|
Re: مقتطف أعجبني: حوار مع الشاعر محمد نجيب محم (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
* لماذا كان اختيارك الشعر ؟ – وهل كان إختبارا؟ لا يا صاحبي ،كان شيئا مني ، زملني ودثرني واصابني بكل ما اصابني،من الفقر والجوع والحب والغناء وجعلني شهيدا وشريدا ومواطنا صالحا …حين تحرك صوتي بالكلام لم أكن أعرف ماذا اقول ،وحين تحركت يدي بالكتابة كنت اسمع أصوات الحروف ،واراها تقاتل وتطارد، وتعزف الحانها …هل تعرف كم فتاة عشقها قلبي الوحيد ..؟وكم رسالة حب لونت بها سماء هذا العالم ؟ لقد كنت شقيا ولا أزال…ورغم كل جراح الفوضى التي احملها إلا أنني مرتب ومنظم جدا ..اخلق لحيتى يوميا وارتدي عمامتي كلما هممت بالذهاب إلى مناسبة زواج او تعزية وطنية … أقول لك الحق ..الشعر هو من إختارني ولم يترك لي سانحة للرد او الهروب ..هو من يكتبني ويفعل بي ما لا يصدقه أحد إلا أنا ..لقد كنت ذات يوم احد الاغنياء فى بلادي ..فأصبحت بالشعر أحد افقر الفقراء ..ولله الحمد لو لم أصبح أحد الفقراء لما كنت الشاعر الذى أصبحته الآن…ولو لم أكن أحد الأشقياء أيضا لما كنت من الشعراء الشعراء ..ولله الحمد بكرة واصيلا. * هل الطبيعة السودانية وعاداتها كان لها وجود قوى بكتاباتك ؟ – دون شك أخي ،الطبيعة مبعث الهام ،هى نافذة تنظر من خلالها الروح وتبحر فى سمائها وارضها ،القمر الذى يضيء فى السماء يرمي ضوءه وحسنه علينا ويمنحنا متعة ان نقول للحبيبة يا قمر ..وذاك النيل سلسبيل الحياة الذى يسقي الناس والزرع والضرع يمنحنا السكينة والأمان.. منذ أمد بعيد .. يوما كنا نختار أجمل بناتنا لتكون عروسا له ..إيه يا زمان…اما تلك الجبال ..التى تعانق الخضرة والشلالات والقمح والسمسم ..وتلون قممها فى جبل مرة فهى الملهمة التي يبحث كل شعراء السودان عن أحضانها وعيونها ..وانا من أولئك الشعراء ..كم كم تغزلنا فى بهائها ونقائها وجمالها وروعتها …الطبيعة السودانية تحرسها سيرة التاريخ المضىء ..جبال كررى والطوابي وبوابة عبد القيوم وقبة المهدي وبيت الازهرى وسيرة على عبد اللطيف ..والاهرامات فى مروى ..ويعانخي وترهاقا ومهيرة بت عبود …و…و…الم يقول العلماء مؤخرا أن أصل السلالات الإنسانية كلها جاءت من السودان …السودان هو أم العالم …الا يستحق كل هذا الجمال ان يكون له وجود فى حبرنا ودمنا وحروفنا..اما عاداتنا وارثنا الشعبي والوطني والإنساني واحلامنا وتفاصيل ايامنا هى المنبع الذي ننهل منه ..احسبني شربت كثيرا وطويلا من الطبيعة والعادات النبيلة ولونت سماءها ونجومها باغنيات القلب واشواق الأمواج للسواحل ..ولاحلام حبيبتى فى يوم زفافها..السودان هو متعة الحياة وبهجتها..هو انهار القصائد التى لا تكف عن الجريان.
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة مداميك، لقراءة المزيد قم بزيارة... https://www.medameek.com/؟p=132759https://www.medameek.com/؟p=132759 .
|
|
|
|
|
|