثاني الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي/اللبرالي والإشتراكي/السوفيتي والثالث غياب دولة المواطنة.
السبب الأول عبرت عنه بجلاء فلسفة البان أفريكانزم "الأفرو عمومية" في أفكار وتجليات تنظيمية مختلفة.. أسسها أولاً الأفارقة الأمريكانيين والكاربيين في حدود العام 1900م. ثم أنتظمت أفريقيا الغربية والوسطى لاحقا. وهي بإيجاز وفي جملة واحدة فلسفة فكرية وسياسية همها الأول رد الإعتبار للأرقاء الأفارقة وبالذات في أمريكا والكاريبي الذين وقعت عليهم مظالم تاريخية فظة ما تزال نتائجها ماثلة في الواقع حتى تاريخ اليوم. كما أنها آلية للوحدة الهادفة إلى تكوين كتلة تاريخية تحقق الهدف المعلن. غير ان البان أفريكانزم لم تتسبب في تصحية النزعات العرقية و التاريخية في حيز الدول الأفريقية عندما نالت إستقلالها لأنها كانت تعمل من داخل نظام الكلية الإشتراكية. لكنها بعد كانت الأرضية التي أنطلقت منها تساؤلات الهويات الجزئية بعد إنهيار أو تراجع الحلف السوفيتي وتزلزل مفاهيم وأنظمة الإشتراكية والشيوعية أمام المد اللبرالي الرأسمالي "سيأتي تبيانه تفصيلياً، لاحقا”.
إذ سؤال الهوية (الهويات الجزئية) جاء اكثر حدة بعد انهيار المعسكر الاشتراكي. قبل ذلك كانت الشعوب والجماعات متكتلة على أسس كلية وإنسانية كونية وأسس طبقية لا يوجد عندها فرصة لسؤال العرق والتاريخ.
وكان الشعار الجبار "يا عمال العالم اتحدوا". وأن العالم منقسم إلى شرق وغرب (او شمال وجنوب) وكان الغرب الرأسمالي الليبرالي ممثلا في منطقتنا في الخليج. ونستطيع أن نقسم الأقليم الشرق أوسطي والقارة الأفريقية في أربعة أحزمة أو خطوط أيام الحرب الباردة وما تزال بعض أثارها (الحرب الباردة) ماثلة في أرض الواقع.
الأول خط الخليج: (السعودية/الامارات/عمان/قطر/البحرين/الكويت ونضف لهم الأردن وإسرائيل لأنهما يتبعان عملياً للحلف الغربي أثناء الحرب الباردة وحتى الآن في الضد من روسيا والصين وإيران .
وهذا هو الخط السلفي او قل للدقة كان سلفياً (إسلامي/عبري/رأسمالي/غربي). إتخذ من المذاهب السلفية آديويولوجيات لنظام الدولة. والعروبة في حالة هذا الخط مجرد عرق مقول به من باب التاريخ اذ هو غير فاعل آيديولوجيا. وتسيلح هذا الخط: غربي/امريكي على وجه الاطلاق.
والخط الثاني هو ما يمكن تسميته بالخط "العروبي الليبرالي" في المغرب العربي (تونس/الجزائر/المغرب/موريتانيا) يتبع او يتحالف مع فرنسا في المجمل جل الوقت . وتسلحه مختلط (روسي/غربي).
والخط الثالث والمهم" العروبي الإشتراكي: (العراق/سوريا/لبنان/فلسطين/مصر/السودان/ليبيا/واليمن. جل تسلح هذا الخط روسي صيني. وهو في معظم الوقت في عداء مع الخط الأول الغربي الرأسمالي.. وربما حتى تاريخ اليوم.. ونشهد ذلك في سودان اليوم في المظاهرات التي يقودها اليسار الإشتراكي ضد الإمارات والسعودية وفي التراشقات اللفظية من الأحزاب الإشتراكية والعروبية ضد أنظمة هذه الدول.
وقبل إسبوع واحد من الآن قال المتحدث باسم الخارجية الإماراتية (قرقاش) فيما معناه أن: الحزب الشيوعي السوداني ما زال يعيش خيال الحرب الباردة. والحقيقة أن الحزب لا يعيش الخيال فحسب وإنما هو حزب ماركسي لينيني حتى الآن في تصور الكثير من الناس (هذه مجرد أمثلة لا حصرية لتبيان الحالة عملياً أرجو عدم التركيز عليها جدلياً وترك الفكرة الجوهرية).
ومفهوم العروبة عنده آيديولوجيا (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) تسبقها وتصبغها الإشتراكية في الضد من الخط الأول الذي لا تمثل عنده العروبة آيديولوجيا وإنما الدين/أمة محمد (وفق مناهج السلفية على الأقل في الماضي، هناك تحولات كبيرة تحدث الآن في الواقع) وهو متحالف في داخله (مجلس التعاون الخليجي).
ولنتذكر من جديد: العراق (حزب البعث العربي الإشتراكي). سوريا (حزب البعث العربي الإشتراكي) ولبنان تابعة للخط الإشتراكي وفلسطين منظمة فتح كانت تنشط من لبنان. ومؤسس منظمة فتح جورج حبش ماركسي لينيني. وتوجه الحركة العمومي كل الوقت عروبي إشتراكي.
مصر جمال عبد الناصر (عروبية إشتراكية) وليبيا (العربية الإشتراكية العظمى) واليمن (الحزب الاشتراكي اليمني) حكم اليمن حتى العام 1990. وكانت حركة ظفار الإشتراكية تنطلق من اليمن لمحاربة مسقط والخليج.
والسودان موضع حديثنا هنا يتبع الخط الإشتراكي جل الوقت ويعادي الخط الأول (رسميا ً) جل الوقت. وكان اسم الحزب الحاكم في عهد النميري (الإتحاد الإشتراكي السوداني) وتسليح الجيش السوداني حتى تاريخ اليوم روسي/صيني/إيراني بما في ذلك الحركات المسلحة والدعم السريع مع لمسات غربية جديدة لكنها ضئيلة.
والخط الرابع والأخير: خط عموم القارة الأفريقية ما وراء الصحراء، أيضاً إشتراكي (بان أفريكانزم) متحالفة جل الوقت من الخط العروبي الإشتراكي تحت بند التحرر من الإستعمار الغربي الرأسمالي. إلى الحد الذي تزوج أب العمومية الأفريقية (نيكروما) من فتحية المصرية وأنجب منها ولداً أسماه جمال عبد الناصر، يعيش الآن بمصر ويعمل في مركز الأهرام بالقاهرة.
وهنا لا يوجد تفضيل قيمي او ضده ولا ذم او مدح لخط من الخطوط او المفاهيم.. فقط وصف للحالة وفق هذا التصور.
الحرب الباردة شكلت خيال العالم الحديث برمته وما يسمى بثورات الربيع العربي مخطط لها منذ أيام الحرب الباردة وعندها إستراتجيتها وتمويلها وأهمه وأوله تجريد تلك الأنظمة من الحلف والتسلح الروسي/الصيني وأخيراً الإيراني.. وفي المقابل كان الاتحاد السوفيتي ينشط في الضد من الحلف الغربي وجميع احلافه في العالم وهو حال روسيا الراهنة في تجليها الجديد.
فكل الدول التي حدث عندها الربيع العربي وتفككت تسليحها روسي/صيني/إيراني .. لنا أن نلاحظ ذلك بسهولة.
وكلها من الخط العروبي الإشتراكي أو مندغمة معه. ولنا أن نتبين بعد قليل أن لذلك علاقة مباشرة ببروز سؤال الهوية الذي نحن اليوم بصدده.
أي هو ما فعلته الليبرالية من نجاح في تفتيت الكلية الاشتراكية القائمة على الكلية الكونية "وَيَا عمال العالم اتحدوا" كشعار كلي جماعي وشمولي (هنا لسنا مع أو ضد الإشتراكية أو اللبرالية هذا مجرد توضيح مفهومي أو نحن في باب الحياد العلمي حد هذا التصور).
كانت الليبرالية تعمل على ايقاظ البنيات التفصيلية مثل القبائل والطوائف ومن هنا برز سؤال الهوية بشكل أكثر حدة (بداية بالثمانينيات من القرن الماضي وحتى الآن) طبعاً بالإضافة إلى عوامل أخرى بدورها مهمة.
وقلنا أن الثورات الربيعية حدثت في أراض الدول ذات الجيوش المسلحة بأسلحة روسية أو/و صينية أو/و إيرانية. ما عدا تونس التي عولجت مشكلتها على وجهة السرعة.
لكن مصر عانت قدراً من الزمن بعد صعود حركة الأخوان إلى سدة الحكم ثم إزاحتها.. والعراق انقسمت وليبيا تتقسم والسودان انقسمت بالفعل وسوريا ما تزال تعاني حتى أضطرت روسيا (ست الاسم) للحضور المسلح بنفسها الى ساحة المعركة.
واليمن تعاني بدورها لذات الاسباب وبسبب الحضور الفارسي المعضد من الخلف بالحلف الروسي/الصيني.
ولأن أعظم تجارة العالم في السلاح وليس البترول ولا الذهب.. وذلك جزءً من الصورة الكلية. كما تجارة السلاح تتبعها مصالح وتبادلات تجارية موازية وأحلاف سياسية وإستراتيجية.
الخلاصة أن تراجع الأنظمة والمفاهيم الإشتراكية قبيل وبعد إنهيار الإتحاد السوفيتي قاد إلى الإحتماء بالهويات الجزئية (القبلية والجهوية والمذهبية والتاريخية) مصاحبة لتزلزل أو إنحسار أو غياب المفاهيم الكلية الجامعة في الخط العروبي الإشتراكي وفي خط عموم أفريقيا ونتج عنه في بعض الحالات إنقسام الدولة نفسها.
السبب الثالث والاخير والأهم والخطير هو: غياب دولة المواطنة.. بل وغياب ثقافتها أيضا.. وضمنه غياب صيغ علمية وعملية واستراتجية للعيش السلمي المشترك في الرقعة الجغرافية.. وبالتالي الارتكاس في خيال دولة الهوية التاريخية.
تتواصل: رسالة إلى السلفيين الجدد.
محمد جمال الدين
Post: #7 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-13-2022, 09:36 PM Parent: #6
رسالة إلى السلفيين الجدد .. حلقة 5
وردني سؤال مكرر مرات عديدة على أثر سلسلة "رسالة إلى السلفيين الجدد" والسؤال المكرر بعدة صيغ، هو: ألسنا في حاجة لإسطورة كي نؤسس دولة؟. مثل شئ نجمع عليه كلنا يأتينا من التاريخ وأمجاده و الدين ومذاهبه و سكان الأرض وأعراقهم وثقافاتهم وادابهم وفنونهم؟.
الإجابة قطعاً: لا!. ليس في فضاء دولة المواطنة بل الإسطورة من مخلفات مخيال دولة الهوية.
لكن قبل محاولة الإجابة دعوني أعرج قليلاً على تخلق وتطور دولة المواطنة في منشأها الأوروبي. والذي ذكرنا أنه مختلفا عن لحظة تطورنا الراهنة. وللأسباب التي قلنا بها في الحلقة الأولى والثانية من هذه السلسلة. ولسبب آخر أهم وهو أن الإستعمار الغربي قطع التمرحل الذاتي "الطبيعي" لكثير من مجتمعات الجنوب. وطبعاً منها السودان محل حديثنا هنا.. وحاول القفز بها فوق هوة التاريخ وحشر النظم الغربية والمدنية الحديثة داخل أنساق تاريخية غير مهيئة لها بالكامل. فأوروبا حظيت بتطور طبيعي وصولاً لدولة المواطنة وحقوق الإنسان. ولو كانت دولة المواطنة هي أفضل صيغة لنظم الحكم والإدارة منذ مهد البشرية حتى الآن، فهي بعد ليست كاملة. فكل دولة تعيش وتشغل حيزها الجغرافي وحده من حيث الحقوق والواجبات المتعلقة بالمواطنين كجواز السفر وحق الإنتخاب والترشح.. والضرائب مقابل التمتع بالخدمات الأخرى.
فالمواطنة هنا لا تشمل مواطني الدول الأخرى هذا واقع طبعا. فكل دولة تعيش فضاءها. الدولة في أوروبا تطورت من دولة الهوية إلى المواطنة دون إنقطاع في النقيض من حالتنا في السودان والشرق بأجمعه.
ما حدث في أوروبا كالتالي: إن كانت دولة الهوية هي: 1- دولة العرق الواحد 2- المذهب الديني الواحد 3- التاريخ الواحد 4- الأسرة الواحدة الحاكمة تتضمن الفرد الواحد الحاكم. تم حل مشكلة الأعراق قبل مشكلة الدين التي حلت مؤخراً بداية بإتفاقية ويستفاليا عام 1648م أي بنهاية حرب الثلاثين عاما 1618-1648م. وهذه الإتفاية هي حجر الأساس للعلمانية.
ولكن القضية لم تنتهي هنا:
اذ تخلصت أوروبا ايضا ورويدا رويدا من الأسر المالكة بابتداع النظم الدستورية الجمهورية.. ثم احتفظت بتلك الاسر التاريخية التي خدمت شعوبها في لحظتها التاريخية (دولة الهوية) وجعلتها ك"أنتيك" و جزء من ارثها وفلكلورها مع بعض المهام السيادية والرمزية المحببة.
وتخلصت أوروبا أخيرأً من نظام حكم الفرد الواحد عبر النظم الديمقراطية الحديثة. وبذلك أنتهت دولة الهوية ومخيالها ليس في اوروبا وحدها بل في كل مجتمعات الغرب بمعناه الشامل.
لا ننسى سؤالنا الأول: ألسنا في حاجة لإسطورة كي نؤسس دولة مواطنة؟. وقلنا مبدئياً أن الإجابة: لا.
دولة المواطنة هي دولة العقد
الإجتماعي (العيش السلمي المشترك) وهي دولة الخطة الإستراتيجية (دولة العلم والموضوعية).
الإسطورة من خيال دولة الهوية “المنقرضة” والتي لا نزال نعيش كثير من مخيالها لأننا نعيش في عالمنا السحري "اللا علمي" والذي لا تجربة عنده من ثقافة دولة المواطنة ليس في السودان فحسب بل جل أرجاء أفريقيا والشرق الأوسط.
ويحدث خلط يسبب تشويشاً كبيراً لمفهوم دولة المواطنة يتمثل في عدم الفرز بين الدولة وفضاء المجتمع (الشعب) فالدولة في صيغتها المثلى مجرد أجهزة إدارية محايدة لا منحازة أي تقف على مسافة واحدة من جميع كيانات المجتمع الممكنة. ولكن التنوع هو خاصية المجتمع وحده “الشعب”.. ودولة المواطنة (دولة العصر) مجرد عقد اجتماعي لا غير، في النقيض من دولة الهوية.
إذ أبرز مميزات دولة الهوية التاريخية: إعتمادها على مفهوم "الأمة" الأمة الواحدة. و الأمة تعني مجموعة من الناس تجمعهم أصول مشتركة عرقية أو/و عقدية أو/و وتاريخية أو/و آيديولوجية.
وإذن تلك هي دولة الإسطورة. فعندها لا بد من تراتبية في العرق وتراتبية في العقيدة وترابية في الشرف التاريخي والأمثلة لا حصر لها في التاريخ والراهن.. أو تراتبية حسب النسق الآيديولوجي كما هو حال دولة الصين هذه الأيام “مثال للبيان”.
وهذه التراتبية هي ما نعنيه بخيال/تراث دولة الهوية المقيم بالفعل في عقول كثير منا بوعينا أو لا وعينا. هذه التراتبية في حاجة للإسطورة لتدوم وتبقى كأسطورة النقاء العرقي والإختيار الإلاهي او التفوق الحضاري اي كان أو الأولوية الحضارية أو كمال النسق الآيديولوجي إلخ.
في الضد من ذلك فدولة المواطنة لا تعرف الأمة ولا تعترف بالأمة وتتعامل مباشرة مع الفرد "المواطن" بغض النظر عن أصوله العرقية والدينية والتاريخية وقناعاته الآيديولوجية والأقليم الذي يعيش به.
هذه السلسلة المعنونة برسالة إلى السلفيين الجدد هدفها إثارة حوار بناء حول "دولة المواطنة" وكيفية إنجاز صيغة للعيش السلمي المشترك في دولة حديثة معاصرة لا إعتبارات عندها للعرق ولا التاريخ ولا المذاهب الدينية ولا الجهات أو التوجهات أي كانت. أي أن عدو حوارنا هذا رقم واحد: هو مخيال دولة الهوية كما جاء شرحه بتفصيل في الحلقة الثانية من هذه السلسلة. وتلك كانت الحلقة الخامسة.
تتواصل رسالة إلى السلفيين الجدد.
محمد جمال الدين
Post: #8 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: osama elkhawad Date: 02-18-2022, 09:07 PM Parent: #7
موضوع مهم وتناول جديد.
هل التاريخ في رايك تاريخ ديني ، كما في مخططك الحضاري التالي:
Quote: 1- مرحلة الإله آمون (السودان الأقدم)
2- التحول الحضاري الثاني (مرحل الإله أبادماك) 3-التحول الثالث: من أباداماك إلى يسوع المسيح 4- التحول الحضاري الرابع والأخير هو "سنار" حوالي 1503-1821م. هذا التحول الكبير ألغى بدوره آلهة الماضي وحول وجهة العبادة من أورشليم القدس إلى مكة.
Post: #9 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-18-2022, 11:53 PM Parent: #8
اهلا ابن الخواض
Quote: موضوع مهم وتناول جديد.
هل التاريخ في رايك تاريخ ديني ، كما في مخططك الحضاري التالي:
لا طبعا ما ديني وانما الدين المعني هنا هو تصور الانسان لذاته والايديولوجيا المسيطرة على المخيال الحضاري في كل لحظة واخرى.. هو صناعة التاريخ بلغة مختصرة
Post: #10 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-19-2022, 00:14 AM Parent: #9
تحية مجددة خواض.. ورد اعلاه:
التحولات الحضارية الكبرى:
هناك أربعة تحولات حضارية كبرى في تاريخ السودان القديم والوسيط وأربع تحولات سياسية كبرى في تاريخ السودان الحديث.. شكلت جغرافيتنا وديمغرافيتنا ولغاتنا و ألسننا ومخيالنا وألواننا وشكلت التقاسيم الإجتماعية والعقدية والآيدولوجية وجعلتنا نكون هكذا نحن بكل ما بنا من خير وشر لنا والبشرية.
كل تلك التحولات أخذت بعناق بعضها البعض في سلسلة متواصلة من الإنسجام والنفي والإصطحاب والإلغاء. التحولات الحضارية الكبرى الأربعة:
1- مرحلة الإله آمون (السودان الأقدم) حوالي 7000 سنة قبل الميلاد إلى حوالي 350 قبل الميلاد. ويعني ذلك شعوب عديدة وجغرافيات عديدة وطبقات حاكمة وأخرى محكومة وبالضرورة إذن صراعات إجتماعية من لحظة إلى أخرى وضمنه تحول العاصمة الحضارية من كرمة جهة الشمال إلى نبتة جهة الجنوب لكن دون أن يحدث إنقلاب حضاري شامل.
فالتحول الحضاري الثاني سيحدث عند لحظة مروي.
2- التحول الحضاري الثاني (مرحل الإله أبادماك) حضارة مروي 350 قبل الميلاد إلى حوالي 350 ميلادية بداية بالمؤسس "أركماني"، وتحولت العاصمة الحضارية مرة ثانية من نبتة إلى جنوب أبعد (مروي) وهي البجراوية حالياً بالقرب من شندي.
هذا التحول الكبير ألغى آلهة الماضي وبالضرورة ألغى أو أفنى الطبقات السابقة الحاكمة وحول اللغة الرسمية من الكوشية القديمة إلى المروية وربما حدث خراب للعواصم الحضارية السابقة (كرمة ونبتة “مثال”) أكبر مما حدث في إسطورة سوبا.
ولكن دائما كل تحول يحمل كثير من الصبغات الوراثية لما سبق.
3- التحول الثالث: من أباداماك إلى يسوع المسيح حوالي 400 م إلى حوالي 1500 م هذا التحول الكبير ألغى بدوره آلهة الماضي وحول وجهة العبادة من البركل إلى أورشليم القدس وبالضرورة ألغى أو أفنى الطبقات السابقة الحاكمة وربما حدث خراب للعواصم الحضارية السابقة وتحولت اللغة الرسمية من المروية إلى اليونانية (لغة الكتاب المقدس “توجد مثلاً بمتحف الخرطوم الآن أكثر من 80 وثيقة منحوتة على الصخر باللغة اليونانية تروي قصص الممالك المسيحية اليعقوبية بالذات في عهدها الأول).
وتحولت العاصمة مرة ثالثة من مروي في الشمال إلى جنوب آخر (سوبا) علوة المملكة الأهم.. هكذا كانت تفعل كل دول الهويات في التاريخ (صيغة العرق الواحد والدين الواحد والتاريخ الواحد والأسرة الواحدة الحاكمة).
تلك هي الصيغة الوحيدة في تاريخ البشرية فيما قبل دولة المواطنة الغربية الحديثة. ففي التاريخ من المستحيل أن يعيش عرقان في نفس المكان والزمان ويتمتعان بذات الحقوق والواجبات ولا دينان ناهيك عن تعدد ديني ولا تاريخان ولا أسرتان حاكمتان.. ذلك من أسباب خراب سوبا ومن قبله خراب كرمة وخراب نبتة وخراب مروي.. والخرابات الأخرى في تاريخ البشرية قاطبة.
4- التحول الحضاري الرابع والأخير هو "سنار" حوالي 1503-1821م. هذا التحول الكبير ألغى بدوره آلهة الماضي وحول وجهة العبادة من أورشليم القدس إلى مكة.
وتحولت اللغة الرسمية من اليونانية والقبطية إلى العربية وتحولت العاصمة مرة رابعة من سوبا في الشمال إلى جنوب آخر أبعد (سنار).
وبالضرورة هذا التحول الحضاري الكبير ألغى أو أفنى الطبقات السابقة الحاكمة .. ولدينا تصور أنها جماعات من الشعب الأخير الذي كانت تتشكل منه الطبقات العليا الحاكمة السياسية والدينية والمقدسة وكانت جماعة أو شعب "العنج" في أغلب التصورات.
شرح مكرر للأهمية: في التاريخ من المستحيل أن يعيش عرقان في نفس المكان والزمان ويتمتعان بذات الحقوق والواجبات ولا دينان ناهيك عن تعدد ديني ولا تاريخان ولا أسرتان حاكمتان.. ذلك من أسباب خراب سوبا والخرابات الأخرى في تاريخ البشرية قاطبة (مكرر للضرورة!).
ولكن دائما كل تحول يحمل كثير من الصبغات الوراثية لما سبق.
التحول الحضاري السناري هو الأخير وما نزال نعيشه حتى هذه اللحظة وفق هذا التصور.. إذ معظم عناصر ذلك التحول ما تزال قائمة في أرض الواقع من حيث الجوهر، ولو أنه يتزلزل أمام التحولات الديمغرافية الجديدة والآيديولوجيات الجديدة والوعي الجديد بدولة المواطنة والإعلانات العالمية لحقوق الإنسان وأخيراً موجة العولمة.
ودولة المواطنة سيكون فيها فناء النسق السناري. بحيث ستكون سنار آخر حضارة هويوية في تاريخ الرقعة الجغرافية المسماة السودان.
ولكن حدثت وتحدث تحولات سياسية كبرى داخل النسق السناري نفسه دون أن تلغيه كاملاً بل عاشت فيه وبه. وسنجد أن لكل تغيير سياسي كبير إضافته المميزة سلباً أو إيجابا على مجمل النسق.
التحولات السياسية الكبرى الأربعة (موجودة في الرسالة الثانية اعلاه)....شكرا .. بحاول اوضح
Post: #11 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: osama elkhawad Date: 02-22-2022, 02:21 AM Parent: #10
اهلا استاذ محمد
لا اعتراض على التقسيم ، لكن سؤالي او قل استفساري عن المنهجية المتبعة في تقسيم التحولات الحضارية، وهي ترتكز على التحولات الدينية. لماذا اخترت هذا المعيار الديني؟
مثلا الماركسيون يعتقدون ان الدين تجلٍ لتطورات اقتصادية واجتماعية.
وانت حسب فهمي لدراستك ترى تلك التحولات الحضارية من خلال مظهرها الديني .
Post: #12 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-22-2022, 10:39 PM Parent: #11
أهلا أسامة.. دولة الهوية في التاريخ كانت آيديولوجيتها الدين ليس غيره بما يعادل مفاهيم اليوم.. فهي دولة الدين الواحد والعرق الواحد والاسرة الواحدة الحاكمة.. و يقولون الأسرة الخامسة والعشرين في مصر مثلاً.. لذا أي تغيير جذري في الدين يعني تغيير لكل النظام السياسي والإجتماعي والطبقي ويتضمن تطهير مادي ورمزي للجماعات والأعراق التي سبقت كما هو خراب سوبا وخراب كرمة و نبتة قبله (تصور مني جديد وجدت له أدلة) ورد أن اركماني قتل جميع كهنة آمون لحظة التحول إلى أبادامك مثلاً.. وردت أسبابه سلفاً منعا للتكرار.. الدين هو القاعدة الرؤيوية للتحول الإجتماعي والطبقي كما هو أيضاً حدث في بداية الإسلام بشكل جلي وحتى القران ذم رموز الطبقات السابقة حرفياً كابو لهب والمغيرة مثلاً إلا من أنصاع.. وبرجع ليك.. كنت اليوم مشفول بكتابة الحلقة السادسة من هذه السلسلة.. تأتي أدناه
Post: #13 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-22-2022, 10:40 PM Parent: #12
رسالة إلى السلفيين الجدد.. حلقة 6
دولة المواطنة هي دولة إحترام التنوع وحسن إدارته لا قمعه!
الحديث الآن وفي السابق عن هامش ومركز وأفريقانية وزنوجة وعرب إلخ.. كلها بلا إستثناء دعوات إرتكاسية إرتدادية عن تطور التاريخ السياسي للبشرية.. وطبعاً عندها أسبابها الموضوعية. هي في جملة واحدة: في معظمها دعوات صريحة وضمنية لدولة هوية مضادة للقائمة الان والتي من المفترض لا نريد لها بديلاً من جنسها.. دولة المواطنة تعني الإحترام والإحتفاء بتنوع المجتمع وادارته لا قمعه.. دولة الهوية لا تعيش بلا قمع التنوع وإسكاته، بل تموت في الضد من دولة المواطنة، إذ لا تكون بلا إعتراف كامل بالتنوع وحسن إدارته. وقد قلنا في الحلقات الماضية بأسباب صعود النزعات الهويوية في العقود الأخيرة من عمر السودان وبل ايضاً الأقليم المحيط بنا.
عند هذه النقطة، راجع لطفاً من جديد الحلقة الفائتة رقم "5” من هذه السلسلة ولنصطحب معنا النقاط التي وردت عندها بالذات فيما يتعلق بكيفية تحول الدول الأوروبية الحالية من دول هوية تاريخية إلى دول مواطنة حديثة.
فالهوية تُمارس ولا تفرض على مستوى الدولة. تتعدد هويات المجتمع وهوية الدولة واحدة "قانون". بمعنى آخر فإن الدولة عليها أن تحترم هويات الناس قاطبة. وتقف على مسافة واحدة من جميع بنيات المجتمع المتعددة.
فمن أراد أن يقول مثلا بأنه من عشيرة بني هلال فله ومن أراد أن يقول بأنه جده الأول يوناني فله ومن أراد أن يقول لا أصل ولا فصل له فله. ومن أراد أن يقول أن ليس لي جذور في أي مكان في الأرض غير هنا فله. ومن أراد أن يقول أنا مسلم سني صوفي أو أشعري، مالكي شافعي، أو جمهوري أو وهابي إلخ.. فله ذلك.. دون أن يسعى أحدهم للإعتداء على حقوق الآخرين في ممارسة حرياتهم الدينية.. إذن تلك مشكلة.. أنت مسيحي لا يهم من أي الطوائف فلك ذلك.. ومن أراد أن يقول أنا كجور أو ديانة أبادماك فله ذلك، أو أنا بوذي، أو لا دين له على وجه الإطلاق فله ذلك. دون أن يعتدي أحد على الآخر وإلا فذلك خلل في دولة المواطنة يعالجه الدستور بالحسم والصرامة اللازمتين.
ومن أراد أن يقول بأنه من أرومة تاريخية عظيمة "كوشي حبوبتي كنداكة مثلاً" أو أي كان فله ذلك، ومن أراد أن يقول أنا من الأشراف آل بيت النبي محمد، فله ذلك، جميل، لكن دون أن يطلب من الآخرين تقبيل يده عسفاً، إذن سيدخل السجن، إلا من أراد وشاء بنفسه تقبيل الأيادي التي ظنها مباركة فهو أيضاً له ذلك.. إنها حريات شخصية "حقوق".
كل اللغات والعادات والتقاليد الإجتماعية تكون محترمة.
وحتى الإختلافات الشخصية في خيارات وأذواق البشر "المواطنين" توضع في الإعتبار من حيث الزي "المظهر" والمأكل والمشرب والرقص والغناء والعبادة إلخ.. كما الإنتماءات الآيديولوجية: أنت لبرالي تمام، أنت إشتراكي تمام، لكن دون أن تقول بتحويل الدولة إلى لبرالية أو إشتراكية “مثلاً”. تلك برامج إقتصادية متحركة ومتحولة ولكن حقوق وواجبات المواطنة هي الثابت المقدس وحده.
ومن أراد أن يتزوج على الطريقة الإسلامية المدنية فالدستور يبيح له ذلك والذي يريد الزواج على الطريقة المسيحية وهو مسيحي أو غيره لا توجد مشكلة من المفترض. ما دام المواطن يمارس حقوقه الدستورية. وكذا تسجيل المواليد والوفيات وطقوس الأعراس وشعائر الجنازة إلخ.
وإذا تبنت الدولة رسمياً لغة من اللغات القديمة أو الحديثة بما يناسب واقع المجتمع والعالم من حولنا، تمام، فقط أن لا يعطي ذلك الحق لمتحدثي اللغة بالأصالة أي حقوق إضافية على بقية المواطنين. وكذلك بالنسبة للأزياء والأغاني والأدب والفكلور والنشيد الوطني. تلك موروثات مشتركة ويتم التعامل معها كملك عام "ميري".
وبل لك إن كان ولا بد أن تؤسس حزب إسلامي ديمقراطي او سمه ما تشاء.. فدولة المواطنة في منشأها الأوروبي نفسه فيها بعض الأحزاب التي تحمل إسم الأحزاب المسيحية الديمقراطية "في هولندا وألمانيا مثلا"، لكن الحزب المسيحي لا يطالب بأن تصبح الدولة مسيحية. إذن هذه دعوة للحرب بين بنيات المجتمع لأن المسيحية ذاتها طوائف عديدة وتنظيمات عديدة مثلها والإسلام وبقية الأديان كما هو حال الأعراق والثقافات. وإنما الدولة مجرد جهاز إداري محايد والحزب المحدد لديه برنامج "حكومي مرحلي" عنده جدول زمني محدد يستطيع أن ينجزه في فترته الانتخابية إن أمكن. وإذا سقط الحزب يسقط البرنامج المحدد، والذي في كل الأحوال لا يجب أن يمس الحقوق والواجبات المتساوية للمواطنين.. تلك نقطة حاسمة في دولة المواطنة وهي الحد الفاصل بينها ودولة الهوية التاريخية المنقرضة .. وإذا تعارض الحزب السياسي مع الدستور يتوقف الحزب كله. وكذا الأمر بالنسبة للأحزاب الليبرالية والإشتراكية الأخرى أو أي كانت.
مثل هذه النظام الذي يحترم تنوع المجتمع ويديره بالصورة المثلى سيمثل وحده حاضنة مناسبة للسلم والإستقرار والحضارة. كما علمتنا تجارب الدولة القائمة الآن والتي تعمل بنظام "المواطنة" الكاملة دون السماح لهوية من الهويات بفرض صبغتها المذهبية او المجتمعية على الدولة. وإلا إذن من هنا يبدأ الشقاق والحرب كما علمتنا تجاربنا الدامية في السودان الذي أنقسم لذات السبب سنة 2011 ومهدد بمزيد من الإنقسامات إن لم نعتمد نظام دولة المواطنة الذي يعترف بالتنوع ويحترمه بدلاً من قمعه.
وقمع التنوع من ممارسات دولة الهوية التاريخية التي ما نزال نعيش مخيالها في الريف والمدن. إذن نحن أمامنا طريق ربما كان طويلاً وشاقاً في تأسيس نظام راسخ لدولة المواطنة وتوطيد ثقافتها. كما أن دولة المواطنة ذاتها إجراء وسيرورة مستمرة التطور.. إذ بدورها ليست كاملة في أعظم تجلياتها في الغرب الاوروبي حيث منشأها الأول، ولكنها بعد، هي أفضل معادلة ممكنة حتى الآن لإدارة التنوع ومن ثمة سلام وتوافق وتصالح المجتمع مع نفسه وسبباً في التفوق التكنولوجي والحضاري، كما تقول به التجارب الماثلة أمامنا في بريطانيا واليابان وهولندا ونيوزلندا وماليزيا، وفي سودان العهد الإنجليزي، على سبيل المثال لا الحصر.
في المرة القادمة سنتحدث عن لماذا "رسالة إلى السلفيين الجدد" تحديداً.. وعن العنصرية المجتمعية الواقعية وفي الميديا السايبرية وعن خطابات الكراهية.. والأسباب والحلول الممكنة.. في طريق تثبيت مفاهيم المواطنة ودولتها.
محمد جمال الدين.. رسالة إلى السلفيين الجدد
Post: #14 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-24-2022, 10:44 PM Parent: #13
رسالة إلى السلفيين الجدد.. حلقة "7”
دستور السودان المقبل وحسن إدارة التنوع!
القاعدة الذهبية لدستور دولة المواطنة، دولة المستقبل، الدولة المشروع، واحدة فقط وهي ما فوق دستورية مثلها والإعلانات العالمية لحقوق الإنسان: (الحقوق والواجبات المتساوية للمواطنين في الرقعة الجغرافية المسماة: جمهورية السودان).
ولا يهم إن حافظت الجمهورية الحالية على مساحتها الجغرافية أو تقسمت بسبب صراعات الهويات القاتلة. ذلك الواجب لا يسقط أبداً في كل الاحوال. أي في الكل والجزء سيان، لا بد منه في الختام ما دمنا ننشد دولة عصرية حديثة، دولة مواطنة حقة.
تلك هي القضية المهمة.. ولا بد أن يفصل الدستور على أساسها، وما دامت مواد الدستور تحقق ذلك الهدف على الوجه الأكمل فلا تهم التفاصيل.
والمعلومة الأخرى الذهبية: هي أننا كسودانيين مختلفين ربما في كل شئ. ولا نشبه بعضنا البعض لا في العرق الواحد ولا العقيدة الواحدة ولا الجهة الواحدة، ناهيك عن تعدد الأعراق والعقائد والجهات إلخ.. ولا نشبه بعضنا البعض حتى في مزاجات الأفراد الذاتية "المواطنين" بل الأسرة النووية الواحدة قد يختلف أعضائها عن بعضهم البعض في المظهر والسلوك والإنتماءات السياسية والمذهبية إلخ.
دولة المواطنة تحتفي بالتنوع مهما كان مقداره ونوعه وتعمل على حسن إدارته لا قمعه في الضد من دولة الهوية التاريخية.
والتجربة العملية عندنا في سودان العهد الإنجليزي إذ عنده حدثت أكبر نهضة زراعية وصناعية وثقافية وتكنولوجية وسياسية، لم تحدث في تاريخ السودان قديمه وحديثه منذ إنتهاء حضارة مروي، آخر الحضارات السودانية والبشرية الكبيرة وحتى تاريخ اليوم. وتشهد بذلك خطوط السكة حديد وخزان سنار 1925 ومشروع الجزيرة (ذو الري الإنسيابي الفريد من نوعه في العالم) وقبله كلية غرودن التذكارية 1902 والتي تحولت إلى جامعة الخرطوم، والكلية الحربية 1905، والمعهد العلمي بأمدرمان 1912 الذي تحول إلى جامعة أمدرمان الإسلامية ومدارس حنتوب ووادي سيدنا وخور طقت ومعهد المعلمين العالي (بخت الرضا) 1936، والجمعية التأسيسية عام 1945 (نظام ويست منستر) وأغاني وأشعار حقيبة الفن السودانية والنهضة الفكرية والثقافية الكبيرة آنها، وهناك المزيد طبعا.
والسبب هو ذاته: إحترام وحسن إدارة التنوع ولو تم في عهد إستعماري لا يهم.. فالعبرة بالنتائج.
والسر في تعثر التجربة لاحقاً وفي كلياتها أنها لم تاتي من مخيال المجتمع بشكل تلقائي ووفق خطة إستراتيجية موعية وطنياً وشعبياً وإنما من مخيال آخر جديد حشر في السياق التاريخي تعسفيا.. لذا حدث الإرتداد رويداً رويداً بعد إنتهاء عهد الإدارة البريطانية حتى وصلنا إلى النقطة التي نعيشها الآن من البؤس الشامل.
بعد، أظنه علينا أن نستقي من تلك التجربة العبر الضرورية لحسن إدارة تنوعنا والثمار التي جنيناها من تلك التجربة.. ونقدها وتقييمها من جديد في سياقها وظرفها التاريخي المحدد.. وطبعاً الوضع أيضاً في الحسبان التجارب البشرية الأخرى الأحدث في عصرنا الحالي.
والهدف اثارة حوار بناء وصبور ومثابر حول "دولة المواطنة" دولة المستقبل الدولة المشروع.
محمد جمال الدين.. رسالة إلى السلفيين الجدد
Post: #15 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-27-2022, 03:30 AM Parent: #14
نحو نظرية جديدة لإعادة قراءة حضارة وادي النيل.. حلقة "1” إطار نظري!
ملاحظة استباقية: هذه هي الحلقة الاولى من هذه السلسلة المخطط لها ستأتي كإطار نظري لما يليها في المستقبل. وسأعمل فيها التركيز على القسم الجنوبي من الحضارة أو ما تعارف عليه حديثاً بإسم كوش. مع إنني في مقبل الحلقات سأسعى إلى تبيان بعض الإشكالات لهذا التوصيف "كوش" من زواياه اللغوية والتاريخية والإثنوغرافية.
وأنتهي من هذه الملاحظة بالتذكير أنني هذه المرة سأعمل على تبيان ما اسميه ب"النقلات او التحولات الحضارية الكبرى" التي حدثت في تاريخ القسم الجنوبي من الحضارة.
وهذه النظرة الجديدة وإن شئت قل النظرية الجديدة "قيد التكميل" تفترض أن الحضارة بدأت أول ما بدأت وعمرت الأرض في المسافة الجغرافية الممتدة بين كرمة جنوب مدينة حلفا القديمة في سودان اليوم مروراً بأسوان ونهاية ب"الأقصر" في مصر اليوم (تسمى: طيبة قديما).
وأما بقية الحواضر شمال وجنوب ذلك كانت موجودة ولكنها أقل صلاحية لنشوء الحضارة بسبب العوامل البيئية "المستنقعات والأرض الطينية الهشة" في كل من نبتة والبجراوية وسوبا وسنار بالنسبة لجهة الجنوب والدلتا المصرية من جهة الشمال كانت في لحظة تاريخية بدورها عبارة عن مستنقعات واسعة ثم جفت رويداً رويداً حتى أصبحت صالحة للسكنى والعمران والحضارة في لحظة مستقبلية لاحقة.
وحدثت النقلات الحضارية جغرافياً في أقساط وعبر أزمان تاريخية مختلفة بسبب تغير الظروف المناخية وتصحر البيئة وقلة المياه الكافية للإنسان والحيوان والأرض.
ويمكننا أن نرصد تحول واحد كبير ناحية الدلتا المصرية والبحر الأبيض المتوسط .. وأربعة تحولات حضارية ناحية الجنوب.
وسنركز في هذه المرة في التحولات ناحية الجنوب كونها الأكثر عدداً والأكثر إنفصالاً عن ارث بعضها البعض في الضد من التحول ناحية الشمال الذي جاء أكثر ثباتاً من حيث مركزية الحضارة في الرقعة الجغرافية ولو ليس الإثنوغرافية، بعد، تلك الخاصية هيأت الظروف لإستقرار أفضل في لحظات تاريخية مختلفة. وتداخل أكبر مع الجوار الأبيض متوسطي والأرجاء الأرامية “سوريا والعراق وبقية أرجاء الشام" والجزيرة العربية وأسيا الوسطى وأخيراً روما وأوروبا الغربية” وذلك ادى الى تنوعات منمازة في الإنساق الحضارية في نفس المكان دون نقلات جغرافية للمركزية الجغرافية كما حدث ناحية الجنوب.
مع ملاحظة مهمة أن المركز القديم في كل المراحل الحضارية كان حاضراً ولكن ظلت أهميته السياسية والإقتصادية والحضارية تتراجع بشكل مستمر. حتى أضحى رويداً رويداً مجرد مكان لتكدس الأثار وجدل المؤرخين وصراع الآيدولوجيات في العصر الحديث، بالذات أيام الإستعمار الغربي وما بعده اي حين نشوء الجغرافيات الحديثة المسماة “أوطان” وهو جدل كثيره لا ينشد بالضرورة الحقيقة التاريخية او الآركولوجية او الأنثروبولوجية المحضة وإنما جله يندمج ويندغم في حقلي الآيديولوجيا والسياسة.
التحولات الحضارية الأربعة ناحية الجنوب والتي قلنا أنها جاءت منفصمة عن بعضها البعض إن لم نقل معادية لإرثها السابق وربما هو ذلك تماما!.
وأيضاً لا ننسى أننا قلنا أن النقلة التي تمت ناحية الدلتا المصرية "واحدة" لكن حدثت تحولات نوعية أيضاً جاءت منفصمة أو معادية لما سبق وبالعداء نعني "الإلغاء"، محاولة دحض السابق الحضاري كلما أمكن.
1- التحول الحضاري الأول جاء مع تحول "كرمة" إلى مركزية حضارية.. ورمزيته إستمرت في مرحلة الإله آمون (جزً من السودان الأقدم) حوالي 4000 ق م إلى حوالي 350 ق م. وبالإله آمون لا نعني مجرد رمزية دينية مقدسة وإنما يعني ذلك شعوب عديدة وجغرافيات عديدة وطبقات حاكمة وأخرى محكومة وبالضرورة إذن صراعات إجتماعية من لحظة إلى أخرى وضمنه تحول العاصمة الحضارية من كرمة جهة الشمال إلى نبتة جهة الجنوب حوالي 150 كيلومتر من كرمة لكن دون أن يحدث عند نبتة أي تغيير شامل في النسق الحضارة ومرموزاته.
2- التحول الحضاري الثاني (مرحلة الإله أبادماك وقبلته المقدسة كانت جبل البركل).. حضارة مروي 350 ق م إلى حوالي 350 ميلادية بداية بالمؤسس "أركماني"، إذ عنده مرة ثانية تحولت العاصمة الحضارية من نبتة إلى جنوب أبعد (البجراوية) حوالي 200 كيلومتر ناحية جنوب ابعد بالنسبة لما سبق، وحالياً توجد بذات الإسم بالقرب من مدينة شندي. هذا التحول الكبير ألغى آلهة الماضي وبالضرورة ألغى أو أفنى الطبقات السابقة الحاكمة وحول اللغة الرسمية من الكوشية القديمة إلى المروية (رسمياً) وربما حدث خراب للعواصم الحضارية السابقة أكبر مما حدث في إسطورة سوبا التي سنرويها لاحقاً والتي رمزت للتحول الحضاري الثالث قبل الأخير. وبرغم ذلك الإلغاء المتعمد فإن كل تحول حضاري يحمل الكثير من الصبغات الوراثية لما سبق.
فدولة الهوية في التاريخ كانت آيديولوجيتها تتمثل في الديني والإسطورة .. فدولة الهوية قبل إختراع دولة المواطنة الغربية الحديثة كانت دوما: دولة الدين الواحد والعرق الواحد والاسرة الواحدة الحاكمة تتضمن الفرد الواحد الحاكم.. و يقولون الأسرة الخامسة والعشرين في مصر مثلاً.. لذا أي تغيير جذري في الدين هو بدوره تغيير آيدويولوجي ربما يعني تغيير بالضرورة لكل النظام السياسي والإجتماعي والطبقي ويتضمن تطهير مادي ورمزي للجماعات والأعراق التي سبقت.. كما في إسطورة خراب سوبا عاصمة مملكة علوة المسيحية. وتستطيع أن تقول أيضاً خراب كرمة و خراب نبتة.. والبجراوية قبلها وبيدها.
وجاء في الأثر أن الملك الأول المؤسس "أركماني" قتل جميع كهنة آمون لحظة التحول إلى الإله "أبادامك" على سبيل المثال لا الحصر.
3- التحول الثالث: من أبادماك إلى يسوع المسيح حوالي 450 م إلى حوالي 1500 م هذا التحول الكبير ألغى بدوره آلهة الماضي وحول وجهة العبادة من البركل إلى أورشليم القدس. وبالضرورة ألغى أو أفنى الطبقات السابقة الحاكمة وربما حدث خراب للعواصم الحضارية السابقة وحول اللغة الرسمية من المروية إلى اليونانية (لغة الكتاب المقدس). وتحولت العاصمة مرة ثالثة من مروي في الشمال إلى جنوب آخر (سوبا/مملكة علوة) شرق العاصمة السودانية "الخرطوم" حاليا. ولا ننسى ان هناك مملكة اخرى شمال علوة بدورها مهمة (المقرة) ولكن النقلة التي تمت الى الجنوب بصعود علوة هي الفريدة في زمانها. كما ان علوة كانت الاكبر مساحة والاغنى ماديا وعاشت اكثر في حساب الزمن .. على اي حال لقد تم الغاء البجراوية/مروي وارثها على الاقل في العقيدة واللغة والطبقات الحاكمة. وهذا ما كانت تفعل كل دول الهويات في التاريخ (صيغة العرق الواحد والدين الواحد والتاريخ الواحد والأسرة الواحدة الحاكمة) تلك هي الصيغة الوحيدة في تاريخ البشرية فيما قبل دولة المواطنة الغربية الحديثة.
ففي التاريخ من المستحيل أن يعيش عرقان في نفس المكان والزمان ويتمتعان بذات الحقوق والواجبات ولا دينان ناهيك عن تعدد ديني ولا تاريخان ولا أسرتان حاكمتان.. ذلك من أسباب خراب سوبا والخرابات الأخرى في تاريخ البشرية قاطبة.
4- التحول الحضاري الرابع والأخير هو "سنار" حوالي 1503- إلى الآن “هذه الأيام التي نعيشها”. هذا التحول الكبير ألغى بدوره آلهة الماضي وحول وجهة العبادة من أورشليم القدس إلى مكة.. وتحولت اللغة الرسمية من النوبية القديمة و اليونانية والقبطية إلى العربية وتحولت العاصمة مرة رابعة من سوبا في الشمال إلى جنوب آخر أبعد (سنار) حوالي 300 كيلومتر جنوب سوبا.
وبالضرورة هذا التحول الحضاري الكبير ألغى أو أفنى الطبقات السابقة الحاكمة .. ولدينا تصور أنها جماعات من الشعب الأخير الذي كانت تتشكل منه الطبقات العليا الحاكمة السياسية والدينية والمقدسة وكانت جماعة أو شعب "العنج" في أغلب التصورات.
شرح مكرر للأهمية: في التاريخ من المستحيل أن يعيش عرقان في نفس المكان والزمان ويتمتعان بذات الحقوق والواجبات ولا دينان ناهيك عن تعدد ديني ولا تاريخان ولا أسرتان حاكمتان.. ذلك من أسباب خراب سوبا والخرابات الأخرى في تاريخ البشرية قاطبة (مكرر للضرورة!).
ولكن كما أسلفنا حدثت وتحدث تحولات سياسية كبرى داخل النسق السناري نفسه دون أن تلغيه كاملاً بل عاشت فيه وبه. وسنجد أن لكل تغيير سياسي كبير إضافته المميزة سلباً أو إيجابا على مجمل النسق (راجع لطفاً إن شئت التعرف على هذه النقطة تفصيلياً سلسلة رسالة إلى السلفيين الجدد).
التحول الحضاري السناري هو الأخير وما نزال نعيشه حتى هذه اللحظة وفق هذا التصور.. إذ معظم عناصر ذلك التحول ما تزال قائمة في أرض الواقع من حيث الجوهر، ولو أنه يتزلزل أمام التحولات الديمغرافية الجديدة والآيديولوجيات الجديدة والوعي الجديد بدولة المواطنة والإعلانات العالمية لحقوق الإنسان وأخيراً موجة العولمة.
ودولة المواطنة سيكون فيها التحول الجديد ونهاية النسق السناري. بحيث ستكون سنار آخر حضارة هويوية في تاريخ الرقعة الجغرافية المسماة السودان وتتحول إلى الدولة العصرية دولة المواطنة.. ويظل التاريخ يدور ويدور بنا ونحن في سفينته.. وعلينا احترام كل لحظاته لان ليس في الامكان احسن مما كان.. والا لكان!.
محمد جمال الدين
ملاحظة هامة عندي على أثر هذه السلسلة الجديدة المسماة “نحو نظرية جديدة لقراءة الحضارة”: شخصياً ضد الهوية اي كانت وضد دولة الهوية ومع دولة الحقوق والمواطنة فحسب.. في طريق دولة الإنسان والإنسانية.. الحديث هنا عن شي عملي.. فهم واقعنا الانثروبولوجي والسياسي والاجتماعي وكيفية التعامل مع تنوعنا وفهم جذوره والبيئة الطبيعية المحيطة بنا عن وعي علمي ودراية موضوعية. فأنت لن تستطيع إحترام شئ وإدارته دون الإحاطة به، أليس كذلك!.. وهذا أظنه ما يؤكده واقعنا المعيش من بؤس وسوء حال.. تلك هي القضية العملية في حسباني فالتاريخ وأثار الحضارات هنا مجرد موظف في خدمة الواقع اي الوعي العملي بالراهن “الذات والأقليم والعالم” في زمان دولة المواطنة.. دولة الحقوق والواجبات المتساوية للبشر (المواطنين في الرقعة الجغرافية) بلا اي تمييز على اساس خلفياتهم اي كانت ولا حضاراتهم اي كانت.. ماضون في الطريق الشاق والطويل طريق دولة الإنسانية.. تلك هي القضية!.
Post: #16 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: osama elkhawad Date: 03-01-2022, 05:44 AM Parent: #15
شكرا محمد على الرد الوافي الشافي بخصوص الدين كمعيار للتحول . وفي خاطري ايضا ما قال به سمير امين عن المجتمعات الخراجية والتي تعبر عن نفسها من خلال الاسطوري والديني تماما كما دولة الهوية في التاريخ حسب دراستك الرائعة.
لكن في خطاب سمير امين يوجد بعد طبقي اجتماعي ، وهو ما يغيب عن مقاربتك التي لا تجعل لدولة المواطنة حوامل لها من فئات الممجتمع.
اشرت الى نهضة كبرى اسسها المستعمر وانا اسميها تجربة التحديث الاستعماري. ولذلك اتفق معك في المقتطف التالي نصه:
Quote: والسر في تعثر التجربة لاحقاً وفي كلياتها أنها لم تاتي من مخيال المجتمع بشكل تلقائي ووفق خطة إستراتيجية موعية وطنياً وشعبياً وإنما من مخيال آخر جديد حشر في السياق التاريخي تعسفيا.. لذا حدث الإرتداد رويداً رويداً بعد إنتهاء عهد الإدارة البريطانية حتى وصلنا إلى النقطة التي نعيشها الآن من البؤس الشامل.
الا يلعب تخلفنا الاقتصادي الاجتماعي دورا مهما في ذلك الفشل؟ هل ذلك سبب في فشل ما اسميها "ثوراتنا الصغيرة"؟
مع خالص التقدير لقلمك .
Post: #17 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 03-02-2022, 08:57 PM Parent: #16
Quote: لكن في خطاب سمير امين يوجد بعد طبقي اجتماعي ، وهو ما يغيب عن مقاربتك التي لا تجعل لدولة المواطنة حوامل لها من فئات الممجتمع.
سمير أمين ينطلق من قناعاته الفكرية الماركسية ونحن طبعاً نحترم. أذكر أنه زارنا عدة مرات أيام الجامعة وأستمعنا منه إلى شرح لنظرية التبعية وللمركزية الأوربية وهو من أشتق هذا المصطلح طبعا. ففي الماركسية الكلاسيكية المجتمع ينقسم إلى ثلاث طبقات: البروليتاريا وهم البشر الذين يعملون ولكن لا يملكون وسائل الإنتاج والبرجوازية وهم الرأسماليون الذين يملكون وسائل الإنتاج. والبرجوازية الصغيرة. وفي حالة المجتمعات السودانية الراهنة فإن هذا التقسيم لا يستطيع تفسير الظاهرة بالكامل.
بل أن ذلك التقسيم الآيدويولوجي ينطوي بدوره على بذرة دولة هوية تاريخية.وإن كان هناك رافعة لدولة المواطنة في السودان فإنها ستكون في سكان المدن الكبيرة بالذات في الوسط النيلي الوسيط.
ذلك معطوف على تأثير عالم اليوم السياسي والإقتصادي والإعلامي كما نظم الأمم المتحدة والإعلانات العالمية لحقوق الإنسان التي أصبحت تضاد دولة الهوية التاريخية.
أما فيما يخص السؤال التالي حول تراجع المجتمع عن لحظة الإنجليز:
Quote: الا يلعب تخلفنا الاقتصادي الاجتماعي دورا مهما في ذلك الفشل؟هل ذلك سبب في فشل ما اسميها "ثوراتنا الصغيرة"؟
أولا أتفق مع مصطلحك "ثوراتنا الصغيرة" غير المكتملة لأن دوما تنقصها الخطة الشعبية الإستراتيجية.. وفي غياب الخطة الإستراتيجية حصل التخلف الشامل. وتخلفنا الإقتصادي سبب ونتيجة في ذات الأوان.
Post: #18 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 03-02-2022, 09:53 PM Parent: #17
دولة المواطنة في مواجهة النزعات العنصرية وخطابات الكراهية.. تسجيل صوتي مرفق من الكلوبهاوس "ندوة جرت مساء الامس".. فقط نصيحة لمن اراد الاستماع: اسمع للنهاية لان النقاشات التي جرت ذات اهمية كبيرة في تقديري.. شكرا لصبركم وفي انتظار الاستضاءة منكم بردود افعال بناءة في العام او الخاص فالموضوع ذو اهمية كبيرة وحساسية خاصة في ظل ظروف السودان الراهنة
Post: #19 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 03-03-2022, 00:49 AM Parent: #18
سأخصص حلقة خاصة لماذا الرسالة إلى "السلفيين الجدد تحديداً".. للأهمية وهذه تذكرة أيضاَ لي.. تحيات
Post: #20 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 03-06-2022, 02:06 AM Parent: #19
رسالة إلى السلفيين الجدد 8 - 8 “أخيرة" شرح وتلخيص
شرح وتوضيح: على أثر عنوان هذه السلسلة "رسالة إلى السلفيين الجدد" هل نحن نقول أن التاريخ غير مهم وأن الأصل الكوشي لا معنى له؟. لا طبعاً، إذن أنت ربما فهمت هذه الكتابة غلط بالكامل!.
هل خطر لك أن هذه الكتابة تقوم ضد أي إنتماء سياسي لتنظيم إسمه كوش أو مؤتمر البجا أو مع سلفيين او تقدميين آخرين مثلا؟. مرة ثانية للأسف مثل هذه الخاطرة غلط بالكامل!.
إذن ماذا؟.
هذه السلسلة هدفها إثارة حوار بناء حول "دولة المواطنة" في الضد من دولة الهوية (دولة الماضي) المنقرضة.
ودولة الهوية المعنية هي : 1- دولة العرق الواحد الأعلى وغيره دون 2- المذهب الديني الواحد وما غيره دون 3- التاريخ الواحد وما غيره دون 4- الأسرة الواحدة الحاكمة تتضمن الفرد الواحد الحاكم وما دونهم محكومين إلى أمد غير معلوم. هي دولة الكتلة الصماء ( الامة الواحدة) في الضد من دولة المواطنة دولة الفردانية (الفرد كوحدة سياسية وإقتصادية)..
رقم واحد: دولة المواطنة ضد أي عرق أو قبيلة أو عشيرة أو أي وشائج دم تقول بالسموء أو أي شكل من أشكال التكتل السياسي والإقتصادي والرمزي الذي قد يتسبب في الإنتقاص من حقوق الآخرين. هذا رقم واحد.
كما أن دولة المواطنة في مستواها الثاني "علمانية" تقف على مسافة واحدة من إعتقادات كل المواطنين في الرقعة الجغرافية.
وتلاتة: دولة المواطنة لا تعترف بأي تكتل تاريخي أو ثقافي عنده أي تميز أو نقاء من أي نوع بل تقف على مسافة واحدة من كل التواريخ والثقافات الممكنة في الرقعة الجغرافية في المقدار والنوع.. (من هذه النقطة بدأت هذه السلسلة "رسالة إلى السلفيين الجدد").
وأربعة: دولة المواطنة لا يحكمها أشراف "أغنياء" ولا بروليتاريا "فقراء" بل هي دولة الجميع دون أن ينتقص ذلك من الحقوق والواجبات المتساوية للمواطنين في الرقعة الجغرافية.
وخمسة: دولة المواطنة لا يحكها فرد مهما كان "لا ديكتاتورية" فهي دولة ديمقراطية تحفظ حق الترشح والإنتخاب للجميع بذات القدر.
ودولة المواطنة من المفترض أن تنجز حقوق وواجبات المواطنة المتساوية دون أن يتعارض ذلك من حيث الجوهر مع حقوق البشر الآخرين في الحياة “الإنسان المطلق أو الآخر” إشارة إلى محتوى الإعلانات العالمية لحقوق الإنسان.
وإنطلاقاً من القاعدة الذهبية الما فوق دستورية وهي (الحقوق والواجبات المتساوية) فإن من أهم الأشياء أن دولة المواطنة عمادها التنوع لا قمعه وإحترامه لا غض الطرف عنه.. والأهم حسن إدارته رسمياً وإجتماعياً بما يحقق السلام للجميع (كل المواطنين) بلا فرز على أي أس كان.
ففي دولة المواطنة ليس من المفترض أن نشبه بعضنا البعض بل العكس نحن منوعون شديدي التنوع ولكن بعد نستطيع أن نعيش في سلام وفق القاعدة الذهبية (الحقوق والواجبات المتساوية).
هل تبدو لأول وهلة هذه الفكرة حالمة أو رومانسية؟.
لا، لا أظن، لأن لا سبيل غيرها وإلا أننا سنكرر من جديد دولة هوية جديدة بمصاحبة مخيالها من نزعات عنصرية وخطابات كراهية وإقصاء وإقصاء مضاد وهكذا تدور دائرة التخلف عن ركب الحداثة والعصر والحضارة. وهو للأسف ما يقول به واقعنا المعيش.
الهوية من بروبقاندا الحرب والإنقسام والمواطنة هي المستقبل والوحدة في التنوع.
أنه يعطينا معنى أعمق للوعي بتنوعنا لنحسن إدارته ويعطينا وعي بتجارب بشر سبقونا في الوجود بما جنوا وكسبوا من خير وفير وشر ايضا.
كما أن ذلك يمثل رمزية مهمة للإلتقاء الوجداني والثقافي للوطن الواحد وبل الأوطان المتعددة مثل الاتحاد الاوروبي.
لكن مرة ثانية دون يعطي ذلك حق أعلى أو واجب أدني لأي مواطن من المواطنين في الرقعة الجغرافية. ودون أن يعطي جنسية البلد المحدد لمواطن بلد آخر لمجرد أن لغة أو لسان الأخير او عقيدته او مذهبه أو آيديولوجيته أو سحنته أو لونه أو جينه بمعنى دمه مطابق للآخر.. لا.
وعليه هنا لا معنى ولا قيمة للمسوحات والفحوصات الجينية التي كثيراً ما نسمع بها تجرى بين الفينة والأخرى في أضابير المعامل الطبية المغلقة وتخرج نتائجها تحدثنا عن تشابهنا أو بضده. تمام، نحترم.
لكن لا قيمة لها ذات اهمية في مفهوم دولة المواطنة. لكن ربما لها قيم أخرى عظيمة بدورها: ثقافية وعلمية وأكاديمية وطبية وسياحية ومتعة الكشف، ليس إلا.
وتلك العلة مثلها وما نشهد هذه الأيام الاخيرة من تفتيش محموم عن جذر يجمع الناس تحت مظلة واحدة مثل:
الأفريقانية والزنوجة والكوشية والسودانوية و العروبة والانهار والبحار وإلخ.. وهذا طبعا خطأ بين. لأن المفترض اننا منوعون شديدي التنوع (لا نشبهنا) وعلينا فقط ان نجد "فورميلا" لإدارة تنوعنا لا إلغائه باي حجة كانت.
إذن فإنه من خيال دولة الهوية، دولة التاريخ دولة الماضي، الدولة المنقرضة وهي الدولة السائدة والمقيمة في مخيال جل شعوب أفريقيا والشرق الأوسط حتى تاريخ اليوم ليس السودان فحسب. وما ذلك إلا إرتداد وإرتكاس أكيد عن سلم الحضارة، وفق هذا التصور.
تلك كانت الحلقة الأخيرة "8” من سلسلة رسالة إلى السلفيين الجدد.
Post: #21 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 03-06-2022, 10:04 PM Parent: #20
سلسلة دولة المواطنة.. دفعة واحدة! "8 حلقات قصيرة" معنونة برسالة إلى السلفيين الجدد!
كل واحدة من الثمانية تتناول موضوعا محددا يخص دولة المواطنة "دولة المستقبل/الدولة المشروع". وقد عنونتها برسالة إلى السلفيين الجدد من باب النقد الذي أقصده بناء ويتلبس الحب الخالص والإحترام ولا يضيع الرؤية.. ولا اعني تنظيم كوش الذي اعز واحترم بل أعني التيار الكوشي العريض الذي يلتئم حول تاريخ مجيد "سالف" وجلنا منه بقصد او بغيره. فالرسالة عامة وتعني أكثر بكل من يقول بمرجعية هويوية للدولة إي كانت "عرقية أو دينية/مذهبية أو تاريخية أو آيدويولوجية". وشيء اخر مهم بدوره.. ليس في الرسالة نقد أو إعتراض لحزب أو تنظيم ينشأ على أساس الهوية والمرجعيات الثقافية واللغوية ذات الخصوصية ورعايتها والحفاظ عليها والعناية بالإرث والتراث المادي والرمزي.. بل ذلك قد يكون محببا.. ولكن لا بد أن يلتزم أي كيان سياسي من ذلك النسق بالقاعدة "الذهبية" لدولة المواطنة وهي: الحقوق والواجبات الدستورية المتساوية للمواطنين في الرقعة الجغرافية.. وذلك أحسبه مشروحاً تفصيلياً في متن الرسائل المرفقة.
والهدف المعلن لا غيره: إثارة حوار بناء من نوع جديد حول الدولة التي نريد في القرن الواحد وعشرين.. ونحن نعيش كل هذا الأسى والبؤس والفشل برغم خيرات بلادنا الوفيرة وسواعد شبابنا الفتية.
وشكراً مقدماً لصبركم معي وتفهمكم لغاية المقصد.
وهنا روابط المقالات المعنية "من فيسبوك" تأتي بالتتابع.. مع ملاحظه انه يوجد ايضا في الختام رابط من سودانيزاونلاين للمقالات الثمانية ان تعثر الفيسبوك لوهلة:
حلقة 1 https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10227232277896483andid=1344875921https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10227232277896483andid=1344875921
حلقة "7 https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10227335968488683andid=1344875921https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10227335968488683andid=1344875921
وهنا رابط للثمانية حلقات من منبر سودانيزاونلاين لمن قد يتعثر عليه الفيسبوك.. رسالة إلى السلفيين الجدد.. حوار حول دولة المواطنة.. سلسلة .. 8 حلقات قصيرة!
Post: #22 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 03-15-2022, 04:51 AM Parent: #21
اطلب صبركم الجميل .. لسا عندنا شغل هنا
Post: #23 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 04-14-2022, 01:09 AM Parent: #22
طبعا.. ح نحاول نعمل تلخيص شامل لماهية دولة المواطنة في سبيل مشروع وطني جامع!
Post: #24 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 01-30-2023, 10:57 PM Parent: #23
معذرة: مكرر عبر الخطأ.. اذهب إلى الأمام
Post: #25 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: جلالدونا Date: 01-31-2023, 04:00 AM Parent: #24
سلام استاذ محمد حقيقة وقفه كتير قدام المقتبس ادناه ده
Quote: دولة الإنسانية (دولة المستقبل اي الدولة المشروع) وهي دولة إلغاء الحدود والجغرافيا وجوازات السفر أي هي دولة ما بعد المواطنة: دولة الإنسانية.. دولة حقوق الإنسان الكاملة وحقوق الحيوان وحقوق الطبيعة (الطبيعة = النبات والأرض وطبقة الأوزون).
حصر الانسانية تحت اسم الدولة لا يبعدها بعيدا عن دولة المواطنة اعتقد و ليستقيم المعني عالم الانسانية لا دولة الانسانية
Post: #26 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 01-31-2023, 09:26 PM Parent: #25
أهلاً بيك جلادونا
Quote: حصر الانسانية تحت اسم الدولة لا يبعدها بعيدا عن دولة المواطنة اعتقد و ليستقيم المعني عالم الانسانية لا دولة الانسانية
ما بنختلف. إن كانت دولة إنسانية فستشمل العالم كله وإن كان عالم إنسانية فلا بد أن يكون لهذا العالم نظام واحد موحد ولو مع إختفاء الحدود الجغرافية المصنوعة.. وهي طبعاً دولة مفترضة أو عالم مفترض.. ليس بعد.. فالعالم المتحضر يعيش دولة المواطنة ذات الحدود الجغرافية ونحن في عوالمنا المتأخرة ما نزال نعيش دولة الهوية التاريخية ومخيال دولة الهوية.
--- ملاحظة عامة: من أراد أن يعرف ماهية دولة الهوية المعنية وفق هذا التصور فله التسجيل في المداخلة الأسبق
Post: #27 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: Bashasha Date: 01-31-2023, 11:20 PM Parent: #26
العنقالي، ياجريقيس سيد الجناني، العنقالي!!
سلام ياعزيزي،
تاكد زيك كنتا عنقالي، ولكن وعيت!!
بتقول في كلام مضحك!!
هل الشمش لما تغيب، بتكون ماتت؟
هل انتا لما تمشي تنوم نهاية اليوم معناها متا؟
طبقا لاجدادنا، حنقوم من الغفوة دي في 2060م، اها شن قولك؟
تذكر، هم من وضع اساس التقويم الحالي، او مش مستعمري وعيك، ابتداءا بالثانية، وانتهاءا بالدهر اي 26,000 سنة، وهذا قبل عشرات الاف السنين، من دون معامل، جامعات، شركات، او جيوش باحثين جرارة، وانما كمعرفة لدنية، روحية، لوجه امون، خالصة!!
كنموذج ودليل خليني امسك فهمك لي مصطلح مواطن او مواطنة:
نعم مفهوم مواطن في مقابل غير مواطن، اري الاصل، اي قوقاذي!!
نعم ولانهم عبر تاريخم كانو بدو، رحل، فالمواطن في فهمم هو المقيم في رقعة جغرافية بعينها، حصريا!!
نعم البجي عابر من رقعة اخري، ده، مامواطن، وباتالي تلقائيا اجنبي اي Alien، بحكم اسلوب حياة البداوة والتنقل المستمر!!
اها بناءا عليه، الAlien ده في وعيهم كان تلقائيا، اليا، وميكانيكيا "عدو"!!
لهذا لو جيت سكة عابر من منطقة لي اخري في اوربا ذاك الزمان، فامون قال بي قولك!
نعم حقك راح، لانك اجنبي او مش مواطن، وبالتالي عدو!!
كنتيجة كانو بقبضو البجي عابر للحدود ده، او يبيعو في الدلالة، بالاقة، كما كرشة الخنذير ك"عبد"!!!
اذن ماصدفة ظاهرة الحدود الحالية بين الدول، التاشيرة، الجواز، ادارة هجرة، كفيل، بطاقة، قرين كارد....الخ!!
اتدري ايا من هذا؟
قطعا لا!!
عشان كده الطرمبة بنا حيطة في حدود امريكا مع المكسيك، وهذا طبيعي بحكم طريقة تفكيرو!!!
اما نحنو، اللي اخترعو صيغة او مفهوم دولة، فما كان عندنا خالص، مفهوم "مواطن" في مقابل "اجنبي" خالص!!
ولهذا لم تكن هناك حدود من اساسو او ما كان عندنا حاجة اسمها تاشيرة، والبجينا عابر كنا بنشيلو في عيونا، كضيف، واذا اقام فالف مرحب من دون اي اجراءت وبكامل حقوقو كانسان!!
خليك من التاريخ، في طفولتي كما كل انحاء السودان انا شفتا كيف شيخ المنطقة او زوجتو هم البقومو باكرام الضيف شخصيا، ولهذا كان هناك مبني مخصص لزوار المنطقة، مش فنادق او لوكندات من اجل الفكة!!
نعم في كل حي في حلالنا في دنقلا، لما اللواري تحتل في الرمال والركاب يتشرو، سكان الحي كانو بتولو خدمة هؤلاء ليل نهار لاقرش لاتعريفة للفوز بالجنة!!!
نعم 4 صباحا بقوم اللي عليهو الوردية يسوي الشاي بالقرقوش او يمشي يصحي الركاب النايمين علي الارض، او يزقيهم شاي الصباح!!
وقع ليك معني هكذا سلوك؟
نعم ما كانو بنظرو ل"الوافد" كعدو كما يفعل مستعمري وعيك، يالعنقالي، وانما كضيف، وبالتالي يعامل بي منتهي الكرم!!!
قال مواطنة قال، يسوي سلفية، شغل اسقاط، او يسمع في ترهات امثال الطرمبة، دون ادني المام حد ادني بي ارثو هو!!!
عالم!!
Post: #28 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 01-31-2023, 11:56 PM Parent: #27
لكن شخصياً أقسم بالإله آمون وأبادامك وزرادشت وبوذا ويسوع والله.. والله ما بفهمك.. لي عشرة سنة بقراك لكن ما قادر أفهمك .. وهسا ما فهمتك... إمكن لأن الواحد مستلب تاريخياً.. بقول إمكن.. المهم ما فاهمك (قصدي كلامك = قصدك من الكلام).
وبرغمه أستطيع أن أضحي بهذا البوست من أجلك أو كما قال فولتير.
تحيات وسعادة بيك أميرنا الكوشي الجميل.. وأعتبر البوست بوستك بس براحة علينا عليك آمون.. بس وصية صغيرة: اقرا قبل ما تكتب Please.. مع كل الحب والأمنيات الجميلة
Post: #29 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: Bashasha Date: 02-01-2023, 01:13 AM Parent: #28
ياعزيزي، تاني بقول ليك، مفهوم مواطن أو مواطنة، لو تعلم متخلف جدا، مقارنة بما قدموه اجدادنا، الاخترعو صيغة الدولة، الكانت أممية بالفهم المادي، للكل، من دون فرذ، اطلاقا!
لهذا، لو كنتا ضد ارثنا الكوشي، العايز تستبدلو بي مفاهيم مرجعية الثقافة الارية، اعلم انتا طاشي!
ماانجزتو حضارتنا، لايمكن تقارنو بالمتداول اليوم في عالم بمثل قاع، هرم، البشرية، بمعني المفردة!!
نعم ماكان اطلاقا عندنا وعي عنصري، أو فرذ نوعي، وللمرة الاولي والاخيرة الي اليوم انجزنا مشروع المساواة المطلقة مابين النوعين!! لهذا حيرانا، اباء الحاضرة الاوربية القابضة، أدونا وسام "خاتين القول"، نعم The Blameless Ethiopians
اذن مفهوم مواطنة متخلف جدا، نازي، شوفوني، مقارنة بي نموذج اجدادنا أو دولتم الكانت للبشر جميعا، دون فرذ، أو اجراءت!!
أما ارثنا الكوشي، فهو في جيناتنا مدفون، في اللاشعور، أو في وكتو حيجي مارق، لماتشرق شمس حضارتنا من جديد!!
الان إحنا نايمين، وهذا كله اجدادنا انتبهو ليهو مقدما، بل وضعو تقويم محدد كامل، للبعث كل 2٫400 سنة إن لم تخني الذاكرة من حيث الارقام!
حركة التاريخ في مرجعية اجدادنا كانت لولبية مش دايرية!!
اذن، لا شك، سنستعيد وعينا الكوشي، أو ده ماعايز نقاش اصلا، لانو حراك كوني، ولهذا اجدادنا اختارو الشمس كرمز يلخص هذا كله!!!
هل سيعود كل شئ زي ماكان، زمان، بالحرف؟
قطعا لا! الشهيد محمود، آخر رسل امون رع، بيشرح الجانب ده بي عبقرية!!
Post: #30 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: آدم صيام Date: 02-01-2023, 03:22 PM Parent: #29
تحية طيبة الأخ محمد جمال الدين ولكل إخوتي المتداخلين في هذا الجهد المبذوب فيه. أنا طبعا مع مقولة ديكارت: كلما يحتدم النقاش تتولد الفكرة بودي التداخل أكثر ولكن تنقصني أدوائي
Post: #31 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: Bashasha Date: 02-01-2023, 10:11 PM Parent: #30
العزيز محمد جمال،
ورينا الما مفهوم في كلامنا شنو؟
كونو الوعي الكوشي عائد، عائد، فهذا حراك كوني، كما حركة المجرات، وبالتالي مفروغ منه!
زي ما كلمتك هناك تقويم كامل محدد وضعوهو اجدادنا قبل عشرات الاف السنين، ولكن من منطلق روحي صرف، لاعلاقة له بالسياسة او الاقتصاد، بي فهمنا الحالي، نعم بالفهم الصوفي البحت!!
نعم هي قضية بعث روحي صرف، وموعدنا طبقا للتقويم الكوشي في 2060، والاشارت واضحة جدا الان، لما نضع في الاعتبار دور السودانية الماثل امامنا الان، بل اضيف شهر ديسمبر، الكان بمثل شهر المولد الواحد ده، الاحنا فاهمنو كالمعتاد خطأ!!
ليلة المولد "سر الليالي" في ارث اجدادنا هو يوم 24 ديسمبر، وهذا فروو بيهو الاوربيين، خريجي خلاوينا، شغل خمش كليلة ميلاد "المسيح" اللي هو تاريخيا جدنا "الاؤرو" او حورص بالعربي، وهو ايضا تاريخ ميلاد الشمس اي The Sun مش The Son، وايضا تاريخ ميلاد المهدي اي اوسار، والد "الاؤرو"!!
اسم "اردول" جايي من هنا، يالسخرية الاقدار اي "أورو، دول"!!
اي كبير الملوك!!!
باختصار السودانية طبقا لاجدادنا هي الحتمهد لعودة المهدي، اي المسيح، وهذا ممكن يكون في شكل وعي، ولكن اكرر بالفهم الروحي، مش بالفهم السياسي، لانو كلام اجدادنا دائما وابدا رمزي اومش حرفي!!
Post: #32 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-01-2023, 11:39 PM Parent: #31
نعم.. أميرنا الكوشي بكدا فهمتك.. إذ تقول:
Quote: العزيز محمد جمال،
ورينا الما مفهوم في كلامنا شنو؟
كونو الوعي الكوشي عائد، عائد، فهذا حراك كوني، كما حركة المجرات، وبالتالي مفروغ منه!
زي ما كلمتك هناك تقويم كامل محدد وضعوهو اجدادنا قبل عشرات الاف السنين، ولكن من منطلق روحي صرف، لاعلاقة له بالسياسة او الاقتصاد، بي فهمنا الحالي، نعم بالفهم الصوفي البحت!!
نعم هي قضية بعث روحي صرف، وموعدنا طبقا للتقويم الكوشي في 2060، والاشارت واضحة جدا الان، لما نضع في الاعتبار دور السودانية الماثل امامنا الان، بل اضيف شهر ديسمبر، الكان بمثل شهر المولد الواحد ده، الاحنا فاهمنو كالمعتاد خطأ!!
ليلة المولد "سر الليالي" في ارث اجدادنا هو يوم 24 ديسمبر، وهذا فروو بيهو الاوربيين، خريجي خلاوينا، شغل خمش كليلة ميلاد "المسيح" اللي هو تاريخيا جدنا "الاؤرو" او حورص بالعربي، وهو ايضا تاريخ ميلاد الشمس اي The Sun مش The Son، وايضا تاريخ ميلاد المهدي اي اوسار، والد "الاؤرو"!!
اسم "اردول" جايي من هنا، يالسخرية الاقدار اي "أورو، دول"!!
اي كبير الملوك!!!
باختصار السودانية طبقا لاجدادنا هي الحتمهد لعودة المهدي، اي المسيح، وهذا ممكن يكون في شكل وعي، ولكن اكرر بالفهم الروحي، مش بالفهم السياسي، لانو كلام اجدادنا دائما وابدا رمزي اومش حرفي!
انت رجل مؤمن (على إعتقاد جازم لا عودة فيه) .. إذاً منطلقاتنا مختلفة مية المية.. إذاً يستحيل النقاش.
فقط خليني أقول ليك أخوك بالمناسبة معجب بيك جداً في إيمانك وإصرارك مثلما أحترم كل أصحاب المذاهب والأديان العقدية وألآيدولوجيات الصمدية.. وأنت أكثر لأن لك نظريتك الخاصة أي مذهبك الخاص مثلك وكل الأنبياء أو الأمراء. وشكراً للحضور البديع.. وتستطيع أن تواصل .. مع أسمى معاني الود والإحترام
Post: #33 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-01-2023, 11:56 PM Parent: #32
أهلاً آدم
Quote: تحية طيبة الأخ محمد جمال الدين ولكل إخوتي المتداخلين في هذا الجهد المبذوب فيه. أنا طبعا مع مقولة ديكارت: كلما يحتدم النقاش تتولد الفكرة بودي التداخل أكثر ولكن تنقصني أدوائي
سعادة بيك وخد وقتك وتعال متى سمح
Post: #34 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: Bashasha Date: 02-02-2023, 06:34 PM Parent: #33
ياعزيزي، فاهم غلط!! ده صراع فكري، بالتالي لا ارضية مشتركة مابين طرح بشاشا، أو كلامك، فهذا مفروغ منه!!
عنقر مامدنقر، ده هو فهم، منطلق بشاشا، في هذا الفضاء!
تذكر بشاشا كوشي، وهذا أول مبادئ الالهة مات، المعروفة بال42 مبدا، أصل التوراة!!!!
نعم حتي في القران، تعاليما موجودة!!
نعم الصدق مع الذات قبل الاخرين، هو المدخل!
تذكر "Maat" لغة هي أصل مفردة "موت" اللي انتقلت للعربي، من اليهودية، العبرية، لسان اهلنا الفلاشا، قوم موسي!!
Post: #35 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-07-2023, 10:55 PM Parent: #34
ندوة ازمة اللون الاسود (لون البشرة السوداء/السمراء) متى وكيف ولماذا عبر التاريخ وفي السودان وفي كل مكان
مدة الفيديو حوالي 4 ساعات.. لمن عنده الصبر الجميل!
--- أظن المحتوى متعلق بهذا البوست أيضاً.. مع تحيات لكل الالوان والإحترام
Post: #36 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-07-2023, 11:02 PM Parent: #35
العرب والعروبة والأفارقة والأفريقانية Pan-Africanism... ندوة مسجلة هذه المرة:
وفق الوعد للناس المحترمة المتابعة معاي أضع رابط حلقة: معضلة الهوية بين العرب و العروبة والافارقة و الافريقانية.. من يوتوب.. مع ملاحظة أن القناة هي قناة صاحبها الشاب المجتهد (عزام عبد الله) وأنني مجرد ضيف عند هؤلاء الشباب بالكلوبهاوس واليوتوب.. شكراً لهم:
--- وهذا الحوار أظنه أيضاً متعلق بموضوعنا هنا.. شكراً للصبر والعناية
Post: #37 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-09-2023, 10:10 PM Parent: #36
برجع للزعيم أميرنا الكوشي بشاشا لاحقاً.. مع كل معاني الود
Post: #38 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 03-03-2023, 08:47 PM Parent: #37
الكوشيون، الفراعنة ام السومريون؟! ندوة مسجلة من الكلوبهاوس: راتبية الحضارات البشرية في الزمن واستمرار الفاعلية الحضارية.. ودولة المواطنة والاسطورة:
محتوى الندوة عبارة حوار حول صيغ العيش السلمي المشترك ودولة المواطنة وكيفية توطيد ثقافتها في مجتمعاتنا الافريقية والمشرقية
Post: #39 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: Bashasha Date: 03-03-2023, 10:01 PM Parent: #38
عووووك، ياعزيزي: مفهوم مواطن أو مواطنة، شي متخلف جدا، لوتعلم، عكس تصوراتك المسبقة!!
مواطن، مقابلو هو مصطلح "اجنبي" بل ابشع كمان Alien بمعني من كوكب آخر!!
الاجنبي في مرجعية الثقافة الارية، كان هو البجي سكة عابر من منطقتكتو والي منطقة اخري، وهذا كان جريمة كبري، عقوبتا العبودية!!
نعم المامواطن ، كانو بقبضو أو يبيعو بالاقة ك"رقيق"!
وقع ليك معني أو مفهوم "مواطن" النازي، المتخلف؟
قارن هذا، بي واقع دولة اجدادنا، الاخترعو حاجة اسمها دولة، الكانت عالمية بالفهم المادي، الدخول ليها، الاقامة، "المواطنة" للكل من دون فرذ اطلاقا، من دون حدود، جوازات، تاشيرة، كفيل...الخ!
علي كده ماكان هناك، من هو غير مواطن أصلا!
بالنسبة لي سومر، اعلم السومريين، كانو كوشيين، طبقا للتوراة من نواحي سنار الحالية، ولهذا عاصمتم في عراق اليوم كان اسمها Shinar، أو ملكم "نمرود" طبقا للتوراة، ابن كوش، هو اول ملك في العالم!!!
وقع ليك؟
Post: #40 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 06-24-2023, 05:21 PM Parent: #39
هدف البوست مناقشة اطروحة دولة المواطنة (الدولة المشروع) وحيثياتها التي تواكب واقعنا في بلاد منوعة البنيات الإجتماعية مثل السودان
وفي أقليم مشبع بالحروب وفي عالم متناقض الأقطاب تلك التي بينها بدورها حروب ساخنة وباردة وحروب بالوكالة.. المهمة ليست سهلة ولكن لا بد من إستمرارية المحاولة تلك هي الوسيلة الوحيدة المتاحة التي عبرها قد يتحقق الهدف (دولة مواطنة مستقرة في السودان) ولو تقسمت البلاد من جديد بفعل شدة الشقاق فالواجب في أن تتأسس دولة مواطنة فيما ظل من الأرض أو أنقسم لا يسقط.. وعندنا تجربة دولة جنوب السودان الوليدة لم تستقر حتى الآن بالقدر الكافي لأنها تمسكت بدولة الهوية الآحادية لا دولة المواطنة والأمثلة الأخرى من حولنا في القرن الأفريقي وشمال أفريقيا والمشرق الأدني والأقصى لا حد لها.. لا إستقرار سياسي أو/و إقتصادي بلا صيغة للعيش السلمي المشترك تستوعب التنوع الكمي والنوعي للمجتمع وذلك كما نشهده في الواقع وعلمتنا له التجربة البشرية التاريخية .. كل الدول الناجحة على مستوى ديمومة النظام الديمقراطي والإستقرار السياسي والإقتصادي هي دول مواطنة!
Post: #41 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 06-24-2023, 11:21 PM Parent: #40
سلسلة ندوات حول ثقافة وسياسة السودان والقرن الأفريقي والمشرق العربي أو جيو/آنثروبلوجيا السودان
Post: #42 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 07-17-2023, 03:07 AM Parent: #41
هل من مشروع يجمعنا في هذه اللحظة الحرجة!
المشكلة الأكبر من الحرب في نظري هي عدم وجود "سيستم" وغياب دولة المواطنة عملياً وغياب ثقافتها .
أعتقد أن أمامنا مهمة جادة وشاقة ولا بديل لها وهي تهيأة الأرض لسيستم عماده دولة المواطنة وإلا فمن المحتمل أن تتشتت البلاد إلى عدد من الدويلات التي بدورها ستحتاج حتماً إلى إعمال "دولة المواطنة" وإلا فلا إستقرار ولدينا تجربة إستقلال جنوب السودان فذلك الواجب لا يسقط أبدا.
البرامج الحزبية تصلح فقط لسيستم قائم ولكنها لا تخلقه من العدم. ومشاريع الهامش والمركز تصب جل إهتمامها على تفكيك دولة الهوية التاريخية القائمة دون أن تؤسس نظريا لبديلها الحتمي "دولة المواطنة" بل تسعى الى استبدال دولة الهوية القائمة بهوية اخرى مضادة وهذا طبعا خطأ ولا يجوز.
وفي غياب دولة المواطنة وغياب ثقافتها تسود القبيلة وثقافة القبيلة والمناطقية والآيديولوجيات الأممية المتطرفة.. والسودان ليس إستثناءاً، هناك تجارب عديدة من حولنا لبلدان تعاني بدورها من ذات العلة وتتفكك لذات السبب فقط بدرجات مختلفة. أرى علينا الإستفادة من تجاربها.
وعلينا أن نعمل ونأمل في حوار ينير الطريق إلى دولة المواطنة وثقافة دولة المواطنة ودحض مخيال القبيلة والمناطقية بداية بالعمل على وقف خطابات الكراهية المتبادلة والنزعات والممارسات العنصرية.. وذلك واجب كل مقتدر من االناس.
شرح مبسط لدولة المواطنة التي أعني: دولة المواطنة هي دولة الحقوق والواجبات المتساوية بغض النظر عن العرق/القبيلة والألوان والجندر والمذاهب الدينية وإلخ. وهي دولة المشاركة المتساوية في فضاء الدولة حيث يكون الإنسان (الفرد) وحدة إقتصادية ووحده سياسية في ذات الأوان يتلقى خدمات ويدفع ضرائب (حق وواجب) ويحدد قيادة هياكل الدولة عبر الإنتخابات البرلمانية والبلدية.
ودولة المواطنة هي دولة إدارة التنوع إذ ليس بالضرورة أن نشبهنا (نحن شديدو التنوع) لكن بعد، نستطيع أن نعيش مع بعض في سلام ونُنتج ونُبدع وفق سيستم = صيغة للعيش السلمي المشترك . وهذا الواجب لا يسقط ابداً حتى لو تقسم السودان مجدداً الى دولتين أو عدة دويلات لأن دولة المواطنة هي دولة الحضارة ودولة المستقبل فجميع الدول التي تقود الحضارة في الوقت الراهن دول مواطنة. ودولة المواطنة برغم أنها الفورميلا الأخيرة الأحدث في تطور نظم الدولة في سلم التاريخ إلا أنها ليست كاملة لكنها تُتمم وتُكمل كما أنها مغلقة على مواطنيها فدولة الإنسانية ذات الحدود المفتوحة ليست بعد. لكن نحن نعيش ما قبل دولة المواطنة أي نعيش دولة الهوية التاريخية ونعيش مخيالها.. لذا عملنا وجب أن يكون مضاعفاً .. ولن يكون عملاً سهلاً ولكن لا بديل له، في نظري.
ملاحظة: ساضع لاحقا روابط في المداخلات تشرح معنى دولة المواطنة وكيف تكون هي الدولة المشروع التي لا بديل لها ولا افق اخر غيرها!
---- بوست من الفيسبوك
Post: #43 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 08-19-2023, 08:37 PM Parent: #42
هل من مشروع يجمعنا في هذه اللحظة الحرجة؟
لا أظنه يوجد بعد ربما فقط تنامي الإحساس المشترك بضرورته!
Post: #44 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 09-22-2023, 02:59 AM Parent: #43
تحية من جديد.. ونواصل ما أنقطع
Post: #45 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 11-14-2023, 03:21 AM Parent: #44
الرسالة مستمرة.. على أمل التفاكر ولو ذاتي!
Post: #46 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 11-15-2023, 03:01 AM Parent: #45
ملاحظة: لا يوجد في علم الإجتماع أو السياسة مصطلح (دولة الهوية) بأي لغة كانت .. فهو وصفي الخاص وإن شئت قل مصطلحي لتوصيف الحالة بحكم الضرورة.. لا يوجد شيء إسمه في الإنجليزية ولا أي لغة كانت شي إسمه Identity State بمعني دولة الهوية وفق ما جاء في هذا التصور.. فهو مفهوم جديد مني ليس إلا.. كان سنة 2014 أول مرة.. هذا مهم لمن يتابعون الفكرة بإخلاص ورجاء عدم الخلط مع تصورات أخرى مشابهة لكن ليست مطابقة!
Post: #47 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 12-28-2023, 06:19 AM Parent: #46
تسجيل كامل لمساحة الحروب وخطابات الكراهية مع حوار مصاحب حول دستور السودان القادم.. مقترح المباديء تحت عنوان: صيغة جديدة للعيش السلمي المشترك لشعوب السودان.. ومع تلخيص ايضا كتابي في التعليقات لكل محتوى المساحة التي جرت بمنصة الرؤية الوطنية بتويتر X.. وبعده مباشرة رابطان للمجتمع المدني وتحليل جديد لخلاصة حقيبة الفن (وهذا النشر على امل توسيع قاعدة الرؤية مع العقول النيرة):
Post: #48 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 01-09-2024, 06:47 AM Parent: #47
البوست دا عنده عهد جديد ومتجدد .. لذا فليكن في الذاكرة عند من لهم منا الصبر الجميل
---- شوية ونعود الى هنا
Post: #49 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 01-20-2024, 02:05 AM Parent: #48
وسناتي بالتفصيل الى مشكلة الدستور الوطني في مستقبل السرد .. ليه بكون عبر تاريخنا حبر على ورق ويتم تغييره كما يغير الحاكم ملابسه.. وكانه اي شي فائض عن الحاجة مع انه مفترض اس صيرورة وسيرورة البلاد؟!
Post: #50 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 02-18-2024, 04:59 AM Parent: #49
نحن شعوب فقدت ذاكرتها "نحن لا نعرفنا"! في زول قلبه قوي وعايز يسمع الحقيقة المرة: منذ العام 350م نحن مستهلكين فقط غير منتجين!
بمناسبة أن النقارة والطنبور (الطمبور) ليسا إرثاً سودانياً محضاً إنما هذه الآلات عرفتها حضارات من قبل وتعرفها شعوب عديدة في الراهن (راجع البوستات المعنية) فزيادة على ذلك النوبة والطار والرق والشتم والنحاس والدنقر (آلات إيقاعية) كلها جاءت وافدة في عهود قريبة إلى السودان كما العود والكمان والجيتار والأكورديون والكيبورد "الأورج".
بالمناسبة بعد تلاشي مملكة مروي (350 ق م إلى 350 م) أي انتهاء عهد الاله ابادماك (إنتاج مخيال أصيل) واللغة المروية (آخر لغة محلية مكتوبة عبر حرفها الأصيل)... تاني ما عاد في شي حقنا بالاصالة (انتاج محلي بالكامل) كله بقى يجي من برا (الأديان والثقافات واللغات الكبيرة المكتوبة) كما الطماطم والعجور والبامية والبطاطس والجرجير جونا من برا.
كما الملبس والماكل والمشرب.. والإذاعة والتلفزيون والكمبيوتر والتلفون والإنترنت (مجرد أمثلة) وحتى طرق الحكم والتعليم والنظريات الفلسفية والعلمية. كل شيء مستورد بقواعده ولغاته ومخيالاته.
هناك شىء اسمه براءة الاختراع.. مادي او رمزي.. أليس كذلك!.
في المقابل نحن لم نصدر أي شيء ذا قيمة منذ العام 350م حتى تاريخه.
وتلك العلة التاريخية أصابت كل حضارات وادي النيل شمال وجنوب.. إذ مصر ظلت أيضاً مستقبلة منذ إحتلال الإسكندر الأكبر لها حوالي 333 ق م. والسبب (لا بد من سبب): فقدان الخطة الإستراتيجية الجامعة وتغيُّر الشروط المناخية المناسبة.
لذا "نحن لا نعرفنا" لأننا شعوب فقدت ذاكرتها الحضارية أي فقدت ذاتها (فقدت خطتها الإستراتيجية الجامعة).
لكن هناك أمل: بعض الشعوب التي فقدت ذاكرتها الحضارية إستطاعت أن تنهض من جديد عبر خطة إستراتيجية جديدة (الصين والهند مثال).
Post: #52 Title: Re: رسالة إلى أحبائي السلفيين الجدد.. وإستقال Author: محمد جمال الدين Date: 08-15-2024, 02:17 AM Parent: #51
حلقة 3 دردشات استنارة: تجربة الدولة الوطنية وتاريخها في أوروبا الغربية.. هل تفيد نظامنا السياسي الراهن في شىء في تحوله المامول الى دولة المواطنة وثقافتها؟.. فيديو .. نفتح الفيديو ونواصل قراية ان امكن لانه مكمل للكتابة اي الفكرة:
-
Post: #53 Title: Re: رسالة إلى السلفيين الجدد الكوشيين وناس ال Author: محمد حيدر المشرف Date: 08-15-2024, 06:16 AM Parent: #1
شكرا محمد جمال وانت زول فيك الفايده والله ..
Quote: وتحولت اللغة الرسمية من اليونانية والقبطية إلى العربية وتحولت العاصمة مرة رابعة من سوبا في الشمال إلى جنوب آخر أبعد (سنار).
هذا الانقلاب اللغوي الاخير للعربية لا يمكن تفسيره تفسيرا منطقيا على الاطلاق بمجموعة الدفوعات والاجابات المعلبة والفقيرة التي تتم بها معالجة موضوع الانقلاب اللغوي ده
شعوب كثيرة داخلها الاسلام وحافظت على لغاتها وهي الاكثر قربا جغرافيا من المركزية العربية الاسلامية في العراق .. لا الفرس غيروا لغتهم ولا الاتراك ولا كل الشعوب الاسيوية ... والفرس هؤلاء تاثيرهم في نشاة الإسلام تفوق كثيرا ما ترتب عن معركة القادسية والحكم العربي لفارس كما تشير بعض الدراسات التأريخية لدور أكثر مركزية في نشأة الاسلام نفسه .. وبالطبع الاتراك انفسهم كانوا مركز الحكم الاسلامي لقروب ولا يفقهون في العربية شيئا
هذا ولا اعتقد ان ان السودان السودان قد شهد هجرات عربية كثيفة قد تبرر الانقلاب اللغوي ..
لابد من وجود تفسيرات اخري تعود لما قبل سنار .. واغلب ظني بتفسيرات قد تسبق الاسلام نفسو ؟!! لا اعلم ؟!!
Post: #54 Title: Re: رسالة إلى السلفيين الجدد الكوشيين وناس ال Author: محمد عبد الله الحسين Date: 08-15-2024, 07:49 AM Parent: #53
سلام أستاذ محمد جمال
Quote: بالمناسبة بعد تلاشي مملكة مروي (350 ق م إلى 350 م) أي انتهاء عهد الاله ابادماك (إنتاج مخيال أصيل) واللغة المروية (آخر لغة محلية مكتوبة عبر حرفها الأصيل)... تاني ما عاد في شي حقنا بالاصالة (انتاج محلي بالكامل) كله بقى يجي من برا (الأديان والثقافات واللغات الكبيرة المكتوبة) كما الطماطم والعجور والبامية والبطاطس والجرجير جونا من برا.
كما الملبس والماكل والمشرب.. والإذاعة والتلفزيون والكمبيوتر والتلفون والإنترنت (مجرد أمثلة) وحتى طرق الحكم والتعليم والنظريات الفلسفية والعلمية. كل شيء مستورد بقواعده ولغاته ومخيالاته.
***ملاحظتك ذكية وفعلا تحتاج إلى عصف ذهني..عصف ذهني لمحاولة ملء الفجوات التي غابت عنا منذ سقوط مروي وحتى ما قبلها..وهي التفاصيل المتعلقة بالحياة اليومية
والعلاقة بين السكان وبين الحاكم لأن كل التفاصيل دي مهمة حتى نرى أنفسنا..ماذا قدمنا للعالم وما ذا حدث لنا وكيف كنا مقارنة بالآخرين.. كل ما نعرفه مجرد تخمينات ونحتاج إلى جهد كبير لمعرفته.. العالم الإسلامي والشرق عموما انقطعت علاقته بالابتكار والانتاج الفكري من القرن الثالث عشر..وساد الغرب بعد أن هضم وتمثل ما وجده لدى العرب والمسلمين والفرس والأتراك واليونان والرومان. أعتقد نحن منذ أن سقطت سوبا تحديدا فنحن حائرون وتائهون ومقلدون وننظر للخارج للتقليد( منذ سقوط سوبا لأنه ليس لدينا تفاصيل عما قبلها)
كنت أسائل نفسي وأنا أرى استلابنا الثقافي الواضح في الانبهار بكل ما يجيء من الخارج...أضرب أمثلة: **طقوس الزواج والختان و الحاد تغيرت وتبدلت بل تركناها في فترة لا تزيد عن ستة عقود.. حضرت زواج ابن أخي ودهشت لمفردات الاحتفال ..ليس في ازياء الناساء والشباب بل في الإشبين و توليع أضواء الجوالات و اصطفاف الأشابين
أو الاشبينات بزي موحد- ورقصة العروس و طقوس قدوم العروس والموسيقى (تغريب بالكامل). الأدهى زي العريس (زي باكستاني) حاجة تحير.
**العمة التي تمثل الزي الشعبي السوداني لا تجد اثنين لديهم نفس اللفة..طبعا بلاحظ اللفة الواحدة عند الباكستان والأفقان..
** الجلابية تحورت إلى على الله..
** طقوس عمل القهوة قديما كانت تبدأ بقلي البن و ثم دقه و بعد ذلك الاستمتاع بشراب القهوة بالفنجان.. هذه الطقوس موجودة الآن فقط عند
أهل الشرق ..
**كنت أتابع الاثيوبين أجد أنهم متمسكون بتراثهم في الأزياء وفي عمل القهوة وفي طقوس الزواج..
***كنت أقول لنفسي السودانيين ديل ناس ليبراليين للغاية وكوزموبوليتانيين جدا فهم يأخذون كل ما ينتجه العالم...هل هي جينات أم استلاب
يستعصي على العلاج؟
*** بمناسبة الانتاج الفكري والبحث نحن أضعف الشعوب العربية من حيث الانتاج الفكري عمقا وكما ونوعا... ليس لدينا روح البحث المعمق إلا ما ندر...
ليس لدينا النفس البحثي الطويل..كتاباتنا محلية.
طبعا ليس لدي سوى اسئلة و استفهامات...والأسئلة قد تكون بابا للتشخيص.
Post: #55 Title: Re: رسالة إلى السلفيين الجدد الكوشيين وناس ال Author: محمد جمال الدين Date: 08-16-2024, 09:33 PM Parent: #54
أهلا محمد عبد الله الحسين.. أسئلة جليلة:
Quote: ملاحظتك ذكية وفعلا تحتاج إلى عصف ذهني..عصف ذهني لمحاولة ملء الفجوات التي غابت عنا منذ سقوط مروي وحتى ما قبلها..وهي التفاصيل المتعلقة بالحياة اليومية
والعلاقة بين السكان وبين الحاكم لأن كل التفاصيل دي مهمة حتى نرى أنفسنا..ماذا قدمنا للعالم وما ذا حدث لنا وكيف كنا مقارنة بالآخرين.. كل ما نعرفه مجرد تخمينات ونحتاج إلى جهد كبير لمعرفته.. العالم الإسلامي والشرق عموما انقطعت علاقته بالابتكار والانتاج الفكري من القرن الثالث عشر..وساد الغرب بعد أن هضم وتمثل ما وجده لدى العرب والمسلمين والفرس والأتراك واليونان والرومان. أعتقد نحن منذ أن سقطت سوبا تحديدا فنحن حائرون وتائهون ومقلدون وننظر للخارج للتقليد( منذ سقوط سوبا لأنه ليس لدينا تفاصيل عما قبلها)
كنت أسائل نفسي وأنا أرى استلابنا الثقافي الواضح في الانبهار بكل ما يجيء من الخارج...أضرب أمثلة: **طقوس الزواج والختان و الحاد تغيرت وتبدلت بل تركناها في فترة لا تزيد عن ستة عقود.. حضرت زواج ابن أخي ودهشت لمفردات الاحتفال ..ليس في ازياء الناساء والشباب بل في الإشبين و توليع أضواء الجوالات و اصطفاف الأشابين
أو الاشبينات بزي موحد- ورقصة العروس و طقوس قدوم العروس والموسيقى (تغريب بالكامل). الأدهى زي العريس (زي باكستاني) حاجة تحير.
**العمة التي تمثل الزي الشعبي السوداني لا تجد اثنين لديهم نفس اللفة..طبعا بلاحظ اللفة الواحدة عند الباكستان والأفقان..
** الجلابية تحورت إلى على الله..
** طقوس عمل القهوة قديما كانت تبدأ بقلي البن و ثم دقه و بعد ذلك الاستمتاع بشراب القهوة بالفنجان.. هذه الطقوس موجودة الآن فقط عند
أهل الشرق ..
**كنت أتابع الاثيوبين أجد أنهم متمسكون بتراثهم في الأزياء وفي عمل القهوة وفي طقوس الزواج..
***كنت أقول لنفسي السودانيين ديل ناس ليبراليين للغاية وكوزموبوليتانيين جدا فهم يأخذون كل ما ينتجه العالم...هل هي جينات أم استلاب
يستعصي على العلاج؟
*** بمناسبة الانتاج الفكري والبحث نحن أضعف الشعوب العربية من حيث الانتاج الفكري عمقا وكما ونوعا... ليس لدينا روح البحث المعمق إلا ما ندر...
ليس لدينا النفس البحثي الطويل..كتاباتنا محلية.
طبعا ليس لدي سوى اسئلة و استفهامات...والأسئلة قد تكون بابا للتشخيص.
وقبل كل شي.. الحتة دي أهم حتة:
Quote: بمناسبة الانتاج الفكري والبحث نحن أضعف الشعوب العربية من حيث الانتاج الفكري عمقا وكما ونوعا... ليس لدينا روح البحث المعمق إلا ما ندر...
ليس لدينا النفس البحثي الطويل..كتاباتنا محلية.
طبعا ليس لدي سوى اسئلة و استفهامات...والأسئلة قد تكون بابا للتشخيص
أيوة هو تماماً وهنا مكمن التخلف الحضاري في تصوري.. لأن تجارب الأمم تنبني على تراكم التجربة.. وإن ما عندك تجربة تراكمية فح تظل تراوح مكانك من التخلف التكنولوجي والحضاري. وهو حالنا. نعيش منغمسين في دائرة أزماتنا المزمنة.
أما الحتة دي ممكن من خلالها نبدأ نشخص الحالة كلها:
Quote: كنت أتابع الاثيوبين أجد أنهم متمسكون بتراثهم في الأزياء وفي عمل القهوة وفي طقوس الزواج..
***كنت أقول لنفسي السودانيين ديل ناس ليبراليين للغاية وكوزموبوليتانيين جدا فهم يأخذون كل ما ينتجه العالم...هل هي جينات أم استلاب
يستعصي على العلاج؟
عندي شوية محاولات قديمة لمحاولة الإجابة على زي التساؤلات الصعبة دي.. خليني أفتشها وأجيبها أساهم بيها معاك .. وبرجع ليك في كل الأحوال إن ربنا هون.. ولو كمان أنت عنت ليك إجابة في النص تعال لينا بيها نصطحبها معانا
Post: #56 Title: Re: رسالة إلى السلفيين الجدد الكوشيين وناس ال Author: محمد جمال الدين Date: 08-21-2024, 11:12 PM Parent: #55
سلام عليك وسعادة بيك محمد المشرف.. دايما مميز والله وحصيف .. ما لاحظت مداخلتك إلا اللحظة دي:
Quote: وتحولت اللغة الرسمية من اليونانية والقبطية إلى العربية وتحولت العاصمة مرة رابعة من سوبا في الشمال إلى جنوب آخر أبعد (سنار).
هذا الانقلاب اللغوي الاخير للعربية لا يمكن تفسيره تفسيرا منطقيا على الاطلاق بمجموعة الدفوعات والاجابات المعلبة والفقيرة التي تتم بها معالجة موضوع الانقلاب اللغوي ده
شعوب كثيرة داخلها الاسلام وحافظت على لغاتها وهي الاكثر قربا جغرافيا من المركزية العربية الاسلامية في العراق .. لا الفرس غيروا لغتهم ولا الاتراك ولا كل الشعوب الاسيوية ... والفرس هؤلاء تاثيرهم في نشاة الإسلام تفوق كثيرا ما ترتب عن معركة القادسية والحكم العربي لفارس كما تشير بعض الدراسات التأريخية لدور أكثر مركزية في نشأة الاسلام نفسه .. وبالطبع الاتراك انفسهم كانوا مركز الحكم الاسلامي لقروب ولا يفقهون في العربية شيئا
هذا ولا اعتقد ان ان السودان السودان قد شهد هجرات عربية كثيفة قد تبرر الانقلاب اللغوي ..
لابد من وجود تفسيرات اخري تعود لما قبل سنار .. واغلب ظني بتفسيرات قد تسبق الاسلام نفسو ؟!!
لا اعلم ؟!!
شخصياً لم أقل ولا مرة واحدة أن سنار تبنت الغة العربية وإلا أردفتها بكلمة "رسمياً" لأن التاريخ يحدثنا أن اللغة الشعبية في دولة سنار على طول الخط كانت لغات أخرى محلية من قبيل البرتا والهمج والأنقسنا وحتى تاريخ اليوم اللغة العربية (عامية) هي لغة تواصل فقط وليست لغة أم وحتى ملوك سنار كانت عندهم لغة أم أخرى لا العربية.
اللغة العربية سادت كلية فقط في الوسط النيلي الوسيط (العامية الوسطسودانية) دون أرجاء السودان الأخرى.. وعندنا الأسباب معددة كتابة وتسجيلات صوتية.. بل بحث العامية الوسطسودانية هو سبب في بحث الحقيبة لا العكس:
هنا ندوة حول بحث الحقيبة تتضمن كلام عن كيفية سيادة اللغة العربية (العامية الوسطسودانية) تجد دا بين الدقيقة 11 و17
في كتابات وتسجيلات أخرى توجد محاولات مفصلة تتحدث عن كيفية سيادة العامية الوسطسودانية في الوسط وحده دون أرجاء السودان الأخرى.
تحيات محمد المشرف ومعليش محمد حسين برجع ليك ولكلامك البدوره مهم
Post: #57 Title: Re: رسالة إلى السلفيين الجدد الكوشيين وناس ال Author: محمد جمال الدين Date: 08-21-2024, 11:24 PM Parent: #55
مواصلة مع المشرف: متى وكيف ولماذا سادت اللغة العربية في الوسط النيلي الوسيط واصبحت لغة ام دون غيره من ارجاء السودان الأخرى؟
هنا حديث أيضاً قديم (متعلق) أستطعت للتو نقله على قناتي الجديدة على اليوتيوب:
متى وكيف ولماذا سادت اللغة العربية في الوسط النيلي الوسيط واصبحت لغة ام دون غيره من ارجاء السودان الاخرى؟.. اعني سيادة كلية لا توجد بجانبها لغة أخرى أم كما هو في كل اقاليم السودان الاخرى.. متى وكيف ولماذا؟.
نقلت الندوة دي (عمرها تلاتة سنوات) للتو على قناتي الجديدة المسكينة على اليوتيوب.. القناة محتاجة عونكم!.
--- الأسباب معددة أيضاً كتابة تفصيليا
Post: #58 Title: Re: رسالة إلى السلفيين الجدد الكوشيين وناس ال Author: محمد جمال الدين Date: 08-21-2024, 11:41 PM Parent: #57
خلاصة حول تعليق د. محمد المشرف : شعوب سنار الأصيلة لم تتحدث اللغة العربية أبداً كلغة أم ولا مرة واحدة وحتى تاريخ اليوم اللغة الأم لغة أخرى غير العربية.. والعربية مجرد لغة تواصل "مهمة" كل الوقت وهناك طبعاً أسباب.
بالنسبة لمداخلة محمد حسين هناك إشارات في التسجيل أعلاه بداية بالدقيقة 26 عن ليه السودانيين بحتفوا بالغريب بالتالي الأفكار الجديدة "الدخيلة" أي كانت (لا يوجد إستلاب) هناك أسباب موضوعية في التاريخ!