أبو اللمين

11:27 AM November, 14 2023

سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر

على عجل

في البدء كان النغم

محمد الأمين إنسان إستثنائي بكل المقاييس وجملة المعايير

قد تعن في الخاطر تلك المقولة التي توصف وتصنف كل ذي عاهة بأنه جبار
ويأتي التجبر هنا بمعنى التفرد والخروج عن أطر العادة ليلامس ويصل ذرىً أخرى غير تلك التي يصلها الآخرون

محمد الأمين عانى منذ سني عمره الأولى من عينيه
ولم يعجزه ذلك ويقعده عن الولوج الى فضاءات وسماوات عليه، استمسك بأفقها ومضى يصارع ويكابد متأبطا يقينه الذي لم يفتر أو يخور
ليصل الى سدرة منتهى التجلي والخلق الانساني الفاضل والجميل والعالي

أتى بما لم تأت به الأوائل
في خلق وابداع الحان موسيقية لم تكن لتتأتى لمثله إن لم يكن بكل تلك العبقرية الإلهية والإنسانية في آن
وهو الذي لم يحظ بدراسة وعلم اكاديمي بالمعنى المألوف الذي يتيح ويفتح مجالات شاسعة وكبيرة

ربما شابه في ذلك مبدعين كثر عانوا من نفس علته

ودوننا أعمى المعرة، أبو العلاء، وبشار بن برد وطه حسين وغيرهم

وهنا تتكامل الهبة الإلهية في التجلي والعبقرية مع الخلق الإنساني البشري ربما في تعويض ما هو غائب، أو مجرد الاحساس بذلك الغياب
ليتكامل الدفق والانتاج ويخرج للناس بكامل القه وجودته وجماله

وتتجلى عبقرية محمد الأمين الموسيقية فيما شهد به من رافقوه من موسيقيين دارسين وملمين بخفايا وخبايا واسرار وأغوار الموسيقى

ومن مأثور القول ما رواه محمد الأمين بنفسه عن أغنية "ذات الشجون" ولحنها الذي صاغه في وجدانه وحفظه بين حشايا ابداعه ولم يستطع اخراجه وتجسيده للعالمين
بسبب قناعته بالحاجة الى موسيقيين مختصين يمكنهم تجسيد الفكرة واقعا
وهو ما حدث بالفعل حين استعان بفتية موهوبين نهلوا وغرفوا وعرفوا الموسيقى وتقنياتها وكيفية تجسيد اللحن والمقامات المطلوبة، حسبما هي مرسومة ومنحوتة في دواخل عبقرية محمد الأمين

هذا ما رواه وقاله الموسيقار سعد الدين الطيب

تفرد محمد الأمين في الضفة الثانية من نهر الغناء، تتبدى في اختيار المفردة في معناها ومناسبتها ونوعيتها

وكم كنا نتمنى ونشتهي أن تستطيل وتكبر تجربة محمد الأمين مع هاشم صديق
ليس تقليلا من قيمة وقامة الشعراء الآخرين الذين غنى لهم محمد الأمين
ولكن لأن هاشم صديق، في نظري الشخصي، لا يعلى عليه في الشعر الغنائي، فهو "حاج ماحي" شعراء الأغنية الحديثة، وهو "أبو صلاحهم" و "متنبيهم"

ليت تلك الثنائية تواصلت واصبحت بمثل ما كانت عند عثمان وحسين بازرعة
هذا من ناحية الكم والعدد

فيا أيها الإنسان الجميل

سلام عليك في الخالدين

-يتبع-

كدي قبال ما يتبع ، يابو ذر خايفين
نفتل ليك سردية الحكي عن ذلكم الطود الأشم ، كان
لا نقول: صرحاً عملاقاً من خيالي ثم هوى ،كلا ، بل
سوف يظلُّ إميلاً ينحت و يشكل من وجداننا عالماً
يوتوبياً خالداً كمدن أفلاطون الفاضلة.
+ و لو لا أن الجو سرادق عزاء لاستدعينا موسيقارنا
الغارغ لشوشته في دباديب الموشحات الأندلسية المدعو/
أحمد ياسين ليوسعنا سرداً عن سِيَر أ ولئك العطماء حيثُ
يتربع قريبي و قريبك الباشكاتب بينهم كواسطة العقد.
+ ود اللمين من النوع الممكن تقول عليه غتيت لدرجة لا بيحكي
النكات و لا بيضحك فيهن ، حتى و |ن فعل فجل ضحكه كان تكشُّماً.
بينما تأتي النكتة منه موقفاً تلقائياً غير متكلفٍ لينتزع البسمة منك من
بين شفتيك متل مرقت بُقَّاقة ة دانكسيت من كُدُر تربالي طلَّاع نخل.
+ يوم استدعاله عمنا السر قدور ليعطر أجواء أغاني أغاني ،
قام هبشبو بي طريقتهالمسرحية المعهودة اقالللو: يا بواللمين،
دايرين نشوفك بكرة في الموعقد ، قام قريبي الباشكاتب أولن جر نور
في الجكسويات جبنو ناس نانسي عجاج و و هُدى عربي ثم جاء ببصره
على ناس عضام محمد نور و فرفور نظيم تمويهيعني و تغيبة لللتر،
ثم رجع حدر لعمك قدرور أشرعليه و قاللليو قصدك تشوفني أنت
بكرة في الموعد؟!، لا ياخو يفتح الله،و يلا خش على فرقته الماسية
وسط قهات عمما السر قدور وضجيجالبلاتو بلطرب الأصيل.
الا رحم الله كليهما و أسكنهما فسيح الجِنان.

نعم يا دفع الله
ولولا دفع الخالق الأحزان والأسي بالتجمل الراسخ
والايمان بأن لا باق إلا وجهه الازلي
لحزنا

ولكن لا حزن يسببه الموت
فالموت هو حقيقة الحقائق كلها

يقين مثبت بيد وقلم وقول وفعل الخالق الاوحد الأحد

فإذا وضعنا سفر الجسد ورحلة عودته الى شق وضفة الحياة الثانية والاخيرة
علينا أن نبتهج ونسعد ونفرح
بأن وهب الله لنا اناسا مثل محمد الأمين
يجملون كالحات أوجه حياتنا ويزينون لوحات وجودنا الغبراء بما لهم من عطايا الخالق الجميلة

قديما يا دفع الله
كان الناس حيث ولدت وعشت
حين يفارقهم عزيز ثمين وقيم وجميل
كانوا يرقصون على وقع المناحات السنية
بل المطربة
يرقص الرجال رقصة الحزن الخاشع والمؤلم
وتهتز قاماتهم رفقة تمايل سيوفهم الوضيئة
وترقص النساء وهن يكتحلن بالدموع والشدو الملحمي المنير

سعداء والله نحن
ان جاد الخالق علينا ب محمد الأمين
وإن مضى وغادر، فهو سبيل لا بد من المشي فيه وإن طالت السنين وتطاولت الرجال

وموعدنا عند لقاء الحق
حيث تتحقق ايما امنية ويتجسد كل الرجاء

وسلام عليه في الطيبين

محمد الأمين دائما ما يتحرى الجودة النوعية في أعماله الغنائية
يمكن ملاحظة ومعرفة ذلك بسهولة عند حساب عدد القصائد التي قام بتلحينها
وبنفس القدر عدد الشعراء الذين تعامل معهم
ويمكن تطبيق ذلك حتى في العدد الكلي لأعمال محمد الأمين
إذ انها ليست بذلك العدد والكم المهول من الأغنيات كما هو الحال عند بقية زملائه
ومنذ البداية لا نجد مثلا اكثر من أغنيتين أو ثلاثة أو أربعة في الحد الأقصى، من لدن كل شاعر تعامل معه محمد الأمين
كما هو الحال مع محمد علي جبارة
ونفس الشيء ينطبق مع بقية الشعراء
فضل الله محمد اسحق الحلنقي
هاشم صديق
عمر محمود خالد
مبارك بشير

وبقية شعراء أغنيات محمد الأمين

وحتى في إختيار أغنيات الحقيبة والأغنيات التراثية أو الشعبية، نجد نفس طريقة التعامل والإختيار
فقد اختار محمد الأمين "بدور قلعة" ابو صلاح ولم يخل بالبنية اللحنية العامة للأغنية مع ادخال لزمات وتوليفات موسيقية لحنية لم تجانب جذع اللحن الأساسي

بمثل ما فعل عند تناول قصيدة خليل فرح "ود مدني"
خلاصة القول هو حرص محمد الأمين على النوع والجودة وما يناسب صوته وطريقة أداءه
دون التركيز على الكم والعدد